الشهداء مجلدات بلا إنتهاء..وذكراهم دائمة بلا إنقطاع!!

بقلم/عبدالجبار الغراب

الشهداء عظماء الذكر والتذكر فهم للذاكرة خالدة باقية دائمة ثابتة لايمكنها نسيان عطاءاتهم ولاما قدموه في سبيل تحرير اوطانهم ، فلهم الإسهامات وهم من قدموا أنفسهم وضحوا بها ، ولهم أدوارهم الكبيرة التي لايمكن إحصائها أو حتى عدها لحجمها الرفيع والكبير في مواجهتهم لمخططات قوى الشر والإستكبار العالمي ، والذين هم وعلى مر الأزمان مستضعفين للإنسان في كل مناطق ودول العالم الإسلامي عمومآ وكبيرتهم أمريكا وربيبتها إسرائيل وأعوانهم من الغرب وأدواتهم الأعراب المتصهينين وبالخصوص ممن تعاون معهم على ضرب وتدمير الإسلام وقتل المسلمين وعلى رأسهم حكام أراضي نجد والججاز مملكة بني سعود بإسمها الجديد وأمراء دويلة الإمارات من أعلنوا التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل للمسجد الأقصى مند أكثر من سبعة عقود ، وعلى هذا الشكل فقد أستخدم الأمريكان سياساتهم نحو تنفيذ كل المخططات التي تتمحور على العديد من المرتكزات والقواعد والترتيبات التي من شأنها تعزز دورهم في منطقة الشرق الأوسط بالذات بل أنها سارت ضمن المخطط المرسوم تحت مقولة خلق شرق أوسط جديد ، فتم إفتعال الأحداث ومن ثم رسم معالم المخططات ، والمشي نحو إيجاد كافة الوسائل والأساليب والأدوات لغرض السيطرة والإستحواذ على المنطقة بأكملها لخدمة الكيان الإسرائيلي أولا ومصالحها ثانيا.

فتصدت قوى إيمانية خيرة ضد سياسات أمريكا في المنطقة ، ليكون لتنوير درب الطريق مسالكه الإيمانية في بروز وظهور قادة ربانيين أسست الطريق وفق معالم ومراحل للجهاد والتصدي لمخططات الأمريكان ، فكانت لها الدور الكبير والإسهام الفعال في مواجهة قوى الشر والإستكبار ، فترسخت مفاهيم الهداية في النفوس وتزكيتها بالوقوف في مناصرة ومساندة المستضعفين ، هذا التأسيس الفعال هي ثقافة القرآن الكريم بمعناها الصحيح وفق منهج كتاب الله المبين الذي أسهم في إيجادها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ، لتجد طريق النور في شق معانيها الكبير للإرتباط بالله وبهداه القويم وبتقواه الحكيم ، لتتعدد مختلف المسارات في المواجهة وتخلق صداها الواسع في كل مجالات التضحية والفداء وكشفها لكل مخططات الأعداء.

فكان لبروز وظهور قادة تنويريين مستبصرين الإيمان وكتاب القرآن مرشدآ للطريق والوقوف في وجه المستكبرين الأمريكان والصهاينة والعمل من أجل الإنتصار للشعوب المستضعفة من العرب والمسلمين هو تكمله للمشوار الذي أسس بدايته السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي والسير على خطاه بحكمة وإستناره مهداه من الله تولاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، ليكون لدوره الجهادي والقيادي المبذول والمسخر لمواجهة الأعداء والعملاء المتغطرسين من الأمريكان والصهاينة كشفها لكل مخططات الإعداد للإستيلاء على اليمن وخيراتها وخاصتآ بعد شعور الأمريكان بخروج اليمن عن دائرتهم بفعل أحداث أعدوها مطلع العام 2011 والتي عكست كل أهدافهم ومخططاتهم في جعل اليمن تحت سيادتهم ، لتزداد بصيرة الدفاع والتي خلقت مختلف أنواع الجهاد للدفاع عن سيادة اليمن وشعبها ، فالقيادة الجهاديه الثورية في اليمن سارت في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي ، وأمتدت وصولها لمختلف أنواع المواجهة في تحقيق النصر والبناء والتلاحم الداخلي ، وذهبت وتوسعت في الإنتشار لتشكل العديد من الملامح الغزيرة بالإيمان والتعاون والأصطفاف الشعبي ، ليقدم اليمنيون الشهداء الطاهرين أرواحهم الزكية التي حققت الإنتصارات وقدمت التضحيات الجبارة في سبيل الخلاص من قوى النفوذ والسيطرة والإستحواذ فلا يمكن لمن أراد حصرها ولا ان تستوعبها مجلدات لذكر شمائلها وخصالها الرفيعة الحميدة في عطاياتها وتضحياتها وفداءها.

فالشهداء هم العظماء المذكورين في القرآن الكريم ، المخلدين أحياء لا أموات عند المولى العزيز المنان (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) فذكراهم يتوارثها أجيالا وراء أجيال ، قدموا أنفسهم في سبيل الله لنصرة دينه وإعلاء كلمته والدفاع عن المستضعفين في أرضه ، فهم الأعمدة الثابتة التى أرتوت بدمائهم الزكية أرض اليمن الطاهرة في سبيل الدفاع عن المستضعفين الذين كانوا تحت هيمنة قوى الشر والإستكبار ، فالشهداء أرتوت الأرض بدمائهم الزكية ليحصد ثمار جهادهم وتضحيانهم كل الناس والأجيال القادمة ، فهم يمتلكون المجد والتاريخ العظيم والذي يتجدد ذكر مواقفهم في كل العصور ، وتبقى معالم نضالهم لأعمدة ثابتة تم تأسيسها بدمائهم الزكية الطاهرة ، ليكون لذكر ماضهم ذكريات يفتخر بها كل الأجيال ، ولتاريخ مواقفهم المشرفة في الدفاع عن الدين والوطن مكتوبة في أنصع صفحات التاريخ الذي لايمكن نسيانه على الإطلاق ، فلا يمكن ولايستطيع الحاقدين المستكبرين القيام بتشويه سيرة المجاهدين الأبطال ، ولا حتى تغير معالم ووقائع جهادهم ولا تحجيم دورهم المحفور بقلوب كل المسلمين والمحبين للسلام والأمن والمساواة والعدالة عند كل شعوب العالم , ولا حتى يمكن لهم ان يغيروا من أنتمائهم الكبير وحبهم لدينهم الإسلامي الحميد ولا بشخصياتهم الوطنية الممزوجة بدمائهم الطاهرة الموزع في كل أرجاء الوطن.

فالشهداء هم مجلدات بلا انتهاء لمن اراد الجمع والكتابة عن كل تضحياتهم وعطاءاتهم لانها امتداد تتوسع وتترشح وهم لهم ذكرى دائمة بلا إنقطاع وهم الأعمدة واللبنات الأولى في إسهاماتهم للتأسيس والبناء , ولهم كل الأدوار والفضل بعد الخالق العزيز المولى في الوصول الى كل ما يحقق العزة والفخر والشموخ والإعتزاز لشعب اليمن والإيمان ، وبهم كانت لكامل الحقائق كشفها وتوضيحيها ، وللوقائع تم تغيرها عكس ما رتب المستكبرين لها ، فبتضحياتهم انطلقوا ضمن العديد من المسارات الجهادية وتوزعت كفاحاتهم على مختلف الجوانب والمحاور العديدة التى تحقق كل أماني وأحلام الشعوب في النهوض والحرية والاستقلال ، فكان للشهداء قيادات جهادية أمتلكت الهدى من الله والتقوى وسارت ضمن نواحي الإعداد والتجهيز ضد قوى الشر والبغي والظلام.

فكانت للمسالك والرؤى والنظر الى قادم النهوض والتطور ومواكبة التقدم السريع في مختلف العوامل التى تساعد في إسعاد الشعب اليمني رغم العدوان وفي ظل الحصار عوامل ملازمة للجهاد في الجبهات ، وللتخفيف من معاناة الشعب اليمني أولوية قصوى ومستعجلة , والنظر الى شمولية الإصلاح في كل مرافق الدوله والعمل على إظهارها في مختلف جوانبها التي من خلالها يتحقق الأمن والإستقرار وتساعد في تحقيق أحلام وتطلعات كامل شعب اليمن والإيمان والعيش بحريه وأمان بعيدآ عن كل أشكال الوصايا والتبعية والهيمنة والتحكم بالقرار الخارجي او من هم لهم إرتباط بدول الإستكبار ، فكان للدعم الكبير والإسناد في كل جبهات العزه والكرامة والقتال شكلها الغير ودورها الغير مسبوق بمختلف أنواع الدعم المالي والغذاء وبالرجال المجاهدين وبأعداد كبيرة وفي تقديم وإنشاء وتجهيز وإيجاد مختلف الإمكانيات التى تكون رافدا في تعزيز ومساندة الجيش واللجان في التصدي ومواجهة العدوان ، فالصناعات والتطورات وانشاء المعسكرات والتدريب وتخريج مختلف الكوادر كانت لها بصمات انتشرت وأعطت الثمار في مختلف الساحات للبناء والدفاع سخرها وأصرا على إيجادها الرئيس الشهيد صالح الصماد فعلينا ان نكون أوفياء في تقديم الوفاء لتضحيات ونضال الشهداء وبكل أنواع الإستطاعه كأفراد ومجتمعات وحكومة لمبادلة ذلك الوفاء المقدم بالدماء بواقع ملموس ومشاهد بدعم وإسناد أسر الشهداء ومساعدتهم ، وهذا واجب ديني ملزم على كل مؤمن يحب الله ويقتدي برسوله الأمين محمد صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطاهربن.
والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا