“” الشهداء , لهُمُ الحياةُ ولهُم الخُلودُ وَلهُم الفوزُ العظيم “
عين الحقيقة / حمزة حميد المغربي
سيخلِّدُ التأريخ شهداءَ اليمَن الأطهار و ستتناقلُ الأجيال قصصهم وتضحياتهم ومواقفهم جيلاً بعد جيل وسيَتمنّى كُل يَمني لَو أنه نالَ ذلك الإصطفاء و سيندم كُلُّ من قعدَ و تخاذل عَن التحرُّك في مثل هذهِ الظروف التي يميزُ الله بها الخبيثَ من الطيّب ,
وسيحكي التأريخ بأنّ كثيراً من أطهرِ و أطيبِ البَشَر واجهوا الظلم والإستكبار بشدّة , نَصروا دين الله والمستضعفين من عباده باذلينَ في سبيل ذلك أنفسهم و أموالهم حتّى صَعَدَ العظماءُ إلى السماء و كانوا فعلاً هُمُ الأحياء مرَّتين ,
الأولى تلكَ الحياة الأبدية التي تحدّث عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه واصفاً لهم بـ ‘أحياءٌ عند ربهم يُرزقونْ’ وهي نعيمٌ سرمدي و خَلاصٌ من عذابِ الله و أمان من ناره و يوم نفخ الصور ,
و جناتٌ وصفها الله بكثير من الآيات معزّزا بها للمعنوياتْ و باعثاً من خلالها لهم التطمينات و الوصف الذي لا يمكُنُ تخيّلهُ عن تلك الجنات و رَوعَة النجاة ,
الثانية هيَ تخليدُ الأمة لهم و الأهتمام بأسرهم و الإفتخارُ بتضحياتهم و الإقتداء بطريقهم الذي كانَ و سيكونُ هو ‘الصراطَ المستقيم’ بأرقى درجاته و أعلى مراتبه فهوَ صراطُ ‘الذينَ أنعَم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين ‘ ,
نعم والشهداء , وبهذا فعلاً سيكونُ بيعهُم لله أربحُ بيعاً و أكثر ريعاً و أغلى ثمناً ومن قبضَ ذلكَ الثمن من خالقه فقد فاز – حقاً – الفوزُ العظيم .