الشهداء فخر الأمم…
عين الحقيقة/ عبدالحميد تاج الدين
الشهيد ،
مهما اعطى انسان بمجمل عمره كله ، فلن يكون عطاءه كمن يهب روحه ويرحل عن هذه الحياة ، هذا شي واضح وأكيد ، فليست الشهادة بالبساطة بحيث تنال ، بل الشهداء يصطفيهم رب العالمين لمن اخلصوا له صدق الاخلاص وباعوا نفوسهم له وتركوا كل متاع وخطط ولعب ومشاريع ومال وبنون في هذه الدنيا ، ابتغاء لوجه ربهم في رفع الظلم عن اهلهم وناسهم والدفاع عن كرامة وعزة قومهم ووطنهم وقضيتهم العادلة .
فمن سوى الشهداء من ينسجون الأساطير البراقة ويكتبون التاريخ بدمائهم الطاهرة .
كما في كل الشعوب من مختلف الاجناس ، لم تبنى الحضارات وتشيد المنجزات العظيمة الا بتضحيات كمثلها من كل شعب وأمه ،
وكما هي حالتنا في بلادنا منذ عامين وأكثر ،
نخوض معركة التحرر والاستقلال ضد عدوان ظالم همجي جاء ليعيد البوصلة لما كانت عليه ، ويستمر بنهب البلاد بعد أن لفظ الشعب زمرته وعملاءه العاكفين عليه منذ عقود ،
فالفضل الاول والاخير بعد الله لكل هذا الصمود الاسطوري والمتعاظم يعود للشهداء من ينبتون بدمائهم الأشبال الصامدة ،
فهم فخر لكل الأجيال القادمة ، وستقام لهم الذكرى كل عام تيمناً وتعظيما واجلالا وفخراً ، كما تفخر كل الأمم بعظمائها الذين استشهدوا حين كانوا يخوضون معركة الإستقلال والتحرر ، مهما كانت الدعايات والخزعبلات والاشاعات حينها .
ولكل من يتطاول او يسخر من تضحية قاموا بها ، فنقول له فكر قليلا انك تضحي بأعز وأعظم شي فيك وهو روحك وحياتك ! هل تحسبه هيناً ؟ ثم اليس بفضل هذه التضحيات انت الآن في مأمن ، وتتفلسف وتكتب وتنشر وانت قرير في بيتك ؟
من الذي يحمي عرضك وشرفك واولادك ويأمن أيامك ؟ اليس بفضل المجاهدين الشعث الغبر الذين يقدمون الشهداء منهم يومياً وانت على الوسادة في الفراش تسخر منهم ؟!
لولاهم بعد الله لكنت الان مشرد بالجبال والجروف او في غياهب ومعتقلات الانجاس او مصلوباً في قارعة الطريق مع اهلك ، ولا تقل لي ما التهمة !! ، فانت تعرف تهمتهم الجاهزة لكل مايمشي ع الارض !! ، بل ان سألت عن التهمة فأجبني ما التهمة التي جنتها اليمن من البداية ، لكي تحصل على كل هذا التدمير والقصف المتواصل والحصار من تحالف عالمي وصمت وتكتيم كوني !!؟؟
فسلام الله ورحمته على الشهداء العظام ، من رأو بنور الله وبصيرته بواطن الأمور في كل حين ، وأناروا الدرب لمن بعدهم