الشعب اليمني يقول كلمته لا يوجد للغزاة والمحتلين متسع في اليمن سوى المقابر (تقرير)
تقرير/ جميل مسفر الحاج
بدأت أمريكا في تنفيذ مخططها الاستعماري تحت مبرر طال ما استخدمته في احتلال الشعوب وهو محاربة ما يسمى القاعدة، التي مولها التحالف السعودي الأمريكي لقتال الجيش واللجان الشعبية وأبناء الجنوب قبل عدة أشهر.
تزايدت أعداد الجنود والآليات العسكرية الأمريكية إلى المحافظات الجنوبية , مما جعل الأراضي اليمنية في الجنوب ترزح تحت احتلال أمريكي علني , رغم كثرة المسميات والمبررات الواهية التي تتشدق بها قوات الاحتلال الأمريكية , ومنها محاربة ما يسمى القاعدة التي استخدمتها أمريكا كذريعة لاحتلال عدد من دول العالم كأفغانستان والعراق وغيرها من البلدان الأخرى , وها هي الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم نفس الذريعة في إدخال قواتها العسكرية واحتلال أجزاء كبيرة من الأراضي اليمنية.
وها نحن اليوم نرى أمام أنظارنا قوات أمريكية تنتهك السيادة اليمنية وتحتل أراض شاسعة من اليمن وبتواطيء من عملاء الرياض , ورغم ذلك هناك تهرب من المسؤولية وإنكار لما نراه ولهذا عملنا في هذا التقرير على كشف وتجميع الحقائق حول هذا الموضوع.
قاعدة العند في لحج محطة استقبال لقوات الاحتلال الأمريكية ومركز لتنفيذ الأجندة الاستعمارية
تحت مبررات وذرائع عديدة تتوافد إلى المحافظات الجنوبية قوات الغزو والاحتلال الأمريكية بدعوى المشاركة في محاربة ما يسمى القاعدة في المحافظات الجنوبية, في مغالطة أمريكية واضحة بعد قيامها مع تحالف العدوان خلال العام الماضي بالدعم المادي والعسكري للقاعدة التي هي في الأساس صناعة أمريكية تعمل على زرعها في البلدان التي تريد احتلالها وجعلها مبررا للتدخل العسكري والاحتلال .
وها هي أمريكا الآن قد بدأت في الخطوات الأولى لمشروعها الاستعماري في اليمن فقد وصلت خلال الأسابيع الماضية طائرتا شحن إلى قاعدة العند الجوية تقل معدات وجنود مارينز إلى قاعدة “العند” العسكرية في محافظة لحج (شمال عدن) بجنوب اليمن، و طائرة تقل 100 جندي أمريكي، مع معدات وآليات عسكرية .
وقد استمر توافد القوات والمعدات الأمريكية حيث وصلت 20 مروحية تابعة للجيش الأمريكي إلى قاعدة العند الجوية .
وأكدت مصادر أنه تم نقل عتاد عسكري من قاعدة العند إلى محافظة الضالع المجاورة والواقعة شرق محافظة تعز.
إلى ذلك وصل إلى مدينة المكلا أكثر من 200 جندي أمريكي بكامل عرباتهم وعتادهم العسكري بالتزامن مع دخول حاملة طائرات روزلفت الأمريكية إلى خليج عدن مع 6 فرقاطات.
تدرج أمريكا في تنفيذ مشروعها الاستعماري في اليمن
يعيد التحشيد الأمريكي غير المسبوق إلى اليمن التذكير بخطوات تمهيدية تكشف الرغبة الأمريكية في التواجد العسكري، والسيطرة على الممرات المائية وبسط مزيد من النفوذ في المنطقة، فحجم القوات العسكريةِ المتواجدة يكشفُ حجمَ المؤامرة.
ففي مطلع العام 2012 وقعت أمريكا مع الفار هادي أكثر من اتفاقية عسكرية تشمل السماح باستباحة الأجواء اليمنية، وكانت تتذرع بالقاعدة كما هو حالها اليوم، قبل أن يذهب الفار هادي إلى واشنطن في إطار تعزيز التدخل الأمني والعسكري.
ولم تُخفِ واشنطن رغبتها في بناء قاعدة عسكرية في سقطرى، حيث وضعت فيما بعد تقديرات لهذه الخطوة تبدت تدريجيا، فعمليات جنود المارينز في منطقة مجحفة بمحافظة لحج منتصف العام 2013 ومداهمة منازل مواطنين، علناً وجهارا في المنطقة لم تكن سوى جس النبض بحثا عن مواقف متشددة حيال هذا التدخل قبل أن تنتقل إلى عملية أخرى أكثر وضوحا فعمدت إلى إنزال جوي مطلع العام 2014 في عملية ما أسمتها تحرير أحد الصحفيين الأمريكيين المختطفين لدى القاعدة.
وفي العدوان على اليمن حشدت واشنطن قوتها البحرية المشاركة في الحصار والعمليات العسكرية فضلا عن الدوريات التي تجوب السواحل البحرية وحاملات الطائرات المتواجدة بالقرب من الموانئ.
من يتشدقون بالوطنية ينكرون ويتهربون من المسؤولية رغم إقرار واشنطن بإرسال قواتها إلى اليمن
بالرغم من علنية إرسال الولايات المتحدة الأمريكية لمعدات ضخمة ومئات الجنود من قوات الرنجر الأمريكية , إلا أن الكثير ممن يدعون الوطنية لايزالون ينكرون ذلك في تهرب منهم من المسؤولية أمام الله وأمام الوطن والشعب في مقارعة ومناهضة ورفض الاحتلال الأمريكي للأرض اليمنية, رغم اعتراف العدو الأمريكي بإرسال قوات إلى اليمن والتي سنذكر بعض منها.
فقد زعم مسؤولون أمريكيون أن البنتاغون يوفر الدعم العسكري واللوجستي والاستخباراتي والسفن والعمليات الخاصة ضد عناصر ما يُسمى القاعدة جنوب اليمن, وأن قوات العمليات الخاصة الأمريكية تقدم مشاورات للقوات العسكرية في المنطقة .
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين عسكريين أمريكيين تأكيدهم بأن الولايات المتحدة أرسلت فريقاً من قوات العمليات الخاصة إلى اليمن بهدف ما وصفته توفير الدعم والتدريب لقوات ما يسمى التحالف العربي للتصدي لتنظيم القاعدة هناك.
ردود الأفعال اليمنية بشأن دخول قوات ومعدات أمريكية المناطق الجنوب
لم يكن وصول قوات أمريكية إلى اليمن بالأمر المفاجئ لأغلب أبناء الشعب اليمني الذي يعي خطورة المشاريع الأمريكية في اليمن والتي حذر منها الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي منذ أكثر من عشر سنوات , وبالوعي الذي أسسة الشهيد القائد توالت ردود الافعال المستنكرة لهذا التواجد الأمريكي .
حيث أكدت اللجنة الثورية العليا أن الشعب اليمني بكل أحراره وجيشه ولجانه الشعبية وقبائله الأبية يرفض التواجد العسكري الاستعماري الأمريكي ولا يعترف بأي ذريعة تغطي عليه.
وحملت الثورية العليا الأمم المتحدة وشعوب العالم مسؤولية الصمت عن هذا التدخل الأمريكي، الذي لن تحمد عقباه.
الناطق الرسمي لأنصار الله قال إن جنوب اليمن يتعرض للاحتلال المباشر تحت عنوان مواجهة القاعدة، وأن المبررات قد تلاشت أمام ما يحدث اليوم في الجنوب .
فيما أكد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد أنه لا تزال زمام المبادرة بأيدي اليمنيين لمواجهته قبل ان تستحكم قبضة الأمريكيين فيسحقوا الشعب اليمني، محذرا من الآثار الكارثية للاحتلال الأمريكي في اليمن ..
وندد الصماد بالتوغل العسکري الأمریکي جنوبي البلاد، مشیرا إلى أنهم عادوا إلى الجنوب من جدید غیر آبهین لا بالقاعدة ولا داعش، لأنهما من صنیعتهم.
من جهتها أعلنت الجبهة الوطنية الجنوبية لمواجهة الغزو والاحتلال بأن وصول قوات أمريكية إلى الجنوب يأتي في ظل مراوغة مكشوفة و تدليس واضح يقوم به وفد المرتزقة في الكويت.
وأكدت الجبهة الوطنية الجنوبية: بأن خيارات المواجهة مع الغازي و المحتل ستكون مفتوحة حتى تحرير كامل تراب الوطن .
فيما دعت رابطة علماء اليمن الشعب اليمني إلى المزيد من اليقظة والجاهزية العالية لمواجهة التحشيد الأمريكي الذي أعقبه وصول المزيد من التعزيزات العسكرية مؤخرا إلى قاعدة العند الجوية.
ما حذر منة الشهيد القائد أصبح أمام مرأى العين
حذر الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوانُ اللهِ عليه من خطر دخول أمريكا اليمن , في المحاضرات التي ألقاها قبل أكثر من عشر سنوات امام فلة من المؤمنين الصادقين من حوله , مستدركا الأطماع الأمريكية في اليمن , رغم ان الأمريكان في ذلك الوقت لم يكشفوا عن مخططاتهم الاستعماري , فكان السيد يلقي المحاضرات وكأنه يتحدث في يومنا هذا الذي تجلت فيه الأطماع الأمريكية في اليمن .
حيث تفرد الشهيد القائد بمواقفه القوية والشجاعة المناهضة لأَمريكا وإسرائيل ومشروع الاستكبار والهيمنة على الشعوب المستضعفة، في وقت ساد فيه انبطاح الحكام والزعماء لأَمريكا ومؤامراتها ومشاريعها التدميرية التي استهدفت ولا زالت تستهدفُ الشعوبَ الإسلامية والعربية.
مما جعل اتباعه قوة ضاربة على مستوى المنطقة لأنهم يستمدون ويتوجهون بتوجيهات القران الكريم الذي حذر من اليهود والنصارى وعداوتهم للمسلمين مهما كان ولاء المسلمين لهم .
ومع وصول قوات الاحتلال الأمريكية إلى بعض المحافظات الجنوبية لم يتفاجأ اليمنيون ممن يعي المسيرة القرآنية وينتظرون ويعدون العدة للمواجهة المباشرة مع العدو الأمريكي, لأن التحذير من هذا الخطر قد سبق الخبر بعشر سنوات او يزيد في محاضرات الشهيد القائد الذي دعا فيها إلى محاربة ومقارعة المشاريع الاستعمارية الأمريكية وأطماعها وخطر دخولها اليمن.
ما فعله الاحتلال الأمريكي بحق الشعبين العراقي والأفغاني خير دليل على بشاعة الاحتلال
بعد وقوع هجمات 11 سبتمبر2001م على أبراج التجارة العالمية في أمريكا , بدأت الولايات المتحدة في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية والتدميرية , بعد صناعتها مع أدواتها من القاعدة هذا الحادث ليكون مبررا لغزو الشعوب واحتلالها بحجة محاربة ما يسمى القاعدة , التي تزرعها أمريكا في أي بلد تريد احتلاله .
فكان الهدف الاول لأمريكا هو افغانستان حيث شنت السفن والطائرات العسكرية الأمريكية على طالبان داخل أفغانستان , وبذلك بدأت الحرب الأمريكية على أفغانستان تحت مزاعم وهمية، ولا زالت القوات الأمريكية موجودة إلى الآن في أفغانستان دون مبرر يذكر سوى الطمع في خيرات وثروات هذا البلد.
وبعد احتلال أمريكا لأفغانستان انتقلت إلى تنفيذ الخطوة الثانية من المشروع الأمريكي الاستعماري , حيث بدأ الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003م، والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة , تحت مبرر تحرير العراقيين من حكم صدام .
ولكن في الأخير اكتشف للعراقيين وللعالم الأطماع الأمريكية في ثروات العراق , فقد انتهى حكم صدام ولكن قوات الاحتلال الأمريكي بقيت في العراق لتستولي على كل مقدرات وثروات الشعب العراقي إلى اليوم , وجعلت الشعب العراقي يعيش خلافا وصراعا واقتتالا , وزرعت ادواتها من داعش والقاعدة في العراق لكي يكونوا مبررا لوجودها .
وقد تعرض الشعبان العراقي والأفغاني من قوات الاحتلال الأمريكية لأبشع أنواع القتل والإجرام والتعذيب بحق السجناء وما حدث في سجن أبو غريب في العراق كان نموذجا وما خفي كان أعظم وأبشع .