الشعب اليمني يتوج خروجه المليوني المساند لفلسطين على مدى 15 شهرا بمسيرات كبرى في أكثر من 900 ساحة
منذ 15 شهرا، وبشكل أسبوعي وبمسار متزايد ومتصاعد غير مسبوق في التاريخ يخرج الشعب اليمني في العاصمة صنعاء و14 محافظات حرة في مظاهرات مليونية كبرى نصرة وإسنادا للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية.
وصباح وعصر اليوم الجمعة خرجت قرابة 900 مسيرة، تحت شعار “مع غزة.. ثبات وانتصار”، ففي ساحة السبعين بالعاصمة صنعاء كانت المسيرة المليونية المركزية المليونية الكبرى.
وخرجت المسيرات بقية المسيرات في 205 ساحات بمحافظة حجة الحدودية ذات التضاريس الجبلية الوعرة متصدرة المحافظات من حيث عدد الساحات، تلتها محافظة الحديدة الساحلية بـ133 مسيرة، ثم محافظة إب بـ112 ساحة، أما في محافظة ريمة فخرجت المسيرات في 86 ساحة، وفي عمران في 61 ساحة، والجوف في 53 ساحة.
شهدت محافظة صعدة 35 مسيرة، والمحويت 33 مسيرة وتعز 33 مسيرة، وفي محافظة ذمار 31 مسيرة، وفي المحويت 30 مسيرة، وفي محافظة البيضاء في 22 مسيرة وفي الضالع تخرج المسيرات في 10 ساحات، وفي مأرب 9 ساحات، وفي المناطق المحررة من محافظة لحج تخرج المسيرات في ساحة واحدة، كما تخرج في محافظة صنعاء (طوق العاصمة صنعاء 40 مسيرة ووقفة إسنادا ونصرة للشعب الفلسطيني.
وتتويجا للخروج اليمني التاريخي الأضخم الذي ليس له مثيل في العالم على مدى 15 شهرا، و66 أسبوعا، واستجابة لدعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، فاض أكبر ميادين العاصمة بطوفان مليوني متجددا دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني رفع المشاركون فيه الأعلام اليمنية والفلسطينية واللبنانية ورايات الحرية والمقاومة، وصورا لقائد الثورة.
ورفعت الجماهير غير المسبوقة التي زحف إلى الميدان للمشاركة في المسيرة الأعلام اليمنية والفلسطينية ورايات الحرية والمقاومة، ولافتات المنددة بالعدوان وحرب الإبادة والجرائم الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وردد المشاركون في المسيرات الأناشيد والأهازيج المعبرة عن الوفاء لفلسطين ولقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي منها “الوفاء ما تغير عهد الأحرار باقي،، يا رعى الله نفس تعيش في العمر حرة”، مؤكدين ثبات موقفهم تجاه القضية المركزية للأمة فلسطينية .
وردد المتظاهرون هتافات منها (لمن القوة يا أحرار.. لله الملك القهار)، (يا غزة معكم ما زلنا.. سنظل وإن عادوا عدنا)، (إن لم تلتزم إسرائيل.. سنريها أعظم تنكيل)، (انتصرت غزة يا عالم.. ما أعظم فرحة من ساهم)، (لا عهد لأحفاد القردة.. لن نترك غزة منفردة)، (لاح النصر فجل القائل.. جاء الحق وزهق الباطل)، (يا غزة واحنا معكم.. لن تكونوا وحدكم)، يا (غزة واحنا بجانبكم.. لن تكونوا وحدكم)، ي غزة يا فلسطين.. معكم حتى يوم الدين)، (فوضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك)، (أيدناك أيدناك.. واحنا سلاحك في يمناك).
ورددوا هتافات (لله الحمد له وحدة.. من قبل الطوفان وبعدة)، (الحمد لمن ثبت جنده.. من قبل الطوفان وبعدة)، (هزم طغاة العالم وحده.. من قبل الطوفان وبعدة)، (أيد بجنود من عنده.. من قبل الطوفان وبعدة)، (حاشاه أن يخلف وعده.. من قبل الطوفان وبعدة).
وأكدوا ثباتهم ووفاءهم لفلسطين بهتافات (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (في كل جولة حاضرين.. معكم كل اليمنيين)، (لكل حرب جاهزين ..معكم كل اليمنيين)، (حتى تحرير فلسطين ..معكم كل اليمنيين)، (هذا وعد الصادقين ..معكم كل اليمنيين)، (في كل ساحة ثابتين ..معكم كل اليمنيين)، (العهد يا مقاومين.. معكم كل اليمنيين)، (العهد يا مجاهدين ..معكم كل اليمنيين).
وباركوا للشعب الفلسطيني نصر غزة على العدوان والهمجية والإجرام الصهيوني، مؤكدين وفاءهم وثباتهم للقضية الفلسطينية، طالما استمرت المظلومية الفلسطينية، واستمر العدو الصهيوني لفلسطين.
كما أكدوا استنفارهم لأي أعمال انتقامية قد يقدم عليها ثلاثي الشر العالمي “الأمريكي البريطاني الصهيوني، واستعدادهم لجولات الصراع القادمة مع العدو الصهيوني.
القوات المسلحة تنفذ 3 عمليات ضد كيان العدو وتستهدف “ترومان” للمرة السابعة
وخلال المسيرات ألقى ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع بيانا أعلن فيه، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت أهدافا حيوية للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة، بـ4 صواريخ مجنحة وحققت أهدافها بنجاح.
كما نفذت سلاح الجو المسير عمليتين عسكريتين الأولى استهدفت أهدافا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بـ3 طائرات مسيرة، والعملية الثانية استهدفت هدفا حيويا للعدو الإسرائيلي في منطقة عسقلان المحتلة بطائرة مسيرة وحققت العمليتان أهدافهما بنجاح بفضل الله.
كما أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن العمليات الثلاث تزامنت مع عملية عسكرية رابعة نفذتها القوات البحرية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” شمالي البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة وهو الاستهداف السابع منذ وأكدت القوات المسلحة اليمنية جهوزيتها لأي تطورات أو تصعيد أمريكي إسرائيلي على بلدنا وسنراقب تطورات الوضع في غزة، مشددة على أنها ستتخذ الخيارات التصعيدية المناسبة في حال نكث العدو بالاتفاق أو صعد من عملياته ضد الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.
كما أكدت للشعب الفلسطيني ومجاهديه أن شعبنا بقيادته وجيشه معكم وإلى جانبكم مهما كانت التداعيات والنتائج، ولن تتخلى عن فلسطين وقضيتها العادلة حتى تحرير كل شبر منها وطرد العدو الإسرائيلي من كل فلسطين.
بيان مسيرات (مع غزة.. ثبات وانتصار) يؤكد الوفاء للقضية الفلسطينية
وصدر بيان في ختام المسيرات المليونية المتوجة لـ15 شهرا من الخروج اليماني المساند لغزة، بارك للشعب الفلسطيني المسلم المجاهد الصابر الصامد في غزة وفي كل فلسطين الانتصار الإلهي العظيم على الذي أشفى قلوب المؤمنين وسود وجوه المجرمين الظالمين.
كما بارك للمجاهدين الأبطال الثابتين في حركات المقاومة الفلسطينية في كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس وبقية الفصائل المجاهدة هذا الانتصار الإلهي التاريخي الناجز، والذي كان ثمرة من ثمار الجهاد في سبيل الله والتضحية والصبر؛ فأرغم العدو على القبول بشروط المقاومة صاغراً، وما كان ذلك ليحصل لولا هذه التضحيات، وهذا الصبر والصمود في سبيل الله تعالى.
ونوه البيان إلى أنه كان في مقدمة المضحين مع شعبهم الشهداء القادة العظماء وعلى راسهم القائد الشهيد اسماعيل هنية، والقائد الشهيد يحيى السنوار، مشيدا بتضحيات وصبر أبناء غزة الذين تحملوا أبشع جرائم الإبادة في العصر الحديث.
كما بارك بيان المسيرات المليونية “الانتصار أيضاً لقوى المقاومة وجبهات الإسناد التي كان في مقدمتها المجاهدون في حزب الله الذين دفعوا أغلى التضحيات من القيادات والأفراد ومن الشعب اللبناني وفي مقدمتهم شهيد الإسلام والإنسانية سماحة السيد حسن نصر الله، وكذا جبهة المقاومة الإسلامية في العراق التي ساهمت وقدمت التضحيات في سبيل الله ونصرة للشعب الفلسطيني.
وتقدمت البيان بالمباركة لقائد مسيرتنا القرآنية المباركة هذا الانتصار الإلهي العظيم، قائلا: إن هذا الانتصار ما كان ليتحقق لولا فضل الله، ومنه علينا، بأن هدانا للعودة الصادقة إلى القرآن الكريم، ووفقنا للانطلاقة الجادة على أساسه، وبجهاد وتضحية الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) الذي أعادنا إلى هويتنا الإيمانية فوجدنا فيها العزة والكرامة والنجاة في الدنيا والآخرة، وبجهادك وصبرك يا قائدنا وباهتمامك ونذرك نفسك لهذا الشعب ولهذه الأمة، فمعك عرفنا معنى الحرية، ومعنى الكرامة، ومعنى الصدق والوفاء.
وعاهد الملايين المشاركين في المظاهرات السيد القائد الوفاء والصدق والإخلاص حتى نلقى الله على ذلك ببياض الوجوه وعلو المقام بإذن الله سبحانه وتعالى.
وأشاد البيان المسيرات بصمود وانتصار غزة، مضيفا أنه “في جولة من أكبر الجولات في تاريخ الصراع مع العدو الاسرائيلي، والتي استمرت أكثر من 15 شهراً من العدوان والإجرام الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتكب فيها العدو أبشع جرائم الإبادة الجماعية بشكل لا مثيل له في هذا العصر، قابله صمود أسطوري لا مثيل له، وثبات إيماني عظيم من الشعب الفلسطيني ومقاومته المجاهدة الباسلة، تحطمت عليه مخططات العدو الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي بكل ما يملكون من قوة مادية غاشمة لا مثيل لها في العالم.
وأوضح أن العدو الصهيوني “تلقى في هذه الجولة أقوى الضربات وأشد الاستنزاف في تاريخ احتلاله المؤقت، وجسدت هذه الجولة أقوى صور الوحدة والأخوة الإيمانية من خلال جبهات الإسناد التي امتزجت فيها أزكى دماء الأمة في مختلف ساحات المواجهة والإسناد”.
وأكد المحتشدون أن “الخروج اليوم في مسيرات مليونية استجابة الله ولرسوله وللسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، جهاداً في سبيل الله وابتغاء لمرضاته، نصرةً ومساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، وتتويجاً لموقفنا المشرف المستمر والمتصاعد منذ بدء عملية طوفان الأقصى.
وشددوا على أن موقفهم هذا سيستمر حتى يتحقق الوعد الإلهي المحتوم بزوال هذا الكيان الغاصب، ويتحقق النصر لعباده المؤمنين
وتوجه البيان بالشكر والحمد لله الذي “كانت رعايته حاضرة، وعونه ملموسا، وفضله لا يعد ولا يحصى فنصرنا وهزم أعتى جبابرة الأرض المجرمين الصهاينة والأمريكان وأعوانهم من دول الغرب الكافر، وأخزى أذنابهم من الخونة المنافقين، فله سبحانه الحمد والشكر وله الفضل والمنة”.
كما أكد “الاستعداد الدائم للتحرك الشامل في مواجهة أي تصعيد عدواني إجرامي إسرائيلي، سواءً خلال هذه الأيام أو ما بعدها، ويقظتنا الدائمة لكل مخططات الأعداء تجاه بلدنا أو بلدان منطقتنا لإغراقنا من جديد في أي صراعات تصرفنا عن قضيتنا الاساسية والمركزية، واستعدادنا بعون الله وتوفيه لمواجهتها وإفشالها في كل المجالات، والتطوير الدائم لكل عوامل القوة الإيمانية والمادية
وأكد الملايين من المحتشدين “للأخوة الأعزاء في فلسطين على تمسكنا المستمر بالقضية الفلسطينية، ووقوفنا الدائم والصادق والجاد معهم”، وخاطبوهم بما قاله “قائدنا لستم وحدكم ولن تكونوا وحدكم، الله معكم، ونحن معكم، وسنبقى على الدوام معكم حتى تحرير فلسطين كل فلسطين، وزوال الكيان المغتصب المؤقت، الظالم، الإجرامي بإذن الله”.
وختتم بيان مسيرات الشعب اليمني على مدى 15 شهران بكلمات القصيدة الشهيرة للشاعر الشهيد عبد المحسن النمري التي ختم بها السيد القائد كلمته بالأمس:
الوفاء ما تغير، عهد الأحرار باقي
يا رعى الله نفس تعيش في العمر حرة
وأكمل ما جاء في القصيدة جواباً على السيد القائد وتأكيداً على الثبات في عهود الوفاء له:
وإن تراجعت خطوة جعلها لكسر ساقي
وإن تنازلت مرة جعل لي أموت حسرة