الشعب اليمني … صمود لا ينكسر || صادق البهكلي
…
حينما تجد الشعوب نفسها أمام حتمية الدفاع عن بقائها فأنها تقدم صور ونماذج مختلفة ومغايرة لما هو مألوف فنجد التاريخ لا زال يحمل في طياته الكثير من المشاهد والشواهد لأساطير الحروب أبطالها هم اصحاب الحق وأهل القضية, نجد في التاريخ الكثير من القصص البطولية لشعوب تدافع عن سيادتها وعن بقائها أمام الكثير من الطامعين والمستعمرين وكثيراً ما تتطور قصص الأبطال لتصبح اساطير شعبية تساير الزمن دون ان تتأثر بعوامل التغيير والاختفاء والاضمحلال فتجد الأدب العربي نفسه خصوصا الشعر الذي يعد ديوان العرب نجده يخلد الكثير من الأبطال الذين خاضوا ملاحم وسطرها شعرائهم او سطروها بشعرهم
ولست في صدد الحديث عن موضوع لا امتلك أدواته انما اود الاشارة الى وقائع مشابهة ولن اذهب بكم الى ملاحم الفيتناميين ضد الغزاة والعملاء ولا ايضا الى كوبا بل الى الشعب اليمني الذي يعرفه التاريخ وتعرفه الشعوب بقوة بأسه وشجاعته النادرة فقد ابتلي بالكثير من المصائب على طول تاريخه المعاصر ولم ينكسر ولم يتضعضع ولعل أهم ما يمكن الحديث عنه هو دور جيران السوء الذين لعبوا درواً سلبياً للغاية تجاه الشعب اليمني معتمدين على الأموال الهائلة التي تضخها آبار النفط ووظفوها في زعزعة استقرار اليمن وادخاله في حروب وصراعات دموية دامت واستدامت معتقدين ان ذلك سبب في بقائهم على عروشهم وان شعب يمني قوي ومستقر يعني هلاكهم وهلاك ملكهم وظلوا قرنا ً من الزمان يتواصون بها حتى صارت وصاياهم عند موتهم انه ” هلاككم في صلاح اليمن ” وصلاحكم في هلاك اليمن” حتى تعاظم الحقد في نفوسهم وتجذرت الضغائن وصرنا نشاهد نتائج تراكم تلك الاحقاد اليوم في عدوانهم الوحشي والبربري الذي قارب السته الأشهر وهم يضربون بأحدث الأسلحة تساندهم أقوى الدول دون حدود ولا خطوط وبلا أخلاق او ضمائر يتساقط الأطفال والنساء يومياً في المنازل والمستشفيات والمدارس والمزارع والأسواق والخطوط العامة وفي كل مكان وحيثما تحركوا حتى صار البعض يلعن ذلك اليوم الذي امتلك فيه البدو الطائرات الحربية المتطورة
ومع ذلك يظهر لنا شعب عريق وأصيل يكسرهم بأخلاقه قبل ان يكسرهم بسلاحه ورجاله, إنه الشعب اليمني الذي يلقن الأعداء والغزاة دروس نوعية في الصمود والتحدي والشجاعة والتضحية رغم قلة ذات اليد وضعف الإمكانيات التي يدافع بها عن نفسه وعن بلده وعن كرامته إلا انه لا زال صامد كصمود جبال اليمن ثابت ثبوت الراسخين في كل جبهة وفي كل منعطف في صورة تاريخية ادهشت العالم وصار محتار في طبيعة هذا الشعب وتركيبته النفسية والمعنوية وقادته وقيادته من يخطط ومن يمول ومن أين وكيف؟ الحصار مضروب من كل الجهات والقصف لا يتوقف والمخابرات العالمية تحدد الأهداف وأحدث التقنيات موجودة والكثير من الأسئلة المحرجة جداً خصوصاً ان الطرف الآخر يحتشد وراءه كل العالم ما بين داعم ومشارك وصامت وهو يتلقى الضربات الموجعة حتى صارت حالة الهستيريا المفرطة واضحة وظاهرة في تصرفاته فمع كل ضربة موجعة يتوجه بطائراته الحربية لقصف احياء سكنية او مدارس او أسواق او طرق عامة بينما يتحرك الجيش اليمني واللجان الشعبية بكل سلاسة داخل مواقع العدو وفي العمق السعودي ويوجهون ضربات قاصمة للعدو.. ولا زال هذا الشعب العنيد يهدد ويتوعد برد حاسم فيما المستضعفين العرب يشاهدونه بكل فخر واعجاب ويعتبرون الفرج قادما ويأملون ان يكون على يد الشعب اليمني خلاصهم من دكتاتورية طغاة وقمعيون يعيشون ثراء فاحش على حساب حريتهم وكرامتهم .. الجميع ينتظر نصر إلهي يكون بحجم التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب اليمني وذلك لن يعجز الله ما دام النصر لا يأتي الا من عنده وما دام الشعب اليمني واثق بالله وبنفسه وبعدالة قضيته..