“الشعار في مواجهة الحرب الإعلامية والنفسية الأمريكية” في ندوة لـــــ وكالة الأنباء اليمنية سبأ
عُقدت اليوم السبت بصنعاء، ندوة بعنوان “الشعار في مواجهة الحرب الإعلامية والنفسية الأمريكية”، نظمتها وكالة الأنباء اليمنية سبأ. وفي افتتاح الندوة اعتبر وزير الإعلام ضيف الله الشامي، شعار ومضامين الصرخة، سلاحاً تتسلح به وعياً وإيماناً وإدراكاً وبصيرة وثقافة وتنمية للسخط في مواجهة أعداء الله والأمة. وبين أن شعار الصرخة موقف يقف به أبناء اليمن أمام الله يوم القيامة شامخي الرؤوس بإظهار العداوة لأعداء الله والتولي لأوليائه ومواجهة قوى الاستكبار العالمي.. لافتاً إلى أن الشعار أصبح عنواناً لمن يعبر عن العداوة الحقيقية والصادقة لأمريكا والعدو الصهيوني. وقال “من أراد أن يعبر عن العداوة الصادقة والانتماء الإيماني في مواجهة أمريكا من العرب والمسلمين، يرفع شعار الحرية والكرامة والتبرؤ من أعداء الله”. وأكد الوزير الشامي، أهمية دور الإعلاميين وواجبهم في المرحلة الراهنة أن يكونوا من رواد الوعي والبصيرة والعمل الأساسي على إيجاد حالة من الوعي للمجتمع اليمني والعربي والإسلامي .. وأضاف “يفهم البعض عن الشعار أنه سياسي لطائفة وفريق أو تيار معين، لكن عندما نستقرئ الشعارات التي ترفعها الأحزاب والمنظمات والدول تكون شعارات مرغبة”.
ولفت إلى أنه لا يمكن لذي لب أن يطلق شعارات تجلب الحروب والويلات عليه .. وقال “شعار الصرخة هو معاكس لرؤية الجميع، نستطيع أن نسقط الشعار بأنه سياسي من أجل كشف دعاية أو الوصول لهدف وغاية، لكن الهدف الأساسي من الشعار انطلق من منطلق ديني والاستشعار بالمسؤولية والموقف في مواجهة أعداء الأمة”. وأَضاف “شعار الصرخة انطلق من روحية أن العالم خضع وخنع في مواجهة أمريكا، مُستشهداً بموقف الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي يوم الـ 11 من سبتمبر عندما ضربت أبراج في أمريكا، وقوله إن ذلك خدعة أمريكية وعنوان لضرب الأمة الإسلامية واستهدافها وإنساب التهم لأدوات أمريكا التي صنعتها، وما هي إلا ربع ساعة وتم الإعلان عن تبني العملية من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن”.
ونوه الوزير الشامي، إلى أن منطلقات الشعار، جاءت من روحية القرآن الكريم في التكبير لله تعالى .. لافتاً إلى مراحل انطلاق الصرخة بمدرسة الإمام الهادي في الثالث من ذي القعدة 1422 هـ الموافق 17 يناير 2002م وتعليمهم لها من قبل الشهيد القائد، في ظل تهافت حكام الشعوب والزعماء والرؤساء لتقديم الولاء والطاعة لأمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر. وقال “انطلقنا لتأدية الشعار من خلفيتنا الدينية وارتباطنا الإيماني وثقافتنا القرآنية التي دفعت بنا لترديده وجعل المشروع القرآني في المقدمة وصرخ الجميع بهذا الشعار ” الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام”. وتابع “أن ننطلق من تلك المرحلة ومن واقع الاستضعاف بشعار تضرب فيه الرأس الأمريكي والإسرائيلي خطوة جبارة دفعت بالناس للتحرك في هذا الجانب، باعتبار أن عبارة الموت مزعجة للأعداء، وخوفهم منه”. وأوضح وزير الإعلام أن الشعار انطلق من منطلقات إيمانية، تحقق انتصاراً سياسياً وأخلاقياً وعسكرياً وعلى كل المستويات .. مشيراً إلى أن شعار الصرخة لا يطلق رصاصة، لكنه يطلق وعياً وثقافة وتحصيناً للأمة والشعب اليمني بوجه خاص.
وفي الندوة التي حضرها نائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي، أكد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ – رئيس التحرير نصر الدين عامر، حرص الوكالة على تنظيم الندوة الخاصة بإحياء ذكرى الصرخة، في الجانب الإعلامي ودور الشعار في هذه الزاوية. وقال “هناك فعاليات وأنشطة حول الذكرى السنوية للصرخة، لكن فعاليتنا من الزاوية الإعلامية ” .. لافتاً إلى أن الشعار منذ اليوم الأول مهمته إعلامية وتثقيفية. واستعرض الظروف والمقدمات التي سبقت إطلاق الشهيد القائد للشعار وموقفه منها ومعرفة أهمية الشعار في مواجهة ما فرضته أمريكا على شعوب العالم العربي والإسلامي .. وأضاف “أمريكا لم تصل إلى مرحلة تزعمها لمحاربة الإرهاب وتفرض نفسها صنماً يعبد إلا وقد سبقها مقدمات تمهد الساحة للقبول بمشروع وسياسة أمريكا على العالم”.
ولفت عامر إلى أن الشهيد القائد استشعر خطر أمريكا وتحكمها بالعالم ونهج مساراً آخراً غير مسار الولاء والطاعة لأمريكا من قبل زعماء ورؤساء وملوك العالم العربي والإسلامي، وانطلق بشعار الصرخة ومناهضة سياسة ومشروع أمريكا. وقال “من الزاوية الإعلامية كانت أمريكا فرضت وسمت نفسها بأنها العصا الغليظة التي لا يمكن أن تقهر ويجب طاعتها ومن لم يقدم الولاء لها يتجنب شرها وينساق وراء المشروع الأمريكي ليسلم من سطوتها، وهي مسألة نفسية للخضوع لسياسة ومشروع أمريكا”.
وأضاف “كما أن شعارات كيان العدو الصهيوني، كانت تؤكد أن جيشه لا يقهر، ما تطلب آنذاك أن يكون هناك موقف وشعار يردد ويتحرك ويشكل حرباً نفسية ومعنويات مضادة للحالة النفسية التي فرضها العدو الأمريكي الصهيوني وحالة الاستسلام والجمود، فصدع الشهيد القائد بالشعار لإعلان رفضه لسياسة ومشروع أمريكا وعدم القبول بها، وإيجاد حالة نفسية مغايرة لما يريده الأمريكي والإسرائيلي”. وأشار رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ، إلى أن الشهيد القائد بمشروعه القرآني أسقط الحرب النفسية المضللة على الأمة في أنها إرهابية وأن أمريكا هي أم الإرهاب .. مؤكداً أن من الشواهد والدلالات المهمة أن شعار الصرخة حمى اليمن وحصنه من الولاء لليهود والنصارى والتطبيع معهم خاصة في ظل انخراط الكثير من الأنظمة العميلة للتطبيع مع العدو الصهيوني.
وتناولت الندوة التي حضرها رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، وأدارها نائب رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ – نائب رئيس التحرير محمد عبدالقدوس الشرعي، ثلاث أوراق عمل.
حملت الورقة الأولى عنوان “الظروف التاريخية التي أحاطت بالمشروع القرآني”، مقدمة من الناشط السياسي أنس القاضي، أشار فيها للمراحل التي سبقت المشروع القرآني وتبعية البلاد للغرب اقتصادياً وسياسياً واشتداد الاستبداد السياسي وتوسع الطبقة الفقيرة، والتناقض الاجتماعي بين الريف والمدينة. وأوضح أن المشروع القرآني للشهيد القائد حسين الحوثي حمل أبعاداً اجتماعية اقتصادية على المستوى الداخلي وأبعاداً وطنية في شأن السيادة اليَمَنية على المستوى الخارجي، وبعداً إسلاميا قومياً أممياً ضد الهيمنة الاستعمارية الأمريكية واليهودية الصهيونية، كما حمل انساقاً من الخطاب الإعلامي والدعائي الموجه مباشرة للجماهير بغرض رفع مستوى وعيها.
ولفت القاضي، إلى أن الشهيد القائد انطلق في مشروعه الثقافي مواجهاً الهيمنة الاستعمارية وداعياً لوحدة التيارات والتوجهات الإسلامية على أساس القرآن الكريم وكان موقفه في مواجهة الهيمنة الأمريكية واضحاً وشجاعاً، في مرحلة رضوخ الأنظمة العربية الرسمية للهيمنة الأمريكية، بالتزامن مع الهجمة الاستعمارية القادمة تحت شِعار “محاربة الإرهاب”. وقال “إن ميزة التحرك الذي قاده الحوثي عن غيره، يكمن في المسؤولية التي تحلى بها من منطلقات دينية قرآنية وطنية وإنسانية، والشجاعة التي تحلى بها في الوقوف خلافاً للسائد وضد التوجهات الرسمية التي تدفع إلى الرضوخ والاستسلام للهيمنة الأمريكية وتدخلاتها والتطبيع مع العدو الصهيوني”. وأوضح القاضي، أن السيد حسين الحوثي، استوعب الأحداث من حوله مُتهدياً بالقرآن الكريم وشد الناس إلى القرآن كمشروع استنهاض ثقافي وعملي في مواجهة التحديات الاستعمارية.
وذكر أن قضية الاستعمار ومخاطره على العالم العربي- الإسلامي احتلت مساحة كبيرة في فكر السيد حسين الحوثي، ويكتسب مضمون خطابه وفكره عن الاستعمار، مضموناً ثورياً وطنياً، معتبراً محاضرة “خطر دخول أمريكا اليمن” وثيقة تاريخية مهمة في هذا الجانب. وأشار إلى أن الشهيد القائد انطلق في تناوله للمسألة الأمريكية من أسس موضوعية اجتماعية اقتصادية ومن مُعطيات ملموسة دولية وإقليمية تتجلى فيها النزعة العُدْوَانية للولايات المتحدة الأمريكية. وتطرق القاضي إلى مسألة الحرب على “الإرهاب” وتناولها من قبل الشهيد القائد، الذي كان في طليعة مَن تنبهوا للتوجهات الاستعمارية الجديدة، التي تحركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية باسم “مكافحة الإرهاب”. وبين أن حديث السيد حسين الحوثي عن الاستعمار الجديد استند على شواهد تاريخية ماثلة، لا يُمكن لمن يدقق فيها أن يكذبه، وهي أخطار متسقة مع الخطاب القرآني حول العُدْوَانية اليهودية .. وقال “سعى حسين الحوثي إلى أن يرفع من الوعي الاجتماعي ليتجاوز المشاهدات والأحكام اليومية السطحية ويرتقي بها إلى مستوى التحليل العميق الاستراتيجي، لإدراك الخطر الاستعماري ومواجهته، وعدم قبول أي تبريرات له”. وعرّجت ورقة العمل على الحروب الست على صعدة .. مشيرة إلى أن العوامل الموضوعية التي دفعت السلطة لشن تلك الحروب، تكمن في أساس النظام الاجتماعي السياسي الاقتصادي القائم، دون تجاهل حقيقة أن القرار الأمريكي هو الأساس، وأن تناقض خطاب حسين الحوثي مع السياسة الأمريكية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م هو ما دفع الولايات المتحدة لشن الحرب على صعدة لإسكات هذا الصوت.
وتناولت ورقة العمل الثانية المقدمة من الناشط السياسي عبدالعزيز أبو طالب، دور الشعار في تحصين المجتمع من التطبيع .. مشيراً إلى أن الشعار الذي أطلقه الشهيد القائد، استقى مضامينه وصاغ عباراته من القرآن الكريم في انسجام وتناغم مع ضرورة الواقع ومتطلبات المرحلة.
ولفت إلى أن الشهيد القائد عندما أطلق الشعار استشعر خطورة الهجمة التي شهدتها المنطقة العربية والإسلامية في بداية الألفية الثالثة والمؤامرة الكبرى التي نسجت خيوطها أمريكا وإطلاق ما أسمته الحرب على الإرهاب والذي رأي فيه الشهيد القائد مصطلحاً خطيراً لاستهداف الأمة الإسلامية. وقال “حينها تأمل الشهيد القائد في وضع الأمة المتردي والهزيمة النفسية التي تعاني منها الأنظمة والنخب وعامة الشعوب، التي تشاهد الهجمة الشرسة على المنطقة مع عجزها عن مواجهتها بسبب الفارق الكبير في القدرات العسكرية والإمكانات الأخرى”.
وأضاف أبو طالب :”أدرك الشهيد القائد أن الرهان سيكون على وعي الشعوب بخطورة ما تتعرض له من مؤامرات وما ينبغي عليها في جانب بناء القدرات والاستعداد النفسي للمواجهة، والتي تبدأ من خلال الوعي ، وتصحيح القناعات الخاطئة، وإعادة تعريف العلاقة بين الأمة المستهدفة والآخر (المعتدي)”. وأوضح أن اختيار الشهيد القائد للشعار، يعكس مدى إدراكه لأهمية “الوعي الجمعي بالعدو، وبالتهيئة الفكرية لمواجهته”، مبيناً أن عبارات الشعار تشير في مجملها إلى خطورة المشروع الصهيوني في المنطقة باشتماله على عبارات تمثل الموقف الرافض للسياسة الأمريكية والصهيونية في المنطقة ودور اليهود (الأشد عداوة للمؤمنين) في تحريك هذين الكيانين وهما أمريكا و”إسرائيل” باتجاه العداء والحرب المتعددة الأوجه على شعوب وأراضي المنطقة العربية والإسلامية. وتطرق أبو طالب، إلى فلسفة الشعار في مواجهة “التطبيع”، وما يمثله من جرعة تحصينية فاعلة في مواجهة “التطبيع” والهجمات الإعلامية بشكل عام. وأفاد بأن الشعار يقدم التوصيف الحقيقي للعدو المتمثل في أمريكا والغرب كواجهة لفريق من النصارى هم أبعد مودة، والعدو الصهيوني الممثل لليهود في العصر الحالي، وقد اشتمل على كلمة الموت لأمريكا الموت لإسرائيل كتبنٍ لموقفٍ رافض لسياسات تلك الدول تجاه الأمة والمنطقة، وتوعية بخطورة مشاريعها التي نلمسها كل يوم على شكل المآسي والحروب والحالة الاقتصادية المتردية يوماً بعد يوم.
وقال “إن تبني هذا الشعار يصنع ثقافة مختلفة عن تلك الثقافة السابقة التي تم الترويج لها عبر الإعلام بصداقة تلك الدول لشعوب المنطقة وحرصها على تنميتها وتقديم المساعدات لها ورغبتها في رؤية شعوبها متقدمة مزدهرة، وبالتالي يصنع الشعار المستمد من توصيف القرآن الكريم قناعات جديدة ويؤطر السلوك وفق ثقافة حقيقية واقعية هي أنهم لا يودون الخير لهذه المنطقة برمتها”. وخلص الناشط السياسي أبو طالب إلى أثر الشعار في الوعي الجمعي، حيث يعمل على تعزيز الثقة بآيات القرآن الكريم التي تتناول طبيعة العلاقة مع أهل الكتاب “اليهود والنصارى”، وكذا تحصين الوعي من قبول أي محاولة لاختراقه بواسطة الإعلام والمصطلحات المضللة. كما يعمل على تفعيل الحس النقدي تجاه كل المواقف والتصريحات والإجراءات الآتية من قبل الآخر، ويعزز الثقة بالنفس في إمكانية التغيير والقدرة على الدفاع والمواجهة، ويعمل على التخلص من الثقافات الدخيلة ويطهر الوعي من رواسبها، ويصنع ثقافة جديدة قائمة على الانسجام بين النص والواقع.
وسرد التأثير الذي يصنعه الشعار في مواجهة “التطبيع” من خلال التحصين الاستباقي، بتعزيز المناعة الثقافية لمنع الجهود التطبيعية من إحراز السبق والدفع به إلى مربع ردة الفعل المفتقرة إلى المبادرة، كما يقف سداً مانعاً من حيث المبدأ من محاولات تسلل إعلام “التطبيع” إلى الوعي. ووفقاً للناشط أبو طالب يساعد الشعار على التهيئة الذهنية والتكييف المعنوي لمواجهة سيالات الإعلام المطبع التي تعمل على ترويض الأذهان والوجدان، وتعزيز الثقافة الرافضة للتطبيع لدى الجماهير، ويدفع باتجاه تطوير خطاب إعلامي علمي قادر على المواجهة وتفنيد إعلام “المطبعين”. وتابع “يساعد الشعار على تطوير الحس النقدي، ومحاصرة الانخراط التطبيعي الفعلي الذي يسعى الصهاينة لتكريس حضوره وتوسيع نطاقه، بالإضافة إلى إزالة الرواسب الثقافية في الوعي عبر مراجعة المحتوى الثقافي المسبق وعرضه على المبادئ التي تنسجم مع مضمون الشعار والواقع ومن ثم التخلص من تلك الرواسب. وأوضح أن الالتزام بمضمون الشعار يدعو إلى مقاطعة الإعلام الصهيوني أو العربي المتصهين، وكذا التثبيط للتوجهات التطبيعية وثني الجماهير عن القبول به ومحاصرة تحركاته وتحصين الوعي المجتمعي تجاهه . وأضاف “على المستوى الخارجي يعمل الشعار على تعزيز حالة المقاومة والجهاد وهو ما ظهر جلياً من تبني جماعات وحركات مقاومة للشعار نصاُ ومضموناً في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين وتونس وغيرها كما أنه أعاد الأمل إلى الجماهير العربية التي تدجنت بالمواقف الرسمية للأنظمة والتي أقنعتها بعدم جدوى المقاومة والجهاد وضرورة القبول بواقع التطبيع مع الكيان”.
الورقة الثالثة المقدمة من الناشط الثقافي محمد الفرح، ألقاها نيابة عنه مدير عام الأخبار الخارجية بوكالة سبأ مرزاح العسل، تطرقت إلى شعار البراءة الأهداف والغايات.
حيث اعتبرت الورقة شعار البراءة من أعداء الله، مبدءاً إسلامياً وموقفاً جهادياً ومسؤولية دينية وعملاً صالحاً يرضي الله تعالى، فضلاً عن التأسي والاقتداء بالأنبياء والمرسلين عليهم السلام ومنهم النبي إبراهيم الذي جهر بالبراءة من أعداء الله. وقال الفرح في ورقته “هذا الموقف له أهميته الإيمانية في إبعاد الإنسان عن الظلم وخط الظالمين ولو لم يكن لنا من هذا الموقف، إلا أننا لن نكون شركاء للمجرمين في جرائمهم ولن نكون مسؤولين عن معاناة المجاهدين والأجيال الذين سيأتون من بعدنا”. وأوضح أن الشهيد القائد أطلق شعار الصرخة لإعلان البراءة من الأعداء، إيماناً بأن خيار البراءة والمباينة لأعداء الأمة والسعي للتصدي لمؤامراتهم التدميرية والمضرة بالأمة هو انسجام مع القرآن الكريم ومع الإسلام وثبات على الدين ومبادئه وقيمه وأخلاقه. وتطرق إلى أهداف أخرى لشعار الصرخة في تحطيم جدار الصمت وإخراج الأمة من حالة السكوت إلى الموقف، خاصة وأن الهجمة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر فرضت حالة من الصمت والجمود وتكميم الأفواه.
وذكرت الورقة أن شعار الصرخة يحصن الأمة من الخيانة والتبعية ويكشف طبيعة التلبيس والخداع، بخصوص الهجمة الأمريكية المسمى ” محاربة الإرهاب”، وتحرك أمريكا بأساليب متعددة وعناوين جذابة ومخادعة للشعوب والأنظمة واختراقها من الساحة الداخلية .. مؤكدة أن شعار وهتاف البراءة بثقافته القرآنية كفيل بإبعاد الأمة عن فخ الانخداع بطبيعة العناوين التي تتحرك من خلالها أمريكا ويرسخ في النفوس أنها مصدر الشر والإرهاب والإفساد. وأفادت أن شعار الصرخة يهدف إلى إيجاد المنعة الداخلية للأمة وحمايتها من السقوط في مستنقع العمالة والارتهان وبناء واقع محصن من الاختراق، عصي على الهيمنة في مقابل المحاولات المستمرة لتهيئة المجال وإيجاد بيئة خصبة قابلة للعمالة والخيانة والهيمنة والسيطرة لمصلحة الأعداء الذي أصبح واضحاً ويتم الترويج له.