إنه سر الصمود ، ومعين الانتصار ،ومنهل العز ، وصمام الأمان .. تلك هي السمة البارزة لذلك العنوان العريض .. «الشعار» ذلك المارد السحري الذي خرج من آفاق «مران»، تلك الصرخة التي انطلقت كرّد فعل طبيعي على ماضي مرير مؤلم ، أقل ما يُقال عنه أنه اتسم بالتخلف والجمود ، وكبت الحريات، وإهدار مصالح الشعوب حماية لمصالح الدول العالمية الكبرى ، المتربعة على رقابهم، و التي تأكل خيراتهم ، وتنهب ثرواتهم ، في وقت كان المفترض أن يكون للإسلام و المسلمين زمام الأمور ، و ناصية الحياه ، يُعبّرون عن سخطهم لذلك الوضع المأساوي المظلم الذي فرضته حكومات العمالة والارتزاق على شعوبها التي باتت تتقلب في دوامة الجهل، وتصارع المذاهب ، وأحقاد الطائفية ..وهناك في ظل هذه الدوامة المريرة ، بزغ نور الأمل و الهداية من قمة جبل مران ؛ نور من أنوار الرسالة المحمدية الخالدة، في مجتمع طالما عانى الأمرَّين في ظل نظام ديكتاتوري متسلط، أهلك الحرث والنسل ، وعاث في الأرض فسوقاً وفساداً على حد سواء .. أنوار تشع من محراب الفداء المقدس ، و معراج الصمود الأزلي ، وقمة اليقين الأسطوري، ومنتهى السعادة الأبدية، هناك فقط تنحني الأبجديات في محراب العظمة ، وتنتشي الكلمات إجلالاَ وهيبة، لمثل خمس عبارات من العيار الثقيل، تحسب لها دول الاستكبار ألف حساب، لأنها تدرك تمام الإدراك، وتعرف منتهى المعرفة أن من صنع هذه المعجزة ، وكسر جدران الصمت والخوف من جبروتهم، و في هذه الأوضاع الاستثنائية بالذات؛ لهو شخص غير عادي، ومايُدريهم أنه غضبُ من السماء نزل عليهم !! أو أن سياط النقمة من الله سبحانه وتعالى قد حلّت فوق رؤوسهم !! نعم .. هكذا يحسبُ الأعداء في عقولهم الباطنة، وأدمغتهم ُ الجوفاء ، وهم على حقٍ في ذلك، فإن هذا الشعار الأسطوري ، وهذه الصرخة الرهيبة التي تكاد تنخلع قلوبهم من هول وقعها وأثرها العظيم ، وقوة صداها الذي وصل مشارق الأرض ومغاربها في مدة وجيزة، رغم محاولة حصارها في بؤرتها الأساسية «صعدة»، ورغم حرصهم على وأدها في مهدها وقبل أن تُولد بعد !!..وشتان بين الغرب و العرب !!!، ومن يعدُ العدة لمواجهة أي خطر محتمل ولو بعد ألف عام ، وبين من يُمسي ويُصبح في أروقة الأمنيات المعسولة، ودهاليز الموت البطيء ..هناك لامجال للمقارنة، ولاخيار إلّا خيار المقاومة، واستنهاض الهمم، و شحذ النفوس، والاستيقاظ من سبات النوم العميق، الذي طالما استغرقت فيه الأمة أعواما طويلة، وضيعت أعمارا و أحقاباَ، في حين استغل أعداؤها كل دقيقة و ثانية، وقطعوا في سنوات مسافة قرون .. و بالفعل كما توقع الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه فقد كانت لهذه الصرخة وهذا الشعار الموقف المؤثر والصادم لأمريكا ومن يدور في فلكها، فجنّ جنونهم، و سارعوا إلى حشد أجندتهم الشيطانية، وعملائهم من كل مكان على وجه هذه البسيطة، وبكل مااُوتوا من قوةٍ لمواجهة هذا المشروع التحرري العظيم الذي أطلقه الشهيد القائد رضوان الله عليه في آخر جمعة من شوال عام 2002م ليكون بدءاً لخارطة جديدة، وتتويجاً لمرحلة قادمة من المواجهة مع «الشيطان الأكبر» وحلفائه العفاريت الصغار من الخونة والمطبعين ،وقد تضمن هذا الشعار وهذه الصرخة معانِ روحية عظيمة استمدها من القرآن العظيم الذي «لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، تنزيلٌ من حكيمٍ حميد». والعاقبة للمتقين ..