السيد نصر الله: صمود اليمنيين دفع العالم الساكت لإصدار بيانات يومية للدفاع عن السعودية المعتدية
اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن أي دعوة لوقف الحرب على اليمن إيجابية، لافتاً إلى أن القلق من اليمنيين هو في السعودية وكيان العدو.
وخلال كلمة له مساء الثلاثاء بمناسبة ذكرى الشهداء القادة، قال السيد حسن نصر الله إن: “أي دعوة لوقف الحرب على اليمن إيجابية، والإخوة في اليمن على حذر وهذا الأمر طبيعي ومطلوب”.
وأشار إلى أن صمود اليمنيين وتحملهم للحصار والآلام والقصف دفع العالم الساكت لإصدار بيانات يومية للدفاع عن السعودية المعتدية، لافتاً إلى أن “الجيش اليمني اليوم في موقع متقدم، والصراخ يتعالى من الطرف الآخر في مارب بسبب التقدم هناك”.
كما اعتبر السيد نصر الله أن الصادقين الصامدين في اليمن سيجنون ثمار صمودهم، مؤكداً أن القلق من اليمنيين هو في السعودية وكيان العدو.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، أكّد السيد حسن نصر الله أنّ الكلام عن قرار دولي تحت الفصل السابع مرفوض ومستغرب وهو دعوة إلى الحرب واحتلال لبنان من قوات أجنبية.
وقال السيد نصر الله إن حزب الله لا يقبل من أحدٍ الحديث عن قرار فصل سابع مهما كان السبب كما لا يمكنه المجاملة في ذلك، مشدداً على أنّ الحديث عن التّدويل أيضاً من خلال أخذ الملف اللبناني إلى الأمم المتحدة يضر بلبنان وسيادته ويعقد الأمور فيه.
وأضاف أنّ التدويل قد يكون غطاءً لاحتلال جديد والدول التي يدعونها، والتي لن تقدّم مصلحة لبنان أولاً لأنّ لديهم مصلحة “إسرائيل” أولاً.
وفيما يتعلق بما يتعرض له حزب الله، قال السيد نصر الله: “هناك استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد حزب الله، وما يجري معنا من اتهامات هو خارج كل الأعراف والتقاليد والشرائع، وما يجري أن هناك من يتعامل مع حزب الله على أنه متهم وقاتل ومسؤول حتى تثبت براءته”
وأوضح أن “تل أبيب وواشنطن وحلفاؤهما يعلنون أنهم يشكلون جيوشاً إلكترونية لإثارة الفتن والخلافات، وهناك من يريد أن يأخذ البلد إلى الانفجار من خلال ما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي”، داعياً إلى “الحضور القوي على وسائل التواصل الاجتماعي مع الالتزام بالوعي والأدب وعدم الاساءة”.
وفي ملف انفجار مرفأ بيروت، قال السيد نصر الله: “سبق أن تحدثت عن تفجير المرفأ وقلت إن معلوماتنا تقول إن التحقيق الفني لدى الجيش انتهى وأرسل إلى المحقق العدلي، أي أن التحقيق انتهى والإعلان عنه مهم للبلد على مختلف المستويات ولكل الناس خاصة أهالي الشهداء والمتضررين”.
وأضاف: “القضاء اللبناني معني بإعلان نتيجة التحقيق في سبب انفجار مرفأ بيروت، وهذا واجب القضاء وحق الشعب اللبناني في معرفة الحقيقة”.
وعن ملف تشكيل الحكومة، قال السيد نصر الله: “لا اعتقد أن أحدا لا يريد تشكيل الحكومة، فالبعض يتهم رئيس الجمهورية والبعض يتهم الرئيس المكلف ونفس الأمر توجه الاتهامات إلى حزب الله”.
وأضاف: “الكلام عن انتظار الملف النووي الإيراني ممجوج ولا مكان له، وسابقاً كان الكلام عن انتظار الانتخابات الأمريكية، وغيرها”، مؤكداً أن “انتظار الخارج لن يؤدي إلى أي نتيجة، والضغوط قد تدفع البعض إلى التمسك بمواقفه”.
وبشأن الذكرى العاشرة للثورة البحرينية، أكد السيد نصر الله أن “الشعب البحريني يناضل لإعادة بلاده إلى مكانتها الطبيعية بعدما حولها حكامها إلى قاعدة للتطبيع، مشيداً بشعب البحرين الذي دفع الكثير من التضحيات للحصول على حريته، وفي مقدمة قادته سماحة الشيخ عيسى قاسم.
واستذكر السيد نصر الله الذكرى الـ42 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، لافتاً إلى الجمهورية الإسلامية التي صمدت وتطوّرت على كل صعيد حتّى باتت قوة إقليمية عظمى يُحسب لها كل حساب.
واعتبر أنّ الثورة الإسلامية تشكّل حجة على كل شعوب العالم بحضورها في الساحات للحفاظ على سيادتها وحريتها لتحجز لها مكاناً في الإقليم أو المنطقة.
وعن سوريا، لفت إلى أنّ حديث الأمريكيين أنّ مهمّتهم لم تعد تشمل حماية النفط هناك ترافق مع إعادة إحياء تنظيم “داعش” الإرهابي، مؤكّداً أنّ من هزم “داعش” سابقاً سيلحق الهزيمة به مجدّداً.
أمّا عن الإدارة الأمريكية الجديدة، رأى السيد نصر الله أنّ أولوياتها هي الصين التي تشكّل تهديداً كبيراً لها على المستوى الاقتصادي، بينما لا أحد يتحدث اليوم عن صفقة القرن التي يبدو أنها انتهت أو باتت في حالة تراجع نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية ومحور المقاومة.
ولفت في هذا السياق، إلى أنّ موقف الشعبين المصري والأردني هو نموذج واضح لرفض التطبيع ينسحب إلى باقي الشعوب، كذلك ما زالت دول عربية وإسلامية كالجزائر وتونس وباكستان صامدة ومتماسكة.
وأشار إلى أن أصحاب الأوهام كحكّام السودان سيكتشفون أنّ التطبيع مع “إسرائيل” لن يحل مشاكلهم الاقتصادية.
وتوجه السيد نصر الله إلى رئيس أركان العدو الإسرائيلي بالقول “أنّنا لا نبحث عن مواجهة ولا عن حرب ولكن إن فرضتم حرباً سنخوضها”، مهدّداً “قصف المدن بقصف المدن، وقصف القرى بقصف المستعمرات، والتحجج بأهداف عسكرية داخل المدن سيقابله قصف أهداف عسكرية داخل مدن العدو”.
وحذّر كيان العدو بقوله: “لعبة الأيام القتالية لعبة خطيرة، ولا أحد يستطيع أن يضمن أنها لن تجر إلى حرب شاملة”، مؤكداً أنه “في أي حرب مقبلة الجبهة الداخلية في كيان العدو ستواجه وقائع لم تواجهها منذ قيام هذا الكيان”.
واختتم السيد نصر الله كلمته بقوله: “زمن التهديدات والخوف انتهى، ومحور المقاومة يتابع كل التطورات بهدوء ودقة، ولا يظن أحد أن كل ما يجري يمكن أن يمس بإرادة المواجهة وتغيير المعادلات”.