السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: شهيد القرآن تحرك بالشعار والمقاطعة ونشر الوعي، وهي خطوات حكيمة ومشروعة
ـ الأمريكي عندما رأى المشروع القرآني يعيقه في الساحة اتجه لمحاربته عبر السلطة
ـ من أهداف الشعار كسر مساعي تكميم الأفواه من أي صوت يناهض الهيمنة والسيطرة الصهيوأمريكية
ـ الأعداء يعملون ضمن مشروع اسمه “المشروع الصهيوني” وهو مشروع تدميري وخطير على هذه الامة
أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له اليوم بمناسبة الذكرى السنوية لشهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي، أن ما قامت به السلطة في عام 2004 ضد شهيد القرآن ومؤسس المسيرة القرآنية وقائدنا الشهيد السيد حسين عدوان لا مبرر له.
واوضح السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الذكرى سنتحدث عن شهادته كعنوان للقضية وللمظلومية، مؤكدا أن ما قامت به السلطة في عام 2004 ضد شهيد القرآن ومؤسس المسيرة القرآنية وقائدنا الشهيد السيد حسين عدوان لا مبرر له.
وأشار السيد القائد إلى أن ما قام به شهيد القرآن هو التثقيف القرآني، والصرخة في وجه المستكبرين والدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية في مقابل هجمة الأعداء ضد أمتنا.
وأضاف بالقول: بعد أحداث 11 من سبتمبر خططت أمريكا لتجعل منها ذريعة لحملة عدوانية شاملة لإحكام السيطرة على الأمة واجتياح أوطانها وطمس هويتها، والأنظمة الرسمية خضعت لأمريكا وفُتحت كل الأبواب أمامها بما فيها، مشيرا إلى أن السلطة في اليمن بعد أحداث 11 من سبتمبر فتحت المجال لأمريكا في الجانب العسكري والأمني والاقتصادي وجانب التعليم والإعلام والخطاب الديني.
وأوضح أن السيد القائد بأن العدو الأمريكي تمكن من الاختراق لكل شيء في البلد، وتوجه إلى الساحة الشعبية واخترقها كحال معظم الشعوب التي كانت مكبّلة ومتأثرة بالموقف الرسمي، والنُخب والأحزاب في اليمن معظمها كانت في موقف ضعيف، مع إقرارها بسوء ما يحدث من هيمنة أمريكية.
وتابع: شهيد القرآن تحرك بالمشروع القرآني إحساسا بالمسؤولية الدينية وإدراكا واعيا لخطورة ما يحدث وللعواقب السيئة حتى من باب العقوبة الإلهية، وعلى الأمة مسؤولية دينية لمواجهة الظلم الذي يستهدفها، والتحرك الواعي هو الذي يمثل حلا للأمة من الاختراق الأمريكي وليس الجمود والتنصل. مشيرا إلى أن الحملة الأمريكية استهدفت المناهج الدراسية من خلال إملاءات بما يُحذف وما تضمن به تلك المناهج، وهناك تدخل للتأثير على هوية الأمة وفكرها، وهناك نشاط وعمل إعلامي مكثف يسعى من خلاله الأعداء إلى تغيير فكر الأمة والتأثير على الرأي العام والتوجهات والولاءات والمواقف، وأن الأعداء يهدفون إلى إضلال الأمة وإفسادها، والتثقيف القرآني كان عملا في مقابل تلك الهجمة التثقيفية الإعلامية الدعائية، وأن الكثير من أبناء الأمة ينظرون إلى ما يفعل الأمريكي والإسرائيلي ومن يدور في فلكهم وكأنه مجرد مواقف لحظية آنية وردود فعل محدودة.
وأشار إلى أن الأعداء يعملون ضمن مشروع اسمه “المشروع الصهيوني” وهو مشروع تدميري وخطير على هذه الامة، وأن الشعار كموقف يعبّر عن حالة السخط، والأمة يجب أن تترجم سخطها تجاه هجمة أعدائها عليها بالتعبير عن الرفض، وأن الأعداء يشتغلون بشكل واسع للاستقطاب والاختراق لتوجيه حالة السخط إلى غير أمريكا و”إسرائيل” وإلى من يعاديهما.
وأضاف السيد القائد من أهداف الشعار كسر مساعي تكميم الأفواه من أي صوت يناهض الهيمنة والسيطرة الصهيوأمريكية، والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية سلاح مهم، لأن الأعداء ينهبون ثروات بلداننا ويستفيدون من شعوبنا الكبيرة كأسواق لمنتجاتهم، مشيرا إلى أن الأعداء يستخدمون العقوبات الاقتصادية كسلاح ضد البلدان، والمقاطعة هي حافز مهم للتوجه للبناء الاقتصادي والإنتاج المحلي والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأوضح السيد القائد أن شهيد القرآن تحرك بالشعار والمقاطعة ونشر الوعي، وأن الخطوات الثلاث التي تحرك بها شهيد القرآن هي خطوات حكيمة ومشروعة، وليس هناك أي مبرر للاستهداف من يتحرك فيها، وأن الخطوات الثلاث تستند إلى القرآن الكريم وكان يفترض أن تلقى ترحيبا في بلد هويته إيمانية ودستوره يعترف بالشريعة الإسلامية والنظام يتغنى بالديمقراطية، مشيرا إلى أن المشروع الحكيم بخطواته العملية الصحيحة يخرج الأمة من حالة الصمت والجمود والقعود إلى حالة الموقف الذي يتنامى بحسب الظروف والمراحل.
وأكد السيد القائد أن الأمريكي عندما رأى المشروع القرآني يعيقه في الساحة اتجه لمحاربته عبر السلطة، بداية بالقمع الأمني والاعتقالات ثم العدوان العسكري، وفي 2004 دفع الأمريكي بالسلطة عسكريا بهدف القضاء على المشروع القرآني، فاندفعت السلطة بكل عدوانية وحقد.
الحروب الظالمة
وأوضح السيد القائد أن الحرب الأولى استهدفت بها السلطة بشكل أساسي شهيد القرآن ومن معه في منطقة مران الريفية في مديرية حيدان بصعدة والمناطق المجاورة، وأن الحملة العسكرية استهدفت الحواضن الشعبية للمشروع القرآني من آل الصيفي وهمدان ومناطق أخرى لملاحقة المكبرين، مشيرا إلى أن السلطة حشدت كل إمكاناتها العسكرية في الحرب الأولى وجيشت الكثير من المرتزقة واستهدفت مران بالتدمير الشامل والحصار والتجويع، وأن شهيد القرآن لم يكن لديه جيش ولا أي تشكيل عسكري منظم أو مدرب والأهالي تحركوا معه للدفاع عن أنفسهم في مواجهة ذلك العدوان غير المبرر. واستمرت المعركة قرابة 3 أشهر في مران التي تقدر مساحتها بـ 5 كم حتى أعلنت السلطة قتل شهيد القرآن ومن تصدى لعدوانها من الأهالي واعتقال وجرح آخرين.
وأضاف السيد القائد أن السلطة آنذاك ومعها الأمريكي تصورت أنها قضت على المشروع القرآني بممارساتها الإجرامية لتفاجئ بثبات السجناء والمعتقلين، وأن ثبت السجناء والتف بقية المنطلقين في خارج السجون حول العلامة الكبير السيد بدر الدين الحوثي في منطقة نشور همدان بصعدة، وبعد أشهر من الحرب الأولى اتجهت السلطة لاستهداف العلامة الكبير فقيه القرآن السيد بدر الدين الحوثي وفشلت في الحرب الثانية.
فشل الحروب على المشروع القرآني
وأشار السيد القائد إلى أن مسلسل الفشل والخيبة للسلطة استمر مع الإصرار على تكرار العدوان وفي كل مرة بوحشية وهمجية وبارتكاب جرائم كبيرة من القتل والسحل، وسلسلة الحروب التي شنتها السلطة تحت إشراف أمريكي وصلت إلى 6 حروب شاملة وأكثر من 20 حربا جزئية، مشيرا إلى أن النظام السعودي تورط في الحرب السادسة في العدوان مع السلطة بدفع أمريكي لكنه فشل معها، وأن السعودي لم يأخذ العبرة من الحرب السادسة لينتبه في المستقبل لتأتي المتغيرات في البلد ببركة ذلك الصمود وتلك التضحيات.
وأوضح السيد القائد: اتسعت دائرة الوعي الشعبي فكانت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وما تلاها من هروب الأمريكي من صنعاء، وأن الأمريكي ومعه الإسرائيلي يدرك أهمية المشروع القرآني وتأثيره الكبير حتى في تقديم النموذج المفيد لبقية الأمة وإسهامه فيما يتعلق بواقع الأمة بشكل عام. وأن المشروع القرآني ليس مؤطرا في مستوى البلد، والمواقف الصهيونية كانت واضحة في حجم القلق الكبير عبر المجرم نتنياهو وغيره، وتم الدفع بالسعودي ومن معه في التحالف ليتورطوا في عدوان شامل على بلدنا تحت إشراف أمريكي مباشر.
وقال السيد القائد نحن خلال كل المراحل مظلومين مظلومية كبيرة جدا ولسنا ظالمين، ومعتدا علينا ولم نكن معتدين، أداؤنا في دفع العدوان علينا والتصدي له مرتبط ومنضبط وفق تعليمات الله والقيم والأخلاق الإسلامية والقرآنية، وأن الأعداء كانوا يمارسون أبشع الجرائم بحقنا، وكل الشواهد والوثائق والحقائق كثيرة جدا تشهد لذلك.
الأعداء يتحركون وفق المشروع الصهيوني
وأكد السيد القائد أن الأعداء يتحركون وفق المشروع الصهيوني المحسوب على الدين زورا وبهتانا، وأن المشروع الصهيوني يقدم على أنه مشروع ديني، ولذلك ينطلق المنطلقون فيه بحماس واندفاع كبير جدا وله أهداف محددة هي تدميرية لأمتنا، وأن المشروع الصهيوني يعني احتلال أوطاننا بدءا بفلسطين وتدمير أمتنا والسيطرة عليها والبعثرة لها والقضاء على وجودها الحضاري والمستقل.
وأشار إلى أن وسائل المشروع الصهيوني وأساليبهم كلها عدوانية على كل المستويات، من تجزئة المجزأ وبعثرة المبعثر وإغراق أمتنا في الأزمات والحروب والفتن، والأعداء يعملون على تنفيذ مشروعهم على مراحل وفق إنجازات تراكمية، ولذلك ليس تحركهم ارتجاليا ولا ردة فعل ولا بحسابات مصالح محدودة
المشروع الأنجح
وتسأل السيد القائد بالقول: ما هو المشروع الذي ينبغي أن نتحرك فيه نحن كأمة مستهدفة وأي خيار نعتمد تجاه ذلك؟ هل خيار الاستسلام؟ ليس منجيا! هل خيار العمل مع الأعداء؟ هو تمكين لهم واستغلال وخسارة في الدنيا والآخرة . مؤكدا أن الخيار الأنجح والأقوى لمواجهة الأعداء هو المشروع الذي ينسجم أولا مع هويتنا الإسلامية والإيمانية هذا أول ما ينبغي أن نحسب حسابه في المشروع الذي ننطلق على أساسه .
وأضاف السيد القائد أن المشاريع التي لا تنسجم مع هوية الأمة لن تكون الأمة مستعدة للتضحية من أجلها بشكل كبير ولن تتوفر الحوافز ولا الدوافع اللازمة لذلك، وعندما يكون هناك مشروع يستند إلى هوية هذه الأمة، إلى دينها، إلى عقيدتها، إلى ما تؤمن به يمكن أن يمثل فعلا عاملا مهما مؤثرا في الاستنهاض للأمة، وأن الأمة عانت من إشكالية الجمود تجاه المخاطر، والتفرج تجاه الكوارث، والتفريط في المسؤولية.
وقال السيد القائد منذ أن بدأ الصهاينة يتدفقون إلى فلسطين بحماية بريطانية كانت مشكلة الأمة هي الجمود وانعدام الوعي والمسؤولية، وهي إشكالية بارزة واستمرت في كل المراحل، وأن ضعف الوعي والمسؤولية والوازع الديني كانت إشكالية بارزة في مقابل الهجمة الأمريكية الإسرائيلية بعد العام 2000 .