السيد حسن نصر الله: معركة الجرود معجزة.. وننتصر على عدو يدعمه العالم كله
أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان “حزب الله لا يمكن ان يقبل اتهامه انه يبتز اي احد في ملف او قضية انسانية”، ولفت الى ان “حزب الله قام بواجبه في ملف كشف مصير الجنود العسكريين المختطفين لدى داعش”.
وقال السيد نصر الله في كلمة متلفزة مساء الاثنين “ليس حزب الله الذي يقال انه يبتز في قضية انسانية ولذلك كل من قال هذا الكلام هم صنفان: إما جهلة لا يعرفون اللغة العربية وإما أنهم لئام عديمو الأخلاق”، واضاف “نحن تحملنا المسؤولية وذهبنا الى المفاوضات ومنذ اللحظة الاولى داعش طلب وقف اطلاق النار ونحن لم نكن بوارد الموافقة على ذلك لا نحن ولا الجيش السوري ولا الجيش اللبناني”، وتابع “حتى عندما وجدت داعش نفسها في المربع الاخير وجدت نفسها مضطرة للاستسلام وقبلت بشروطنا بعد المماطلة والمماحكة والمراوغة”.
واشار السيد نصر الله الى ان “مسألة اتهام حزب الله بالابتزاز لا تمر بسهولة لان لها علاقة بأخلاقية ومصداقية حزب الله ونحن لا نستطيع ان نتسامح فيه”، واوضح “بعد كلامي قبل ايام صدرت بيانات تتحدث ان حزب الله يبتز الشعب والحكومة والجيش في لبنان في قضية الجنود المخطوفين ويريد ان يضغط بهذه القضية الانسانية كي تتصل الدولة اللبنانية بالدولة السورية”، وشدد على ان “حزب الله لم يفعل ذلك وانا لم اقل ذلك انما قلت ان هناك طريقين إما الدولة تذهب للتفاوض اذا أرادت ان تفاوض ولكن اذا طلب من الدولة السورية تقديم مساعدة فشرطها التنسيق العلني”، وتابع “الخيار الثاني ان حزب الله يفاوض ولكن من دون ان يبتز احد ونحن لم نطلب من الحكومة اللبنانية ان تفعل اي شيء انما هدفنا الاستفادة من الوقت وقد وصلنا الى النتيجة التي تحققت اليوم”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “من شروطنا كشف مصير العسكريين وتسليمنا أجساد كل الشهداء الذين قاتلوا على الجبهة وإطلاق سراح المطرانين المختطفين والإعلامي سمير كساب”، وتابع ان “جواب داعش كان بأن المطرانين المخطوفين والإعلامي سمير كساب ليسوا لديه”، واضاف انه “في موضوع الأسرى أجاب داعش أن لديه الأسير المقاوم أحمد معتوق و3 أجساد لمقاومين في القلمون”.
وقال السيد نصر الله انه “قبل معركة الجرود كان لدينا مصادر وكان لدينا معلومات ان الجنود استشهدوا ودفنوا في المكان الفلاني وقد ابلغنا الامن العام بذلك وجرت عملية بحث من دون الوصول الى نتيجة وتأجلت العملية بسبب العمليات العسكرية”، وتابع “خلال تطهير المنطقة تكرر الامر وجرت عملية البحث ولم نصل الى نتيجة”، واضاف “رغم كل ذلك الجميع يتفق انه اذا تحررت الاراضي المحتلة المقاومون سيصعدون ويرفعون الاعلام وان لم ينكشف مصير الجنود فهذا النصر سيبقى منقوصا”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “خلال المعركة كان العمل جار للكشف عن مصير الجنود وهذا كان احد اسباب بطء العملية العسكرية في الايام الاخيرة”، واوضح ان “الحل كان إكمال بالضغط العسكري والحل التفاوضي للوصول الى هذه النتيجة اي كشف مصير الجنود العسكريين حتى تبين انهم شهداء وكشفنا مكان دفنهم”، وتابع ان “بالقانون والدين والاخلاق نحن عقدنا اتفاقا في هذا المجال ولا يمكن لنا ان نغدر او نطعن بالظهر او نحتال او نلعب على احد حتى مع هؤلاء الذين أتت بهم اميركا ونحن علينا ان نوفي بالشروط المطلوبة منا ولا علاقة له بمسألة العين بالعين ونرفض الحديث عن انتقام او غدر بما يندرج بالمزايدات”، ودعا “للبحث عمن سمح ان يبقى هؤلاء الجنود بأيدي خاطفيهم بدل ان ادانة الجهة التي قاتلت وساهمت بهذا التحرير العظيم”، واضاف “طالبوا بفتح تحقيق عما حصل عندما ترك الجنود لدى داعش جبهة النصرة”.
واكد السيد نصر الله “نحن منذ البداية كنا نؤمن بالجيش اللبناني وما زلنا ولكمن البعض كان يعتدي ويتهجم على الجيش في مجلس النواب على المنابر”، وتابع “اذهبوا وحققوا وحاسبوا اصحاب القرار السياسي الجبان والخاضع”، واضاف “هذا الملف الذي يجب ان يفتح”.
وقال السيد نصر الله “أزف الى هذا الشعب المضحي عدد شهداء حزب الله في هذه المعركة وهم 11 شهيدا والجيش السوري كان له تضجياته وقدم 7 شهداء في عملية وان عدتم عدنا”، وتوجه “بالتعازي لاهالي الشهداء العسكريين بانتظار اي شيء رسمي في هذا الملف”، كما توجه “بالتحية لكل عوائل الشهداء ولارواح الشهداء والجرحى والمقاومين والضباط والعناصر في الجيش اللبناني والجيش السوري للانجازات التي تحققت في الجرود”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الهزائم التي لحقت بداعش من الموصل وتلعفر الى شرق حمص الى البادية الى جنوب الرقة الى دير الزور التي انهكت داعش وهزمتها تركت آثارا على داعش التي تقاتل على الحدود اللبنانية”، واضاف “لا يمكن تجزأة المعركة”، وتابع “عندما نقول انه في 25 ايار 2000 اخرجنا العدو العدو الاسرائيلي اليوم نقول نحن اخرجنا الارهاب التكفيري”، واوضح “هناك مساحات مشتركة بين الامرين منها المساحات الكبيرة في الجرود وكذلك في الجنوب المحرر”، وتابع “اسرائيل كانت تشكل تهديدا وكذلك الارهاب التكفيري كان يشكل تهديدا لكل لبنان وليس فقط للبلدات البقاعية الحدودية”.
وأشار السيد نصر الله الى ان “يوما بعد يوم نتأكد ان داعش وكل الجماعات التكفيري هي صناعة اميركية لتخدم مصلحة اسرائيل”، ورأى ان “هذه الجماعات قدمت خدمات كبيرة وجليلة لاسرائيل وقادة هذه الجماعات يعرفون ذلك وان كان البعض من العناصر لا يدرك”، وتابع “اسرائيل مشروع هيمنة انما داعش وامثالها هو مشروع ابادة لكل شيء وبعد كل ذلك يتم تدمير المنطقة بجيوشها ودولها وانظمتها وبنتيها الاجتماعية ومن ثم ستقدم لاميركا واسرائيل لتفرض الشروط التي تريدها لذلك من الذي يبكي على داعش في العراق سوريا وفي الجرود هو بنيامين نتانياهو””.
وأكد السيد نصر الله ان “ما جرى اليوم هو استكمال للمعركة مع الاسرائيلي ونحن امام التحرير الثاني وتاريخه هو 28 آب/اغسطس 2017 بعد ذلك تعترف الحكومة اللبنانية فيه ام لا هذا شأنها”، ولفت الى انه “كما سابقا كان اهل الجنوب كانوا اشد الناس سعادة بتحرير ايار الـ2000 اليوم اكثر الناس سعادة بالتحرير الثاني هم اهل البقاع لانهم هم اكثر الناس الذين ضحوا وهم صنعوا الانتصار بخيرة شبابهم وفلذات اكبادهم ولذلك حري بهم ان يفرحوا يعتزوا بهذا الانتصار الذي هو وطني بالدرجة الاولى ولكنه للبقاع بشكل خاص واستثنائي”، واضاف “ندعو للاحتفال بهذا التحرير الثاني في مدينة بعلبك قرب ساحة مرجة راس العين الخميس المقبل لنقف في بعلبك بنفس الوقت الذي يقف بهم حجاج بيت الله الحرام في عرفة”، وتابع “الخميس سيجتمع المضحون في بعلبك هم الذين ضحوا بأولادهم وبفلذات الاكباد، الخميس يوم الراجمين لمن يريد تشويه ديننا وتهديم مجتمعنا، الخميس سنحتفل بهذا الرجم للشيطان وسنشكر الله على ما هدانا ووفقنا”.
وختم نصر الله كلمته بالتأكيد على إن الاحتفال بالتحرير الثاني سيكون يوم الخميس القادم في مدينة “بعلبك”، داعيا “للزحم الجماهيري والشعبي بالاخص من أهل البقاع لانهم اصحاب هذا النصر، قائلا “نحن لا نحمل إلا جواز سفر لبناني وليس لدينا جنستين ونحن ابناء هذه الارض واهلنا هم اصحاب الحضور الكبير والعزيز وكل نصر وأنتم بخير”.