السيد القائد: يدعو لوقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب وإلى مواصلة التصدي له طالما استمر
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على موقف اليمن المبدئي القرآني تجاه قضايا أمتنا الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، داعياً شعبنا العزيز لمواصلة التصدي للعدوان طالما استمر.
وفي كلمة له اليوم السبت، بارك السيد عبدالملك لشعبنا وأمتنا الإسلامية حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، مشيراً إلى أن شعبنا العزيز كما في الأعوام الماضية يحيي ذكرى المولد النبوي ويقيم الفعاليات التي تهدف للاستفادة من نور هذه المناسبة.
وقال السيد عبدالملك: إن شعبنا اليوم يحضر في ساحات الاحتفال حضورا كبيرا ومتميزا وفي صدارة شعوب أمتنا الإسلامية، مؤكداً أن شعبنا يعبر عن محبته وتعظيمه وولائه لرسول الله مجسدا لانتمائه الإيماني الأصيل.
وأضاف: “شعبنا يتزود من عطاء وأثر وبركات مناسبة المولد ما يرتقي به بدرجات الإيمان ويزداد عزما في الموقف الحق وقوة في السير على درب الهدى والاهتداء برسول الله”.
وأشار السيد عبدالملك إلى أن ذكرى المولد مناسبة مهمة لتشخيص الأسباب الحقيقية لمعاناة المجتمع البشري، موضحاً أن غياب الأعمال الصالحة واستبدالها بالأفكار الظلامية والدوافع الفاسدة ثمرتها في واقع الحياة هي المعاناة الكبيرة.
واعتبر أن السبب الحقيقي للمعاناة البشرية هو الانحراف عن الهدى والتعاليم الإلهية التي لا يمكن للإنسان أن يستغني عنها ولا أن يقدم البدائل الأفضل عنها، مبيناً أنه “كلما تجاهل الإنسان القيم الإلهية فهو يخسر ويكون ضحية لاستغلال أعدائه”.
وتابع: “كل مساعي الاستكبار ومن يرتبط بهم في كل زمان وهم في زماننا أمريكا وإسرائيل هي العمل على إخراج الناس من النور إلى الظلمات”، وتسعى لإبعاد الناس عن الأنبياء والرسل وتعليمات الله وتحريفهم لمفاهيم الدين باسم الدين نفسه.
مساعي وأهداف قوى الطغيان والاستكبار:
كما أشار إلى أن قوى الطغيان تعمل على نشر العقائد الخاطئة، وتسعى لنشر المفاسد والرذائل والعلاقات المحرمة والجريمة الشنيعة “المثلية”، كما تسعى لإضعاف حس المسؤولية عند الناس للسيطرة عليهم.
وأوضح السيد عبدالملك أن قوى الاستكبار تسعى لتغييب العدل من الحياة ومنه إقامة القسط وتمكين الظالمين وارتكاب الجرائم بحق المستضعفين، مضيفاً: “الأمريكيون والصهاينة ومن معهم يسعون لاستعباد الناس واعتماد الوحشية والجبروت لإذلالهم والسيطرة عليهم”.
رسول الله أعظم الأنبياء:
السيد عبدالملك أوضح أن رسول الله تسامى إلى ذروة الكمال البشري فكان أعظم الأنبياء وخير البرية، وتحرك معتمدا على الله وواثقا به مسخرا كل جهده في خدمة الرسالة والسعي لإنقاذ الأمة وخلاص البشرية.
وأكد أن رسول الله حقق إنجازاً عظيما بتقويض كيانات الطاغوت وانتقل بالعرب من الجاهلية الأولى إلى نور القرآن ودين الإسلام، لافتاً أن المسلمين لو استمر في نفس موقع ومسيرة رسول الله لكانوا في الموقع الرائد لقيادة المجتمع البشري.
العناوين الأربعة للارتباط الصحيح برسول الله:
وتحدث السيد عبدالملك عن أربعة عناوين للارتباط الصحيح برسول الله، قائلاً: “الإيمان برسول الله هو العنوان الأول وينبغي أن يرتقي إيماننا به للمستوى المطلوب الذي ثمرته الاهتداء والتأسي وأن يكون إيمانا صادقا واعيا مبنيا على معرفة الرسول ومحبته وولائه والثقة به”.
وأضاف: “العنوان الثاني هو تعظيم النبي صلى الله عليه وآله واحترام منزلته العالية وتوقيره من واقع الإيمان بعظمته في كماله وإيمانه”.
وتابع: “العنوان الثالث هو نصرة قضية رسول الله التي من أجلها جاهد وصبر وهي رسالة الله وهديه ودينه الحق بكل الوسائل المشروعة وعلى كل المستويات”، معتبراً أن من مصاديق نصرة النبي محمد الوقوف بوجه قوى الطاغوت والاستكبار وأعداء النبي ورسالة الإسلام.
وذكر أن العنوان الرابع: “هو القرآن الكريم الذي يقدم لنا الحق خالصا من الضلال، فهو المعجزة الخالدة في بلاغته وحكمته وسعة معارفه في كل مجالات الحياة”.
وأشار إلى أن تلك العناوين الأربعة التي قدمت لنا الارتباط الصحيح برسول الله والقرآن الكريم تتحقق النتيجة العظيمة وهي في قوله تعالى: (أولئك هم المفلحون)، داعياً إلى العودة العملية الصادقة إلى القرآن الكريم ورسول الله.
رسائل إلى قادة ومجتمعات الغرب:
السيد عبدالملك دعا قادة الغرب والمجتمع في الدول الغربية للكف عن الإساءة لله وخاتم أنبيائه، والكف عن عداء الأنبياء وكتاب الله وإحراق المصاحف ومحاربة تعاليم الله، والكف عن محاربة القيم ونشرهم للمفاسد والرذائل وسعيهم لإفساد الشعوب، منبهاً إياهم بأن يتأملوا في واقعهم وما نتج عن ذلك من مشاكل رهيبة في كل المجالات.
وحذر قادة الغرب من العواقب الوخيمة والعقوبات الإلهية في الدنيا والآخرة، داعياً إياهم للتحرر من الصهيونية اليهودية التي سيطرت عليه وأضلتهم واستحكمت سيطرتها عليهم بشكل تام.
تأكيد على قضايا الأمة وتحذير للعدوان:
السيد عبدالملك أكد على موقف اليمن المبدئي القرآني تجاه قضايا أمتنا الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، مشدداً على أن التطبيع خيانة لله ورسول والمسلمين ونفاقٌ واضح بلا شك.
وجدد التحذير للعدوان قائلاً: ” أدعو تحالف العدوان لوقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب”، داعياً شعبنا العزيز لمواصلة التصدي للعدوان طالما استمر.
اختتم قائد الثورة كلمته مشيداً ومخاطباً المحتشدين في ساحات المولد النبوي الشريف بقوله: “نفسي لكم الفداء وجزاكم الله خير الجزاء”.