السيد القائد: يجب أن ندرك طبيعة الصراع مع الأعداء وثمرة تعاون الأمة تحقيق النصر الحاسم
شدد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على أن الصهاينة هم أعوان الشيطان يتجهون لتجريد أمتنا من كل عناصر القوة، ويدركون الأهمية المعنوية لديننا، وقال إنهم يدركون أن تفريغهم للأمة من مبادئها ودينا فإنها لن تتحرك ضمن مشروع ذاتي لها.
وخلال كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي، أكد السيد القائد على أن اليهود يسعون إلى إنهاء حالة العداء الإسلامي لهم وذلك كي لا تكون للأمة أي ردة فعل تجاه محاولتهم في السيطرة عليها، ويريدون أن تمول أمتنا مؤامراتهم وأن تنفذها وتدفع تكاليفها.
وأضاف قائد الثورة أن اليهود يسعون إلى أن يكونوا الآمر الناهي لأمتنا، والذي يرسم السياسات ويحدد المواقف، ولفت إلى ان أول نقطة في الصراع مع الصهاينة هي مسألة التولي لهم التي حذر منها القرآن الكريم.
واكد السيد القائد على أنه وفي مقابل سعي اليهود لتطويعنا، نسعى لمحاربتهم في التطويع والتولي والتوعية تجاه خطرهم والتعبئة ضدهم، وشدد على أن الموقف الصحيح هو السعي لتحصين الأمة من الارتباط باليهود عبر التعبئة المستمرة ضدهم.
وأشار قائد الثورة إلى ان آل خليفة في البحرين والأنظمة الإماراتية والمغربية والسعودية اتخذوا خطوات عملية في التطبيع مع كيان العدو رغم التحذير القرآني، وأوضح أن الأنظمة المطبعة مع كيان العدو وصل بهم الحال إلى ظلم أمتهم والتآمر على شعوبهم مقابل التودد للصهاينة، وأنها سعت لحرف بوصلة العداء عن الصهاينة إلى من يتصدى لهم من أبناء الأمة.
سياسات الأعداء للهيمنة على الامة الإسلامية
ودعا السيد القائد إلى أن لا يكون خيار الأمة السكوت في مواجهة أعدائها، فالسكوت يعني تمكينهم من الوصول إلى أهدافهم، موضحاً أن أعداء الأمة يسعون لأن تضل عن سبيل عزتها وقوتها وكرامتها، ويتحركون في كل المجالات.
ولفت إلى إنه في المجال السياسي يسعى الأعداء لتمكين الطغاة من السيطرة على رقاب الأمة وإغراقها بالخلافات السياسية، كما حولوا الأمة إلى سوق استهلاكي لبضائعهم لتدر لهم الأرباح، ويأخذون الموارد الأولية منها بأبخس الأثمان.
وتابع السيد القائد “ربط اليهود الأمة بالاعتماد على الدولار لتكون من أكبر المساهمين في ربط الاقتصاد العالمي بالدولار”، وهم “يعملون على أن يكون التعليم في بلداننا غير مفيد، وفي الإعلام يسيطرون على الرأي العام والتصورات والاهتمامات”.
وأشار إلى أنه وفي المجال الإجتماعي، يسعى اليهود إلى تفكيك المجتمع وتحويله إلى كيانات متباينة وأن يفصلوا المرأة عن أسرتها، وقال “يجب أن نستحضر الصراع مع الأعداء في مختلف المجالات، وأن ندرك أنهم يسعون للسيطرة علينا”، وشدد على وجود أن نحاربهم في هذا المجال، وأن نستحضر عداءنا لهم، وأن نكون يقضين لما يأتي من جانبهم في مختلف المجالات، وأن نعي مساعي أعداء الأمة لندرك طبيعة الصراع معهم.
وأوضح السيد الثورة أن “قوى الشر تسعى لفصل المرأة عن أسرتها ويحركونها لتكون عنصرا مفسدا في المجتمع”، وأن “أمريكا واللوبي الصهيوني يتحركون لدعم ونشر جريمة الفاحشة المثلية ويسعون لحمايتها بالقانون وهذا يبين مدى فسادهم”، وتابع أن “أعداء الأمة يريدون أن يروا شباب الأمة مجردين من القيم ومدمرين صحيا وأخلاقيا ودون إنتاجية اقتصادية”.
واوضح السيد القائد أن الأعداء يقومون بنشر المخدرات بشكل شنيع، ويستغلون ضعاف الإيمان، ويستهدفون في ذلك أبناء المجتمع، وأن الحالة التي تروق لهم أن يتحول شباب الأمة إلى تلك الحال من الفساد الأخلاقي والإنساني.
وأكد السيد القائد أنه كلما ارتبطت حكوماتنا على المستوى الصحي بسياساتهم التي يقدمونها لهذه الأمة كلما تدهور الوضع الصحي كلما زادت الأمراض، ومن ضمن ذلك أيضاً الغازات والمبيدات التي تصنع عندهم هم، لاستخدامها في الزراعة، فتتحول من مبيدات حشرية إلى مبيدات للإنسان، وتتحول إلى وسيلة لقتل شعوبنا بشكل كبير، تنشر أمراض السرطان بشكل كثير تفتك بصحة المجتمع وتتحول إلى وسيلة قتل لمجتمعنا.
وأضاف السيد القائد إنه “في الحروب التي شنها الأعداء على الأمة فتكوا بالناس بأخطر أنواع الأسلحة، وعندما أشرفوا على حروب أدواتهم لاحظنا الوحشية والإجرام الذي قدموا له الغطاء الإعلامي والسياسي”. وتساءل السيد الحوثي “أين هي حقوق الطفل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية؟ أين كانت حقوق الإنسان في غزو العراق؟ أين هي حقوق الإنسان أمام ما فعلته أدوات الأمريكيين في بلدنا؟”
وأكد السيد القائد أن الأمريكيين والصهاينة يمتلكون كل أنواع الأسلحة حتى النووية والجرثومية، وهذا يعبر عن إجرامهم وعدوانيتهم، وقال إنهم يحاصرون الشعب الفلسطيني من أجل أن يذهبوا بالجرافات لتدمير منازله وقلع أشجار الزيتون دون أن يكون هناك قوة للتصدي له. وأوضح أن الأعداء يريدون أن يظهروا بأن المشهد الحضاري لأمتنا أن تكون ضعيفة عزلاء، ويصبح وصول السلاح تهمة كما حصل مع شعبنا.
ولفت إلى أن الأعداء يسعون إلى تجريد الأمة من كل عناصر القوة على المستوى العسكري والاقتصادي والاستقرار السياسي والمنعة والعزة، وأن وضوح عدائهم كاف لا يمكن الجدال فيه، مؤكداً أن الأمريكيين والصهاينة يتجهون لمنع أي نهضة للأمة، ويحاربونها بالسياسات المدمرة لكل شيء.
كما أشار قائد الثورة إلى أن أعداء الامة يسعون أيضاً إلى منع سيادة الإسلام في بلداننا، ويفرخون ديانات جديدة لنشرها في مجتمعاتنا، “البهائية الأحمدية.. وغيرها” ثم يحاولون أن يفرضون لها حقوقاً، ثم يسعون إلى أن لا يكون للإسلام سيادة على البلد بحجة تعدد الديانات.
كما أن الأعداء يحتلون الأوطان وينهبون الثروات، يفرضون لهم قواعد عسكرية لإذلال الأمة والسيطرة عليها في كل المواقع الاستراتيجية في البحار والمضائق، ويتجهون إلى منع أي نهضة لهذه الأمة اقتصادية تقوم على أساس صحيح، يحاربون هذه الشعوب بالحصار.
وأكد السيد القائد إلى ان الأعداء يتجهون أيضاً لمحاربة كل صوت حر من أبناء هذه الأمة يسعى إلى الدفاع عن كرامتها وحقوقها المشروعة، يعملون بشكل دؤوب في الضلال والإفساد.
كيف تواجه الأمة سياسات الأعداء؟
وشدد السيد القائد على أنه وأمام كل هذا التحرك وأمام ما يحدث من استجابة لهم من بعض أبناء الأمة، فإن الرجوع إلى القرآن يمثل حصنا للأمة، مؤكداً أن الموقف القرآني الذي يدفعنا للتصدي لهم وفق توجيهات الله هو الموقف الصحيح والناجح والمجدي، وإذا كان البعض يحمل عقدة فقدان الأمل فهو ناتج عن قلة وعيه بالقرآن الكريم.
وأكد السيد القائد على أن الخسارة الحتمية هي في أن تستسلم الأمة أو أن تواليهم، وتساءل ” ماذا فعل التولي لهم لتلك البلدان التي حتى عدلت مناهجهم الدراسية، هل عدل بالمقابل الصهاينة مناهجهم مثل ما عمل هؤلاء.. لا يفعلون شيئا في مقابل الخطوات التي فيها تقرب لهم”.
وشدد على أنه مهما كانت هذه الهجمة على أمتنا، ومهما كانت حالة الارتداد أمام هذه الأمة، فلا يأس، بل أن الوعد الإلهي بشر المستجيبين لله في أمتنا أنه في ظل هذه الهجمة يأتي الفرج والنصر”. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }.
وأوضح السيد القائد أن هداية الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فيما يهدي إليه من مواقف وتوجيهات هي طريق الفلاح والفوز، وهي التي تدفع نحو المواصفات التي يجب أن تكون محط تركيز وأن نسارع إليها، بدءا بتولي الله سبحانه وتعالى ومعادات أعداء الأمة، ينبغي أن نسعى إلى فك الارتباط بهم وأن نتمسك بالقرآن والرسول وقرناء القرآن.
ودعا السيد عبدالملك الحوثي إلى أن أن نتحرك كما أرشد الله في القرآن الكريم في مواجهتهم بالجهاد في سبيل الله { يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ } الجهاد في سبيل الله في كل المجالات وكل الميادين.
ودعا أيضاً إلى ان نعرف ما يريد الأعداء، وما يخططون وما يهدفون إليه، فنتصدى لهم ونحن نحمل الروحية الجهادية، ففرق كبير جداً بين السماء والأرض في تحرك الإنسان بشكل بارد وباهت، وأن ندخل في الميدان السياسي للتصدي لمؤامرات الأعداء، ونسعى في كل المجالات بالتمسك بالقرآن الكريم. وشدد السيد الحوثي على وجوب أن تكون أمتنا أمة منتجة اقتصادياً، وأن نقاطع بضائع أعدائها.
وعلى مستوى الجهاد في سبيل الله في كل المجالات، أكد السيد الحوثي على أن نسعى للانتقال من حالة الجمود في الموقف والعمل، إلى العمل في كل الميادين، وأن نتوجه عكس توجهاتهم على المستوى السياسي نسعى للارتباط بهدى الله والاستقرار السياسي.
عاقبة الكيان الصهيوني الزوال
ولفت السيد القائد إلى ان ما عاشته الأمة من تجرية في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وما تتمتع به إيران من منعة وعزة، ندرك أن تولي الله هو طريق النصر، مؤكداً أن النتيجة الحتمية لمآل الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين هي الزوال.
وأكد السيد القائد أنه عندما نتحرك لمواجهة الكيان الصهيوني فلنطمئن إلى أن عاقبته المحتومة هي الهزيمة والزوال، وقال ” يجب أن نتحرك بكل أمل وثقة بأن الخطر علينا من تقصيرنا، وبتقوى الله فإن تحركنا سينجح”.
وأوضح السيد القائد أن “ما يحاول الأعداء تصويره لأي اتجاه مقاوم على أنه عمالة لإيران هو افتراء، فإيران تقف من منطلق عقائدي وديني”، وشدد “نتحرك من منطلق قرآني يجمعنا بأحرار أمتنا الذين يتحركون قد سلمت فطرتهم، فالموقف من اللوبي الصهيوني وأمريكا هو موقف فطري وطبيعي”.
ولفت السيد الحوثي إلى أن تعاوننا مع أحرار أمتنا هو شيء نفخر به، وهو واجبنا الإنساني والأخلاقي والإسلامي وهو عنصر قوة لنا”، مؤكداً أن الموقف تجاه العدو الصهيوني هو موقف طبيعي، فكيف يأتي البعض ويقبل تلك اليد التي تقتلك وتهينك.
وأكد القائد أن حضور الشعب اليمني يعبر عن موقفه الإيماني في عداء الصهاينة ومناصرة الشعب الفلسطيني والتأكيد على وحدة الموقف مع أحرار أمتنا.
وقال السيد القائد “جماهير شعبنا ستؤكد استعدادنا لخوض أي معركة حاسمة ضد العدو الصهيوني الزائل حتماً”، ولفت إلى ان النتائج الإيجابية لتعاون أحرار الأمة بدأت تتجلى وستكون ثمرتها إن شاء الله تحقيق النصر الحاسم.