السيد القائد يبارك للشعب اليمني والأمة الإسلامية حلول ذكرى المولد النبوي ويدعو لأكبر احتفالات بالمناسبة
توجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالتهاني والتبريكات للشعب اليمني المسلم العزيز والأمة الإسلامية بمناسبة قدوم ذكرى المولد النبوي الشريف
وقال السيد القائد في كلمة له مساء اليوم، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف: إن شعبنا يتفاعل مع مناسبة المولد النبوي بما يليق به وبمستوى أهميتها وعظمتها، فهي أعظم المناسبات قدرًا.. مشيرا إلى أن مناسبة المولد النبوي الشريف تصلنا بأعظم رمز لنا وهو رسول الله، وتعزز ارتباطنا بالإسلام والقرآن وتعزز الوعي وزكاة النفوس.
وعبر قائد الثورة عن أمله في أن يكون حضور الشعب اليمني في يوم ذكرى المولد النبوي غدًا حضورًا عظيمًا كبيرًا كما في الأعوام الماضية.. لافتا إلى أن مدى التفاعل مع مناسبة المولد النبوي الشريف يعزز الأمل في شعبنا أنه مؤهل ليقدم النموذج المتميز في انتمائه الإيماني ووفائه لرسول الله.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن المسلمون أحوج ما كانوا لتعزيز ارتباطهم برسول الله والقرآن وهم يواجهون الخطر الكبير في التبعية لأعداء الإسلام.. مشيرا إلى أن حركة اللوبي اليهودي الصهيوني في العالم وأذرعه أمريكا وإسرائيل وبعض الأنظمة الأوروبية وأتباعهم هي احتواء المسلمين واختراقهم.
وأضاف أن الأعداء وصل بهم الأمر إلى درجة التدخل في المناهج الدراسية للبلدان العربية والإسلامية وضمنها السعودية التي فتحت المجال لحذف آيات قرآنية من مناهجها لأن اليهود يستاؤون منها.. مبينا أنهُ مع الوقت يكثر التأثير في تغيير المفاهيم والعقائد والثقافات بحيث تجعل انتماء الناس للإسلام انتماءً شكليًا دون أن يحملوا رؤية الإسلام في شؤون الحياء.
وبين السيد القائد أن الحرب الناعمة تهدف للسيطرة على الأمة في مختلف المجالات، والأمة بحاجة لأن تكون متماسكة وتتجه لاستعادة دورها الريادي في العالم.. مؤكدا أنهُ يمكن للأمة من خلال استعادة علاقتها بالرسول والقرآن والعودة الصادقة إلى القرآن أن تستعيد حريتها وكرامتها وأن تتحرر من كل أشكال التبعية.
وأشار إلى أن مشكلة الكثير من السياسيين والثقافيين هي النظرة الخاطئة تجاه القرآن والرسول، النظرة التي شابها الظلام وجعلت العلاقة فيهم محدودة بالشعائر العبادية.. موضحا أن النظرة المحدودة بالشعائر ليست النظرة الصحيحة تجاه الرسول والقرآن الكريم، فهي يجب أن تكون مقرونة بالاهتداء والعمل.
وقال قائد الثورة: إن المهمة الأساسية للرسالة الإلهية وحركة الرسول الأعظم هي إخراج الناس من الظلمات إلى النور في رسالة عالمية تملك من الهدى ما يكفل هداية كل المجتمعات البشرية، فالرسول هيأ السبيل ليسلك المجتمع البشري صراط الله المستقيم الواضح الذي يصل به إلى الغايات العظيمة والأهداف الكبيرة.
وأضاف: إذا لم يكن الانسان متصلًا بالنور الإلهي فهو في حالة الظلمات، أفكاره ومفاهيمه وتصوراته ظلامية، فعندما يخرج الإنسان عن دائرة النور ويتحرك بأفكاره الظلامية يتحول إلى صادٍ عن سبيل الله ومناوئ لأي تحرك مبني على أساس نور الله وتعاليمه.
التغييرات الجذرية:
وفيما يتعلق بالتغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة، أعرب قائد الثورة، عن أملة في أن تساعد مناسبة المولد النبوي الشريف على إصلاح الواقع، فهذا مما لا بد منه لتحقيق التغيير.. قائلا: نحن على موعد غدًا للحديث عن المرحلة الأولى من التغيير الجذري الذي كان ضرورة منذ البداية وانتصار ثورة 21 سبتمبر.
وأوضح السيد القائد، أن الشعب اليمني عانى من العدوان الذي استهدفه في كل شيء بالقتل والتدمير الشامل والحصار الخانق والسعي لاجتياح البلاد والسيطرة عليها.. مشيرا إلى أن الأولوية الكبرى لشعبنا كانت في التصدي للعدوان فقد كاد شعبنا أن يفقد حريته وأن يتحول لبلد محتل خاضع للسيطرة الخارجية كليًا.
وأضاف أن مسألة التغيير الجذري ليست مسألة تعود لمستجدات أو ضرورة جديدة فالخلل قديم والمواطن يصيح منذ فترة طويلة.. قائلا: إن المواطن يردد على لسانه منذ زمن طويل شكواه من الروتين والخلل الكبير في مؤسسات الدولة منذ زمن.
وأكد السيد القائد، أن الخلل يعود للعمق وهناك الكثير من الأنظمة والقوانين واللوائح والمفاهيم السلبية المترسخة في الأداء الرسمي لمؤسسات الدولة، فالمنصب عند الكثير من الناس هو موقع لتحقيق المكاسب الشخصية، ولا شك أن هناك الكثير من المسؤولين الذين يملكون الكفاءة والنزاهة والنية الصادقة لخدمة الشعب.
ولفت إلى أن غياب معيار الكفاءة هو من أهم أسباب المشاكل في كل مؤسسات الدولة، فلا الدستور يشترط ذلك ولا أي قانون.. مشيرا إلى أن المواطن طالما شكا سواء على مستوى القضاء لأن القوانين والأنظمة تساعد على أن تأخذ القضايا مسارًا طويلًا دون نتيجة.
وقال: إن الحرمان في الخدمات مسألة يشكو منها المواطن في كل المحافظات، الثروة الوطنية على مدى عشرات الأعوام أهدرت ونهبت ولم تسخر لخدمة هذا الشعب، فثروات الشعب المنهوبة على مدى عشرات السنوات لم تسخر لخدمة الشعب الذي لم يكن يسمع سوى الوعود من المسؤولين.. مضيفا أن بعض الشخصيات الحزبية امتلكت ثروات هائلة أصبحت اليوم تتنعم فيها في الإمارات ومصر وتركيا وغيرها.
وأضاف أن بعض مسؤولي العهد السابق يذرفون اليوم دموع التماسيح على شعبنا ويقفون في صف العدوان وساهموا في سفك دماء شعبنا .. قائلا: البعض يريد من الحكومة والمؤسسات الرسمية أن تقدم في ظروف العدوان والحصار ما لم تقدمه الحكومات المتعاقبة على مدى عشرات السنين.
وشدد السيد القائد على وجوب أن نقيم مستوى ظروف مؤسسات الدولة والوضع الذي هي فيه من محدودية الإيرادات وضغط العدوان والحصار، فتماسك هذه المؤسسات في السنوات الماضية شكل إنجازًا.. مجددا التأكيد على أهمية أن لا يستمر الحال في مؤسسات الدولة كما هو عليه لأن هناك اختلالات عميقة في الأنظمة والقوانين والإجراءات وكل شيء.
واستطرد قائد الثورة بالقول: إن النظرة المتأثرة بالأعداء التي تأتي في سياق الحرب على شعبنا ومؤسسات دولته هي نظرة تقدم تصورًا سلبيًا قاتمًا وكأن ليس هناك أي إنجاز، فأصحاب النظرة السلبية لن يعترفوا بأي إنجاز في الفترة الماضية حتى بتطور القدرات العسكرية التي شاهد شعبنا جزءًا منها في العرض العسكري.
وتابع: الأعداء شاهدوا قدراتنا العسكرية وشهدوا ضرباتها التي وصلت إلى العمق السعودي والإماراتي رغم وجود منظومات دفاعية متطورة.. مشيرا إلى أن حجم الإنجاز الكبير في المجال العسكري يرسخ الأمل لشعبنا أن هناك أملًا بتغيير حقيقي وإصلاح فعلي في مؤسسات الدولة.
ولفت السيد القائد إلى أنهُ لم يكن هناك بنية اقتصادية لعشرات السنوات حين كانت كل الموارد متاحة، ولم تستثمر لبناء بلد منتج بل حولوه لبلد مستورد ومستهلك.. مبينا أن البعض يأتي ليذر الملح على الجرح في المعاناة التي يعانيها شعبنا العزيز ويحمّل كل المسؤولية على مؤسسات الدولة في هذه المرحلة.
وقال: “بإذن الله وتوفيقه وبالعزم والإرادة يستطيع شعبنا أن يغير واقعه الاقتصادي بشكل تام وأن يتحول لبلد منتج وأن يغير سياسته الاقتصادية”.. موضحا أن التغيير الجذري يجب أن يترافق مع توجه شعبي من أجل تغيير الواقع فهذا التغيير يتطلب تحركًا شاملًا من الجميع.
وأوضح قائد الثورة أن التغيير الجذري لا يعني الحكم على كل المسؤولين بأنهم فاشلون وغير جديرين بالمسؤولية، فمِن المسؤولين مَن هم صادقون وبذلوا الكثير من الجهود لكن مشكلتهم في الأنظمة والقوانين التي تكبلهم إضافة لمحدودية الإمكانات.
وأشار إلى أن هناك كوادر فاعلة ووفية خدمت البلاد بجد في مختلف المحافظات، وهناك كوادر ضعيفة بعضها مستغل وبعضها حاقد.. قائلا: أمام التوجه للتغيير تأتي أحيانًا دعايات وزرعٌ للمخاوف، فيأتي البعض ليتحدث عن خطر على الجمهورية وهذا منطق الأعداء.
ولفت إلى أن قيام الحق والعدل وتحقيق الخير للبلد، هو الذي يهمنا وليس لدينا مشكلة مع الجمهورية فنحن نريدها جمهورية تجسد الانتماء الإيماني الأصيل لشعبنا.. قائلا: نريد للجمهورية أن تحقق آمال شعبنا في الحرية والاستقلال والعيش الكريم، وأن تجسد انتماء شعبنا الإيماني وتحقق تطلعاته.
الهوية الإيمانية:
أكد السيد القائد أن الأعداء يريدون أن يصبح شعبنا بلا هوية ولا انتماء فهذه وسيلة للسيطرة عليه بعد أن يصبح شعبًا مفككا ليس لديه ما يجمعه.. لافتا إلى أن لشعبنا العزيز خصوصية في مستوى انتمائه الإيماني فهو عميق في انتمائه الإيماني وتاريخه عريق في هذا الانتماء وفي التمسك بالإسلام.
وتابع: حديثنا عن الهوية الإيمانية هو حديث عن محل فخر لشعبنا العزيز، ومسؤوليةٌ علينا الحفاظ عليها ليتوارثها أجيال بلدنا جيلًا بعد جيل، فشعبنا من أكثر الشعوب في العالم حفاظًا على أخلاقه وقيمه الإيمانية، وهذا يتجلى في مدى تفاعله مع مناسبة ذكرى المولد النبوي.
وجدد السيد القائد التأكيد على أن مبادئ الهوية الإيمانية مبادئ تحررية، فشعبنا يأبى أن يستعبده أحد، ولا يرضى العبودية لغير الله.. مؤكدا السعي لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال بكل الوسائل المشروعة.
المفاوضات مع دول تحالف العدوان:
وفيما يخص المفاوضات الجارية مع دول تحالف العدوان قال قائد الثورة: إذا لم تنجح المفاوضات فلشعبنا الحق بالعمل بكل الوسائل المشروعة لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال.
ولفت السيد القائد إلى أن مسار التغيير من المتوقع أن يحاربه الأعداء وأبواقهم، فلا يجب أن يلتفت الشعب إليهم.. قائلا: سنكون على موعد في كلمة الغد للإعلان عن المرحلة الأولى من التغيير.. مجددا التعبير عن أملة في الشعب اليمني العزيز الحضور الواسع في كل ساحات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.