السيد القائد: نحن مستمرون والرد قادم ولن نخذل الشعب الفلسطيني أبداً ما دام فينا عِرقٌ ينبض

أوضح السيد القائد أن شعبنا اليمني له اهتمامه المتميز بذكرى المولد النبوي الشريف في كل عام وهذا شيء بات معروفا عالميا.. وأن الترابط كبير بين موقف شعبنا الإيماني الجهادي، استجابة لله وتأسيا واقتداء واتباعا لرسوله صلوات الله عليه وعلى آله .

وقال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له اليوم الخميس أن التحضير لمناسبة المولد يبدأ بكثير من الأنشطة المفيدة ذات المحتوى الفكري والتوعوي والتعبئة الجهادية ويستمر لأسابيع، وأن الاهتمام المتميز بمناسبة المولد النبوي يعود أساسا إلى ما هو عليه شعبنا من تجسيد لانتمائه الإيماني ومبادئ الإسلام على مدى التاريخ.

 وأشار السيد القائد أن الكلمة تأتي في إطار العنوان المهم لإحياء مناسبة المولد هذا العام في قوله الله تعالى ” يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم” ، وأن الكلمة تأتي في إطار العنوان المهم لإحياء مناسبة المولد هذا العام في قوله الله تعالى ” يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم” .

وأضاف السيد القائد أن الاهتمام بالمناسبة يبدأ بالفعاليات التحضيرية وبمظاهر الابتهاج والفرح والسرور والأنشطة الخيرية والإغاثية، مشيراً إلى أن شعبنا جعل من مناسبة المولد النبوي مدرسة واسعة ومعطاءه ومحطة تربوية وتثقيفية يستفيد منها في الارتقاء الإيماني.. مؤكداً إلى أن الحديث عن رسول الله صلوات الله وعلى آله حاضر دائما وأبدا في مسارنا التعليمي والتربوي، وأن إعطاء المزيد من الاهتمام بمناسبة المولد يحولها إلى محطة تساعد على تحقيق نقلة على مستوى الوعي والفكر وتعزيز الروحية الجهادية.

وقال السيد القائد: شهدنا نقلات بارزة تجسدت في مواقف واهتمامات مميزة لشعبنا في مقابل تراجع بعض الشعوب قيميا وأخلاقيا وفكريا، وأن شعبنا العزيز جعل من مناسبة المولد أعظم مناسبة يحتفي بها وأكبر مناسبة يحضر فيها وصولا إلى الفعالية التي يحضرها الملايين بما لا مثيل له في العالم.. مشيراً إلى أن المناسبة يستفاد منها في الارتقاء الإيماني وتعزيز الارتباط برسول الله صلى الله عليه وعلى آله، وبالرسالة الإلهية.

وأشار إلى البعض ينتقد شعبنا لإحيائه مناسبة المولد الشريف كمدرسة كبيرة وعظيمة، وليس له أي موقف من حفلات الرقص والمجون.. وأن المسألة ليست مجرد احتفالات وإظهار الفرح والسرور، بل هو توجه ومسيرة عملية في كل المجالات. مؤكداً بأن بركة الاحتفال بمناسبة المولد النبوي ملموسة في زكاة النفوس وروحية الناس وشعورهم بالمسؤولية وارتقائهم الأخلاقي، مضيفاً بالقول: مقارنة بكثير من الشعوب والبلدان ارتقى شعبنا كثيرا على مستوى الوعي والبصيرة والرشد.. وأن مناسبة المولد تربطنا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وترسخ في أنفسنا مسألة الاقتداء والتأسي به.

وفي سياق حديثة عن الاحتفال بالمولد النبوي أشار السيد القائد بالقول: ليست المسألة مجرد احتفالات، أو إظهار للفرح والابتهاج والسرور، ثم ينتهي كل شيء، شعبنا هو في إطار توجه عملي، ومسيرة عملية كبيرة، وتحرك على مستوى كل المجالات، في الاتجاه الايماني، الاتجاه الذي يسير به نحو الله سبحانه وتعالى، نحو مرضاته، نحو توفيقه، في إطار الالتزام الإيماني والأخلاقي.

وأشار إلى أن الآثار والنتائج ملموسة، بركة هذه المناسبة من خلال إحيائها بهذه الطريقة التي يحييها شعبنا بها، هي بركة ملموسة، في النفوس، في زكاء النفوس، في روحية الناس، في روحيتهم، في شعورهم بالمسؤولية، في ارتقائهم الأخلاقي والفكري والثقافي، في رشدهم، في وعيهم وبصيرتهم.

وأضاف بالقول: نحن نرى في واقع شعبنا العزيز، وبالمقارنة مع كثيرٍ من الشعوب والبلدان، أنَّ شعبنا العزيز ارتقى كثيراً على مستوى الوعي، والبصيرة، والرشد، والفهم، وهذا شيءٌ جليٌ وواضح حتى في الأطفال، في الكبار، في الصغار، مستوى عالٍ من الوعي، والرشد، والبصيرة، والفهم، والشعور بالمسؤولية، ولهذا تميَّز شعبنا في مواقفه العملية بناءً على ذلك.

وأوضح: عندما نأتي إلى شخصية رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، فمعالم شخصيته عندما ندرسها، عندما نتأمل في ما ورد عنها، هي مدرسةٌ كاملةٌ وكبرى، والمسلمون بأمسِّ الحاجة إليها، لكن- كما قلت- مع الاعتماد على القرآن الكريم كجانبٍ أساسيٍ في ذلك.

وأكد السيد القائد أن الأفق واسعٌ جداً في معالم شخصية رسول الله صلوات الله عليه وعلى آلة، إذ هو أكمل الخلق، هو في كماله الإيماني، والرسالي، والأخلاقي، والإنساني، والقيمي، بلغ أعلى مرتبةٍ يمكن أن يصل اليها بشر، بلغ المرتبة العليا على مستوى الرسل والأنبياء، وعلى مستوى كل البشر أجمعين.

وأشار إلى أنه مهما قرأ الإنسان، ومهما استمع، ومهما بحث في معالم شخصية رسول الله صلوات الله عليه على آله، يجد نفسه إنَّما حصل على القليل، ولا يزال أمامه الكثير والكثير، فهي مدرسة واسعة وكبرى بكل ما تعنيه الكلمة.

وجدد التأكيد على أن الأمة بحاجة ملحة إلى أن تعود إلى شخصية رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، في كماله الرسالي والإنساني والأخلاقي، وفي كماله الإيماني، الذي تستفيد منه في مسيرة الاهتداء، والاقتداء، والتأسي، والاتِّباع، يجب أن يتعزز ارتباط الأمة برسولها صلوات الله عليه وعلى آله، وهذا سيرتقي بها على كل المستويات، يرتقي بالأمة من جديد، لتستعيد دورها بين كل الأمم، وهي تتحرك حاملةً لرسالة الله، ولمشروع الله في عباده، لتكون الأمة التي تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتكون رائدة في المجتمع البشري والإنساني

 

وأوضح السيد القائد أن عنوان هذا العام على ضوء الآية مباركة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}ولذلك في مختلف الأنشطة التثقيفية، والفعاليات المتنوعة، ينبغي أن يحظى هذا العنوان، على ضوء هذه الآية المباركة، بالاهتمام بشكلٍ كبير، في الحديث عن جهاد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وكيف نهض بالمؤمنين معه لأداء هذه الفريضة المقدَّسة، وهذا الواجب العظيم، وهو: الجهاد في سبيل الله تعالى؛ باعتبار أننا في هذه المرحلة، ومع هذه التطورات والتحديات التي تواجهها أمتنا، في ظل الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، اليهودية، الصهيونية، على أمتنا، على الشعب الفلسطيني، وعلى الأمة الإسلامية، وحربها على الإسلام والمسلمين، نحتاج إلى الاهتمام بهذا الجانب، وأن نعيه جيداً، وهو كفيلٌ بأن يحقق نقلةً في واقعنا إلى الأمام، وارتقاءً أكثر، وكذلك تجاه أو في جانب كلِّ من يهتم من أبناء الأمة بهذا الجانب.

وأشار إلى أن جهاد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ونهضه لأداء هذه الفريضة المقدَّسة والمباركة، ونهوضه بالذين استجابوا له، بالمؤمنين، بالمسلمين، بالأمة في أداء هذا الواجب المقدَّس، وما ترتب على ذلك من نتائج على كل المستويات، هو عنوانٌ مهمٌ جداً، والأمة في هذه المرحلة في أمسِّ الحاجة إلى الاستفادة من رسول الله في ذلك، في إطار الاهتداء والاقتداء، وهذه مسألةٌ هامة.

وأشار إلى أن سكان المدنية المنورة لم يكن لهم عذر في أن يتركوا الجهاد وهم 5 ألف نسمة، فكيف بـ 300 مليون عربي يتنصلون عن مناصرة فلسطين، والعرب يتفرجون على جرائم القتل في فلسطين وعلى انتهاك الأعراض وحرق المصاحف وتدمير المساجد وتجويع الملايين دون موقف، وأن فقدان الروحية الجهادية تعتبر خللاً في الانتماء الإيماني والقيم والأخلاق وفقداناً للحالة الإيمانية.

وقال السيد القائد أن الأمة في أكثر شعوبها وحكوماتها، فقدت تماماً الروحية الجهادية، وهذا شيءٌ واضحٌ ومؤسفٌ ومؤلم؛ ولذلك خمود الروح الجهادية، وفقدانها في أوساط الأمة، هو يشكِّل خطراً حقيقياً على الأمة، وهذا من الدروس المهمة التي نستفيدها من سيرة رسول الله صلوات الله عليه وعل آله، ومما قدَّمه القرآن _الكريم عن جهاده، وعن دوافع جهاده، وعن نتائج جهاده؛ لندرك الخطر الكبير على الأمة إذا فقدت الروحية الجهادية، وما يحدثه ذلك من فجوة كبيرة في مسيرة الاقتداء برسول الله، وفي مسيرة الانتماء الإسلامي والإيماني، وما يترتب عليه من نتائج خطيرة على كل المستويات.. وأن هذه الأمة انتماؤها للإسلام- وهذا حال كل المسلمين- لا يقتصر في الرسالة الإلهية على مدى أداء بعض الواجبات، وبعض الشعائر الدينية، فيه التزام، وفيه مسؤولية ورسالة

وأوضح بالقول: لا يكفي بالنسبة للمسلمين لا يكفي أن يمارسوا بعض الشعائر الدينية، وأن يؤدوا بعض المسؤوليات أو الالتزامات الأخلاقية في نطاق محدود، ليس هذا محتوى الرسالة الإلهية بكلها؛ إنما هو جزءٌ منها، ولكن هناك مسؤوليات مقدَّسة، مهمة، منها: مسؤولية الدعوة إلى الخير، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وإقامة القسط في الأرض، هذه مسؤوليات كبرى، ومسؤوليات مهمة، ومن ضمن الإلتزامات الإيمانية والدينية، التي هي محسوبةٌ في حساب الجزاء، وفي حساب الثواب والعقاب، وفي حساب الجنة والنار.

وأضاف: ترك الجهاد في سبيل الله تعالى، في ظل مراحل خطيرة الأمة فيها مستهدفة، وفي ظل هجمة حقيقية كاملة من أعدائها، تستهدف الأمة في كل مجال، وفي ظل أن يعم الجور والكفر والشر والطغيان أرجاء المعمورة، وكأنه ليس هناك أي جهة معنية بأن تتصدى له، ولا أن تتبنى رسالة الله في أخلاقها وقيمها وعدلها وخيرها، هذه حالة خطيرة.

الذين كانوا يتَّخذون مثل هذه الخيارات في عهد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله: خيارات التنصل عن المسؤولية، التخلي عن الجهاد، عدم التحرك مع رسول الله ومع المؤمنين، لحمل هذه الرسالة الإلهية كمسؤولية وجهاد، ماذا كان موقف القرآن الكريم منهم؟ وكيف كان موقف رسول الله منهم؟ كان القرآن يوبِّخهم، كان يجعل من موقفهم في التخلف، والتخاذل، والتنصل عن المسؤولية، والتباطؤ، ومحاولة تخذيل الآخرين، وتثبيط الآخرين، كان يجعل من ذلك دلالةً تفضحهم في مدى مصداقيتهم في الانتماء للإيمان، وكان يهاجمهم، وكان يصنِّفهم تصنيفات متنوعة

وقال أن المنافقون فئة مرتبطةٌ في ولائها بالكافرين، بينما هي تنتمي للإسلام، لكنها تلعب دوراً تخريبياً في أوساط المسلمين، تخذِّلهم، تقدِّم خدمةً للأعداء من خلال التخذيل، والإرجاف، والتثبيط، وإثارة الفتن، والسعي لإعاقة المسلمين عن الجهاد في سبيل الله، وعن التصدي لأعداء الله.

وأشار بالقول: من أهم ما في الأحداث الكبرى، والاختبارات المهمة: أنها تفرز للناس كل شيء، بما يمكِّنهم من تقييم واقعهم تقييماً شاملاً كاملاً؛ ولذلك يمكن للإنسان أن ينعى حالة الكثير من أبناء أمتنا، أنها حالة خطيرة عليهم في دينهم، في إيمانهم، ومعنى ذلك: أنَّ الإنسان يتَّجه للهلاك يوم القيامة، هناك خسارة كبيرة عندما يخسر الناس إيمانهم، صدقهم مع الله تعالى، عندما تكون الخسارة في القيم، والأخلاق، والمبادئ، والالتزامات الإيمانية، فهي خسارة فادحة جداً، خطيرة جداً في علاقة الناس بالله _تعالى، وفي مستقبلهم يوم القيامة، الوعيد من الله تعالى المتكرر في القرآن الكريم بالعذاب، هو وعيدٌ صادق، والله سبحانه وتعالى قال لعباده، ويقول لهم مجدداً يوم القيامة: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} فهي حالة خطيرة جداً على هذا المستوى.

وأشار السيد القائد إلى أن الأمة إذا فقدت الروح الجهادية، معناه أنها: ذلت، وهانت، وضعفت، وانكسرت، وجبنت، وهذا يطمع أعداءها فيها، وفعلاً الحالة التي عليها كثيرٌ من أبناء الأمة في تنصلهم عن أي موقفٍ في سبيل الله لمناصرة الشعب الفلسطيني، تجاه ما يحصل عليه، هي حالة ذلة، لا شك في ذلك، حالة جبن، لا شك في ذلك، حالة خوف.

ونوه بالقول: الحالة المؤسفة جداً في واقع أمتنا: أنَّ اليهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، باتوا يستأسدون على أبناء هذه الأمة، معناه: حالة هبوط وتراجع كبير جداً في واقع الأمة، وهذا شيءٌ مؤسفٌ جداً، شيءٌ مؤسفٌ جداً أن تكون الأمة ذليلةً أمام من ضرب الله عليهم الذلة، ومستكينةً تجاه من ضرب الله عليهم المسكنة، وتحت رحمة من قد باؤوا بغضبٍ من الله، وهذه حالة خطيرة جداً.

وأشار قائلاً: لا شك أنَّ الأعداء يقيِّمون واقع الأمة، وعندما يشاهدون شعباً مستذلاً، مرعوباً، خائفاً، يسيطر عليه الجبن، والخوف، والرعب، والقلق، ولا يستشعر المسؤولية، قد فقد الروحية الجهادية، وفقد معها الشجاعة، والإقدام، والاستعداد للتضحية، والجرأة، والنهوض بالمسؤولية… وكل القيم؛ فإنهم يطمعون فيه، ويتشجَّعون عليه، وهم يريدون من هذه الأمة كل شيء، يريدون منها أرضها، ثرواتها، يريدون السيطرة عليها، يريدون أن يستعبدوها، وأن يذلوها، وأن يقهروها، وهذا شيءٌ خطيرٌ جداً على المسلمين.

وعن حال الأمة قال السيد القائد: بأن الأمة إذا تنصَّلت عن مسؤولياتها المقدَّسة والمهمة، وأصبحت أمة متخاذلة، مفرِّطة، متنصِّلة عن واجبها العظيم المقدَّس، فهي ستخسر التأييد من الله، المعونة من الله، النصر من الله سبحانه وتعالى؛ لأنه كله اقترن في الوعد الإلهي، بنهوض الأمة بمسؤولياتها، واستجابتها لله سبحانه وتعالى، ولذلك حينما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.. اقترن هذا بذاك، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}.

وأوضح السيد القائد بأنه ليس هناك إدراك للمخاطر الكبرى للتخاذل، وفقدان الروحية الجهادية، وما يترتب عليها من العقوبات الإلهية، وأنَّ الأمة تخسر فيها حتى التأييد الإلهي، يطمع فيها الأعداء أكثر، ويتسلَّطون عليها أشد، بجرأة واطمئنان، لم يعد هناك ردع، لم يعد هناك ما يردع الأعداء، وفي نفس الوقت، لا تحظى الأمة برعاية من الله، ولا معونة من الله، ولا تأييد من الله، وهي في حالة تخاذل، في حالة مؤاخذة، مؤاخذة، وغضب من الله سبحانه وتعالى، فالمخاطر كبيرة جداً.

وأضاف إذا فَقدتِ الأمة الروحيةُ الجهادية، ولم يعد لديها تحرك للنهوض بمسؤولياتها الكبرى، في الجهاد في سبيل الله، وحمل رسالة الله، والسعي لإقامة القسط في الأرض؛ هي تهبط على مستوى كل المجالات، لم يعد لديها حافز للبناء، ولا دافع لإعداد القوة… ولا شيء، يصبح الضعف ثقافة سائدة، يصبح الاستسلام والخنوع سلوكاً عاماً، تصبح مسألة الخضوع للأعداء، والتبعية لهم، والاسترضاء لهم هي السياسة العامة.. مشيراً إلى أن من أكبر الفضائح تجاه ما يحصل في فلسطين، هي: الفضيحة الكبرى للتكفيريين.

وأشار بالقول: إحياء الروحية الجهادية يترافق معها: إحياءً للأمة كاملاً؛ لأنه لابدَّ مع إحياء الروحية الجهادية، من إحياء الأخلاق، إحياء الوعي، إحياء الإيمان في كل جوانبه، بل حتى الإحياء _الحضاري، هو يترافق مع إحياء الروحية الجهادية، لتستعيد الأمة مجدها، وعزها، وحقوقها، ولتتخلص من التبعية لأعدائها، ولا يوجد سبيلٌ آخر والواقع يشهد.

وأكد السيد القائد أن الأمة بحاجة إلى إحياء الروحية الجهادية لخدمة قضاياها، ولاستعادة حضارتها ودورها التاريخي، ولتحظى برعايةٍ من الله، ونصرٍ من الله، وتأييدٍ من الله، ومعونةٍ من الله سبحانه وتعالى.. مضيفاً: الآن أمام هذا العدو: العدو الإسرائيلي، عنوان الجهاد لا بدَّ من إحيائه، لا بدَّ أن يكون هو العنوان الذي يوصل إلى نتيجة، وهو فعلاً الذي- ضمن وعد الله تعالى، وضمن سننه، وضمن ما أكَّد عليه في كتابه- سيمثل الحل الحقيقي لزوال العدو الصهيوني، وزواله محتوم في وعد الله تعالى المؤكد عليه في القرآن الكريم، فهذا الصراع القائم حالياً، الغلبة فيه، والنتيجة الحتمية فيه، والفلاح والنجاح فيه، هو: لمسار الجهاد في سبيل الله تعالى، ضمن توجيهات الله تعالى، ضمن الانطلاقة الإيمانية المتولية لله تعالى، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة:56]، ستأتي الغلَبة، وسيتحقق النصر الإلهي، وستأتي النتيجة المحتومة في وعد الله تعالى، {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}[الإسراء:7]، النتيجة المحتومة في قول الله تعالى: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا}[الإسراء:8]، هذه أمورٌ لابدَّ منها.

وقال أن كل الرهانات الأخرى خاسرة، وبائرة، وفاشلة، وكل الخيارات الأخرى إنما هي خيارات لها تبعات خطيرة على من يتبنونها في دينهم، وفي دنياهم، وفي عاقبة أمرهم، التي هي الخسارة والندم، وفق الوعد الإلهي المؤكَّد في القرآن الكريم في سورة المائدة، أن يصبحوا نادمين، وأن يصبحوا خاسرين، فمسار النجاح والفلاح هو مسار الجهاد في سبيل الله تعالى.

وأكد السيد القائد أن واقع العدو الإسرائيلي بالرغم من الجبروت، والظلم، والعدوان الغاشم، والإبادة الجماعية، والقتل الجماعي للأطفال والنساء، والكبار والصغار، لكنه واقع يشهد عليه بالفشل، إلى اليوم لم يستطع أن يحقق أهدافه المعلنة.. فلا هو استطاع أن يتخلَّص من المجاهدين في قطاع غزة، من: كتائب القسام وسرايا القدس.. وغيرها من الفصائل المجاهدة في قطاع غزة.. ولا هو استطاع أن يستعيد أسراه بدون صفقة تبادل؛ إنما يستعيد بعض جثامينهم بدون فائدة، بما يشهد عليه بالخسارة.

وحول الموقف اليمني قال السيد القائد : نحن في ظل ما يحدث في فلسطين، نرى الموقف المشرِّف لإخوتنا المجاهدين هناك، وهم يواجهون العدو بإيمان، بتوكل على الله تعالى، بالرغم من انعدام الإمكانات، إمكاناتهم لا تكاد تذكر، في مقابل ما يمتلكه العدو الإسرائيلي، وما يعانونه في المقابل من خذلان أمتهم، وأنظمتها، وحكوماتها، بالرغم من امتلاكها للأسلحة الكثيرة، والإمكانات الضخمة، لكنهم يتحرَّكون بإيمان وثبات.. مشيرأ إلى أنه على مدى أحد عشر شهراً، والإخوة المجاهدون في قطاع غزة، يجاهدون في سبيل الله باستبسال، وثبات، وتفانٍ، مع إمكانياتهم البسيطة، لكن ذلك المستوى من التماسك، من الثبات، لا تستطيعه جيوش كبيرة من جيوش أنظمة عربية اتجهت اتجاهاً آخر، لو هبَّت عليها هبَّة أمريكية واحدة، أو إسرائيلية؛ لكادت بعضها أن تتلاشى، وأن تنهار في غضون أسابيع، إن لم يكن في غضون أيام، لكن ذلك المستوى من الاستبسال والثبات والتماسك، هو لأن تحركهم كمجاهدين في غزة، تحرّكٌ جهاديٌ في سبيل الله من منطلقٍ إيماني، فمنحهم الله هذا الثبات، هذه الروحية العالية، هذه السكينة، هذا التماسك العظيم، وهم في قلةٍ من العدد، وفي إمكانيات متواضعة جداً، وبسيطة للغاية، لكنها فعَّالة.

وأشار بالقول: ماذا لو حظي ذلك الصمود لأولئك الإخوة المجاهدين بالدعم والمساندة من أمتهم، بتقديم الإمكانات لهم، بالمساندة على كل المستويات: السياسية، والاقتصادية، والإعلامية… وغير ذلك؛ لكان الموقف متقدِّماً أكثر، لكن بالرغم من حجم الخذلان، هم في ذلك المستوى من الثبات، صمود.. وعلى كلٍّ ما يحدث في فلسطين هو اختبارٌ مهم لأمتنا، وهو يكشف واقع كل شعوبها، وكل أنظمتها، وكل نخبها، بمختلف أنواعهم: النخب العلمائية، والأكاديمية الفكرية… وغيرها، حتى على المستوى الاجتماعي، هو اختبار مهم جداً؛ ولذلك نحن في هذه المرحلة، وفي إطار هذه المناسبة، بأمسِّ الحاجة إلى إحياء الروح الجهادية في أمتنا من جديد.

وقال نحن كشعب يمني نحمد الله ونشكره، أنه بتوفيقه تعالى، نحن في إطار موقفٍ نتحرك فيه على أساس الجهاد في سبيل الله، والنصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وفي مواجهة معلنة وواقعية وصريحة وواضحة ضد أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.

وأضاف تحركت قواتنا المسلحة، بمجاهديها الأعزاء، في عمليات عسكرية جريئة لضرب العدو بكل ما نتمكن من ضربه به، ودون أي قلقٍ ولا تحرج، ودون أي سقفٍ هابط، لا سياسي ولا غير سياسي؛ إنما بكل ما نستطيع، ونسعى لما هو أكبر بمعونة الله تعالى، وبتوفيقه جلَّ وعلا.

 وأكد السيد القائد بالقول.. نحن في عملٍ مستمر، بفضل الله تبارك وتعالى حقق الله للعمليات في البحار- في البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي، والعمليات التي نفِّذت حتى إلى البحر الأبيض المتوسط- حقق الله لذلك نتائج كبيرة جداً، وبات الأعداء يتحدثون فيما يتعلَّق بمعركة البحر الأحمر بمفردة (الهزيمة)، مع مفردة (الفشل)، تكلموا كثيراً عن فشلهم، والآن بات قادةٌ منهم، ووسائل من وسائل إعلامهم، يصرِّحون _بهزيمتهم في البحر الأحمر، أنهم فشلوا، ثم هزموا في معركة البحر الأحمر، ولم يستطيعوا أن يحموا السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، لتواصل نقل ما يحتاجه من المؤن عبر البحر الأحمر، وهذا كبَّدهم الكثير والكثير من الخسائر والكلفة الباهظة.

وأشار السيد القائد إلى أن شعبنا يسهم جهاداً في سبيل الله بعملياته هذه، وهو مستمرٌ أيضاً في تطوير قدراته، وأكرر كما قلت سابقاً: بما يفاجئ الأعداء، لقد تفاجأوا بالضربات بالصواريخ الباليستية لاستهداف السفن وهي متحركة في البحار، ولأول مرة يحصل ذلك في التاريخ، كما يقولون ويعترفون، وسيتفاجؤون في البر كما تفاجأوا بالبحر بإذن الله تعالى، بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ بإذن الله تعالى، تساعد على التنكيل بهم بجبروت الله وبأسه، {وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}[النساء:84]، لن نألوَ جهداً في أن نفعل كل ما نستطيع لنصرة الشعب الفلسطيني، وجهاداً في سبيل الله، مع ألمنا الدائم وإحساسنا بالتقصير مهما فعلنا.

وأوضح السيد أن شعبنا العزيز يخرج في كل أسبوع، على مدى كل هذه الأشهر، يخرج أسبوعياً خروجاً مليونياً لا مثيل له في الأرض، ولا سابقة لذلك في أي شعبٍ من الشعوب، نرى حتى في بعض الساحات أربعة أجيال: الجد، وابنه، وابن ابنه، وحفيده أيضاً، نراهم في الساحات يحضرون كباراً وصغاراً، شيباً وشباناً، وحضورهم حضور واضح أنه بدافعٍ إيماني، وأخلاقي، وقيمي، وباهتمام، وبألم، وبحماسٍ كبير، وتفاعلٍ كبير، ليس خروج من لا يخرج إلَّا في الحالات النادرة جداً، خروجاً محدوداً، لأهداف سياسية… أو غير ذلك، هذا خروج هو جزءٌ من جهاد شعبنا في سبيل الله تعالى، ومن نهضته الجهادية والإيمانية، التي يجسِّد فيها أخلاق الإسلام، وقيم الإسلام، وعزة الإيمان، وهذا شيءٌ واضحٌ في واقع شعبنا، والحمد لله، هو يقف مواقف الشرف، المواقف التي تبيِّض الوجوه، يوم تسود وجوه، وتبيض وجوه في الدنيا وفي الآخرة، والحمد لله على ذلك.

وأكد بالقول: نحن مستمرون، والرد قادم، وغير الرد أيضاً، مع الرد مسارٌ مستمرٌ بإذن الله تعالى، ولن نخذل الشعب الفلسطيني أبداً، ما دام فينا عِرقٌ ينبض، ما دام فينا وجودٌ للحياة؛ لأننا مع حياتنا، نحمل الإيمان بالله تعالى، ونستشعر المسؤولية أمام الله، وندرك ونعي كشعبٍ يمنيٍ مسلم قيمة الموقف المشرِّف، الذي هو مرضاةٌ لله تعالى، والذي هو شرفٌ نخلِّده لكل الأجيال اللاحقة، وهذه نعمةٌ كبيرة، والله يقول عن ذلك في كتابه الكريم: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .. مشيراً إلى أن شعبنا العزيز نال- بفضل الله تعالى- شرف العزة، والخلاص من المواقف المذلة والمهينة؛ ولذلك هو مستمرٌ في انطلاقته الجهادية.. وأن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله واجه كل قوى الكفر والطاغوت، من مشركي العرب، وحقق عليهم النصر الحاسم بمعونة الله تعالى.

وأشار إلى أنه لا يمكن للأمة أن تنهض من جديد، إلَّا بالجهاد، ولا أن تواجه التحديات والأخطار، إلَّا بالجهاد، وشعبنا حمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى؛ ولذلك نحن مستمرون بكل راحة بال، بكل اطمئنان، وباعتبار ذلك نعمة عظيمة من الله، أننا في هذا الموقف، في إطار هذا التوجه الجهادي، وفي هذه المسيرة القرآنية المباركة.

فيما يتعلَّق بنعمة الله بالغيث والأمطار الغزيرة، وفيما يتعلَّق ببعض الأضرار التي حصلت- وللأسف- في بعض المحافظات، أؤكد على استمرار الجهود في دعم المتضررين ومساندتهم بتعاونٍ رسميٍ وشعبي

أؤكد على أهمية الاهتمام بالأنشطة والفعاليات في مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، والتحضير للفعالية الكبرى المرتبطة بذلك، في الثاني عشر من الشهر إن شاء الله تعالى.. مضيفاً أن شعبنا العزيز مدعوٌ للاهتمام بذلك بدافعٍ إيماني، وانطلاقة إيمانية؛ ولذلك لا نسمح أبداً بأيِّ جبايةٍ ماليةٍ إجبارية لأجل خدمة هذه المناسبة، أي حالة تحصل في مثل ذلك، فهي مخالفة، وقد تكون في سياق ابتزاز من المنفلتين، أو من الطامعين، أو من المشوِّهين، الذين لا صلة لهم بالمناسبة من قريبٍ ولا من بعيد.

وقال أدعو شعبنا العزيز إلى أن يكون خروجه يوم الغد- إن شاء الله- خروجاً مليونياً، متميزاً، وفاءً لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، واستمراراً في حمل راية الإسلام، كما كان الآباء والأجداد الأوائل من الأنصار والفاتحين، ونصرةً للشعب الفلسطيني، وجهاداً في سبيل الله تعالى.

قد يعجبك ايضا