السيد القائد: نحن جاهزين للتحرك بفاعلية وقوة لمساندة الشعب الفلسطيني أو اللبناني أو أي شعب من شعوب أمتنا
أوضح السيد القائد أن التهيئة لرمضان من أجل الاستعداد الذهني والنفسي للإقبال على الشهر المبارك بما ينبغي من الاهتمام وعدم التأثر بالحالة الروتينية الاعتيادية، وأنه جرت العادة أن نتحدث في آخر جمعة من شهر شعبان على مدى السنوات الماضية للفت النظر إلى شهر رمضان المبارك.
السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له اليوم الجمعة في لقاء موسع للعلماء وقيادات الدولة لاستقبال شهر رمضان المبارك، أشار إلى أن الحالة الروتينية تجعل الإنسان لا يستشعر الأهمية الكبيرة والفرصة العظيمة لشهر رمضان المبارك
وأضاف هناك فارق كبير بين أن يدخل الإنسان في شهر رمضان بشكل اعتيادي روتيني وبين أن يدخله في حالة استعداد ذهني ونفسي، وأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آلة كان يحث على العناية بشهر رمضان والاستفادة منه كفرصة عظيمة.
ونوه بأن هذه الجمعة هي الأخيرة من شعبان وهي كما يظهر اليوم الأخير من شهر شعبان لذلك بداية شهر رمضان المبارك من يوم غد السبت، موضحا بأن شعبنا اليمني هو من أكثر الشعوب اهتماما بشهر رمضان وتعظيما له وإقبالا فيه على الطاعات والأعمال الصالحة، ومع النظرة الإيجابية تجاه رمضان من الجميع في الوسط الإسلامي لا تزال هناك فجوة ما بين النظرة والاهتمام والاستثمار العملي تتفاوت من شعب لآخر. مضيفا: لا تزال هناك أهمية كبيرة لدفع الإنسان لنفسه بالنصح والتذكير والموعظة الحسنة إلى الاستثمار لهذه الفرصة.
الحرب الشيطانية
وحذر السيد القائد من الحرب الشيطانية المفسدة ضد هذه الأمة تهدف إلى إبعادها عن الاستفادة من مثل هذه الفرص العظيمة، مشيرا إلى أن أمتنا بشكل عام فيما تمر به في هذه المرحلة من تاريخها من تحديات ومخاطر كبرى تحتاج إلى ما يفيدها ويوفر لها الوقاية تجاه هذه المخاطر، مؤكدا بأن الحرب الشيطانية المفسدة التي يطلق عليها الحرب الناعمة تهدف لإظلال هذه الأمة فكريا وثقافيا وفي رؤيتها وتوجهاتها.
وأشار السيد القائد إلى أن الأمة بحاجة إلى الوقاية من العواقب الخطيرة جدا الناتجة عن تفريطها وتقصيرها في مسؤولياتها، وأن الفرص الكبيرة يضاعف الله فيها الأجر ويجعلها مواسم لاستجابة الدعاء تساعدنا على حل الكثير من مشاكل الحياة وتفادي الكثير من العقوبات الإلهية.
ولفت إلى أن ليلة القدر أهميتها كبيرة جدا على مستوى الفضل ومضاعفة الأجر واستجابة الدعاء ولها أهمية كبيرة جدا تتعلق بحياتنا، وإذا لم نُقبل نحن على هذه الفرص ولم نستثمرها ونستفد منها تمر علينا ونخسرها وقد أتيحت لنا وهيئها الله لنا ودعانا إليها، وأن لديك فرصة في شهر رمضان المبارك أن تفوز فيه بأن يكتب لك الله التوفيق في بقية عمرك والنجاة من عذابه وأن تكون من أهل جنته.
شهر رمضان يفتح الله أبواب الجنان
وأشار إلى أهمية فرصة شهر رمضان المبارك بأن يفتح الله تعالى لك أبواب الجنان كلها ويعرض لك جنته، فهل تريد الجنة والسعادة الأبدية؟ مؤكدا بأن أكبر خطر على الإنسان وأكبر شيء يؤثر على نفسه سلبا هي الذنوب، وأن الإنسان يغبن نفسه حينما يفرط في وقت رمضان الثمين ويضيعه في الأشياء التافهة أو في المعاصي والعياذ بالله أو يهدره في حالة فراغ.
وأكد السيد القائد على أهم ما يحتاج إليه الإنسان في شهر رمضان هو حفظ اللسان لأن كثيرا من المعاصي تأتي من خلاله وهي خطيرة ومحبطة لقبول الأعمال.
كما أشار إلى أن الإنسان بحاجة إلى غض البصر عما لا يحل النظر إليه وكل حواس الإنسان وجوارحه يحفظها ويصونها من المعاصي، وأن المكسب من الصيام مهم للغاية وهو مكسب لنا، أما الله فهو غني عنا وعن أعمالنا والإنسان حريص بفطرته على نجاة نفسه، وأن الخطر الكبير بالنسبة للإنسان هو المخالفة لتوجيهات الله تعالى وتعليماته التي فيها الوقاية له.
الأمة وخطورة مخالفة توجيهات الله
ونوه السيد القائد بان كل تعليم من الله في أمره ونهيه وهدايته ونوره هو لما فيه الخير للإنسان والمخالفة وراءها الشر، مشيرا إلى أن معظم الأنظمة في ذل وهوان أمام اليهود والنصارى، أمام أمريكا و”إسرائيل” نتيجة مخالفة توجيهات الله تعالى والإعراض عن هداه.
وتطرق إلى حاجة الإنسان إلى زكاء النفس والهدى والرشد والوعي والفهم والبصيرة وإذا لم يحصل على ذلك يكون عنده نقص في التقوى، موضحا بأن الأمة بعيدة عن التركيز على الاهتداء بالقرآن الكريم في مواجهة العدو الإسرائيلي وتقييم واقعها بناء على ذلك، وفي مواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي برزت لدى الأمة خيارات وتوجهات وأفكار في منتهى الغباء والسذاجة بمثل خيار السكوت والاستسلام لدفع الخطر عنها، مؤكدا على أن فكرة أن تقدم للعدو تريليون دولار هو منتهى الغباء والسذاجة في مقابل ما يحمله العدو لك من الشر والحقد.
الأجر مضاعف في شهر رمضان
وأشار السيد القائد إلى أنه في غير شهر رمضان ضُعّفت الأجور إلى سبعين ضعفا في الحد الأدنى أما مع ليلة القدر فالمضاعفة كبيرة جدا تصل إلى عشرات الآلاف، ويمكن للإنسان أن يقطع مسافة ويحقق نقلة في شهر رمضان بما يساوي عمرا كاملا وهذه فرصة كبيرة.
وأكد على أن الإنسان بحاجة في شهر رمضان إلى أن يكون لديه اهتمامات محددة كالإقبال إلى الله تعالى، والتوبة النصوح والتخلص من المعاصي، ومحاسبة النفس، واتخاذ قرار حازم باستثمار الوقت والحذر من تضييعه، وأن على الإنسان أن يبحث في شهر رمضان في واقع نفسه إن كان هناك مظالم أو معاص أو جوانب تقصير أن يتخلص منها، كما أن على الإنسان أن يكون حازما ويوطن نفسه على استثمار فرصة أيام قال الله عنها: “أياما معدودات”.
ما يجب الاهتمام به من الأعمال في شهر رمضان
وشدد السيد القائد على أنه ينبغي العناية بأداء فرائض الله والاهتمام بالمسؤوليات الدينية، وينبغي في شهر رمضان التزام التقوى والحذر من المعاصي ومن خطوات الشيطان، ينبغي في شهر رمضان العناية بتلاوة القرآن الكريم وهدى الله، وإعطاء أهمية كبيرة لذلك وكذلك الدروس والمحاضرات القرآنية.. وكذلك الدعاء مهم جدا في شهر رمضان وموسم من أعظم المواسم للدعاء ينبغي الإقبال عليه أكثر.
كما شدد على الاهتمام بالإحسان في شهر رمضان فهو شهر المواساة، والإحسان هو من أعظم القربات إلى الله.. والاهتمام بإخراج الزكاة والتفريط فيها ذنب عظيم وتفريط في ركن من أركان الإسلام، وكذلك الاهتمام بصلاة النافلة في الليل فهي من القربات العظيمة
وأكد على أهمية إحياء المساجد لمن ليسوا في الجبهات لأن للعبادة في المساجد قيمة أكبر وأجر أعظم وأجواء أفضل، والإحياء للمساجد في ليالي شهر رمضان ينبغي الحفاظ على ذلك، ومن هم في الجبهات هم في مواطن المرابطة وأماكن مقدسة
الحذر من إهدار الوقت وتضييع فرصة رمضان
وحذر السيد القائد قائلاً: الحذر كل الحذر من إهدار الوقت وتضييع فرصة عظيمة ومن التلهي، وأن على الإنسان الحذر من قرناء السوء فلهم دور كبير في إضلاله وإفساده وتضييع وقته، موضحا نحن في مرحلة من أخطر المراحل، والأعداء يستهدفوننا بالحرب الشيطانية المفسدة لإضلالنا وبالحرب العسكرية الصلبة لتدمير أمتنا، مؤكدا بأن الأعداء طامعون بشكل كبير في هذه الأمة، ونحن كشعب يمني نتجه الاتجاه الإيماني بناء على هويتنا الإيمانية.
وأضاف السيد القائد على الناس أن يكونوا فاعلين في هذه المرحلة أكثر، ورمضان كان من أهم مراحل الجهاد في سبيل الله، مشيرا إلى أن غزوة بدر الكبرى التي هي يوم الفرقان هي في شهر رمضان، وهي مناسبة مهمة ينبغي إحياؤها والاستفادة منها، وأن فتح مكة وغزوة بدر من أهم الأحداث التاريخية التي ترتب عليها نتائج تستمر إلى يوم القيامة، ثبتت دعائم الإسلام وأزهقت باطل الكفر والضلال.
نحن نراقب ونرصد تنفيذ الاتفاق في غزة ولبنان
وأكد السيد القائد على أن الأمة بحاجة إلى استلهام الدروس من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم والعودة إليها لاستذكار مسؤوليتها المقدسة والعظيمة.
وقال: نحن كشعب اليمني تحركنا بتوفيق الله تعالى في إطار الإسناد لإخوتنا المجاهدين في فلسطين ولبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي في جولة من اهم الجولات في معركة طوفان الأقصى.
وأضاف السيد القائد نراقب ونرصد باستمرار مجريات الوضع في غزة ونلاحظ مدى تهرب العدو الإسرائيلي من الالتزام بالاتفاق بشكل كامل، وأن جزء كبير من الالتزامات المتعلقة بالجانب الإنساني لم يف بها العدو ويتهرب من التزامات أخرى من بينها الانسحاب من محور رفح.
وأكد السيد القائد على أن تهرب العدو من الانسحاب من محور رفح انتهاك خطير جدا للاتفاق وانقلاب على الالتزامات بتشجيع أمريكي، وأن تهرب العدو الإسرائيلي من الانسحاب من محور رفح يشكل انتهاكا واضحا وصريحا للاتفاقات السابقة بين العدو الإسرائيلي وبين مصر، وأن عدم انسحاب العدو الإسرائيلي من محور رفح يشكل تهديدا خطيرا للشعب الفلسطيني وتهديدا لمصر شعبا وحكومة وجيشا، وأن العدو الإسرائيلي يراهن في تهربه من الاتفاقات على الموقف الأمريكي والدعم الأمريكي.
العدو يستهدف أغلب الدول المحيطة به
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي لم يكمل انسحابه من جنوب لبنان بشكل كامل وهذا يشكل احتلالا وتهديدا على الشعب اللبناني وانتهاكا للسيادة اللبنانية، مؤكدا بأن العدو الإسرائيلي يتمدد ويحتل المزيد في ثلاث محافظات جنوب سوريا.
وقال السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يفترض من الشعب اللبناني ومجاهديه في حزب الله وكذلك في سوريا، وكذلك في غزة، ومن المصريين ومن الجميع ألا أحد يعترضه على شيء أو يتحرك أي تحرك للتصدي لما يقوم به، وأن العدو الإسرائيلي مستمر في اعتداءاته بالقتل بالغارات الجوية وفي نفس الوقت إطلاق النار والاعتداء على الناس في لبنان وسوريا وغزة، وأن العدو الإسرائيلي يفترض من جهة المصريين ألا يتحركوا بتعزيزات عسكرية إلى سيناء في الوقت الذي قد انتهك الاتفاقية وتجاوزها
وأضاف السيد القائد أن العدو الإسرائيلي والأمريكي معا يعملان لتثبيت معادلة الاستباحة بحق أمتنا، وأن الأمريكي والإسرائيلي يريدان من أمتنا بكل وضوح أن تكون مستباحة ولا تعترض على أي عدوان عليها، والأمريكي والإسرائيلي يتحدث عن مناطق عازلة ويريد المواقع الاستراتيجية والثروات، مشيرا إلى أن الأمريكي والإسرائيلي يتعاملون في هذه المرحلة بوقاحة غير مسبوقة تجاه أمتنا.
وقاحة العدو
وقال السيد القائد إذا وقفت أمتنا الموقف الصحيح ستردع الأمريكي والإسرائيلي ، ولا ردع للأمريكي والإسرائيلي إلا بالمواقف الصحيحة بتحمل المسؤولية في التصدي لهم.
وأشار إلى أن ترامب تحدث بكل وقاحة عن تهجير أهل غزة وتملكها بكل العبارات الوقحة جدا، وأن ترامب كان يريد مصادرة الاتفاق بكله وحدد يوم السبت في أحد الأسابيع التي قد مضت بأنه موعد نهائي لإخراج كل الأسرى الإسرائيليين، وعندما لم يتم لترامب إخراج كل الأسرى الإسرائيليين في الموعد الذي حدد بان له أن المسألة ليست كما يريد وليس له أن يفرض ما يشاء.
يجب أن نكون في حالة استعداد تام
وجدد السيد القائد التأكيد قائلاً: نحن كنا جاهزين للتدخل العسكري إذا فتح ترامب حربا في يوم السبت، ونحن أمام مستوى من الصلف والطغيان والعدوان والإجرام والوقاحة الأمريكية والإسرائيلية، ويجب أن نكون دائما في حالة استعداد تام للتحرك في أي وقت يلزم فيه التحرك.
وأكد على ضرورة السعي على الدوام لتطوير قدراتنا والاستعداد بكل ما نحتاج فيه إلى استعداد في كل عناصر القوة، وعلينا أن نكون جاهزين للتحرك بفاعلية وقوة في أي يوم أو وقت أو مرحلة تستدعي التدخل لمساندة الشعب الفلسطيني أو اللبناني أو أي شعب من شعوب أمتنا، وأن علينا أن نكون جاهزين لمواجهة أي عدوان على بلدنا.
المسؤوليات الكبرى
وأضاف السيد القائد نحن نتحرك من المنظور العام في إطار المسؤوليات الكبرى لنا كأمة واحدة، نحن لا ننظر من منظور التجزئة، وأن كل تهديد وخطر على الشعب الفلسطيني هو تهديد على بقية الأمة، وأن الشعب الفلسطيني يواجه الآن في الضفة عدوانا كبيرا واعتداءات مستمرة ويسعى للتهجير.
ولفت السيد القائد إلى وجوب أن نكون يقظين ومستعدين لأي مستوى من التطورات في الضفة يستدعي التحرك الشامل أو في غزة أو لبنان أو أي ساحة أخرى، مضيفا لقد وفقنا الله بموقف عظيم في إطار جولة لكن الأمور لم تنته بعد وعلينا أن نبقى مستعدين
وأوضح السيد القائد بأن من أعظم مكاسب التقوى هو روحية الجهاد في سبيل الله لمواجهة الطغيان والإجرام وأي طغيان أكبر وأوقح من الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.