السيد القائد: قادمون من موقع متقدم في العام السابع بصمود وثبات وانتصار
أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الصمود عنوان عظيم وجذاب وحالة متجسدة بفضل الله في واقع شعبنا اليمني منذ بداية العدوان وإلى اليوم.
وقال السيد عبدالملك في كلمة لهُ بمناسبة اليوم الوطني للصمود، اليوم الخميس، إن “اليوم الوطني للصمود مناسبة جديرة بالاهتمام والاستفادة منها كمحطة سنوية معطاءة ومفيدة”.
وأضاف السيد “نتوجه إلى الله بالشكر فلولا تأييده لما تمكن شعبنا من الصمود كل هذه الأعوام مقابل إمكانات العدوان”.
وأشار إلى أن العدوان منذ بدايته في منتصف الليل قبل ستة أعوام كانت بصمته الجريمة وسمته الغدر، لافتًا إلى أن الحالة القائمة بين اليمن وجار السوء كانت وفق اتفاقات سابقة وحالة سلام ولم يصدر من اليمن ما يبرر للإمارات وغيرها أن تشارك في العدوان.
وأكد السيد أن الإجرام طابع لهذا العدوان منذ الجريمة الأولى بحق المدنيين في العاصمة صنعاء.
وأوضح السيد عبدالملك أنهُ لولا الإعلان وتبني العدوان لبقي سؤال “من هو الطرف الذي نفذ العدوان” دون جواب وهذا شاهد على أن شعبنا بريء وأنه المظلوم، مبينا أن إعلان العدوان عبر سعودي من واشنطن كشف هوية منفذ العدوان ومن يقف وراءه وأن السعودي من واشنطن تبنى العدوان وأنه يقود التحالف ليتجلى أنه منفذ تحت إشراف أمريكي.
وقال السيد إن “الإسرائيلي والبريطاني كانا إلى جانب كبيرهم الأمريكي في استهداف اليمن”، مضيفًا “ما قبل العدوان كان هناك تحريض للعدو الإسرائيلي على اليمن، ونتنياهو كان على رأس المحرضين ضد ثورة الشعب اليمني”.
وتابع أن “العدو الإسرائيلي لا يعبر عن انزعاجه دون أن يتجه للعمل بشكل عدائي”، مردفًا أن “الإسرائيلي الأمريكي والبريطاني” لكي يتفادى ثلاثتهم الكلفة والتبعات اختاروا السعودي والإماراتي للتنفيذ”.
وأوضح أن المنفذ للعدوان هو السعودي بشكل رئيسي ومعه الإماراتي والبقية مستأجرون وارتباط وتبعية السعودي والإماراتي بالأمريكي في كل الملفات المنطقة هو أبرز عامل في انخراطهم في دور المنفذ للعدوان.
وبين السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن اعتماد السعودي والإماراتي وبثقة عمياء على التقديرات والتقارير الاستخباراتية الأمريكية الصهيونية في تحديد العدو والمخاطر جعلتهم يبنون عليها قرارات خاطئة، موضحًا أن الطموحات المراهقة في لعب دور الوكيل الحصري لأمريكا دفعت بالسعودي والإماراتي لاستبساط المهمة في اليمن وتوقع نجاها بسرعة وأن كل التصورات السعودية والإماراتية كانت خاطئة وإلى الآن لم يعتبرا رغم تجلي كل شيء.
وقال السيد إن “البطاقة التعريفية للعدوان ( عدوان تشرف عليه أمريكا ولإسرائيل وبريطانيا دور معين، تنفذه السعودية والإمارات، وتستأجر جيوش وأنظمة وجماعات ) وأن السعودية تحاول في بعض المحطات تقديم بطاقة مختلفة لهذه الحرب على أنها مشاكل واحتراب بين أطراف يمنية”.
وأضاف “عندما يكون تحالف العدوان في مأزق أخلاقي وميداني وسياسي يأتي من الأمم المتحدة خطاب نحو اليمنيين بوقف الاقتتال بينهم!!”.
وأردف قائلًا إن “المتورطون في خيانة البلد هم تحت إمرة السعودي ولا يمتلكون أي صلاحيات وهم يقرون بذلك وأن كل من يعمل معهم في المحافظات المحتلة بمختلف صفاتهم يخضع لأبسط ضابط سعودي كما يجري في مأرب”.
وتابع السيد عبدالملك أن “المطارات والموانئ والمراكز الحيوية في المحافظات المحتلة تقع تحت سيطرة مباشرة من قبل السعودي والإماراتي”.
وأوضح السيد أن العدو استهان بالمقدسات بعد تدمير 1400 مسجد بما فيها من مصلين ومصاحف في مناطق بعيدة عن الاشتباك.
وتساءل السيد “هل يمكن أن يكون الاستهداف للمدارس والطلاب وما له علاقة بالعملية التعليمية لهدف مشروع؟! أم لتعطيل العملية التعليمية؟”.
وقال “لا يوجد ما يشرعن أو يبرر استهداف المئات من المستشفيات والمراكز الصحية بشكل مباشر ومتعمد”، متسائلًا” من يستهدف كل المؤسسات الخدمية للشعب هل يمكن أن يفعل ذلك من يريد خيرا ودولةً لهذا الشعب؟!”.
وأكد السيد من تضرر من الاستهداف والتدمير للبلد ليس حزبا أو مكونا معينا بل الشعب بأكمله، مبينا أن العدوانية والتلذذ بمعاناة الشعب هي كانت بهدف كسر إرادته.
وأضاف أن “استهداف العدو للأسواق كان بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الناس، ولتعطيل حياتهم وأن تحالف العدوان استهدف الصيادين بالقتل أو الاختطاف حتى أصبحت عملية الصيد مغامرة للصيادين”.
وبين السيد عبدالملك أن قوى العدوان استهدفت مختلف المصانع سواء مواد البناء وحتى المواد الغذائية إضافة لمحطات الوقود وذلك بهدف إلحاق الضرر بالاقتصاد الوطني.
وأردف قائلًا “من الغريب أن قوى العدوان استهدفت حتى مركز الرصد الزلزالي واستهدفت اسطبلات الخيول والحيوانات بمختلف أنواعها”، مؤكدًا أنهُ لا يمكن أن تكون كل هذه الجرائم مجرد أخطاء أو تصرفات فردية فقوى العدوان تمتلك كل التقنيات التي تحدد لها الأهداف بوضوح”.
وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إن “الغزو البري واحتلال مناطق واسعة من اليمن جريمة تنتهك سيادة البلد إضافة لما تبعها من جرائم في المناطق المحتلة بحق أبناء شعبنا”.
وأضاف “من أخطر أشكال الاستهداف سعي تحالف العدوان لتفكيك شعبنا وتقسيمه تحت مختلف العناوين العنصرية والطائفية”.
وتابع أن “أبناء اليمن هم الأعظم وفاءً في أن يكونوا فداءً لبيت الله الحرام، وأبناء شعبنا بقوا الأوفياء مع المسجد الأقصى الذي باعه الأعراب وقدموه في المساومات السياسية”.
وأوضح أن تحالف العدوان ومرتزقته يعملون على إثارة النعرات الطائفية والعنصرية والمناطقية للتفريق بين أبناء شعبنا”.
وأردف قائلًا إن”جريمة الحصار الشامل هي من أفظع ما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم في استهدافه لشعبنا والعدو يعمل عبر الحصار على منع وإعاقة وصول المواد الغذائية إلا بعد تأخير وتحمل غرامات وتكاليف كبيرة وأن تحالف العدوان عمل على منع وصول المواد الطبية إلى اليمن إلا بعد تأخير كبير وبأسعار باهظة، ومنع المرضى من السفر للعلاج إلا في حالات نادرة وبعناء كبير”.
وأضاف أن “تحالف العدوان يريد عبر حصاره أن يزيد معاناة شعبنا في مختلف المحافظات ويمنع ويعيق وصول المشتقات النفطية إلا بعد تأخير كبير وعناء شديد وظروف تسبب معاناة لشعبنا في مختلف المجالات”.
وقال إن “راحة قوى العدوان أصبحت بمعاناة شعبنا وعذاباته وآلامه، فهل يمكن أن يقال عنهم أنهم يريدون الخير لليمن؟”.
وأوضح أن المؤامرة على البنك المركزي هدفها اتخاذ كل التدابير التي تضر بالعملية التجارية وبالعملة وتعطيل وصول الإيرادات إلى البنك المركزي في صنعاء.
وأكد السيد عبدالملك “نحن في يمن الإيمان لا يمكن أن نستسلم للعدوان، ولهذا كان الصمود والتصدي له عنوان انطلاقة أحرار شعبنا وموقفنا الدفاعي في مواجهة العدوان مشروع بكل الاعتبارات”، مضيفًا “نمتلك المشروعية القرآنية الإيمانية في موقفنا، فالتصدي للعدوان واجب ديني وإيماني وأخلاقي وفي تصدينا للعدوان لا نحتاج إذنا من مجلس الأمن ولا من الأمم المتحدة ولا موافقة من الجامعة العبرية ولا إذنًا من الدول الأوروبية ولا من أي طرف في هذه الدنيا”.
وذكر السيد “هم الذين هاجمونا وقتلوا الآلاف منا ابتداءً، ونحن لا ننتظر الإذن لنقوم بواجبنا المقدس من أي عاصمة أو سفارة أو مجلس أو من الشرق أو من الغرب ونحن ظُلمنا بغير حق، واعتدوا علينا بغير حق، وجاؤوا من أقاصي الأرض لاحتلال بلدنا”.
وأكد “لا نبالي بأحد يطلب منا أن نخنع ونستسلم أمام وحشية الأعداء، وتحركنا كشعب يمني من كل المكونات والفئات للتصدي للعدوان”.
وقال السيد القائد “في الميدان قُدمت أروع أمثلة الصمود والاستبسال في التصدي للعدوان”، مضيفًا “مع الحصار الشديد اتجه أحرار شعبنا إلى مسار التصنيع العسكري من الكلاشنكوف إلى الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة وهذا إنجاز استراتيجي.
واستطرد قائلاً: “شعبنا تمكن من توجيه الضربات إلى عمق تحالف العدوان وأصبحت هذه الضربات مصدر إزعاج كبير لهم وآلاف العمليات العسكرية بمختلف الأنواع والتخصصات ينفذها الجيش اليمني بمساندة أبناء الشعب”.
وأضاف “رأينا التحرك المستمر في المجال الاقتصادي والتكافل الاجتماعي والتحرك المعبر عن حيوية الشعب في المظاهرات والقوافل والمجال التوعوي والإعلامي”.
وأشار إلى أن عطاء الشعب اليمني الكبير أول عناوينه قوافل الشهداء ومعاناة الجرحى والأسرى وما يقدمه المرابطون في مختلف الجبهات، لافتًا إلى أن ثمرة صمود شعبنا أننا جسدنا مبادئنا وقيمنا وحفظنا حريتنا واستقلالنا وكرامتنا وحفظنا للأجيال القادمة مستقبلها وكذلك من ثمار الصمود النكاية الكبيرة في الأعداء وتكبيدهم أكبر الخسائر ومعاناتهم الفشل والإخفاق المتكرر.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الصمود هو خيار شعبنا المبدئي والإنساني والأخلاقي والإيماني وأنه خيار مشروع لا نقاش فيه وطالما استمر العدوان والحصار فإن شعبنا مستمر في التصدي له بكل إباء وعزم وجد.
ووجه السيد نصحه لتحالف العدوان بالوقف الفوري للعدوان والحصار، فست سنوات كافية لإثبات فشلهم وإخفاقهم وأنهُ بات واضحا ألا أفق لتحالف العدوان إلا المزيد من الفشل والإجرام.
وأكد السيد أن الجاهزية للسلام المشرف الذي ليس فيه مقايضة بحق شعبنا في الحرية والاستقلال أو بحقوقه المشروعة.
وكشف السيد أن الأمريكيين والسعوديين وبعض الدول إقناعنا بمقايضة الملف الإنساني باتفاقيات عسكرية وسياسية ونحن لا يمكن أن نوافق على ذلك، مشيرًا إلى أن وصول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية والأساسية استحقاق إنساني وقانوني لا يمكن أن يكون في مقابل ابتزاز بشروط عسكرية وسياسية.
وقال “لو قبلنا باستغلال الملفات الإنسانية عسكريا وسياسيا لكانت خيانة لشعبنا، وكان اعتمد العدو على تبرير إعاقته لوصول الحاجات الإنسانية بحصول أي اشتباك ميداني.
وأضاف السيد أن “الطريق إلى السلام واضح، أوقفوا عدوانكم وفكوا حصاركم وأنهوا احتلالكم لمحافظاتنا.
وأبدأ السيد الاستعداد للسلام لكن لا يمكن أن نقايض بحق شعبنا في الحرية والاستقلال والكرامة ولا بحقوقه المشروعة في وصول المشتقات النفطية والحاجات الإنسانية.
ولفت إلى أن شعبنا متمسك بمواقفه المبدئية الإيمانية تجاه قضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستنكار العمالة والموالاة للعدو الإسرائيلي تحت مسمى التطبيع، مشيرًا إلى أن حركة موالاة العدو الإسرائيلي تحت مسمى التطبيع مدانة لأنها تستهدف كل أبناء المنطقة، وتحاول جعل كيان العدو طرفا في كل قضايا الأمة.
وأكد السيد أن الشعب اليمني متمسك بموقفه المبدئي في التصدي لكل مساعي التفرقة والفتنة بين أبناء الأمة، ونعتبر الأخوة الإسلامية مبدأ دينيا والتزاما إيمانيا.
وقال إن “مسارات عمل شعبنا في كل المجالات مستمرة، ويجب أن نسعى لتحويل التحدي إلى فرصة ويجب أن تتظافر الجهود رسميا وشعبيا لتعزيز كل عوامل الصمود والتوجه نحو البناء والتطوير في مختلف المجالات بالتركيز على الإنتاج المحلي والقطاع الزراعي والتصنيع في البلد”.
وأضاف “سنسعى بشكل مستمر لتطهير وإصلاح مؤسسات الدولة للقيام بواجباتها تجاه الشعب وهذه المسؤولية كبيرة ومعقدة بسبب آثار النظام السابق”.
وحث السيد العناية بالتكافل الاجتماعي ويجب أن تستمر بشكل أكبر وسنسعى إلى تنظيمها بشكل أفضل.
ودعا العناية بإخراج الزكاة لأن لها إسهامًا كبيرًا في سد معاناة الفقراء والمحتاجين.
كما دعا للمشاركة الفاعلة والقوية في مسيرات اليوم الوطني للصمود غدا الجمعة، مؤكدًا أن مظاهرات شعبنا من أبرز الشواهد على حيويته وفعاليته وتصميمه وقراره الحازم في التصدي للعدوان.
وتوجه السيد بالشكر للذين وقفوا إلى جانب شعبنا في مظلوميته من دول في مقدمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمواقف الإنسانية الإيجابية مثل سلطنة عمان وكذلك من أبناء أمتنا على رأسهم حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله ولكل الذين نصروا شعبنا في مظلوميته.
واختتم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي خطابه التاريخي بالقول “قادمون في العام السابع من موقع متقدم على مستوى التصنيع العسكري والتقدم الميداني والوعي الشعبي والزخم العسكري والإنجاز الأمني والصمود الاقتصادي والثبات السياسي والالتزام بالموقف الإيماني بلا تراجع ولا يأس ولا إحباط، متقدمون إلى الأمام لإنجازات أكبر وانتصارات أعظم ونجاحات أكثر وثبات أقوى بإذن الله”.