السيد القائد عبد الملك الحوثي: نهضة الإمام زيد محط إجلال لدى كافة أبناء الأمة بمختلف مذاهبها
أوضح قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي أن جزءا من معاناة الأمة يعود لوضعها الداخلي، حيث تعاني في واقعها من الظلم وغياب العدل والانحراف الفكري والتشتت والتفرق، وهو أمر غير طبيعي مع انتماء الأمة الإسلامي، لأن الإسلام يبني حياة مميزة وراقية وعظيمة.
وقال السيد في كلمة له اليوم الاثنين بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي (ع) إن نهضة الإمام زيد محط إجلال لدى كافة أبناء الأمة بمختلف مذاهبها وأن الأحداث التاريخية لها صلة بواقعة الأمة اليوم، فحاضرها نتاج لماضيها، وترتبط بهذا الماضي منهجيا على المستوى الثقافي والفكري وعلى مستوى القيم والولاءات.
وأشار إلى أننا عندما نتحدث عن الواقع الصحيح الناتج عن التمسك بالإسلام وننظر إلى الفجوة مع واقعها يرى البعض في ذلك حالة شبه خيالية.
موضحًا أن الانحراف والتحريف في الأمة مصدرهما سلاطين الجور وعلماء السوء الذين حذر رسول الله منهم وهي الحالة التي دفعت ببني أمية إلى نقض عُرى الإسلام والمساس بالمقدسات الإسلامية ومعالم الدين.
ولفت إلى أن ذروة الانحراف في التاريخ الإسلامي كانت في عهد بني أمية الذين حملوا لواء النفاق وحاربوا خط الهداية والصراط المستقيم وامتداد الإسلام المحمدي الأصيل ولولا الجهود الكبيرة في خط الهداية ورموزه وأخيار الأمة، لكان بنو أمية تمكنوا من الطمس الكلي لمعالم الإسلام وحرفوها بشكل كلي.
وتابع السيد قائلا: بلغ الأمر ببني أمية أنهم وصلوا للمساس بأهم مقدسات الإسلام كالإساءة للرسول والسخرية والاستهتار بالقرآن وهدم الكعبة واستباحة مدينة رسول الله وقتل عظماء الأمة من أبناء رسول الله ومن معهم، وهو ما تبين من موقف الحاكم الأموي هشام بن عبد الملك تجاه اليهودي الذي تعرض بالسب في مجلسه للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله حيث أن هذا الحاكم الأموي قد غضب من موقف الإمام زيد تجاه اليهودي إثر إساءته لرسول الله الأعظم لأنه لا يحمل ذرة من الاحترام لرسول الله والقرآن الكريم والمقدسات الإسلامية؟!
وتساءل السيد: إن من يصل به الحد إلى الاستهتار تجاه أقدس مقدسات الأمة فهل يبقى لديه قيمة أو قدر لأمر أبناء الأمة الإسلامية؟ ومن كان لديه احترام لليهودي الذي أساء لنبي الإسلام، هل يمكن أن يكون مؤتمنا على الأمة في قراراتها؟
مؤكدًا أن من يعادي مقدسات الأمة ورموزها ورسولها وكتابها هو أكبر عدو للأمة ومن يقف إلى جانبه ويتحالف معه هو في الموقف المعادي للأمة، وأن الدور الأموي بقي له امتداد في هذه الأمة، ولولا مواجهته لكان قد غير واقع الأمة بشكل كامل وخسرت الأمة إسلامها بشكل كامل.
وأشار إلى أن الإمام زيد كسر حاجز الطغيان عند هشام بن عبد الملك، ووقف الموقف الذي يفرضه الإسلام في مواجهة اليهودي الذي كان يسيء لرسول الأمة، وهو الواقع الذي نراه اليوم، حيث نرى الذين تسلموا زمام الأمور في الأمة الإسلامية يقفون في صف اليهود المعادين لها، وفي صف أعداء رسول الأمة ومقدسات الأمة، وهذا مؤشر على خطر كبير يتهدد الأمة.
وأكد السيد أن الإمام زيد كان امتدادًا لخط الهداية، وأنه عندما نصحه البعض بالسكوت، كان يقول لهم: والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت وتابع قائلًا: جزء من معاناة الأمة يعود للأزمات التي تعاني منها داخليا، وحالة الانحراف ستؤدي بطبيعة الحال إلى الاستعباد، في حين أن الإسلام هو دين الحرية والعزة والكرامة.