السيد القائد عبدالمللك بدرالدين الحوثي: واقع جبهات الإسناد والجهاد متحركة بوعي وفهم وبصيرة وثبات وإيمان
Share
أكد السيد القائد أن واقع جبهات الإسناد والجهاد مواصلة حمل الراية والتحرك في سبيل الله بوعي وفهم وبصيرة وثبات وإيمان، وأن هذه الجولة الساخنة من المواجهة مع الأعداء تقدم فيها كل الجبهات شهداء في سبيل الله مع الثبات واليقين مع قوة الموقف والتماسك.. مشيرا إلى أنه لم يسبق في الصراع منذ بداية نشوء الكيان المحتل الغاصب على أرض فلسطين أن كان هناك جولة اشتباك مستمر ومواجهة ساخنة معه لأكثر من عام.
وأضاف السيد القائد عبدالمللك بدرالدين الحوثي في كلمة له اليوم الخميس حول تصعيد العدو الإسرائيلي على غزة ولبنان: أن المنطلق الإيماني الجهادي هو الميزة التي ساعدت على هذا الثبات في المواجهة الساخنة مع العدو في غزة ولبنان واليمن والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران، موضحاً أن جبهة غزة بقيت ثابتة متماسكة مواجهة بفاعلية لأكثر من عام بالرغم من ظروف صعبة جدا على مستوى الإمكانات.. مشيراً إلى أن جبهة لبنان تواجه أشد المواجهة ولم يتمكن العدو الإسرائيلي حتى الآن من السيطرة على بعض من القرى في الحافة الأمامية لحدود لبنان مع فلسطين المحتلة.
وقال السيد القائد أن ثبات المجاهدين وصمودهم واستبسالهم في جبهة لبنان في هذه المرحلة هو أكثر حتى من حرب تموز في 2006
وأوضح بالقول بالرغم من الضغط على جبهة اليمن بالعدوان الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني لكنها مستمرة في إسنادها وموقفها ولم تخضع أو تتراجع لأي ضغوط.. مشيرا إلى أن جبهة العراق تزيد في موقفها وتسعى لما هو أكبر.
وأشار السيد القائد إلى أن الارتباط بالقادة في مسيرة الإيمان والجهاد هو ارتباط بهم في إطار النهج والموقف الإيماني بالانشداد إلى الله سبحانه وتعالى وليس ارتباطا شخصيا بحتا، مشيرا إلى أن الوعي والإيمان هو الذي أثمر الصمود والتماسك في مسيرة الإيمان والجهاد في فلسطين ولبنان، وهو الذي أذهل الأعداء وخيب آمالهم
ما يجب على الأمة
وحول ما يجب على الأمة قال السيد القائد: كان من واجب الأمة وفي المقدمة العرب أن يدعموا غزة ولبنان بكل أشكال الدعم وأن يكون موقفهم من جبهات الإسناد اليمني والعراقي والإيراني إيجابيا تكامليا، مضيفا مع وقوف وفاعلية وثبات واستبسال جبهات الإسناد لأكثر من عام إلا أن البعض يتعامل بالخذلان والبعض بالطعن في الظهر والتربص والشماتة.. مشيرا إلى أن مصلحة المسلمين أن يقفوا بكل جد وأن يقدموا كل أشكال الدعم لهذه الجبهات الصامدة الثابتة في مقابل الدعم الأمريكي والدعم الغربي للعدو الإسرائيلي.
وقال السيد القائد عار وذنب كبير جدا ألا تقدم الأمة لغزة شيئا مع الوحشية والإجرام الصهيوني الرهيب جدا في القطاع غزة، وأن ما يحصل في فلسطين استفز الضمير الإنساني في شعوب غير مسلمة في أمريكا اللاتينية، واتخذت قرارات ضد العدو الإسرائيلي لم تتخذ من كثير من الدول العربية
وأضاف السيد القائد مع ازدياد الإجرام الصهيوني كما هو الحال شمال قطاع غزة، لا توجه عربي لإجراءات بحجم الإجرام الصهيوني، وتخرج شعوب في أوروبا وأمريكا مع غزة ولا يزال الكثير من أبناء شعوب أمتنا في حالة وكأنهم خارج نطاق الحياة.
وأشار السيد القائد إلى أن التخاذل العربي له تأثير سلبي في تخاذل كثير من البلدان الإسلامية غير العربية، موضحا بالقول: من لا يستثيره ما يجري في غزة فنفسه خبيثة بلا شك، وأنه كلما صعّد العدو الإسرائيلي كلما تضاعفت على الأمة المسؤولية أكثر وبالذات العرب.
المشروع الصهيوني يستهدف أمتنا الإسلامية وفي مقدمة العرب
وأكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن العرب مستهدفون من العدو الإسرائيلي أكثر من غيرهم مهما تجاهل البعض وتعامى عن هذه الحقائق الثابتة.
وأوضح السيد القائد بأن الصهيونية مشروع عدواني تدميري يستهدف أمتنا الإسلامية وفي مقدمة العرب ويهدف إلى تمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة على ما يسمونه بالشرق الأوسط، وان المشروع الصهيوني هو تمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة على البلاد العربية في رقعة جغرافية واسعة ما يسمونها بـ “إسرائيل الكبرى”.
وأضاف السيد القائد ان المشروع الصهيوني يستهدف الرقعة الجغرافية العربية بالاحتلال المباشر، ويستهدف بقية البلاد العربية بالسيطرة إن لم يكن بالاحتلال.. وأن الأمريكي مرتبط بالمشروع الصهيوني وهو مشروع له صياغة عقائدية وقد حولوه إلى معتقد ديني واستراتيجية ينطلقون من خلالها لرسم سياساتهم وأولوياتهم، موضحا أن المشروع الصهيوني عدواني يستهدف أمتنا بشكل أساسي بطمس هويتها واحتلال الأوطان ونهب الثروات ومصادرة الحرية والاستقلال والكرامة.. مشيرا إلى أنه في المدارس الإسرائيلية هناك مناهج ترسخ المشروع الصهيوني في أجيالهم، وأن العائق الأكبر أمام المشروع الصهيوني هو الإسلام بنقائه وحقيقته ومبادئه الصحيحة، لذا هم يحاولون أن يبعدوا الأمة عنه لتحقيق أهدافهم، مؤكدا أن المشروع الصهيوني في نهاية المطاف هو مشروع فاشل لأنه عدواني جرامي ويشكل خطرا على البشرية.
جريمة التهجير القسري والإبادة الجماعية
وأشار إلى أن ما يفعله العدو الإسرائيلي وما يرتكبه من جرائم إبادة جماعية واستهداف للأطفال والنساء ليس إنجازا عسكريا، وأنه على مستوى الانجاز العسكري العدو الإسرائيلي فاشل، وفشله واضح في غزة وفي جبهة شمال فلسطين في مواجهة لبنان وفاشل في كل الجبهات، مؤكدا أن الأمريكي شريكٌ مع الإسرائيلي في الإجرام وشريك معه أيضا في الفشل.. وأن الأمريكي فتح كل مخازن سلاحه للعدو الإسرائيلي وكذلك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بينما يتخاذل العرب عن أداء الواجب المقدس العظيم، مشيرا إلى أن الإجرام الصهيوني اليهودي فظيع جدا وفي غاية الوحشية ومنتهى الإجرام، يستهدف سكان غزة بكل أنواع الإبادة الجماعية ويستهدف شمال غزة بأكثر من بقية القطاع ، مؤكدا أن العدو الإسرائيلي يمارس في شمال قطاع غزة جريمة التهجير القسري والإبادة الجماعية.
دور الشهيد السيد هاشم صفي الدين كان عظيما وفاعلا ومؤثرا
أكد السيد القائد أن من أهداف العدو الإسرائيلي الصهيوني المجرم في استهداف القادة المجاهدين كسر الروح المعنوية لأمتهم والمجاهدين معهم ولحاضنتهم الشعبية.
وتقدم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأحر التعازي وخالص المواساة لأسرة الشهيد صفي الدين الكريمة ولحزب الله ولأمة المقاومة والجهاد وللشعب اللبناني ولأمتنا الإسلامية كافة.
وأوضح السيد القائد أن دور رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله المجاهد الكبير العلامة الشهيد السيد هاشم صفي الدين رضوان الله عليه كان عظيما وفاعلا ومؤثرا
، وأن إسهام الشهيد صفي الدين الجهادي كان مميزا بما يمتلكه من إيمان ووعي وبصيرة وعلم وعزم عظيم وهمة عالية.. موضحا أن فقدان قادة الجهاد وبالذات في الظروف الحساسة مؤلم للمجاهدين وللمؤمنين ولكل الأمة ولكل الأحرار في العالم وخسارة جسيمة على الأمة.
وأشار السيد القائد إلى أن عقدة الحقد تعمي العدو الإسرائيلي عن فهم التاريخ وتدفعه إلى الاستمرار في المسلك الإجرامي والعدواني لاستهداف القادة، وأن العدو يؤمل ويسعى أنه باستهداف القادة سيحقق أهدافه في السيطرة على الأمة وإنهاء المعركة وهي آمال سرابية وخائبة.
الله سبحانه وتعالي يرعى الأمة المجاهدة
وأضاف السيد القائد بالقول: أن مسيرة الإيمان والجهاد في سبيل الله تعالى لها ميزة مهمة أن الأمة التي تتحرك وفق الانطلاقة الإيمانية تحظى برعاية من الله سبحانه وتعالى، وأن تضحية الشهداء القادة تمثل قربانا إلى الله سبحانه وتعالى وهو جل شأنه من ينتصر لهم.. وأنها لا تضيع أعمال ومساعي من ضحوا بأنفسهم في سبيل الله، والله سبحانه وتعالى هو من يتولى رعايتها ومباركة أثرها حتى تثمر الثمرة العظيمة، مشيرا إلى أن تضحيات القادة تترك أثرها الكبير فيحقق الله لهم آمالهم ويرعى جهودهم وفي نفس الوقت ينتصر سبحانه وتعالى لمظلوميتهم، وأن التوجه الإيماني للمؤمنين كمسيرة وكأمة يتحركون في سبيل الله تعالى تجعلهم على صلة بالله وثقة به وتوكل عليه حتى في أحلك الظروف وأصعب المراحل.
وقال السيد القائد أن الله سبحانه وتعالى يرعى الأمة المجاهدة حتى لو قدمت من عظمائها وقادتها وأخيارها الشهداء لتواصل مشوارها برعايته العظيمة، وأن الحزن على القادة وعلى الأخيار يكون أيضا عاملا من عوامل الصمود والثبات والتماسك والتفاني والاستبسال، موضحا أن موقف إخوتنا المجاهدين في لبنان وغزة في ثباتهم وتماسكهم فاجأ الأعداء بشكل كبير وفاجأ المتربصين أيضا.