السيد القائد: ثابتون على موقفنا المعلن وسنواجه أمريكا ونتصدى لأي عدوان منها مهما كان مستواه

ـ شهيد القرآن تحرك بالشعار والمقاطعة ونشر الوعي، وهي خطوات حكيمة ومشروعة

ـ الأمريكي عندما رأى المشروع القرآني يعيقه في الساحة اتجه لمحاربته عبر السلطة

ـ من أهداف الشعار كسر مساعي تكميم الأفواه من أي صوت يناهض الهيمنة والسيطرة الصهيوأمريكية

ـ الأعداء يعملون ضمن مشروع اسمه “المشروع الصهيوني” وهو مشروع تدميري وخطير على هذه الامة

أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له اليوم بمناسبة الذكرى السنوية لشهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي 1446هـ، أن ما قامت به السلطة في عام 2004 ضد شهيد القرآن ومؤسس المسيرة القرآنية وقائدنا الشهيد السيد حسين عدوان لا مبرر له.

وأوضح السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الذكرى سنتحدث عن شهادته كعنوان للقضية وللمظلومية، مؤكدا أن ما قامت به السلطة في عام 2004 ضد شهيد القرآن ومؤسس المسيرة القرآنية وقائدنا الشهيد السيد حسين عدوان لا مبرر له.

وأشار السيد القائد إلى أن  ما قام به شهيد القرآن هو التثقيف القرآني، والصرخة في وجه المستكبرين والدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية في مقابل هجمة الأعداء ضد أمتنا.

وأضاف بالقول: بعد أحداث 11 من سبتمبر خططت أمريكا لتجعل منها ذريعة لحملة عدوانية شاملة لإحكام السيطرة على الأمة واجتياح أوطانها وطمس هويتها، والأنظمة الرسمية خضعت لأمريكا وفُتحت كل الأبواب أمامها بما فيها، مشيرا إلى أن السلطة في اليمن بعد أحداث 11 من سبتمبر فتحت المجال لأمريكا في الجانب العسكري والأمني والاقتصادي وجانب التعليم والإعلام والخطاب الديني.

وأوضح أن السيد القائد بأن العدو الأمريكي تمكن من الاختراق لكل شيء في البلد، وتوجه إلى الساحة الشعبية واخترقها كحال معظم الشعوب التي كانت مكبّلة ومتأثرة بالموقف الرسمي، والنُخب والأحزاب في اليمن معظمها كانت في موقف ضعيف، مع إقرارها بسوء ما يحدث من هيمنة أمريكية.

وتابع: شهيد القرآن تحرك بالمشروع القرآني إحساسا بالمسؤولية الدينية وإدراكا واعيا لخطورة ما يحدث وللعواقب السيئة حتى من باب العقوبة الإلهية، وعلى الأمة مسؤولية دينية لمواجهة الظلم الذي يستهدفها، والتحرك الواعي هو الذي يمثل حلا للأمة من الاختراق الأمريكي وليس الجمود والتنصل. مشيرا إلى  أن الحملة الأمريكية استهدفت المناهج الدراسية من خلال إملاءات بما يُحذف وما تضمن به تلك المناهج، وهناك تدخل للتأثير على هوية الأمة وفكرها، وهناك نشاط وعمل إعلامي مكثف يسعى من خلاله الأعداء إلى تغيير فكر الأمة والتأثير على الرأي العام والتوجهات والولاءات والمواقف، وأن الأعداء يهدفون إلى إضلال الأمة وإفسادها، والتثقيف القرآني كان عملا في مقابل تلك الهجمة التثقيفية الإعلامية الدعائية، وأن الكثير من أبناء الأمة ينظرون إلى ما يفعل الأمريكي والإسرائيلي ومن يدور في فلكهم وكأنه مجرد مواقف لحظية آنية وردود فعل محدودة.

وأشار إلى أن الأعداء يعملون ضمن مشروع اسمه “المشروع الصهيوني” وهو مشروع تدميري وخطير على هذه الامة، وأن الشعار كموقف يعبّر عن حالة السخط، والأمة يجب أن تترجم سخطها تجاه هجمة أعدائها عليها بالتعبير عن الرفض، وأن الأعداء يشتغلون بشكل واسع للاستقطاب والاختراق لتوجيه حالة السخط إلى غير أمريكا و”إسرائيل” وإلى من يعاديهما.

وأضاف السيد القائد من أهداف الشعار كسر مساعي تكميم الأفواه من أي صوت يناهض الهيمنة والسيطرة الصهيوأمريكية، والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية سلاح مهم، لأن الأعداء ينهبون ثروات بلداننا ويستفيدون من شعوبنا الكبيرة كأسواق لمنتجاتهم، مشيرا إلى أن الأعداء يستخدمون العقوبات الاقتصادية كسلاح ضد البلدان، والمقاطعة هي حافز مهم للتوجه للبناء الاقتصادي والإنتاج المحلي والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

الخطوات الثلاث للمشروع القرآني

وأوضح السيد القائد أن شهيد القرآن تحرك بالشعار والمقاطعة ونشر الوعي، وأن الخطوات الثلاث التي تحرك بها شهيد القرآن هي خطوات حكيمة ومشروعة، وليس هناك أي مبرر للاستهداف من يتحرك فيها، وأن الخطوات الثلاث تستند إلى القرآن الكريم وكان يفترض أن تلقى ترحيبا في بلد هويته إيمانية ودستوره يعترف بالشريعة الإسلامية والنظام يتغنى بالديمقراطية، مشيرا إلى أن المشروع الحكيم بخطواته العملية الصحيحة يخرج الأمة من حالة الصمت والجمود والقعود إلى حالة الموقف الذي يتنامى بحسب الظروف والمراحل.

وأكد السيد القائد أن الأمريكي عندما رأى المشروع القرآني يعيقه في الساحة اتجه لمحاربته عبر السلطة، بداية بالقمع الأمني والاعتقالات ثم العدوان العسكري، وفي 2004 دفع الأمريكي بالسلطة عسكريا بهدف القضاء على المشروع القرآني، فاندفعت السلطة بكل عدوانية وحقد.

الحروب الظالمة

وأوضح السيد القائد أن الحرب الأولى استهدفت بها السلطة بشكل أساسي شهيد القرآن ومن معه في منطقة مران الريفية في مديرية حيدان بصعدة والمناطق المجاورة، وأن الحملة العسكرية استهدفت الحواضن الشعبية للمشروع القرآني من آل الصيفي وهمدان ومناطق أخرى لملاحقة المكبرين، مشيرا إلى أن السلطة حشدت كل إمكاناتها العسكرية في الحرب الأولى وجيشت الكثير من المرتزقة واستهدفت مران بالتدمير الشامل والحصار والتجويع، وأن شهيد القرآن لم يكن لديه جيش ولا أي تشكيل عسكري منظم أو مدرب والأهالي تحركوا معه للدفاع عن أنفسهم في مواجهة ذلك العدوان غير المبرر. واستمرت المعركة قرابة 3 أشهر في مران التي تقدر مساحتها بـ 5 كم حتى أعلنت السلطة قتل شهيد القرآن ومن تصدى لعدوانها من الأهالي واعتقال وجرح آخرين.

ولفت إلى أن السلطة آنذاك ومعها الأمريكي تصورت أنها قضت على المشروع القرآني بممارساتها الإجرامية لتفاجئ بثبات السجناء والمعتقلين، وأن ثبت السجناء والتف بقية المنطلقين في خارج السجون حول العلامة الكبير السيد بدر الدين الحوثي في منطقة نشور همدان بصعدة، وبعد أشهر من الحرب الأولى اتجهت السلطة لاستهداف العلامة الكبير فقيه القرآن السيد بدر الدين الحوثي وفشلت في الحرب الثانية.

فشل الحروب على المشروع القرآني

وأشار السيد القائد إلى أن مسلسل الفشل والخيبة للسلطة استمر مع الإصرار على تكرار العدوان وفي كل مرة بوحشية وهمجية وبارتكاب جرائم كبيرة من القتل والسحل، وسلسلة الحروب التي شنتها السلطة تحت إشراف أمريكي وصلت إلى 6 حروب شاملة وأكثر من 20 حربا جزئية، مشيرا إلى أن النظام السعودي تورط في الحرب السادسة في العدوان مع السلطة بدفع أمريكي لكنه فشل معها، وأن السعودي لم يأخذ العبرة من الحرب السادسة لينتبه في المستقبل لتأتي المتغيرات في البلد ببركة ذلك الصمود وتلك التضحيات.

ولفت إلى اتساع دائرة الوعي الشعبي فكانت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وما تلاها من هروب الأمريكي من صنعاء، وأن الأمريكي ومعه الإسرائيلي يدرك أهمية المشروع القرآني وتأثيره الكبير حتى في تقديم النموذج المفيد لبقية الأمة وإسهامه فيما يتعلق بواقع الأمة بشكل عام. وأن المشروع القرآني ليس مؤطرا في مستوى البلد، والمواقف الصهيونية كانت واضحة في حجم القلق الكبير عبر المجرم نتنياهو وغيره،  وتم الدفع بالسعودي ومن معه في التحالف ليتورطوا في عدوان شامل على بلدنا تحت إشراف أمريكي مباشر.

وقال السيد القائد نحن خلال كل المراحل مظلومين مظلومية كبيرة جدا ولسنا ظالمين، ومعتدا علينا ولم نكن معتدين، أداؤنا في دفع العدوان علينا والتصدي له مرتبط ومنضبط وفق تعليمات الله والقيم والأخلاق الإسلامية والقرآنية، وأن الأعداء كانوا يمارسون أبشع الجرائم بحقنا، وكل الشواهد والوثائق والحقائق كثيرة جدا تشهد لذلك.

الأعداء يتحركون وفق المشروع الصهيوني

وأكد السيد القائد أن الأعداء يتحركون وفق المشروع الصهيوني المحسوب على الدين زورا وبهتانا، وأن المشروع الصهيوني يقدم على أنه مشروع ديني، ولذلك ينطلق المنطلقون فيه بحماس واندفاع كبير جدا وله أهداف محددة هي تدميرية لأمتنا، وأن المشروع الصهيوني يعني احتلال أوطاننا بدءا بفلسطين وتدمير أمتنا والسيطرة عليها والبعثرة لها والقضاء على وجودها الحضاري والمستقل.

وأشار إلى أن وسائل المشروع الصهيوني وأساليبهم كلها عدوانية على كل المستويات، من تجزئة المجزأ وبعثرة المبعثر وإغراق أمتنا في الأزمات والحروب والفتن، والأعداء يعملون على تنفيذ مشروعهم على مراحل وفق إنجازات تراكمية، ولذلك ليس تحركهم ارتجاليا ولا ردة فعل ولا بحسابات مصالح محدودة

المشروع الأنجح

وتسأل السيد القائد بالقول: ما هو المشروع الذي ينبغي أن نتحرك فيه نحن كأمة مستهدفة وأي خيار نعتمد تجاه ذلك؟ هل خيار الاستسلام؟ ليس منجيا! هل خيار العمل مع الأعداء؟ هو تمكين لهم واستغلال وخسارة في الدنيا والآخرة . مؤكدا أن الخيار الأنجح والأقوى لمواجهة الأعداء هو المشروع الذي ينسجم أولا مع هويتنا الإسلامية والإيمانية هذا أول ما ينبغي أن نحسب حسابه في المشروع الذي ننطلق على أساسه .

وأضاف السيد القائد أن المشاريع التي لا تنسجم مع هوية الأمة لن تكون الأمة مستعدة للتضحية من أجلها بشكل كبير ولن تتوفر الحوافز ولا الدوافع اللازمة لذلك، وعندما يكون هناك مشروع يستند إلى هوية هذه الأمة، إلى دينها، إلى عقيدتها، إلى ما تؤمن به يمكن أن يمثل فعلا عاملا مهما مؤثرا في الاستنهاض للأمة، وأن الأمة عانت من إشكالية الجمود تجاه المخاطر، والتفرج تجاه الكوارث، والتفريط في المسؤولية.

انعدام الوعي والمسؤولية

وقال السيد القائد منذ أن بدأ الصهاينة يتدفقون إلى فلسطين بحماية بريطانية كانت مشكلة الأمة هي الجمود وانعدام الوعي والمسؤولية، وهي إشكالية بارزة واستمرت في كل المراحل، وأن ضعف الوعي والمسؤولية والوازع الديني كانت إشكالية بارزة في مقابل الهجمة الأمريكية الإسرائيلية بعد العام 2000، وتعاظمت حالة الجمود والاستسلام والغفلة للأمة وكبرت وصولا إلى مراحل التطبيع العلني لبعض الأنظمة، وأن الأمة فعلا مفتقرة إلى استنهاض قرآني يهز الضمير والوجدان ويحيي الشعور بالمسؤولية ويرفع مستوى الوعي ويوجد الدافع والوازع الديني الذي يحرك الأمة، وهو أرقى ما يمكن استنهاضها به.

وأوضح  السيد القائد بأنه ليس هناك شيء يماثل القرآن الكريم في أن يكون في مضمونه وروحه وأثره مؤثرا في الأمة ومحييا لها من جديد ، وأن الأمة في حاجة ماسة جدا إلى إعادة ضبط مواقفها وتوجهاتها وولاءاتها وعداواتها وفقا للمبادئ والتعليمات والأخلاق الإلهية التي أتى بها الإسلام ، وأن الأمة في حالة انفلات وفوضى في المواقف والولاءات والعداوات، تنطلق لتتبنى أي موقف دون أي اعتبار لا لمبادئ إلهية ولا لتعليمات إلهية ولا غير ذلك.

وأشار إلى أن  الخيانة تتحول في واقع الأمة مع هذا الانفلات وهذه الفوضى إلى وجهة نظر، تتحول العمالة للأعداء والقتال معهم ضد أبناء هذه الأمة إلى وجهة نظر، ومع الانفلات والفوضى تتحول الجريمة وممارسة الجريمة والطغيان إلى ممارسات عادية تقتضيها التكتيكات العسكرية بمثل ما هي الطريقة الأمريكية والإسرائيلية، وأن الولاءات تُشترى بالمال وتُشترى بمكاسب سياسية محدودة زائفة، بمصالح مادية محدودة منتهية .

وشدد السيد القائد على أن المسألة ليست بسيطة بحيث يُعتمد فيها على وجهات نظر مجردة عن المبادئ والقيم والأخلاق في قضية فيها فلسطين والمسجد الأقصى وشعب فلسطيني مهدد بمصادرة حريته واستقلاله وكرامته، مشيرا إلى أن فوضى الولاءات مسألة فيها خطر على مقدسات الأمة بشكل عام بما فيها مكة والمدينة ومساحة جغرافية واسعة مهددة بالاحتلال المباشر لأنها ضمن المشروع الصهيوني.

الأمة بحاجة إلى إعادة الضبط في مواقفها

وأكد السيد القائد أن الأمة بحاجة إلى إعادة الضبط في مواقفها لتبقى مواقفها جزءا من دينها وأخلاقها ومبادئها وقيمها ترتكز على هوية هذه الأمة وتعليمات الله لها ، وأنه وصل الحال إلى درجة أن الأمريكي والإسرائيلي يحدد لك أنت كمسلم من تعادي، فتتجه لمعاداته بكل وسائل العداء إعلاميا وعسكريا وأمنيا، ويحدد لك من توالي ومن تسالم ومن تحارب، وأن من أسوأ الضلال أن تصل الأمة إلى درجة أن تُوَجَّه في ولاءاتها وعداواتها ومن توالي ومن تعادي ومن تحارب ومن تسالم وتصل إلى درجة ألا تعرف من هو العدو الحقيقي لها. وأن الحيوانات تعرف أعداءها من الحيوانات ولا ترتمي في أحضان أعدائها، وهي حيوانات بغريزتها التي أودعها الله فيها، مشيرا إلى أن   واقع الكثير من أبناء الأمة وصل دون مستوى الحيوانات إلى الاختلاط والاشتباه في مسألة من هو العدو ومن هو الصديق ومن يحاربون ومن يسالمون.

وأضاف كل التحرك الأمريكي والإسرائيلي هو في إطار عناوين الولاء والعداء، ولذلك عندما تتحرك الأمة منفلتة في مواقفها لصالحهم فهي تشترك في كل ذلك، وأن الموقف من الأعداء ليس مجرد وجهة نظر سياسية وعلاقات سياسية ومصالح مادية ومكاسب هنا وهناك زائفة بل له ارتباط مبدئي وأخلاقي وإنساني وديني، وأن النشاط العدواني اليهودي الصهيوني الأمريكي الإسرائيلي هو يتلخص في إظلال وإفساد وظلم، والدين له موقف من كل ذلك.

المشروع القرآني يعود بنا إلى المسار الصحيح

وقال السيد القائد أن المشروع القرآني يعود بنا إلى القرآن الكريم للحصول على أعلى مستوى من الوعي والبصيرة والنور والحكمة والرشد والهداية التي فقدها معظم أبناء هذه الأمة، ونحن بحاجة ماسة أن نتعرف بوعي عالً عن العدو، عما ينبغي أن نعمل، عن مسؤوليتنا، عن الواقع الذي نعيشه، عن الأوضاع من حولنا، عن التهديدات والمخاطر الوعي في كل شيء، ونحن بحاجة ماسة لزكاء النفوس في مواجهة الإفساد اليهودي والهجمات الرهيبة جدا التي تهدف إلى إفساد الناس، ونحتاج إلى أن نتحصن بالقرآن الكريم لزكاء نفوسنا ولصون كرامتنا الإنسانية وللشعور بالمسؤولية والموقف من شر وعدوان وإجرام الأعداء.

وتابع: عندما نعود إلى القرآن الكريم نعرف بناء على هويتنا وانتمائنا للإسلام أننا أمة عليها مسؤولية كبيرة ولها دور حدده الله لها، وأنه إذا فرّطت الأمة في مسؤوليتها ولم تقم بدورها ستكون العواقب وخيمة بشكل كبير عليها في مقام الجزاء والحساب في الدنيا وفي الآخرة، ولدينا إرث الرسالة الإلهية، إرث الرسل والأنبياء، ونحن آخر الأمم، نحن معنيون بحكم هذا الانتماء لهذه المسؤولية أن نكون أمة تتحرك بالرسالة الإلهية.

وأضاف السيد القائد بالقول: دورنا كأمة هو دور عالمي لأن الرسالة الإلهية للعالمين ويقترن بهذا الدور معونة من الله، ليست حملا حملنا الله إياه، وأن خيرية الأمة مرتبطة بمدى ارتباطها بهذه المسؤولية وحملها لهذه الرسالة والتزامها بها، وأن الدور انتقل إلى أمتنا الإسلامية عن أهل الكتاب كان هذا الدور إلى من؟ إلى أهل الكتاب أهل التوراة والإنجيل من قبلنا، وانتقل هذا الدور عنهم، لماذا؟ بعد أن وصلوا هم في مستوى الانحراف عن الرسالة الإلهية والتحريف والتعطيل لها، إلى فقدان الأهلية بشكل نهائي لهذا الدور.

وتابع السيد القائد: أهل الكتاب تحولوا إلى نقيض للدور الذي كان عليهم القيام به، تحولوا إلى مصدر للشر للإضلال لإفساد الآخرين للإفساد في الأرض ولذلك فقدوا الأهلية للقيام بهذا الدور ، وأن أهل الكتاب حاقدون لما جرى، لانتقال ذلك الشرف عنهم والدور الكبير إلى هذه الأمة الإسلامية

الأمة ضاعت عندما أضاعت مسؤوليتها

وتطرق إلى أن  رسول الله صلى الله عليه ولله وسلم تحرك وبدأ المشوار من نقطة الصفر وبنى الأمة الإسلامية، فوصلت إلى صدارة الأمم، وأن وصلت الأمة إلى صدارة الأمم بقيادة رسول الله وانهارت في مواجهتها كل تشكيلات الأعداء من اليهود أولا، من الوثنيين في الجزيرة العربية ثانيا، وتهاوت الإمبراطوريات من حولهن ثالثا، وانتصرت الرسالة الإسلامية في الساحة بذلك المشروع وتلك القيم وذلك الدور العظيم الذي يختلف عن سيطرة وعلو المستكبرين الظالمين الطامعين.

وأضاف السيد القائد أن الأمة ضاعت عندما أضاعت مسؤوليتها المقدسة، فانحدرت الانحدار الكبير الذي استغله أولئك الأعداء التاريخيون من جديد، وأن أمة الملياري مسلم تمتلك المقومات للنهوض بمسؤوليتها، وأول تلك المقومات هو القرآن الكريم الذي يؤهلها لذلك، وأن الأمة لديها مقومات مادية، ومقومات بشرية ورقعة جغرافية مميزة جدا، ثروات هائلة، الكثير منها يهدر جزءا كبيراً منه لصالح أعدائها، وأنه عندما أضاعت الأمة مسؤوليتها كان لذلك نتائج كبيرة جدا وتركت فراغا كبيرا في الساحة العالمية.

أمريكا مصدر الإجرام الأكبر

وأشار السيد القائد إلى أن الحركة الصهيونية في العالم تتحرك في إطار توجه عالمي وهي مصدر شر يعاني منه الناس في مختلف الشعوب، وأن أمريكا ظلمت وأجرمت بحق الهنود الحمر، وتنهب ثروات الشعوب وتحرمها منها، وأن أمريكا قتلت أكثر من 4 مليون إنسان معظمهم من العالم الإسلامي خلال الـ 20 سنة الماضية وفق آخر إحصائية أمريكية، وما فعلته أمريكا مؤخرا أقل مما فعلته سابقا حيث قتلت الناس بالقنابل النووية والذرية، وأن أمريكا مصدر إجرام كبير وعدوانيتها واضحة، وأمريكا تتهدد البلدان وتضغط عليها عسكريا وتصنع أفتك السلاح المدمر وتستهدف به الأطفال والنساء والنازحين.

وأكد السيد القائد أن أمريكا مصدر نهب للثروات وحرمان للشعوب منها، وكل هذا تقترن به حقائق وأرقام وشواهد كثيرة جدا، وأن أمريكا تستخدم أسلوب الخداع، تقدم الفتات الضئيل للخداع، وتحارب ومعها “إسرائيل” إقامة العدالة أو أي توجه صحيح ، وأن القوى الأخرى في العالم لا تمتلك المقومات الأخلاقية والمعرفية للوقوف بوجه الشر الأمريكي والتصدي له، مشيرا إلى أن هناك قوى في الساحة العالمية تناهض أمريكا وتنافسها لكن منافسة اقتصادية سياسية لا تمتلك المشروع الإلهي والقيم الإلهية.

وأوضح السيد القائد أن هناك كيانات شُكّلت مثل محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية ومجلس أمن والأمم المتحدة، ودورها في الأساس هو ضد المستضعفين، و فرضت أمريكا على الجنائية الدولية عقوبات ولم تعد تحترم القضاء كما يقدمون أنفسهم، وأن كثير من الدول تسخر من الجنائية الدولية، وقراراتها لن تلقى لها أي قابلية في الواقع عند أكثر الدول، مؤكدا أن الساحة العالمية تفتقر إلى إعادة الاعتبار للكرامة الإنسانية وللأخلاق وللعدالة ولإقامة القصد.

وجدد السيد القائد التأكيد على أن الصهيونية وأذرعها أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، ومن يدور في فلكهم والنظام الغربي يشكلون خطورة على بقية الشعوب، مشيرا إلى اتخاذ ترامب قرارا بتغيير اسم الخليج المكسيكي إلى الخليج الأمريكي مصادرا على المكسيك حقوقها ومتجها إلى السيطرة على بلدان هناك.

مسؤولية الأمة تجاه فلسطين

وخاطب السيد القائد العرب والمسلمين: ما يريده الله لكم أرقى وأعظم مما تطمحون إليه من ارتهانكم لأعدائكم الذين لا يريدون لكم أي خير، والله يريد لكم أن تكونوا أنتم سادة الأمم وقادة المجتمع البشري، وتابع بالقول: في إطار أمريكا ومع “إسرائيل” لن تكونوا إلا عبيدا لهم، خانعين وظالمين ومفسدين وداعمين للمنكر وساقطين إنسانيا وأخلاقيا.

واستعرض السيد القائد مسؤولية الأمة بالقول: مسؤولية الأمة تجاه الشعب الفلسطيني واضحة في أن تنصره وتوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضده في قطاع غزة، وأن القرآن الكريم مصدر للهداية ولتزكية النفوس ويرتقي بالناس إلى المستوى الراقي في الإنسانية والوعي وسمو الروح، وأن قوى الشر الظلامية خاسرة وهي تتجه بالمجتمع البشري وتتجه بمن يواليها من أبناء أمتنا إلى الخسران.

نحن ضد منكر أمريكا و”إسرائيل”

وأكد السيد القائد قائلا: نحن نقف ضد منكر أمريكا و”إسرائيل” والصهيونية وباطنها وشرها وظلامها وطغيانها ونقف ضد المشروع اليهودي الصهيوني ولم نعبّد أنفسنا للطاغوت، وأن ما نقدمه من تضحيات في هذا المشروع العظيم هي تضحيات محسوبة في سبيل الله تعالى وقربانا إليه، ولها نتائجها الطيبة، بينما الآخرون يخسرون، وحساباتنا والحسابات التي ينبغي أن يحسبها كل أبناء أمتنا يجب أن تكون على أساس مبادئ الدين وقِيَمِه وتعاليم الله تعالى.

وقال: لا ينبغي موالاة المستكبرين والاكتفاء من الإسلام بطقوس شكلية مفرغة من مضمونها الحقيقي، وأن جبهة الكفر ما قبل الإسلام كانت تحج وتعمر المسجد الحرام ثم تتجه لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،  وأن أمريكا و”إسرائيل” شر على المجتمع البشري يجب الوقوف ضده لا إخضاع الأمة له

القضية الفلسطينية باقية

وجدد السيد القائد التأكيد بأن القضية الفلسطينية باقية وإخوتنا المجاهدون في فلسطين جبهة ثابتة أثبتت صمودها وثباتها وتماسكها وجدارتها بما تقوم به في طليعة الأمة لمواجهة العدو الإسرائيلي، ويجب تقديم الدعم للمجاهدين في فلسطين ومساندتهم لا أن يتجه البعض لدعم أمريكا الداعمة لـ “إسرائيل”

وأضاف السيد القائد أن أمريكا سخّرت كل إمكاناتها لدعم “إسرائيل” وإبادة الشعب الفلسطيني، وكل الدمار في قطاع غزة هو بقنابلها وقذائفها وبإشرافها ودعمها ومساندتها، ونحن مستمرون وثابتون على موقفنا ونهجنا وتوجهنا بحق وصدق وجد تجاه الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء.

وجدد السيد القائد التأكيد على أن يمن الإيمان والمدد والسند مستمر في الدور المساند والداعم والواقف بجد مع فلسطين، ومستمرون في التحرك الشامل عسكريا وفي كل المجالات نصرة لفلسطين كما تحركنا على مدى 15 شهرا تحركا فعالا ضد العدو الإسرائيلي.

ولفت إلى أن استمر شعبنا في إسناده لغزة 15 شهرا في مختلف الظروف والأحوال من حر وبرد ومطر وفي الصوم ومع القصف ولم يتأثر بالحملات الدعائية المعادية، وكان للجبهة التثقيفية والتوعوية تحرك قوي استمرت ويستمر أبطالها من العلماء والخطباء والثقافيين المجاهدين بشكل مكثف وقوي.

وأشار إلى أن هناك تحرك قوي في الجبهة الإعلامية وفرسان الإعلام الذين بذلوا جهدا عظيما جهاديا في الميدان الإعلامي وتحركوا بشكل عظيم وفعال إلى درجة أن الأمريكي يصيح من قوة أدائهم وتأثيرهم.

وأوضح السيد القائد أن مسيرتنا القرآنية من يومها الأول كانت محاربة بإشراف أمريكي مستمر، وعبرنا بفضل الله مراحل صعبة جدا، وأن الانتصارات الكبرى تحققت وأصبحنا الآن في مستوى متقدم من القيام بدورنا في التصدي للشر والإجرام الأمريكي والإسرائيلي. ونحن في هذه المرحلة نراقب ونتابع مجريات تنفيذ الاتفاق في غزة وتطورات الوضع في جنين والضفة

ثابتون على موقفنا وسنواجه

وشدد السيد القائد بالقول : ثابتون على موقفنا المعلن الواضح في جهوزيتنا المستمرة واستعدادنا الدائم لنصرة إخوتنا في فلسطين، وإذا تورط العدو الإسرائيلي في النكث بالاتفاق والعودة إلى التصعيد والإبادة الجماعية سنعود إلى التصعيد، وثابتون على المعادلة التي سبق وأن أعلنها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه فيما يتعلق أيضا بالمسجد الأقصى، وسنبقى على تنسيق مستمر مع إخوتنا المجاهدين في فلسطين ومحور الجهاد والقدس تجاه أي تطورات للوضع ، ونحن في جهوزية دائمة ومستمرة للتصدي لأي عدوان أمريكي على بلدنا

وتوجه بالنصح للموالين لأمريكا والمسترضين لها بالحذر من التورط، مضيفا بالقول: أيها الأغبياء كونوا أذكياء ولو لمرة واحدة وفي موقف واحد وقرار واحد، دعوا أمريكا و”إسرائيل” وحرضوهما كما تشتهون.

وقال السيد القائد للموالين لأمريكا: اتركوا أمريكا لتفعل ما تشاء في مواجهتنا، فلتصنف ولتحارب ولتفعل ما تريد أن تفعل، وتابع السيد القائد للموالين لأمريكا: نصيحتنا لكم، تفرجوا وتربصوا كما هي عادتكم في التربص، تربصتم على مدى 15 شهرا وخابت آمالكم وكانت حالة الحسرة واضحة عليكم. مؤكدا سنواجه أمريكا بعون الله تعالى ونتصدى لأي عدوان منها مهما كان مستواه.

قد يعجبك ايضا