السيد القائد: العدو الإسرائيلي اضطر هو والأمريكي إلى الذهاب إلى الاتفاق في غزة بعد أشهر من الجرائم الرهيبة
أكد السيد القائد أن إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة تطور مهم، وأن العدو الإسرائيلي اضطر هو والأمريكي إلى الذهاب إلى الاتفاق في غزة بعد أشهر من الجرائم الرهيبة.
وأوضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له اليوم الخميس أن الخيار الإسرائيلي والأمريكي كان واضحاً في مستوى الأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها في العدوان على قطاع غزة، وأن العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية كاملة استمر في سعيه لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة وارتكب أكثر من 4050 مجزرة.
وأضاف أن مشهد غزة خلال 15 شهرا له صورتان، صورة المظلومية الكبرى الممتدة لأكثر من قرن والصمود المنقطع النظير، وتعاظمت مظلومية غزة في هذه الجولة من العدوان الهمجي الإسرائيلي بشراكة أمريكية وتخاذل عربي وإسلامي كبير وتواطؤ من بعض الأنظمة العربية لصالح العدو الإسرائيلي، وأن جرائم الإبادة الجماعية الكبيرة جرت ونفذها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مرأى ومسمع من دول العالم.. مشيرا إلى أن العالم شاهد مجاعة وتجويع الشعب الفلسطيني والعدو الإسرائيلي يمنع عنه الغذاء فلا يدخل إلا القليل جداً من المواد الغذائية.
وأشار السيد القائد أن العدو الإسرائيلي استهدف في قطاع غزة كل أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء واستهدف كل مقومات الحياة وبشكل همجي، وعمل على تدمير البنية الصحية وإنهاء الخدمة الطبية بشكل نهائي وجعل من المستشفيات نفسها أهدافاً عسكرية أساسية، وأن العدو الإسرائيلي حظي بدعم أمريكي كبير وفر له الكميات الهائلة جداً من القنابل المدمرة فألقى على قطاع غزة عشرات الآلاف من الأطنان المتفجرة والمدمرة، وأن العدو الإسرائيلي مارس التعذيب للأسرى والمخطوفين بأبشع التعذيب وبطريقة ينتهك فيها الكرامة الإنسانية.. مؤكدا أن مظلومية غزة مسألة واضحة لا يمكن الإنكار لها ولا التجاهل لها.، مشيرا إلى أن الصورة الأخرى لمشهد غزة خلال 15 شهرا هي الصمود المنقطع النظير والصبر العظيم، والثبات والتماسك الكبير للشعب الفلسطيني ولمجاهديه الأعزاء.
وأكد السيد القائد أن ثبات الإخوة المجاهدين في قطاع غزة في كتائب القسام ومعها سرايا القدس وبقية الفصائل في أصعب الظروف وبأبسط الإمكانات لإنهاء المقاومة نهائيا هو شيء كبير، وأن فشل العدو الإسرائيلي في غزة بالرغم من امتلاكه الإمكانات الهائلة جداً ومستوى النشاط الاستخباراتي من أجل إنهاء المقاومة والقضاء على كل المجاهدين، وفشل رغم الحصار على المقاومة التي نشأت منذ البداية في ظل حصار دون امتلاك الإمكانات اللازمة
ونوه بقوة الإيمان والإرادة والاستبسال والاستعداد العالي للتضحية والعمل الفدائي البطولي والتكيف مع مختلف الظروف أفشل العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي في غزة، وأن كلما العدو اعتمد ومعه الأمريكي على تكتيك معين وخطة عسكرية معينة مدروسة يفشل في نهاية المطاف.
وتابع قائلا: العدو الإسرائيلي كرر عمليات الاجتياح في شمال القطاع وفي غير الشمال ويعلن السيطرة ثم لا يلبث أن يواجه من جديد بعمليات تفتك بضباطه وجنوده وتلحق به الخسائر المباشرة، وأن صورة المشاهد البطولية والفدائية الجهادية للإخوة المجاهدين في قطاع غزة عظيمة ومذهلة ومؤثرة حتى على معنويات الأعداء ولها أهمية كبيرة في إصابتهم بحالة الإحباط.
وقال السيد القائد أن العمليات الجهادية استمرت وتصاعدت بإبداع وتنويع في التكتيك واستمرت حتى عمليات القصف الصاروخي إلى ما يسمى بغلاف غزة، وأن مشهد عمليات الاشتباك من المسافة الصفر مع جنود العدو وضباطه والنيل منهم مشهد عظيم ودرس كبير له أهميته الكبيرة في مستوى ما تحقق من نتيجة مهمة جدا، مشيرا إلى أن الفشل الإسرائيلي يقاس بكل بما بحوزة العدو من إمكانات، وما اشترك فيه الأمريكي وبالظروف التي يعيشها الأخوة المجاهدون في غزة.
وأشاد بثبات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومبادرته بشكل يومي بكل وسائل الترهيب التي قد لا تتحملها الكثير من الشعوب، مضيفا تشاهد الصورة والفيديوهات لقطاع غزة لا ترى أي أثر ولا أي معالم للحياة ومع ذلك ترى الصمود والثبات وتماسك الشعب الفلسطيني
وحول الموقف السياسي قال السيد القائد: أن الموقف السياسي للإخوة في حركة حماس كان وفيا مع هذا الثبات والتضحيات التي يقدمها المجاهدون في الميدان والشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي كان يسعى فعليا بتلك الجرائم إلى تهجير سكان قطاع غزة لكنهم أصروا على البقاء، وأن المجتمع الفلسطيني كان ثابتا ومتمسكا بخيار المقاومة ومحتضنا لها بالرغم من الإبادة والتجويع الشديد وكل أشكال المعاناة، وأن الثبات في الموقف السياسي بالرغم من الضغوط الكثيرة التي مصدرها الأمريكي والعالم الغربي وكثير من الأنظمة العربية هو أيضاً درس عظيم، وهو يتوج الصورة المتكاملة لثبات وصمود وتماسك المجاهدين والشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الأمريكي اتجه إلى خيار الاتفاق بعد الإخفاق والفشل الكبير والذي بات واضحاً بأنه لا أفق له ولم يعد هناك أفق ولا أمل حتى في داخل الكيان المحتل وكثير من قادته وإعلاميية ومراكز دراساته كانوا في إحباط ويأس، وأنه كلما عادت العمليات الفلسطينية لتتصاعد من جديد كلما ترسخت حالة الفشل لدى العدو الإسرائيلي، وأن العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه المعلنة والواضحة، وفشل فشلا ذريعا في استعادة أسراه دون صفقة تبادل.. وأن العدو مع ما يمتلكه من إمكانات استخباراتية فشل في العثور على الأسرى رغم الظروف الصعبة في مسألة إخفائهم.
وأضاف بالقول: يعترف الكثير من الإسرائيليين بالفشل في استعادة الأسرى بالقوة والفشل في إنهاء المقاومة في غزة مع أنها كانت أهدافا معلنة للعدو، وأن الأمريكي دخل في المعركة مع الإسرائيلي حتى أصبح في كثير من الأحيان أشبه بواجهة، وتصبح الحرب أمريكية بامتياز، وأن ما تحقق للعدو الإسرائيلي في قطاع غزة هو رصيد هائل من الإجرام الذي لا مثيل له في نطاق جغرافي محدود وإبادة نسبة مئوية من السكان من الأطفال والنساء والكبار والصغار يعتبر إجراماً وليس نجاحاً عسكرياً.
وأشار السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي فشل في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وأن النتيجة التي وصل إليها الإسرائيلي والأمريكي معاً بعد هذا العدوان بكل ما فيه من إجرام وطغيان وتدمير وقتل هو الفشل، وهناك دروس مهمة جداً من جولة الخمسة عشر شهراً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو الصراع أيضاً مع كل الأمة، وأن جولة الـ15 شهرا مع العدو الإسرائيلي معركة تستهدف كل الأمة وهي من أبرز الجولات في تاريخ الشعب الفلسطيني، وأن الصراع مع العدو الإسرائيلي مستمر، ولكن هناك جولات خلال 77 عاما.
وأوضح أن هذه الجولة كانت أكبر جولة من حيث حجم العدوان والإجرام بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن من الزمان، وأن مستوى الصمود الفلسطيني في هذه الجولة هو أكبر من أي صمود في أي جولات سابقة وهو صمود عظيم ومن البشائر المهمة لمستقبل الشعب الفلسطيني وبهذا المستوى من الثبات والتمسك بالقضية العادلة يكون الشعب الفلسطيني أقرب بكثير إلى أن يحظى بنصر الله وأن يصل إلى النتيجة الحتمية بزوال الكيان المؤقت
وأضاف السيد القائد الإسرائيليون كانوا مرعوبين في هذه الجولة من أن تكون النهاية قد حانت وكان الرعب واضحاً، مؤكدا أن خيار الجهاد في سبيل الله والمواجهة والمقاومة للعدو هو خيار حتمي لحماية الشعوب ولنيل حقوقها المشروعة مع الأخذ بأسباب القوة والانتصار.
وقال أن القضية الفلسطينية هي أوضح قضية في العالم وليس فيها أي التباس أبدا، وأن كل التوصيفات التي توصف بها الجرائم تنطبق على ما فعله العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومع ذلك لم تتوفر أي حماية له ولم تتوفر للشعب الفلسطيني الحماية من منظمات دولية تقدم نفسها على أنها معنية بإقامة العدل وبحماية الشعوب.
وتابع بالقول: أن العدو الإسرائيلي في الوقت الذي ارتكب جرائم كبيرة واحتل أجزاء واسعة من فلسطين قامت الأمم المتحدة بالاعتراف به دولة عضوا فيها وكان في الحد الأدنى أن تقوم الأمم المتحدة بالتطهر من عار كبير جداً وهو عندما اعترفت بالعدو الإسرائيلي وجعلته عضواً فيها، وأن الأمم المتحدة سخر منها الإسرائيلي واستهزأ بها ومزق ميثاقها وسخر منها المجرم نتنياهو في منبرها ولم تتخذ أي إجراء حقيقي ضد العدو الإسرائيلي، ومن المفروض في الحد الأدنى أن تقوم الأمم المتحدة بطرد العدو الإسرائيلي منها وألا يبقى عضواً فيها لأن هذا عار قديم وتصرف بعيدٌ كل البعد عن العدالة.
وأشار إلى أن عناوين حقوق الطفل والمرأة والإنسان جمدها ما يسمى المجتمع الدولي وأطلق للعدو الإسرائيلي يده وأمده بالسلاح والقنابل من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وأن ما يسمى بالمجتمع الدولي تركوا الشعب الفلسطيني مستباحا للهجمة العدوانية الإجرامية الإسرائيلية دون أي حماية، ولم يتدخل ما يسمى بالمجتمع الدولي بفرض حظر جوي على العدو الإسرائيلي ولا بفرض مناطق آمنة في حين تدخلوا في بلدان أخرى، وأن عناوين حقوق الطفل والمرأة والإنسان جمدها ما يسمى المجتمع الدولي وأطلق للعدو الإسرائيلي يده وأمده بالسلاح والقنابل من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ولا المجتمع الدولي ولا غيره تدخل أو أصغى لكل الأصوات التي هتفت في العالم تطالب بوقف الإبادة للشعب الفلسطيني.