السيد القائد: العدوان الإسرائيلي على سوريا لتثبيت لمعادلة الاستباحة بدعم وشراكة أمريكية لفرضها على شعوب الأمة
قال السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يرتكب بشكل يومي مجازر جماعية بحق الشعب الفلسطيني وحصيلتها هذا الأسبوع 1800 بين شهيد وجريح وأن الهجوم الصهيوني على مستشفى كمال عدوان بمختلف الإمكانات يعكس التوحش وكأنه يشن هجوما على قلعة عسكرية محصنة ، واستهداف العدو المباشر لمحطة الأوكسجين في مستشفى كمال عدوان جريمة متعمدة لقتل الأطفال الخدج والمرضى في غرف العناية
وأشار السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة مساء اليوم الخميس إلى أن العدو يواصل الإبادة بالتجويع وقد وصل الحال بأكثر النازحين في قطاع غزة إلى استخدام أعلاف الحيوانات إن وجدت، وان المعاناة كبيرة جدا في قطاع غزة والعدو يواصل مساعيه لتفريغ شمال القطاع من السكان بشكل كامل
وحول الأوضاع في الضفة الغربية أشار السيد القائد إلى أن العدو يواصل جرائم القتل والاختطاف وتدمير البيوت وتجريف الأراضي ومصادرة كثير منها لبناء مغتصبات جديدة في الضفة الغربية، مضيفا بالقول: من المؤسف ارتكاب عناصر السلطة الفلسطينية جرائم القتل بحق مقاومين في الضفة خدمة للعدو الإسرائيلي إلى جانب التعاون الأمني
وأوضح السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يمارس كل أنواع الجرائم وأنها تحدث في ظل حالة التخاذل التام من معظم المسلمين والعرب ، وأن الكثير من المشاهد المأساوية التي تشهد على المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني أصبحت لدى الكثير من المسلمين اعتيادية مع طول الوقت، مشيرا إلى أن المأساة الفلسطينية لم تعد تستفز المسلمين ولا تحرك وجدانهم ولا تحيي ضمائرهم، ولذلك ينسون واجباتهم الإنسانية والدينية والأخلاقية.
وأضاف عناوين العروبة والعقيدة والجهاد أصبحت منسية ويتم العمل على شطبها من القائمة عندما يتعلق الأمر بفلسطين أمام جرائم الإبادة الصهيونية في فلسطين كان ينبغي لأمتنا الإسلامية أن تتحرك لإيقافه ومنعه ولنصرة الشعب الفلسطيني وإغاثته ونجدته.
التطورات في سوريا
وحول التطورات في سوريا أشار السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي اعتبر تطورات سوريا فرصة حقيقية لإنهاء اتفاقية فض الاشتباك، وهو يستفيد من ذلك بل يسعى لاختلاق الكثير من الفرص، وأن العدو الإسرائيلي يسعى إلى صنع الفرص لاستغلالها بشكل كبير ضد شعوب أمتنا بكلها، بدءًا من محيط فلسطين في الشام ومصر
ونوه السيد القائد بأن العدو طامع في المنطقة المحيطة بفلسطين وهذا موجود في برامجه التثقيفية الإعلامية وضمن خططه السياسية ومؤامراته المشتركة مع الأمريكي، وأن المجرم نتنياهو تحدث بأن سقوط نظام الأسد يخلق فرصا جديدة ومهمة لـ”إسرائيل”، وتم ترجمة هذه الفرص بالفعل.
وتابع: العدوان الإسرائيلي على سوريا تمّ باتجاهين، الأول بتوغل قواته في العمق وصولا إلى الاقتراب من ريف دمشق، والثاني تدمير المقدرات العسكرية، وتقدر المعلومات أن جيش العدو يبعد 25 كم عن دمشق وهذا يشهد على حجم التوغل الإسرائيلي مع احتمال أن يواصل التمدد والاجتياح، مشيرا إلى أن جيش العدو تقدم دون أي مواجهة أو اكتراث بالشعب السوري ولا بالجماعات التي سيطرت على سوريا أو داعميها ودون أي مبالاة بالعالم كله.
وقال السيد القائد أن العدو الإسرائيلي بتوغله في سوريا لم يبال بالقوانين والأعراف الدولية ولا مواثيق الأمم المتحدة ، وأن العدو الإسرائيلي يسعى إلى احتلال البلدان طالما توفرت له الفرصة بل يسعى لصناعة الفرص وتهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ مخططاته، موضحا أن الاحتلال الأمريكي في سوريا يتركز على منابع النفط وهو يمارس عملية النهب الواضح والعلني والمكشوف للنفط السوري
وأوضح السيد القائد أن العدو الإسرائيلي دمر القدرات العسكرية لسوريا في أكبر عدوان جوي منذ نشوء الكيان الغاصب، ولم يسبق للعدو الإسرائيلي أن استهدف القدرات العسكرية لأي بلد عربي كما حصل في سوريا إلى مستوى أنه أعلن تدمير 80% في ليلة واحدة، وأن تدمير سوريا بلطجة ووقاحة أمام مرأى ومسمع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
العدو يعمل على تثبيت لمعادلة الاستباحة
وأكد السيد القائد أن العدوان الإسرائيلي على سوريا تثبيت لمعادلة الاستباحة، وهو يعمل بدعم وشراكة أمريكية لفرضها على شعوب أمتنا وبلدان أمتنا، وأن العدو يعمل على فرض الاستباحة على كل بلدان أمتنا سواء كانت في مواجهة معه أو متعاونة معه.
وأضاف: استعداد بعض الدول للتعاون مع الكيان ليس مجديا أمام معادلة الاستباحة التي يسعى الأمريكي والإسرائيلي فرضها على منطقتنا، وأن الإسرائيلي يسعى إلى أن تكون شعوبنا مهدرة الدم ليقتل فيها بالأفراد أو الإبادة الجماعية، وأن يجتاح الأراضي ويصادرها دون ردة فعل، ويسعى إلى نهب الثروات ومصادرتها في معادلة الاستباحة ضمن إعلانه عن “الشرق الأوسط الجديد”
وأوضح السيد القائد أن معنى “الشرق الأوسط الجديد” أن تكون كل بلداننا مستباحة للإسرائيلي والأمريكي، وأن العدو يريد أن يأخذ المناطق التي يريدها لتكون قواعد عسكرية دون اعتراض أو احتجاج، ويريد أن يصل بشعوبنا وبلداننا إلى أن تكون راضية ومرحبة ومؤيدة وغاضة للطرف عن كل ما يفعله مهما بلغ في العدوان والظلم، كما أن العدو يسعى لمصادرة حرية واستقلال بلداننا وحقوقها وثرواتها.
وقال أن الإسرائيلي يتحرك أولا لتثبيت معادلة في سوريا ثم يتحرك إلى ما بعد سوريا، وأن المعادلة الثانية التي يحاول العدو الإسرائيلي فرضها هي أن تكون القدرات العسكرية لبلداننا تحت سقف معين لضمان التفوق العسكري، وأن العدو الإسرائيلي والأمريكي يسعى لمنع شعوبنا من امتلاك كل وسائل الدفاع والحماية لنفسها في مواجهة أي عدوان.
وأشار إلى أن العدو يسعى إلى تدمير كل وسائل الحماية من القوات الجوية والبحرية والقدرات الصاروخية والدفاع الجوي كما حصل في سوريا، وأن العدو يقبل بأن يبقى لدى شعوبنا مستوى معين من الأسلحة للاستفادة منها في لاقتتال الداخلي وللتناحر بين أبناء أمتنا.
الموقف الجماعات المسلحة تجاه العدوان
وحول موقف الجماعات المسلحة على العدوان الإسرائيلي قال السيد القائد لم يصدر حتى الآن أي موقف ولا أي ردة فعل من الجماعات التي سيطرت على سوريا تجاه المخاطر المستمرة من العدو الإسرائيلي ، وأن الجماعات التي سيطرت على سوريا أمام اختبار حقيقي تجاه العدوان الإسرائيلي وتجاه القضية الفلسطينية، وأمام الاعتداءات الإسرائيلي على فلسطين ولبنان وسوريا غابت العناوين التي تحضر عندما تكون المسألة للفتنة بين أبناء الأمة، وأمام العدو الإسرائيلي غابت عناوين الوقوف في وجه الظلم والجهاد في سبيل الله والعروبة والأمن القومي العربي، وما نراه هو الصمت والجمود، مؤكدا أن العدو الإسرائيلي يمثل خطرا حقيقيا على الأمة بكل أطيافها ومذاهبها واتجاهاتها.
وأضاف: ما حدث من العدو بعد سيطرة تلك الجماعات على سوريا شاهد دامغ على أن المسألة ليست من أجل ملاحقة إيران كما يردد الإسرائيلي، وأن موقف الجماعات المسلحة التي سيطرت على سوريا معروف في عدائها الشديد لإيران ومع ذلك يستهدف العدو الإسرائيلي سوريا .
أشار إلى أن من يتبنى موقف عدم المعاداة لإسرائيل هو في دائرة الاستهداف، والإسرائيلي يتحدث بأن بعض الجماعات في سوريا حاولت تطمينه بعدم معاداته، الله أكد في الحقائق القرآنية على عداء اليهود للأمة في كل الأحوال، وهذا ما تؤكده الشواهد.
وتطرق السيد القائد بالقول: هل استثار الشعب الفلسطيني اليهود يوم توافدوا من بلدان كثيرة لاحتلال فلسطين؟ بل جاؤوا ابتداء من غير أي مشكلة ولا تحرك معادي ، وأن اليهود يسعون لإقامة “إسرائيل الكبرى” والتي تشمل الشام وأجزاء واسعة من العراق ومصر والسعودية، وأن العدو الإسرائيلي استهدف سوريا وقتل الآلاف من الشعب السوري قبل الثورة الإسلامية في إيران وقبل حضور العنوان الإيراني.
وأوضح السيد القائد أن الحقائق واضحة عن العدو الإسرائيلي، والبعض يتنكر لها ويتجاهلها عمدا، لكن هل يفيد التنكر لهذه الحقائق والتجاهل لها؟ وأن الإسرائيلي هو العدو لكم جميعا يا أيها العرب، يا أيها المسلمون، وهو لا يتردد عن استهدافكم وفرض معادلة الاستباحة لكل شيء، وأن العدو يسعى لاستنزاف قدرات الأمة من خلال الاقتتال الداخلي لتصل إلى مستوى الانهيار التام وتصبح أمة مفرقة ومتناحرة وضعيفة، ويسعى لمسخ الهوية الدينية للأمة لتبتعد عن القرآن الكريم، ويعمل على تحريك كل العناوين لصالحه حتى العنوان الديني.