السيدُ القائدُ والتحولاتُ الاستراتيجية وفقَ المنطلق الإيماني …بقلم/ محمد الضوراني
Share
السيد القائد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- ورعاه حافظ على القيم الإيمانية للمجتمع اليمني وفق هدى الله وتوجيهاته، ويتحَرّك دائماً ليس فقط بالقول بل بالفعل والعمل الفاعل في ميدان الجهاد وميدان العطاء، وهو يحمل روحية الإيمان الصادق لله -عز وجل- ويقيس كُـلّ أعماله وأفعاله وفق هذا المنطلق، الذي تجسد في مواقف ترضي الله -عز وجل- وترضي رسوله -صلوات الله عليه وعلى آله- وترضي المؤمنين الصادقين المخلصين لله، في زمن أصبح بيع الدين بالدنيا هو الشائع والمنتشر، في ظل أنظمة تخلت عن الأخلاق والقيم والمبادئ الصحيحة، وانطلقت وفق رغباتها وأهواء الدول المستكبرة في العالم، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وفي خدمتها، ودون ضوابط أَو حدود يتوقفون عندها أَو يلتزمون بها.
عندما تحَرّك السيد القائد لم يتحَرّك لأطماع أَو مصالح شخصية، تحَرّك وهو يعي مسؤوليته الدينية والإيمانية أمام الله وهو يحمل الوعي والحكمة وفق القرآن الكريم وتعاليم الله؛ فجسد هذه التعاليم والقيم والأخلاق في الواقع الذي يعيشه، وتشبع من هدى الله -عز وجل-، ومن خلال هذا الوعي القرآني تحَرّك في نشر الثقافة القرآنية قولًا وعملًا وجهادًا ومواقفَ، وعمل على التذكير المُستمرّ للمجتمع اليمني وللأُمَّـة الإسلامية بدورها الحقيقي كأمة تحملت المسؤولية أمام الله في إقامة العدل والحق وفي التصدي للطغاة والمستكبرين، وفي تجسيد معاني الإيمَـاني في واقعها الحياتي.
إن المحاضرات الإيمَـانية التي قدمها السيد القائد ومن قبله الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- كان لها الأثر الكبير على المجتمع اليمني من خلال هدى الله تثقف الشعب اليمني الثقافة القرآنية الصحيحة، والتي حافظت عليه من الثقافات المغلوطة ومن الانحراف الذي عمل عليه اليهود في جسد هذه الأُمَّــة؛ لتكون أُمَّـة ضعيفة هزيلة، لا يمكن أن تقدم موقفاً، لا تعي دورها ونسيت دورها وواجباتها ومهامها وأصبحت لا شيء يذكر.
عندما نجد التحولات الكبيرة والواسعة في واقع الشعب اليمني من واقع الاستضعاف ومن واقع التبعية للغرب واليهود والأنظمة التابعة لها لواقع فيه العزة والكرامة والشرف والحرية والاستقلال والإيمَـان الحقيقي والثقة بالله والحكمة في اتِّخاذ المواقف السليمة، والقوة والمنعة والثبات في مواجهة مخطّطات الأعداء، عندما نشهد هذا التحول الكبير نسبح الله -عز وجل- ونذكر الله -عز وجل- فهو من وعد عباده المؤمنين بالنصر والغلبة والتأييد، تحقّق هذا النصر الحقيقي للشعب اليمني رغم الحصار والعدوان ورغم كُـلّ المؤامرات، فشلت تلك المؤامرات، وكشف الله الحقائق للعالم بكله.
إن الحكمة للقيادة الثورية كان لها الأثر الكبير في ما وصلنا إليه من تحولات استراتيجية حولت المنطقة بكلها وأرعبت قوى الشر وقوى التجبر والتكبر، من كانت تعتقد بأن المنطقة وشعوبها وأنظمتها ملكٌ لهم وتحت هيمنتهم، نجد دور القيادة من الصادقين المجاهدين المؤمنين حقاً وفق مبادئ إيمَـانية تجسدت فيهم، ومنهم انتقلت للشعب اليمني قولًا وفعلًا وثباتًا وصمودًا وإيمانًا؛ لذلك القيادة لها دور كبير وأَسَاسي في الحفاظ على الشعوب بأن تكون شعوب حرة مستبسلة، تحمي القيم والأخلاق والمبادئ وفق الإيمان الصادق لله -عز وجل-، ومن خلال هذا الإيمان تحافظ على قضاياها وأرضها واستقلالها، بعيدًا عن الوصاية والهيمنة للخارج، نجد الفرق كبيرًا بين المناطق الحرة والمناطق التي تخضع للاحتلال والهيمنة، الفرق كبير بين شعب يعتز بقيادته ومواقفه وقضاياه ومناصرتها وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وبين أنظمة لا تقدم أي موقف، بل تعمل على تكميم الأفواه لشعوبها؛ لكي لا تقدم مواقف مع قضاياها وعلى رأسها القضية الفلسطينية، كُـلّ ذلك؛ مِن أجل إرضاء النظامين الأمريكي والصهيوني.
إن الشعب اليمني المؤمن المجاهد يستشعر بحجم التغيرات الكبيرة، ويحمد الله على نعمة القيادة، وهي من أعظم النعم وأشملها في حماية الدين وفي حماية الأرض والعرض والشرف، وفي تحقيق مسار الإيمان بما يرضي الله -عز وجل- وبما يحقّق الخير للشعب اليمني في الدنيا قبل الآخرة.