السودان: تمديد الهدنة بين الجيش و”الدعم السريع” لـ5 أيام
Share
اتفق الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في العشرين من أيار/مايو الجاري لمدة خمسة أيام إضافية.
ورحّبت الرياض وواشنطن، في بيان مشترك، باتفاق الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار مدة 5 أيام.
وكانت الولايات المتحدة والسعودية طالبتا طرفي النزاع في السودان بتمديد وقف إطلاق النار الحالي، ليُمنح ممثلو العمل الإنساني مزيداً من الوقت للقيام بعملهم الحيوي، بحسب بيان مشترك للرياض وواشنطن الأحد.
ودعت الوسيطتان، في بيانهما، الجيش السوداني إلى “وقف القصف الجوي”، ودعتا قوات “الدعم السريع” إلى مغادرة المناطق السكنية، إذ إن ذلك “يسهل تقديم المساعدة التي يحتاج اليها السودانيون بشدة”.
وكانت قد تصاعدت حدة الاشتباكات بين طرفي النزاع في مناطق عدة من الخرطوم قبل ساعات من انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار الاثنين، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من فرار أكثر من مليون شخص من البلاد بسبب الصراع.
وقصفت الطائرات الحربية مواقع لقوات “الدعم السريع” حول جسر الحلفايا، بالخرطوم بحري، وسُمع دوي انفجارات وأصوات أسلحة ثقيلة، جنوبي العاصمة.
وقصف الطيران الحربي مواقع لـ”الدعم السريع” بمنطقة شرق النيل التي ردت بدورها بالمضادات الأرضية.
وانقضت مهلة اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى بوساطة أميركية سعودية، في حين تتواصل انتهاكات الطرفين للهدنة التي تتزايد الدعوات لتمديدها، ويتبادل طرفا النزاع الاتهام بخرق الهدنة التي كان من المفترض أن تفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين.
ولكن حتى اليوم الأخير من الهدنة وصلت الإمدادات إلى عدد محدود من المستشفيات في الخرطوم، والتي خرج معظمها من الخدمة بسبب القتال، كذلك لا يزال المواطنون يعانون ندرة الموارد الغذائية ومياه الشرب وانقطاعات في الكهرباء والاتصالات.
ومنذ 15 نيسان/أبريل، أسفر النزاع بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع”، بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل المئات ونزوح أكثر من مليون شخص داخلياً، ولجوء أكثر من 300 ألف آخرين إلى دول الجوار.
وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي أل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص، سقط معظمهم في العاصمة الخرطوم، وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية “غرب دارفور”.
تحذير أممي من فرار أكثر من مليون شخص
في السياق نفسه، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن التقديرات التي تشير إلى احتمال فرار زهاء مليون شخص من السودان بحلول تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ربما تكون متحفظة، محذرًا من أن الصراع هناك ينذر بتزايد عمليات تهريب البشر، وانتشار الأسلحة في منطقة “هشة”.
وأضاف غراندي في مقابلة في العاصمة المصرية القاهرة، بعد زيارة للحدود مع السودان، أن المفوضية توقعت في وقت سابق مغادرة نحو 800 ألف سوداني و200 ألف شخص من جنسيات أخرى السودان على مدى 6 أشهر، مشيرًا إلى أنَّ هذا التوقع، بالوصول إلى هذه الأرقام المرتفعة في الأشهر القليلة المقبلة “ربما يكون متحفظا.. في البداية لم أكن أعتقد أن ذلك سيتحقق، لكنني الآن بدأت أشعر بالقلق”.
وتابع أن انهيار القانون والنظام في السودان “ومسارعة الكثيرين للرحيل” سيوفران أرضا خصبة للاتجار بالبشر، بينما من الممكن أن تهدد الأسلحة التي يجري تداولها عبر الحدود بوقوع مزيد من العنف.
وفي سياق متصل، قالت منظمة “أطباء حول العالم” إنها رصدت مقتل طبيب سوداني برصاصة في صدره، واختطاف 3 أطباء آخرين واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وأضافت المنظمة أنها وثقت تحويل 3 مستشفيات إلى ثكنات، وهي: مدينة المعلم الطبية ومستشفى يونيفرسال والمجمع الطبي بجامعة الخرطوم، إضافة لنهب وتخريب مستشفى عبد الفضيل ألماظ للعيون، وهو المستشفى المركزي للعيون بالخرطوم.
ودعت منظمة “أطباء حول العالم” إلى الابتعاد عن المستشفيات والمرافق الصحية باعتبارها قضية إنسانية بحتة.