السفير السعودي آل جابر في عدن لتهدئة هلع الأدوات؟
بعد يومين من عقد المجلس ما يسمى بالانتقالي للقاء التشاوري الجنوبي، وإعلانه السعي إلى الانفصال عن الدولة اليمنية، وإنجاز مقتضيات فك الارتباط الإداري والمالي عن العاصمة صنعاء، وصل السفير السعودي، محمد آل جابر، إلى مدينة عدن جنوبي اليمن، والتقى برئيس ما يسمى “بـمجلس القيادة الرئاسي” المشكل سعوديا.
قبل ذلك بيوم واحد، كانت السعودية قد دفعت بلواء عسكري جديد من قوات ما يُسمى “درع الوطن” إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.
تزامن كل ذلك، مع معركة إعلامية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بين ناشطين وسياسيين وإعلاميين سعوديين، من جهة، ومحسوبين على الإمارات من جهة أخرى.
ومع أن الخطوات السعودية تبدو، في ظاهرها، ضد إجراءات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الأخيرة، إلا أن هناك من يشكك فيها ويعتبرها جزءا من السيناريو أو المسرحية.
في السياق، يرى رئيس مركز “أبعاد” للدراسات والبحوث، الإصطلاحي عبدالسلام محمد، أن زيارة آل جابر لعدن تعبر عن موقف سعودي رافض لإجراءات الانتقالي.
ويضيف، عبر حسابه على موقع تويتر: الحضور السعودي القوي إلى جانب رشاد العليمي والحكومة رسالة رد واضحة لخطوات الإمارات الجديدة في عدن.
ويتابع: وهي رسالة أولية تعبر عن دعم سعودي لدولة الجمهورية اليمنية، ورفض كامل لخطوات الانفصال التي يسعى ما يسمى بالمجلس الانتقالي فرضها بالقوة وبغطاء إماراتي. على حد وصفه.
لكنَّ آخرين اعتبروا الخطوات السعودية وهمية، هدفها الظهور بمظهر المعترض على إجراءات الانفصال.
حول هذا، يقول رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم، الصحافي سيف الحاضري، إن الحضور السعودي في عدن هدفه تحويل ما تم إلى أمر واقع، من خلال وهم الاعتراض على ما يقوم به ما يسمى بالمجلس الانتقالي برعاية إماراتية.
ويضيف: في كل خطوات وانقلابات الإمارات حسب مفهوم وجود تباين مع السعودية، كان سعادة السفير يمارس دور التخدير ومنع الشرعيه من اتخاذ أي مواقف رافضة.. في الاخير يبيعنا وهم الوعود ويمنح المليشيات سلطة الامر الواقع.
وختم تعليقه على رئيس مركز أبعاد متسائلا: يا أخي عبد السلام من هو وما حجمه ما يسمى بالانتقالي وعيدروس الزبيدي حتى يعملوا شيئا في اليمن يخالف إرادة السعودية.. قليلا من المنطق.
ـ سر التوقيت:
في ذات السياق، يعتقد قيادي حزبي، أن توقيت الدفع بقوات إلى شبوة، وإرسال آل جابر إلى عدن، أمران يفصحان عن الهدف الحقيقي لهما.
وبحسب القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فإن السعودية، وبعدما شاهدت ردود الأفعال الغاضبة من عقد اللقاء التشاوري، ومن مخرجاته، اضطرت لاتخاذ مثل هذه الخطوات.
ويشير إلى أن السعودية سبق وأن لعبت نفس الدور في مناسبات سابقة، حين أبدت موقفا معارضا لطرد قوات الحماية الرئاسية من عدن، وأصدرت بيانا شديد اللهجة ضد قوات ما يسمى بالانتقالي، إلا أنها كانت مباركة لما حدث في واقع الأمر، بهدف تحجيم وجود ونفوذ حزب الإصلاح في عدن وشبوة وأبين.
الجدير بالذكر، أن عيدروس الزبيدي كان قد أكد قبل أيام أن السيطرة على محافظتي أبين وشبوة تمت بمباركة ودعم من الإمارات والسعودية.
ـ تهدئة الهلع:
تتفق وجهة نظر ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي مع ما ذهب إليه القيادي الحزب حول سبب زيارة آل جابر الأخيرة إلى مدينة عدن.
وفي هذا السياق، يقول القيادي الجنوبي، والصحافي الموالي ما يسمى بالانتقالي، صلاح السقلدي، إن زيارة آل جابر هدفها طمأنة الخائفين من خطوات المجلس الأخيرة.
وكتب السقلدي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: السفير السعودي/ آل جابر في مهمة عاجلة لتهدئة هلع الأحزاب جرّاء الزلزال السياسي الذي أحدثه ما يسمى بالانتقالي الجنوبي قبل يومين.
ـ خلاصة:
مع أن السعودية ليست مع وحدة اليمن، إلا أنها قد لا تكون مع انفصال لصالح نفوذ الإمارات، ما لم يتم الاتفاق بين البلدين على تقاسم النفوذ في ظل أي واقع يُفرض جنوبا، وهو ما قد يشير إليه أمر تسليم مطار الريال بحضرموت للسعودية، وتسليم منشآت في سقطرى للإمارات.
* المصدر: موقع عرب جورنال