اليمن رقعة صغيرة في خريطةِ العالم لكنها بمثابة العالم بأكمله،كان في القديم يَسهُل السيطرة عليها أما الآن تُشكل اليمن قوة إقليمية تَحسِب لها دول المنطقة والدول العُظمى ألف حساب، وقد ذاع صيتها بقيادتها الحكيمة وشعبها الصامد ومواقفها الإيمانية.
ذاقت الحرب وتجرعت المعاناة بفعلِ جارة السوء وبإيعاز من الأمريكان، لكنها لم تستسلم قط بل ضحت وقدمت شهداء كُثر وتحرك أبطالها وفي قلوبهم ثقة بنصر الله وألسنتهم تلهج بذكر الله ومدّهم الله بعونه كما قال تعالى :(…وَكَانَ حَقًًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
اليوم اليمن تساند فلسطين بكلِ المُستطاع بقيادة سيّدها الشجاع، في حين الدول العربية تلزمُ الصمت وتقف عاجزة عن فعلِ أي شيء بل وبعضها تشارك مع إسرائيل وتصفق لها وتدعمها في الجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، قالها القائد لحزبِ الله السيد حسن نصر الله-حفظه الله-:”لم أرى شعبًا في خروجه للمظاهرات كاليمن، خروج ليس له مثيل في العالم”، خروج مظاهرات متتالية، إنفاق شعبي، دعم صاروخي، وسلاح المقاطعة، كُل ذلك شاركت فيه اليمن بقوة وأثبتت مصادقيتها في وقوفها مع غزة.
رجلُ القول والفعل تحدث في خطابه الأخير بأن شعبنا سيبدأ باستهداف أي سفينة تابعة لإسرائيل، والسيد القائد-يحفظه الله- إذا قال فعل، أتى بعدها بيان تلو بيان للعميد سريع للتذكير أن القوات المسلحة ستمتد يدها إلى سفن إسرائيل بإذن الله طالما استمرت الحرب على غزة، وكأنهم لم يصدقوا وواصلوا ارتكاب المجازر وأوجعوا قلوبنا وأدّموها فكان الرد مُوجعاً لهم، في بيان للعميد مفادهُ أن سفينة إسرائيلية في أعماق البحر الأحمر وقعت في قبضة القوات المسلحة ويتم التعامل مع ركابها بالمبادىء والقيم الدينية والأخلاقية..
أول سمكة قرش تم اصطيادها في الشباك اليمنية، وإن استمرت إسرائيل ستستمر قواتنا وحتى شعبنا من كل الجوانب، وسيتم احتجاز الكثير من السفن الإسرائيلية إن تجاوزت البحر مرة أخرى، وهذا كما يزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه يشكل حدثًا خطيرًا، ماذا عن جرائمهم ومجازرهم الوحشية أليست تُعبر عن خطورة الكيان الصهويني في المنطقة ووحشيته!؟
ليعلم العدو المجرم أن شعبنا لن يصمت عما يجري في فلسطين، وأننا شعبٌ وقيادة معها وبقربها مهما كانت المسافات بعيدة،هي قُدسنا وقضيتنا الأولى.