السعودية ومصر على خطى التطبيع.. قمة عربية اسرائيلية مرتقبة في مصر..!!
بدأت أوراق التطبيع العربي الاسرائيلي تتكشف للعلن فقد كشفت مصادر صحفية بأن اللقاء العلني الذي جمع الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» برئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، الثلاثاء، على هامش اجتماع الجمعية العامة لـ«الأمم المتحدة»، تطرق للحديث عن سبل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط عبر عقد قمة للتسوية بمشاركة عربية أبرزها السعودية.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية نقلا عن مراسلها في القاهرة بأن اللقاء تم بترتيب من جهاز المخابرات العامة الذي حضره رئيسه «خالد فوزي»، بجانب وزير الخارجية «سامح شكري»، بعدما بات ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، وكذلك التسوية، تحت متابعة مباشرة من المخابرات.
ووفق المعلومات، تقرر في الاجتماع العمل على الترتيب لقمة تجمع «السيسي» و«نتنياهو» والعاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني بن الحسين»، بجانب الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» واقترح لذلك عقده في مدينة شرم الشيخ، جنوبي سيناء، أو في العاصمة الأمريكية واشنطن، على أن يكون ذلك في الخريف الجاري وكحد أقصى قبل نهاية العام.
كذلك نقل «السيسي» إلى «نتنياهو» اقتراحا أمريكيا يطلب فيه إضافة حضور العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» أو ولي العهد «محمد بن سلمان» في القمة نفسها، على أن يترك تنسيق ذلك بين القاهرة والرياض بعدما تتم الأولى إنجاز المصالحة الفلسطينية الداخلية وهي مهمة سيتولاها «فوزي»، الذي سيدعو بداية حركتي «فتح» و«حماس» في الأيام المقبلة إلى عقد اجتماعات مكثفة بعدما يثبت الاثنان أنهما بدءا تطبيق المصالحة فعليا.
يذكر أن هذا أول اجتماع علني بين «السيسي» و«نتنياهو»، في حين تحدثت تقارير سابقة عن عقدهما لقاءات سرية أحدها في الأردن بحضور الملك «عبدالله الثاني».
لقاءات سرية
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن لقاءات سرية عديدة جمعت «نتنياهو» مع «السيسي»، وإنهما يحافظان على اتصالات وثيقة بينهما، مشيدة بسعي «السيسي» الدائم لتحسين العلاقات الأمنية بين مصر و(إسرائيل).
وفي وقت سابق، أفاد مراسل هيئة البث الرسمية في (إسرائيل)، «شمعون أران» بأن أميرا سعوديا زار (إسرائيل) سرا في الأيام الأخيرة، والتقى كبار المسؤولين فيها.
وبحسب المراسل الإسرائيلي، تناولت اجتماعات الأمير السعودي الذي لم يكشف عن اسمه، سبل دفع السلام الإقليمي إلى الأمام، مضيفا أن الخارجية الإسرائيلية وديوان رئاسة الوزراء رفضا التعليق على الخبر.
وكان «نتنياهو» تحدث عن أن (إسرائيل) تمكنت من تحقيق اختراق في كتلة الدول العربية، وأن التعاون المشترك مع هذه الدول غير مسبوق منذ نشأة (إسرائيل)، واصفا ذلك بالتغيير العظيم.
وأوضح «نتنياهو» خلال حفل أقيم بمناسبة عيد رأس السنة العبرية أن هناك تعاونا على مختلف المستويات مع الدول العربية التي لا يوجد بينها وبين (إسرائيل) اتفاقيات سلام، موضحا أن هذه الاتصالات تجرى بصورة غير معلنة، وهي أوسع نطاقا من تلك التي جرت في أي حقبة سابقة من تاريخ (إسرائيل).
وتعليقا على الموضوع، قال الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية «عيران زنجر» إن هناك تغييرا حقيقيا في تعامل دول عربية خاصة الإمارات والسعودية في الآونة الأخيرة مع «إسرائيل».
وعبر «زنجر» عن أسفه لعدم طلب الزعماء العرب بوجه مكشوف تحسين العلاقات مع (إسرائيل)، مضيفا أن على الدول العربية التنسيق مع (إسرائيل) بشأن مواجهة إيران.
ووفق حوار تلفزيوني مع قناة «24» الإخبارية الإسرائيلية، قال اللواء «أنور عشقي» رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، ومسؤول العلاقات السعودية الإسرائيلية، والمقرب من ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، إن بلاده تعتزم بناء سفارتها في (إسرائيل) قريبا.
وفي مقابلة أجرتها «دويتشه فيله» الألمانية، مع «عشقي» قال إن ترسيم الحدود مع مصر سيفضي إلى التعامل مع معاهدة «كامب ديفيد»، أي أن المعاهدة لم تعد مصرية-إسرائيلية وإنما صارت دولية، فمصر والسعودية ستشتركان في السيطرة على الممر الذي تمر منه السفن الإسرائيلية والأردنية وغيرها من السفن التي تمر للبلدين.
أضاف أن والمملكة ستنسج علاقة مع (إسرائيل) وشرط وجود هذه العلاقة هو موافقة (إسرائيل) على المبادرة العربية وتطبيقها، مؤكدا أن السعودية مستعدة للتنازل عن المبادرة العربية التي تلزم (إسرائيل) بإعادة ترسيم الحدود والتفاوض على قضية اللاجئين، كما أن الرياض مستعدة وللحيلولة دون تفجر المفاوضات، وتأجيل التفاوض على تقسيم القدس، على أن يكون هذا الملف القضية الأخيرة بالمفاوضات.
ورحب «عشقي» بأي تعاون ومبادرات إسرائيلية، خاصة في المجال الاستخباراتي والتكنولوجي والقضايا التي ستضمن استقرار الحكم بالسعودية في مقابل ما وصفه بـ«المؤامرات الإيرانية»، موضحا أن التقارب السعودي-الإسرائيلي يعتمد على وجود عدو مشترك هو إيران.
وكتب موقع «معاريف» أن السعودية في طريقها لتطبيع العلاقات مع (إسرائيل)، وذلك بعد أن أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي أن العدو المشترك لـ(إسرائيل) والسعودية هو إيران، على حد تعبير الصحيفة الإسرائيلية.
وأضاف الموقع، أن ما يدفع للسعي إلى علاقات دبلوماسية بين الدولتين، هو ما سمع مؤخرا في السعودية عن دعوات لإقامة سفارة في (إسرائيل).
وكشفت صحيفة «التايمز» البريطانية عن بدء علاقات اقتصادية بين (إسرائيل) والسعودية، شملت عمل شركات إسرائيلية في الخليج والسماح للطيران الإسرائيلي بالتحليق فوق المملكة.
ويأتي ذلك بعد أن ذكر موقع «nrg» العبري، أن السعودية أبدت استعدادها لتطبيع العلاقات بشكل كامل مع (إسرائيل)، في حال وافقت (إسرائيل) على قيام دولة فلسطينية على حدود 1967.
وقال المصدر للصحيفة إن هذا الموقف لا يعتبر جديدا من السعودية، لكنها أعادت تأكيد هذا الموقف بعد زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» وعودة الحديث عن اتفاق إقليمي لتطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والدول العربية.