السعودية وكابوس حرب اليمن!..بقلم/ د.كاظم ناصر
قامت القوات اليمنية التي يقودها الحوثيون بتنفيذ ضربة جويّة صباح السبت 14 / 9 / 2019 أسمتها ” عملية الردع الثانية “عبر إطلاق عشر طائرات مسيّرة ضربت مصفاتي نفط ” بقيق ” و ” خريص ” في أقصى شرق المملكة العربية السعودية كرد مباشر على عمليات القتل والقصف والتدمير التي يقوم بها التحالف ” العربي الإسلامي ” الذي تقوده السعودية ضدّ الشعب اليمني الأعزل منذ خمس سنوات، وأثّر هذا الهجوم الحوثي الجديد على إنتاج 5 مليون برميل من النفط في اليوم، أو ما يعادل نصف إنتاج المملكة حاليا. ويذكر ان عملية ” توازن الردع الأولى ” نفّذها سلاح الجو الحوثي في السابع عشر من آب الفائت بعشر طائرات مسيّرة، قطعت مسافة أكثر من ألف كيلو متر، واستهدفت حقل ومصفاة ” الشيبة” التابعة لشركة أرامكو بالقرب من الحدود الإماراتية.
الحوثيون نجحوا في ضرب التجمّعات العسكرية في المدن والقرى الحدودية السعودية، وفي قصف المطارات والقواعد العسكرية في مناطق مختلفة؛ ولهذا فإن الضربة الحوثية الجديدة لم تكن مفاجئة، وتتماشى مع صمودهم وجهودهم بنقل المعركة إلى العمق السعودي، وضرب المؤسّسات الاقتصادية الحيوية وفي مقدمتها منشآت النفط التي تعتبر الركيزة الأساسية لاقتصاد المملكة.
الهجمات على منشآت أرامكو في ” بقيق وخريص وشيبة “أرعبت القادة السعوديين والخليجيين والأمريكيين، وأظهرت صلابة الحوثيين وقدرتهم على التحدي والصمود والرد الموجع، ووضعت السعودية في مأزق خطير بسبب تداعيات هذه الحرب التي أفقدتها مصداقيتها، وأرهقتها اقتصاديا، وأثبتت فشلها هي والدول المشتركة معها في حسمها لصالحها.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ندّد بالهجوم، وقال إنه يؤثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، وهاتف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأكد له استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع المملكة بكل ما يدعم أمنها واستقرارها؛ لكنه كتاجر انتهازي لا يفكر إلا في مصالح بلاده وأمن ومصالح إسرائيل، اعتبر الهجوم فرصة مناسبة لمزيد من الضغط على حكام السعودية ودول الخليج وابتزازهم، وقال بصراحة واستعلاء أكثر من مرة ” ادفعوا لنا ثمن حمايتكم “، وأخبرهم سرا وبطرق غير مباشرة أن أمريكا تدعم حروبهم ما داموا يشترون أسلحتها، ويقتلون وتدمّرون بعضهم بعضا، ولا تهمّها طبيعة أنظمتكم الديكتاتورية، ولا يهمّها ظلمهم لشعوبهم ورأي شعوبهم فيهم؛ وتبني سياستها وتعاملها معهم لحماية النفط وخدمة مصالحها في المنطقة، وحماية إسرائيل ومساعدتها في التوسع، ومحاربة إيران أو أي دولة تحاول ان تطوّر قدراتها العسكرية والاقتصادية وتنتهج سياسات معادية لها ولإسرائيل.
الهجمات الأخيرة على السعودية دلّت بوضوح على أن الجيوش الخليجية والأمريكية ودول ” عاصفة الحزم ” عاجزة عن حماية السعودية من الحوثيين، وان الحرب في اليمن أصبحت كابوسا يؤرق حكام السعودية ” ويهدد نظامهم، وان أمريكا لن تفعل لهم شيئا وستخونهم كما خانت غيرهم!