السعودية وقطر تتبادلان تهم تصدير الإرهاب
مع بدء الأزمة الخليجية إثر قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتهم مع قطر، غصّت منابر وصحف المملكة بمقالات وتقارير تهُاجم قطر وتُسهب في اتهامها بدعم الجماعات المتطرفة والإرهابية.
لم تخلُ صحف “الوطن” و”الرياض” و”اليوم” و”الجزيرة” و”الشرق” و”الاقتصادية” و”عكاظ” و”المدينة” منذ أكثر من أسبوعين من المقالات التي تسفّه قطر وتوبّخها، الى أن “”كلّل” وزير الخارجية عادل الجبير الحملة.
الجبير طالب قطر بـ”وقف دعم المنظمات الإرهابية، وعدم التحريض ضدّ الدول المقاطعة لها وعدم التدخل في شؤونها”، مُعيدًا القول إنه “إذا أوقفنا دعم التطرف سنوقف الإرهاب”.
من الناحية القطرية، كان الردّ متصاعدًا، في البداية لم تعلّق، غير أنها لم تلزم الصمت طويلًا. صحيفتا الوطن والراية الرسميتان شكّلتا رأس حربة في هذا الصدد، حتى انبرى المدير العام لـ”الوطن” أحمد علي لمخاطبة الجبير في رسالة مفتوحة نشرها في صحيفته، حيث قال فيها قمتهم بمحاولة امتصاص آثار وتداعيات الصدمة الأميريكية لملف أحداث سبتمبر الإرهابية.. تلك الهجمات الإجرامية التي انطلقت من «منابع الإرهاب»، حيـــــث ساهمتـــم في تلميـــع صــــورة “المنبــــع الإرهـــــابي” أمــــــام الرأي العام الأميركي، لإبعاد الشبهات عن الجهات المسؤولة عن الهجمات!
[السعودية وقطر تتبادلان تصدير الإرهاب]
ويضيف “لا يعني كل ما فعلتموه لتحسين صورتـــكم المهــــــزوزة، أن الشعب الأميركي وغيره من شعوب العالم وحكوماته ومنظماته لا يعرفون من أين نبعت “شرارة الإرهاب”، وأين توجد منابع التطرف في المنطقة، ومن هي الجهات المتورطة في هذا الملف المفتوح، المتسبب في تأصيل وتدويل الظاهرة الإرهابية.. ولا داعٍ لإظهار أنفسكم بمظهر “الذئب” البريء من دم “يوسف”، رغم أن مظهركم لا يوحي إلا بصورة “ظبي من “ظباء الدهناء”، حيث توجد “الأرطاء”!
ويتابع: “يا أصحـــــاب التطــــــرف دون أي تطرف «إذا بليتم فاستتروا»، ولا تنسوا أن (15) سعودياً نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي أوقعت (2973) من الضحايا الأبرياء، وامتدت آثارها لتطال هيبة الولايات المتحدة ذاتها، وتنال من ذاتها، بعدما تسببت في إحداث شرخ عميق بين العرب والغرب. .. وأذكركم أن هذه الهجمات الإرهابية التي شارك فيها (19) إرهابياً، بينهم اثنان من الإمارات، لم يكن في صفوفهم قطري واحد.. وكلنا نعلم والعالم يعلم، من شرقه وغربه إلى شماله وجنوبه، أن إشارة هذا الاعتـــداء الإرهابي المروع جاءت من زعيم «قاعدة الإرهاب»، وهو ليس قطرياً ، ولا يرتدي «عقالاً» تتدلى منه «الكراكيش» التي تعايروننا بها، وتشبهونها بأنها لا تختلف في شكلها عن أكياس «شاي ليبتون»! .. ولا أدري كيف تتهموننا بما تسمونه «التطرف»، وأنتم تنهلون من منابعه المنتشرة عندكم أكثر من آبار النفط وحقوله في بلدكم؟!”.
ويختم علي مقاله بالقول: كن عادلاً يا «عادل»، ولا تكن متجبراً يا «ابن الجبير».