السعودية ودموع التماسيح..بقلم/أحمد داوود
لم يكن أحدٌ يتوقعُ أن يرتفعَ صوتُ “النُّوَاح” للنظام السعودي من ضربات القوات المسلحة اليمنية بالطيران المسيَّر والصواريخ الباليستية.. حسناً، لا زلنا في البداية، والأنين سيتعالى بلا شك.
ما يجبُ التأكيدُ عليه أننا –كيمنيين- لا نحبذ الاعتداءَ على أحد، وليس من شيمنا وعاداتنا إطلاق الصواريخ وتحريك الطائرات المسيّرة لضرب عمق المملكة أَو غيرها، لكن حين تكونُ المسألةُ دفاعاً عن النفس، فالأمر هنا مختلفٌ، وعلى النظام السعودي وغيره، أن يعيَ جيِّدًا أن من سفك دم غيره عرض نفسه للسفك، ومن كسر نوافذ الغير، فعليه أن يتوقعَ أن تنكسِرَ نوافذُه، والبادئُ عليه أن يتحملَ تبعاتِ قراراته الخاطئة.
إننا الآن على مقدم عام سابع من عدوان غاشم تقودُه السعودية، راجعوا بيانات العسيري، وتفحصوا الماضيَ جيِّدًا، وانبشوا الركام، وستروا جرائمَ العدوان في الصالة الكبرى وعطان ونقم وبني حوات ومستبأ وحافلة ضحيان وعرس سنبان، ومئات المجازر المتوحشة التي تصعقُ لهولها السماءُ، ويهتزُّ لوحشيتها ضميرُ الإنسانية.. ألم تكن هذه بفعلِ غارات الطيران الأمريكي السعودي الإماراتي؟ أين كانت الأممُ المتحدة والمجتمع الدولي من كُـلّ هذا؟ لماذا لم يتحَركوا لإيقاف الحرب ويرفعوا الظلم عن اليمن؟!.
دقّقوا جيِّدًا في معاناة اليمنيين جراء العدوان والحصار.. لماذا يستمرون في إغلاق مطار صنعاء الدولي للعام الخامس على التوالي؟ ولماذا يمنعون دخول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة؟ ولماذا لم يلتفتوا لصراخ الأطفال وأنّات الثكالى والجرحى؟!.
الآن فقط نسمعُهم يتحدثون عن وقف الحرب، ويا ليت مناداتُهم كانت منصفةً، إذاً لارتاحت القلوب، وهدأت الأعصاب، لكنهم يطلبون من صنعاء إيقافَ ضرباتها على السعودية فقط، في وقت تتباكى فيه الرياضُ أمام العالم، وترتدي قميصَ “الضحية”، وكأن صنعاءَ قد قفزت هكذا بدون مقدمات لتعتديَ عليها!.
هذا العالمُ يتناسى أن السعوديةَ تقودُ تحالفاً دمّـر اليمن منذ ٦ سنوات، وقصف كُـلَّ شيء حتى وصل عددُ ضحايا المدنيين إلى أكثرَ من ٤٠ ألفاً ما بين شهيد وجريح، ناهيك عن المدارس المدمّـرة، والطرقات، والجسور، والمطارات، والموانئ، وغيرها، وحصار غاشم يستهدفُ معظمَ الشعب اليمني.
الطلقةُ الأولى بدأت من الرياض في ٢٦ مارس ٢٠١٥، ولا تزال مستمرةً، ولن يوقفها إلَّا الردُّ المماثلُ والدفاع عن النفس، ولهذا لا داعيَ للصراخ والأنين، ومحاولة استعطاف العالم، فليس أمام المملكة وأبو ظبي إلَّا إيقافُ عدوانهم ورفع الحصار عن بلدنا، المستمر كما أسلفنا ٦ سنوات، ما لم فعليهم أن ينتظروا المزيدَ من الحرائق، ولن يكونَ العامُ السابعُ من العدوان كما قبله على الإطلاق.
ولله عاقبة الأمور.