السعودية تغرق في الرمال اليمنية..الاستنجاد بالقوات البريطانية لحماية المنشآت النفطية
تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” خلال الفترة الماضية من توجيه العديد من الضربات الموجعة لخاصرة تحالف العدوان السعودي ومرتزقته من قوات الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي”. وخلال الاسابيع القليلة الماضية استطاع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحرير الكثير من المديريات والمناطق التي كانت قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي والتي كان آخرها معسكر “ماس” الاستراتيجي الواقع في محافظة مأرب الغنية بالنفط وتمكنوا من التقدم خطوة جديدة نحو تحرير مدينة مأرب من القوات الغازية.
وعلى صعيد متصل وبالتزامن مع تلك الانتصارات الميدانية، قامت القوات الجوية التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية باستهداف منشآت تابعة لشركة “أرامكو” النفطية داخل العمق السعودي بعدد من الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة. ولقد أعلن المتحدث العسكري باسم الجيش اليمني العميد “يحيي سريع”، أن القوات الصاروخية استهدفت فجر يوم الاثنين الماضي محطة “أرامكو” بمدينة جدة السعودية. وأوضح “سريع”، بأن الصاروخ الذي استهدف المحطة من نوع “قدس 2” المجنح، لافتا الى أن الصاروخ دخل الخدمة مؤخرا. وأشار المتحدث العسكري إلى ان عمليات تجريبية سابقة في العمق السعودي لم يعلن عنها بعد تمت بذات النوعية من الصواريخ. ودعا العميد سريع المواطنين والشركات الأجنبية العاملة في السعودية الى الابتعاد عن المنشآت الحيوية المهمة لكونها ضمن بنك أهداف القوات المسلحة اليمنية.
وحول هذا السياق، أعلن مصدر في شركة “أرامكو” السعودية أن المنشأة” في جدة تم استهدافها بصاروخ انطلق من الأراضي اليمنية. كما أكد شهود عيان على منصات التواصل الاجتماعي تصاعد النيران والأدخنة حوالي المحطة منذ ساعات الصباح الباكر. إن كل هذه الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية والقوات الصاروخية التابعة لهم تؤكد أنه يوماً بعد آخر، تغرق السعودية وحلفاؤها من دول العدوان في الرمال اليمنية، في صورة غمرتها غبائر الهزيمة. وعقب تلك الهجمات الصاروخية على “أرامكو” عملت السعودية على لعب دور الضحية في قصف منشآت “ارامكو” ولهذا فقد أقامت معارض لبقايا الصواريخ اليمنية التي تضرب بعض اهدافها داخل السعودية وروجت خلال الفترة الماضية الكثير من الاكاذيب حول أن الصواريخ تم تهريبها الى اليمنيين، وذلك لكي لا تقول أنها تواجه اليمنيين بل تبحث عن دول كبرى في المنطقة لتبرر ضعفها وعجزها وفشلها في اليمن.
ويرى العديد من الخبراء السياسيين،أن الرياض اليوم انتقلت الى تهديد المجتمع الدولي بأكمله والقول بأن عدم مساعدتكم لنا ضد اليمنيين سيهدد الطاقة في العالم، ولكن الغرب وخاصة امريكا غير مهتمين بإيقاف الحرب في اليمن ولا يقدمون أي وساطات أو حلول لإنهائها، بالطبع لأنهم مستفيدون، وبالتالي يرى ابن سلمان نفسه غارقا حتى ذقنه في وحل اليمن دون امكانية للخروج بماء الوجه. وحول هذا السياق، سارع وزير الخارجية السعودي بالعويل أمام أعضاء مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي التي عقدت قبل عدة أيام، طالباً منهم الوقوف إلى جانب المملكة وحمايتها من الصواريخ اليمنية. وهذا الأمر أثار الكثير من السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي التي سخرت من تصريحات هذا الوزير السعودي وذكروه بعنجهية “ابن سلمان” الذي قال قبل خمس سنوات ونصف انه سوف يحتل اليمن خلال أسبوعين. واعتبروا تصريحات وزير الخارجية السعودية، اعلان صريح بالهزيمة أمام أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
الجدير بالذكر أنه بعد تزايد الهجمات الصاروخية والجوية التي تشنها القوات الصاروخية التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على اهدف عسكرية وحيوية حساسة في العمق السعودي وفشل الانظمة الدفاعية الأمريكية التي تعتمد عليها المملكة قررت الاخيرة الاستنجاد بأنظمة دفاع بريطانية عل هذه الانظمة تقيها جحيم الضربات والتي اصبحت تهدد أكثر المنشآت والمرافق حساسية واهمية في على امتداد الاراضي السعودية. وحول هذا السياق نقلت العديد من المصادر الاخبارية، نقلا عن وزارة الدفاع البريطانية انه تم نشر منظومة “جيراف” بالسعودية لتحسين قدرتها على رصد المقذوفات، الا ان الدفاع البريطانية رفضت الكشف عن عدد الجنود البريطانيين الذين تم ارسالهم الى المملكة .
ومن جانبها قالت صحيفة “ذي إندبندنت”، إن بريطانيا نشرت قواتها في الأراضي السعودية للدفاع عن حقول النفط، ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية أن السعودية بحثت معاهم الدفاع عن حقول النفط في أعقاب هجمات 14 أيلول 2019 على منشآت نفطية في السعودية. مشيرا الى أن الدفاع البريطانية نشرت نظام رادار عسكري متقدم للكشف عن الطائرات المسيرة في حين أكد وزير القوات المسلحة “جيمس هيبي” أن أفراد الدفاع البريطاني رافقوا نشر رادارات “الزرافة” في الرياض وأضاف الوزير البريطاني إن النشر لا يزال مستمرا حتى أواخر تشرين الثاني.
وأشارت صحيفة “ذي إندبندنت”، إلى أن نشر القوات البريطانية وإرسال العتاد العسكري في شباط الماضي تزامنا مع حظر تصدير المعدات العسكرية إلى ما وصفتها بدكتاتورية الشرق الأوسط، كما تطرقت الصحيفة إلى أنه حتى تموز الماضي منعت محكمة الاستئناف الوزراء من التوقيع على الصادرات العسكرية لأسباب تتعلق بالمخاوف من أن القوات السعودية كانت ترتكب جرائم حرب في صراعها باليمن.
إن كل هذه الاخبار وكل هذه المعلومات تؤكد للعالم أجمع بأن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية أصبحوا قوة لا يستهان بها في المنطقة وأن وجود قوات أمريكية وبريطانية في السعودية لحماية المنشآت النفطية لن يُجدي نفعاً وذلك لأن تلك الأنظمة العسكرية الغربية أثبتت خلال السنوات الماضية عدم كفاءتها وعدم قدرتها على التصدي للطائرات الانتحارية المسيرة والصواريخ المجنحة التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. كما أن تلك التقارير الاخبارية أثبتت للعالم أجمع بأن العويل السعودي لن ينفعها وأنه يجب على قادة الرياض الاعتراف والاقرار بالهزيمة والخروج من اليمن قبل أن تصل قوات صنعاء إلى مدينة الرياض. وتؤكد تلك التقارير أن استمرار الضربات الصاروخية الموجعة على الداخل السعودي، سوف يزيد الكثير من الضغوط على الرياض التي تعاني من الكثير من المشاكل الاقتصادية والسياسية على الساحة العالمية وفي نهاية المطاف، سوف تُجبر الرياض على القبول بالهزيمة.
وفي الختام يمكن القول أنه يحق لليمنيين أن يفتخروا أنهم وقفوا في وجه مئات المليارات السعودية التي صرفت على السلاح الغربي والتجييش الوهابي والتكفيري خلال السنوات الماضية، وأن يفخروا بأنهم أوجعوا “ابن سلمان” الغبي وأقنعوه بأن لا سبيل له سوى ايقاف الحرب، ورغم أن “ابن سلمان” يسعى اليوم إلى لعب دور الضحية، فإنه من غير المستبعد أن ينفّس عن حقده بمجازر جديدة في اليمن.
الوقت التحليلي