السعودية تخوض الحرب مع الطبيعة || صلاح الرمام
أثناء الحروب التبريرات والاعذار وفبركة الصور وتزيف الأخبار والهروب من الهزيمة عبر الكذب غير مجدية ولن يتأثر منه الطرف الآخر مهما كانت قدرة الطرف الذي يقوم بهذه الحركات بل في معظم الأوقات تنعكس سلبا على الطرف او الدولة التي تختلق هذه الذرائع والمبررات التي تسعى من خلالها لإيجاد نصر وهمي بدليل أن مثلا الجمهور الإسرائيلي في جميع الحروب مع حزب الله يثق باعلام حزب الله وبكلام السيد حسن نصرالله اكثر مما يثق في إعلام الكيان وقادة الكيان ويصرحون بذلك عبر وسائل الإعلام العبرية والعربية.
التضليل والكذب والخداع ولبس الحق بالباطل هو أسلوب اليهود المتبع في كل العصور وهو نفسه الأسلوب الذي يستخدمه آل سعود اليوم مع الجمهور فالحرب اليوم تجاوزت الثلاثين شهرا على بلدنا ولا زالت مستمرة في الواقع لكن لو يعود الإنسان الى إعلام التحالف لوجد أن الحرب إنتهت قبل عامين واكثر من يومنا هذا بحسب إعلامهم وأن التحالف السعوامريكي حقق جميع أهدافه وأعاد الشرعية وقضى على الانقلابيين الحوثيين وسيطر على العاصمة صنعاء وبدأ في إعادة الإعمار لكن هذا فقط في الإعلام(محمد عرب) ومن فترة ليست بقريبة الكل يسمع من وسائل إعلامهم أن المحافظات الشرقية مأرب والجوف محررة بالكامل وقوات التحالف باتت على بعد عدة أمتار من العاصمة صنعاء وميناء الحديدة تحت السيطرة والحوثيون وحلفائهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة في محافظة تعز والجيش السعودي توغل مئات الكيلو مترات في محافظة صعدة معقل حركة انصار الله وأن هناك انهيارات في صفوف الحركة وووووالخ دون حياء او خجل بل اكثر من هذا هو الاستخفاف بعقول المشاهدين لهذا الإعلام واستحمار المشاهد والاستهزاء بجمهورهم فالكذب والافتراء هذا ليس يوما واحدا او أسبوع او شهر او سنة بل ما يقارب الثلاثة الأعوام وهي عمر العدوان على شعبنا اليمني العظيم.
إعلام التحالف رغم امتلاكه الألاف من القنوات الفضائية العربية والغربية واكثر منها من الإذاعات المسموعة والصحف المقروءة وعشرات الألاف من مواقع التواصل الإجتماعي وضعف هذا العدد من الكتاب والصحفيين والإعلاميين قد انهزم وتم تعريتة وظهر على حقيقته ويعود السبب في ذلك إلى إفراط هذا الإعلام في الكذب لفترات طويلة ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى العالم ككل حتى فقد المشاهد الثقة في هذا الإعلام إضافة الى مصداقية الإعلام المقاوم(قناة المسيرة,الإعلام الحربي القنوات الحرة المناهضة للعدوان) التي أسهمت الى حد كبير من خلال توثيق الاحدات بالصوت والصورة ونقل الواقع كما هو من أرض المعركة في فضح زيف إعلام التحالف.
من بداية العدوان إستطاع الجيش اليمني واللجان الشعبية تكبيد قوى التحالف خسائر فادحة وكبيرة فاقت توقعات وحسابات تلك الدول فعلى سبيل المثال قوات الدفاع الجوى(اليمني)استطاعت الي اليوم إسقاط ما يقارب ال 50 طائرة تنوعت بين استطلاعية واباتسي ومقاتلات أخرى ليس آخرها إسقاط طائرة إماراتية في ال 11 من سبتمبر من هذا العام علما ان معظم هذه العمليات موثقة بالصورة إلا أن المبرر الذي يتم تداوله في قنوات التحالف أن الحادث الفلاني كان عرضي وأن السبب فى سقوط هذه الطائرة او تلك يعود إلى (خلل فني) غير أن نظام الإمارات يمتلك أحيانا شيء من الجرأة على الاعتراف بتحطم إحدى مقاتلتة المشاركة في العدوان على اليمن في الغالب على العكس تماما من نظام آل سعود الذي ينفي قطعا من بداية العدوان تحطم ايا من الطائرات التابعة لسلاح الجو السعودي بينما هو الخاسر الأكبر بين دول التحالف وكما هو حال نظام المملكة في التنكر يعود ثانية إلى إنكار سقوط اي صاروخ بالستي على أهداف عسكرية داخل المملكة باستثناء الاعتراف أحيانا باعتراض بعض الصواريخ التي كانت في طريقها من خلال توظيف كذبة جديدة أن الصاروخ كان يستهدف مكة المكرمة وهذه نفسها الاسطوانة المشروخة التي ترددها المملكة مع إطلاق اي صاروخ حتى وإن كان الصاروخ قصير المدى ليس بمقدوره الوصول إلى مكة يتم الإعلان عن اعتراض صاروخ متجه الى مكة بينما العشرات من الصواريخ البالستية تمكنت من الوصول الى اهدافها ودمرت عدد من الأهداف الهامة والاستراتيجية في العمق السعودي وفي العاصمة الرياض وبدقة عالية (مطارات,موانئ, معسكرات,منشآت نفطية, شركات الكهرباء, خزانات الوقود,منشآت حيوية أخرى) إلا أن الذريعة المستخدمة هنا تختلف شيئا ما ليقال (ماس كهربائي) مع أن معظم الأماكن المستهدفة يتم تصويرها وتنشر تلك الصور في جميع وسائل الإعلام وهذا هو الحال ذاته مع ما يحدث من تدمير وقتل وتنكيل بالقوات البرية التابعة للتحالف على أيدي أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية سوء في جبهات الداخل أو على امتداد الحدود اليمنية السعودية والتي بلغت خسائر التحالف فيها آلاف من الآليات والمدرعات بين مدمرة (كلي,جزئي,معطبه)التي لا زالت حتى اللحظة على أرض المعركة والميدان شاهد حي على هذه الخسائر الباهظة والتي تعتبر من الخسائر النادرة على مدى قرون مقارنة بقوة هذه الآليات والمعدات
العسكرية ونوع السلاح المستخدم في تدميرها ورغم تفوق
الطرف الآخر في جميع الجوانب والغريب أن المملكة السعودية لا زالت كعادتها تصر على إنكار هذه الحقائق والمشاهد الموثقة بالأدلة والبراهين القاطعة التي يفرظ على نظام نجد الاعتراف مرغما بكل ما يحدث بحق جيشه واسلحته كما يبقى هنا الإشارة إلى الخسائر الكبيرة للمملكة السعودية على مستوى القوات البحرية والتي حظيت بنصيب كبير جدا من التدمير حيث تم تدمير ما يزيد على ثلاثين بارجه وزورق حربي جميعها تعود للمملكة ودويلة الإمارات وهذا من الطبيعي حدوثه في جميع الحروب والمواجهات التي تقع هنا وهناك ولا غرابة في الأمر إلا عندما تكون الامور او المواجهات بين طرف ثاني مع نظام خليجي كما هو الحال اليوم.
الشيء المضحك أنه من خلال اللقطات المصورة التي يبثها الإعلام الحربي من جبهات ما وراء الحدود بالذات أن المملكة السعودية تعد تلك الإنجازات والمكاسب لطرف ثالث بعيد عن الجيش اليمني واللجان الشعبية هو (الطبيعة) وكأنها (المملكة) تخوض الحرب مباشرة مع الطبيعة ويظهر هذا في التقارير والبيانات التي تصدر عن النطام السعودي بشأن تلك الحوادث حينما تقول أن هؤلاء الجنود سقطوا نتيجة أمور أخرى مثل (الإغماء, هبوط,نوبه قلبية,ضربة شمس,جلطة دماغية,نتيجة البرد القارس,لسعة عقرب او أفعى,حادث مروري,إرتفاع ضغط الدم,مرض عضال,ملاريا, بسبب تغير المناخ,سوء التغذية,سقوط من فوق الآليات, بسبب تساقط الصخور,نيران صديقة,وووالخ) وهذا كله من أجل إنكار الدور الذي يقوم به الجيش اليمني واللجان الشعبية والتقليل من شأن الانتصارات التي يحرزها ابطالنا في كل الجبهات.
الخلل الفني والماس الكهربائي وعوامل الطبيعة التي يتعرض لها جنود التحالف في الداخل وعلى الحدود ما كانت لتحدث لولا وجود المقاتل اليمني فهل لا زالت الكهرباء جديدة على المملكة حتى تقع هكذا أخطأ ولماذا أصابت بالذات الأهداف العسكرية والمناطق الحيوية وهل سلاح الجو الملكي يمتلك أسطول جوي قديم قد تأكل نتيجة طول الفترة ويفتفد الى الصيانة ومتى كانت الأباتشي وال F16 والترنادوى والتايفون والاواكس وغيرها عرضة للخلل الفني ولماذا ترافقت الأمراض وكوارث الطبيعة التي أصابت الجنود مع الحرب هذه هي الأسئلة التي لا تمتلك دول التحالف وفي مقدمتها المملكة السعودية الإجابة عليها بينما جميع الإجابات الصحيحة والمنطقية لدى أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية المرابطين في جبهات الحدود بالذات وجبهات الداخل عموما.