كشفت السنوات الست الماضية ان الرياض لم تكن تضع ضمن حساباتها ان تبلغ كلفة الحرب على اليمن فاتورة باهظة للحد الذي يصعب عليها ان تتحمّل وزرها لوحدها، لا سيما مع تملّص أبو ظبي -ولو علنية- من مستنقع الحرب هذا، ومساومة واشنطن لها من داخل البنتاغون بإقرار قوانين الحد من بيعها الأسلحة.
باتت الحرب على اليمن تشكل عبئًا ثقيلا على الاقتصاد والموازنة السعودية، إذ يقدّر خبراء ان المملكة قد أنفقت عشرات مليارات الدولار من أجل شراء الأسلحة من صواريخ وطائرات وعتاد، وتمويل الضربات الجوية، ودفع البدائل المالية…
كما كشفت تقارير دولية عن ان الرياض تنفق على الدرونز والطائرات الحربية-التجسسية ما يقارب 3 مليارات سنويا، أي ما يعادل 18 مليار دولار خلال السنوات الست الماضية، هذا بالإضافة إلى 24 مليار دولار لتشغيل قمرين اصطناعيين لأغراض عسكرية خلال الفترة نفسها، حيث تكلّفت ما يقارب 1.8 مليار دولار خلال الأشهر الستة فقط من الحرب، و1.08 مليار دولار سنويا كنفقات تشغيل طائرة الإنذار المبكر “أواكس”.
بيان الموازنة العامة السعودية للعام 2015، أشار إلى ان الرياض قد عقدت صفقات أسلحة بما يقدر بـ 82 مليار دولار، موضحًا ان الاحتياطي النقدي للمملكة قد انخفض إلى 502 مليار دولار بعدما كان 732 مليار دولار قبل بدء الحرب، حيث بلغ الانفاق العسكري 80 مليار دولار بعد ان كان 68 مليار دولار، لتصنف نتيجة ذلك الثالثة عالميًا، بعد واشنطن وبكين في الانفاق العسكري.
وفي السياق فقد كشفت صحيفة الرياض ان تكلفة الطائرات التي تعتمد عليها المملكة تبلغ ما يقارب 230 مليون دولار شهريا تشمل الكلفة التشغيلية والصيانة، أي ما يقارب 16 مليار دولار خلال السنوات الست، أما بالنسبة لكلفة الصواريخ المستخدمة فقد وردت معلومات عن ان السعودية تنفق حوالي 175 مليون دولار شهريًا على الصواريخ.
وتشير التقديرات ان الموازنة العامة التي تقدر بحوالي 261 مليار دولار عام 2018، بلغت قيمة النفقات العسكرية منها حوالي 83 مليار دولار أي ما يقارب الثلث.
هذه المبالغ الطائلة التي تنفقها السعودية لم تستطع ان تحقق فارقا في الميدان، الأمر الذي أكده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفسه في إطلالته الإعلامية الأخيرة التي دعا فيها “أنصار الله” إلى طاولة المفاوضات واصفًا السيد عبد الملك الحوثي “بالعروبي”، إضافة لما كشفته مصادر مطلعة على المحادثات التي جرت مؤخرا بين الجانب السعودي والإيراني في العراق، عن اعتراف السعودية بخسارتها.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في اذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.