السعودية آخر من علم بإغتيال الرئيس الصماد.. كيف فشلت استخبارات التحالف وتفوقت صنعاء استخباراتيا وأمنيا وإعلاميا
أن تبقى السعودية والتحالف الذي تقوده في العدوان على اليمن 5 أيام دون أن تتأكد أنها اغتالت الشهيد الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن وهي السلطة الحاكمة العليا في العاصمة صنعاء والقيادي الكبير في حركة أنصار الله، فهذا يعني أن أجهزة الاستخبارات التابعة لها وللدول الحليفة معها على درجة كبيرة من الفشل، وأن الأجهزة اليمنية بالتالي سجلت نجاحا وتفوقا كبيرا وعلى درجة عالية من الأهمية.
السعودية كانت ترصد وتتابع تحركات الرئيس الصماد، قبل ومنذ وضعه ضمن قائمة ” المطلوبين ” الأربعين آواخر العام الماضي 2017 ورصدت ملايين الدولارات لمن يزودها بمعلومات عنهم، وبالنسبة فإن الرئيس الشهيد الصماد كان كثير الحركة وهو المطلوب رقم 2 في ” القائمة” ولم يكن مختبئا في أي مكان، ومثله أيضا بقية الأسماء في هذه ” القائمة” وبالعودة إلى عملية الاغتيال التي طالت الشهيد الرئيس الصماد في محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن، فإن السعودية كانت تعلم أنه كان في هذه المحافظة وكان قد ألقى خطاب في جامعة الحديدة وتم بثه مباشرة على الفضائيات الرسمية وهو آخر خطاباته ودعا إلى مسيرة البنادق، التي خرجت بعشرات الآلاف أمس الأول الأربعاء.
وبالتالي كانت السعودية والتحالف الذي تقوده قد رصدت وكثفت من تحليق الطيران على المحافظة، وكان مستعدة وهو ما حدث لاستهداف أي تحركات تشتبه فيها، الذي ترجح لاحقا أن الطائرة التي رصدت موكب الصماد واستهدفته بثلاث غارات لم تكن متأكدة تماما إن كان الموكب المؤلف من سيارتين هو موكب الصماد بالفعل أم لا، ولكنها كما قلنا تستهدف كل ما يمكن الاشتباه به وهناك مئات الحالات من الغارات التي استهدفت سيارات مواطنين في أكثر من محافظة أبرزها محافظة صعدة شمال اليمن طوال الثلاثة الأعوام الماضية وراح ضحيتها مئات الأشخاص بينهم أسر بأكملها تمت تصفيتها، وهذا النوع من الاستهداف العشوائي يؤكد امرين هامين الأول أن السعودية والتحالف تستهين بالأرواح التي تسقط خلال هذه الغارات، والثاني أن أجهزة استخباراتها وعيونها فاشلة لدرجة كبيرة ما أسهم في ارباك السعودية في عدم تبني والتأكد من اغتيال الشهيد الرئيس الصماد إلى جانب الفشل الاستخباراتي، هو التعاطي الأمني والإعلامي الذكي لحركة انصار الله وأجهزة الدولة اليمنية والمجلس السياسي الأعلى، إذ أن قناة المسيرة الناطقة باسم انصار الله، أعلنت فور استهداف الرئيس الصماد بأن العدوان شن ثلاث غارات واستهدف منطقة (الحالي في محافظة الحديدة) وهو المكان الذي نفذت فيه عملية الاغتيال دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل، وأرسلت القناة مراسلها لتصوير المكان وبثت مشاهد للسيارات والمكان الذي تم استهدافه، هذا الإعلان ضرب الثقة السعودية بانها انجزت عملية من المفترض انه كان انجاز لها، على الرغم من جرمه ومخالفته للقوانين الدولية التي تمنح حصانة لشخصياته بهذا المستوى خاصة أن الأمم المتحدة تقود عملية تفاوضية، ركن أساسي منها المجلس السياسي الأعلى الذين كان يرأسه الشهيد الصماد الخطوة التالية من التعاطي الإعلامي الذكي لحركة أنصار الله والإعلام الرسمي أن قناة المسيرة بثت مشاهد فديو لزيارة الرئيس الصماد لمعامل تصنيع وتطوير الأسلحة، وبالتالي جعلت السعودية والتحالف تلغي أي احتمال باستهداف الصماد واستشهاده.
وتمكنت القيادة السياسية في صنعاء بترتيب البديل للصماد واختيار عضو المجلس السياسي الأعلى والقيادي في حركة أنصار الله مهدي المشاط وإجهاض أي مخطط للسعودية والتحالف يمكن للاستفادة منه والعمل على تمديد الفراغ الذي تركه الشهيد الصماد لقد مثل إعلان صنعاء استشهاد الصماد بعد 5 أيام من اغتياله وتكون السعودية آخر من يعلم، ضربة قاضية للتحالف ولأجهزة الاستخبارات التابعة له، بخلاف لو أنها أي السعودية أعلنت اغتيال الرئيس الصماد بعد تنفيذ الاغتيال، وهذا شكل نجاحا كبيرا واظهر تفوق صنعاء الاستخباراتي والأمني والإعلامي في إدارة حدث كبير مثل هذا الحدث.
لن نعلق هنا عن الرد اليمني لجريمة اغتيال الشهيد الصماد وسندع الأيام المقبلة هي من تتحدث عنه.
المصدر: رأي اليوم – بقلم: طالب الحسني