أملٌ تغرسه أناملهم الصغيرة، وبراعم ستورق مجدَ مستقبل أجيال العلم والجهاد. أجيال القرآن. يتعلم الأطفال في اليمن في مراكز الصيف معنى أن يأكل مما يزرع، وخطورة أن يستجدي قوته من عدوه.
تقدّم الدورات الصيفية توعية زراعية واسعة للأطفال، تتضمن برامج تلفزيونية، ودروسًا أسبوعية، إلى جانب إشراك الأطفال في لجان زراعة حدائق المدارس والمراكز، وغرس الشجيرات المتنوعة في الأوعية والمزاهر.
تذكر هيفاء العبادي – نائبة مسؤولة الأنشطة باللجنة الفرعية للدورات الصيفية – بأمانة العاصمة في تصريحٍ خاصٍ بموقع “العهد” الإخباري أنه “من خلال الأنشطة الزراعية المتنوعة المقدمة لطلاب الصيفي، نحرص على رفع مستوى الوعي لدى الأسرة، وتفعيل الزراعة المنزلية لتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين سبل المعيشة للأسر من خلال تنمية الموارد بمشاركة النساء والأطفال، تجاه تحقيق الاكتفاء الذاتي والحياة الكريمة”.
تأتي هذه الأنشطة الزراعية ضمن توجيهات قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتعدُّ مسارًا توعويًا هامًا لتغيير اتجاهات وسلوكيات المجتمع عامة، والأسرة اليمنية تحديدًا المتأثرة بثقافة الاتكالية والشراء، إلى الاعتماد على الذات والعمل، لتحسين سبل العيش، والوصول للاكتفاء. وتشير العبادي لموقع “العهد” الإخباري الى “أن هذه البرامج الزراعية هي تحركٌ فاعل للتصدي للعدوان الغاشم والحصار الخانق، بتعزيزها الصمود الشعبي، وترسيخ الهوية اليمنية الإيمانية الزراعية، عبر نشر ثقافة الزراعة المنزلية وتجسيدها في الواقع قولاً وعملاً، ومحاربة غلاء الأسعار”.
الزراعة.. عودةٌ للهوية الايمانية اليمنية
وفّرت اللجنة الفرعية للدورات الصيفية كتيبات مهارية زراعية، وشتلات وبذورًا لجميع المراكز، وأتاحت الفرصة للطلاب لتطبيق الزراعة عمليًّا. كما يواكب النشاط الزراعي دروسٌ متخصصة في التصنيع الغذائي كتجفيف الخضار والفواكه، وصناعة المخللات بطريقة عضوية، وغيرها.
توضح العبادي لموقع “العهد” الإخباري أن “أنشطة الزراعة ليست في الصيف وحسب، بل هناك سلسلة طويلة من الحملات الزراعية والتوعوية بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات وهي تنشط على مدار العام، وتطال الأسر اليمنية في مختلف الحارات والأحياء”. وحول أثر الزراعة الصيفية تؤكد العبادي أن “الكثير من الطلاب أصبح لديهم وعي بأهمية الزراعة وعلاقتها بالاقتصاد والاكتفاء الذاتي، ولاحظنا أن مجموعات من الطلاب زرعوا في بيوتهم وعلى أسطح منازلهم، وأصبحوا يعتنون بنباتات مدارسهم”.
وتختم العبادي حديثها لـ”العهد” بالقول: “نحمد الله تعالى على النجاحات التي تحققت في دورات الصيف، ونسعى نحو المزيد، لترسيخ فكرة أن الزراعة واجب وطني وديني على الجميع. في صيف هذا العام يتعلم أطفال اليمن أن الحرية بذرة قمح تُزرع اليوم، وتحصدُ سنابلَ أمنٍ وسيادةٍ في الغد”.