هل يبدأ التصعيد قبل انتهاء الهدنة؟ الرياض تفشل في لَم شمل المجلس..
على صورة كل التشكيلات والجماعات التي دعمتهم السعودية منذ اليوم الأول للحرب المفروضة على اليمن، بكل خلافاتها وتبايناتها وتنافسها على السيطرة والاستيلاء على أكبر عدد من المناطق، أتت ولادة ما يسمى “مجلس القيادة الرئاسي”، وهو ما أظهرته الجلسة الأولى له، والتي كان من المقرر ان تتمخض عن اجماع بنقل المجلس الى عدن ثم عقد جلسة برلمانية، وهو ما لم تستطع الرياض ان تفرضه.
كانت خطوة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإجبار الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي على نقل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي، وإقالة نائبه علي محسن الأحمر، أهون لدى القيادة السعودية من “لم شمل” قيادات الميليشيات والزعامات التابعة لها من “شتاتهم” في تركيا والامارات ومصر…”، وحثّهم على الحضور في عدن لعقد جلسة برلمانية وأداء اليمين الدستور. وذلك نتيجة الخلافات المتصاعدة بين كل منهم. حيث شهدت الجلسة الأولى للمجلس والتي عقدت في الرياض، تصعيداً في المواقف ورفع في سقف الخطاب، في محاولة لنيل أكبر عدد من المراكز، وسط إصرار النواب التابعين لحزب الإصلاح عدم الحضور كون عدد النواب التابعين للتحالف لا يشكلون سوى حوالي 50 نائباً، فيما يتطلب تأمين النصاب الثلثين من النواب البالغ عددهم 301 نائباً.
من جهته، وجد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزبيدي، فرصة في انعقاد الجلسة والمواكبة الصحفية التي رافقتها ليشير إلى ان هناك “خطّة عسكرية كبيرة ضدّ حركة أنصار الله. فيما توعد أثناء حديثه للصحفيين “بدخول صنعاء في فترة أقصاها 7 أشهر”، وهو ما وصفه متابعون أنه “تصريح غير مدروس، خاصة لما يمثله الزبيدي، كونه نائب رئيس مجلس أوكل إليه الحوار مع المجلس السياسي والاتفاق على مرحلة ما بعد الهدنة، حتى انهاء الحرب”.
ميدانياً، وعلى عكس ما ادعت الميليشيات التابعة لكل من السعودية والامارات والتي باتت ممثلة بغالبيتها في مجلس القيادة الرئاسي بـ “التزام الهدنة والسعي لتحقيق السلام”، مصادر مطلعة في مأرب أكدت لموقع “الخنادق” ان “الخروقات مستمرة بشكل يومي في مأرب، وتتنوع بين قصف مدفعي، حيث سجل زحفين لقوات العدو على مواقع الجيش واللجان خلال اليومين الماضيين ولكنها باءت بالفشل، ولم يسجل أي تقدم ميداني لاي طرف منذ اعلان الهدنة”.
وأكدت المصادر انه “يتم رصد تحركات للعدو ودفع بمدرعات وجنود للمعركة لكنها ليست تحشيدات كبيرة، في الوقت الذي لا يزال الجيش واللجان الشعبية يطوقون المدينة من ثلاثة محاور ولم يتبقَ للميليشيات سوى الجانب الشرقي”.
وعن سبب التحركات العسكرية لهذه الجماعات، يشير المصدر إلى ان “تيار الإخوان وهو صاحب الثقل الاكبر في جبهة مأرب غير راضٍ عن الهدنة وخصوصاً تيار علي محسن الأحمر، ويحاول ان يستغل الهدنة ويسعى للسيطرة على سلسلة جبال البلق والتي تعد مصدر تهديد كببر لقوات العدو المتمركزة داخل المدينة، لكن قوات صنعاء على أتم الجهوزية للمواجهة والحفاظ على مواقعها”.
اما فرضية تمرد علي محسن الأحمر، بعد الإهانة التي وجهت إليه بإقالته من منصبه كنائب رئيس بهذا الشكل، يقول المصدر ان “علي محسن الأحمر يمتلك نفوذاً كبيراً في مأرب ومعظم القوات الموالية للعدوان في مأرب هي تابعة له وتتوجه بتوجيهاته، لكن وضعهم ضعيف في حال عدم تغطيتهم، ولديهم خشية أن يفقدوا مواقعهم في المدينة في حال المواجهة مع الجيش واللجان الشعبية وبالتالي نقض الهدنة ليس خياراً قوياً لديهم، على الرغم من ان استمرارهم في التحشيد والترقب”.
الخنادق