الرياض تستمر بالحصار : هل تصبح الهدنة “غير قابلة للتمديد”؟
31 يوماً على الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة دون ان تستطيع الأخيرة ان تحدث خرقاً بجدار الأزمة التي تصر السعودية على تعميقها في اليمن من خلال استمرارها في فرض الحصار على حركة الملاحة الجوية في مطار صنعاء ودخول سفن المشتقات النفطية إلى البلاد. فعلى الرغم من تعهد الرياض “السماح بدخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء كل أسبوع”، حسب ما أشار بيان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، إلا انها لم تف بتعهداتها كاملة وهو ما يجعل فرص تمديد الهدنة تتضاءل، وتصبح “غير قابلة للتمديد” لعدم موافقة حكومة الإنقاذ في صنعاء أولاً.
مع بداية نيسان/ ابريل أفرجت الرياض عن “سفينتين من المشتقات النفطية، الأولى محملة بمادة المازوت والثانية تحمل 32 ألف طنّ من البنزين، في حين كان المفترض أن يتم الافراج تباعاً عن السفن الأخرى المحتجزة” حسب ما أكدت شركة النفط اليمنية حينها، والتي لفتت ان هذه “السفينة قد وصلت إلى ميناء الحديدة لأوّل مرّة منذ منتصف عام 2020، وانه سيتم تزويد مختلف محطّات الوقود بكمّيات من المشتقّات النفطية التي ستصل إلى الموانئ في المحافظات الجنوبية، والتي كانت قد سبق لحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي أن احتجزتها في صحراء مأرب”. وفيما أعلنت شركة النفط في 28 نيسان/ابريل الماضي ان “تحالف العدوان يفرج عن سفينة الديزل (امبيريوس) التي تحمل 30,899 طناً”، ثم الافراج “عن سفينة الديزل الإسعافية “ديتونا” بعد احتجازها لمدة 23 يوماً وتكبيدها غرامات تأخير تجاوزت الـ 305 مليون ريال بالتزامن مع قيامه باحتجاز سفينة الغاز “يوجينيا غاز” رغم تفتيشها وحصولها على تصاريح أممية وفي تجاهل واضح للهدنه المعلن عنها”، إلا ان هذا الأمر، غير المقرون بإجراءات عملية لتخفيف حدة الأزمة ومن بينها الافراج عن كل السفن المحتجزة وفتح مطار صنعاء لا تعدو كونها ذر للرماد في العيون.
من جهته، أكد مدير عام مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، ان “مماطلة العدوان في فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الإنسانية قتلت مشاعر آلاف المرضى الذين انتظروا الرحلات المفترضة بموجب الهدنة الإنسانية”. حيث لفت إلى ان “أنه كان يفــترض أن يصل 1400 مسافر ويغادر مثلهم لو نفذت الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء”. مشيراً إلى ان بعض المغتربين “كانوا يحلمون بزيارة أقاربهم في العيد بعد فراق لبعضهم دام عشر سنوات”.
وعن التسهيلات التي قدمتها صنعاء يقول الشايف أن “حكومة الإنقاذ قد قدمت الكثير من التنازلات من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية، لكن تحالف العدوان لم يكن لدية الجدية في تنفيذ الهدنة”.
لم تثبت السعودية جديتها في أي بند من بنود الهدنة، وهي على مدى 30 يوماً كانت تبدي من خلال الميليشيات التابعة لها، ان كان في حكومة الرياض برئاسة معين عبد الملك، او مجلس القيادة السياسي المؤلف من رؤساء الميليشيات، أنها تتجهز للتصعيد وإعادة رسم الخريطة العسكرية من جديد، ولا يمكن وصف الملفات الإنسانية العالقة كملف المرضى والأسرى إلا فتيلاً يشرب زيته جيداً بانتظار اللحظة الحاسمة التي ستتخذ فيه صنعاء قرار الرد، لكن هذه المرة لن تكون كسابقاتها.