الردع اليمني يتوسّع إلى البحر: “القوة البحرية” تستولي على سفينة عسكرية إماراتية
دشّـنت القواتُ المسلحة العامَ القتاليَّ الجديدَ، بإنجاز استثنائي غيرِ مسبوق في معركة السيادة، تمكّنت فيه مِن ضبطِ سفينة عسكرية إماراتية أثناءَ قيامِها بمهامٍّ عدائيةٍ قُبالةَ سواحل محافظة الحديدة، في ضربة من العيار الثقيل تكشفُ ملامحَ تطورات كبرى في القدرات اليمنية وتغييرات جديدة جذرية في موازين القوى، كما توجّـه رسائلَ حربيةً وسياسيةً شديدة اللهجة لجميع أطراف تحالف العدوان.
السفينة الإماراتية التي المسماة “روابي” هي “سفينة شحن عسكرية كان على متنها معداتٌ عسكرية، ودخلت المياه اليمنية بدونِ أي ترخيص، في مهمةٍ عدائيةٍ تستهدفُ أمنَ واستقرارَ الشعب اليمني”، بحسب إعلان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع.
وهذه هي المرة الأولى التي تتمكّن فيها القواتُ المسلحة من ضبط سفينة عسكرية معادية واقتيادها إلى الساحل بطاقمها، وهو تطور لافت ومفاجئ لكنه غير عشوائي، وليس وليد الصدفة؛ لأَنَّه يأتي في سياق مسار تصاعدي متصلٍ لتطور لقدرات وإمْكَانات قوات البحرية اليمنية وخفر السواحل على امتداد سبعة أعوام، حَيثُ شهد هذا المسارُ تنفيذَ العديد من العمليات النوعية، منها عمليةُ ضبط سفينتين غير عسكريتين (سعوديّة وكورية جنوبية) انتهكتا المياهَ اليمنية في 2019، إضافةً إلى عدةِ عملياتٍ عسكرية نوعية استهدفت فرقاطات وبوارج وموانئ تابعة لتحالف العدوان.
ضبطُ السفينة العسكرية الإماراتية حشر تحالُفَ العدوان في موقف صعب؛ لأَنَّ العمليةَ مثَّلت صفعةً عسكريةً واستخباراتية مدوية له، وقد ثبَّتت القوات المسلحة هذه الصفعةَ بتحذير عسكري “من ارتكابِ أيةِ حماقةٍ ضدَّ سفينة الشحن العسكرية الإماراتية والتي يتواجدُ بداخلها طاقمُ السفينة من جنسيات دولية مختلفة”، الأمر الذي سَــدَّ البابَ أمام أيةِ محاولة جنونية للتخلُّص من دليل الفضيحة.
وأمام ذلك، لم يجدْ تحالفُ العدوان إلا حيلةَ العاجز التي يلجأُ إليها كُـلَّ مرة وهي التضليل، حَيثُ زعم أن السفينةَ كانت تحملُ “معداتٍ طبيةً” قادمة من جزيرة سقطرى وأنه تمت “قرصنتُها”، لكن لرداءةِ الكذبة وضعفها اضطر بعد ساعات أن يضيفَ إليها ادِّعاءً غيرَ منطقي بأن قوات الجيش واللجان قامت بنقل أسلحة إلى السفينة وتغيير حمولتها، وهي محاولةٌ مكشوفةٌ للهروب من الحقائق الموثقة التي عرضها ناطقُ القوات المسلحة في إيجاز صحفي.
وقد علَّق رئيسُ الوفد الوطني، ناطق أنصار الله محمد عبد السلام، على هذا المأزق قائلاً إن: “العملية النوعية وغير المسبوقة للقوات البحرية اليمنية أوقعت دولَ العدوان في حالة من التخبط بإصدارها بياناتٍ متلاحقة ومتناقضة، وما سيبث لاحقاً من صور للسفينة العسكرية ستلجم دولَ العدوان وتخرس إعلامه الزائف”.
صحيفة المسيرة