الردع الثالثة.. رسالة ووصلت كتب / عبدالملك سام
الردع الثالثة.. رسالة ووصلت
كتب / عبدالملك سام
ما إن فشل هجوم المرتزقة في نهم، وما تلاها من أندحار لقوى العمالة حتى وصلت طلائع المجاهدين إلى تخوم مركزي محافظتي مأرب والجوف، ألا وأشتعل الحقد السعودي ليبدأ بجريمة ضد المدنيين في أكثر من منطقة، لعل أبرزها جريمة طيران العدوان في الصلب بالجوف. كما أوعز هذا النظام العميل لمرتزقته لتنفيذ أنتهاكات عدة في الحديدة وتعز وعلى الحدود بغية تخفيف الضغط على مرتزقته في مأرب والجوف، وقام بأستجلاب القاعدة وداعش من عدة محافظات جنوبية، وصعد من غاراته الجبانة على عدة مناطق.
كل هذا التصعيد كان يحتاج ردا مناسبا، ولأن القيادة تعرف أن هذا النظام يعتبر البترول أغلى من دماء جنوده ومرتزقته، فقد جاء الرد بأستهداف مواقع أقتصادية ظن نظام آل سعود أنها بعيدة وحصينة، خاصة بعد أن فهم بغباء معتاد أن مبادرة الرئيس المشاط كانت تعبر عن موقف ضعف.. لقد أثلجت هذه العملية صدورنا، كما أنها أكدت المؤكد، فكل مواقعهم نحن بعون الله نعرفها ونعرف كيف نصل لها حتى لو كانت في أطراف الأرض، وبإمكانهم أن يراهنوا على عكس ذلك إن أرادوا، ونحن قد برهنا على ذلك أكثر من مرة، ولا ذنب لنا لو كانوا مغرورين وحمقى في نفس الوقت!
إلى هنا وأعتقد أن الرسالة وصلت، فقد هرب النظام السعودي من أزماته الأقتصادية إلى حلول متهورة أهمها بيع أهم شركة وهي “أرامكو” والتي كانت تدر عليه دخلا بالكاد يكفي لتغطية طلبات أمريكا وبذخ العائلة المتسلطة ومصاريف الأزمات التي أشعلها هذا النظام في المنطقة، وكانت الرسالة اليمنية لا تحتاج لتحليل عميق، فنحن لن نسمح لهذا النظام أن يحصل على شيء طالما وهو يصر على حصار شعبنا ويحاول تركيعنا، أذا أرادوا سلاما فلن يكون هذا إلا بسلام شعبنا، وأذا أستمروا فقوتنا الصاروخية وطيراننا المسير قادرة بأذن الله على تحويل “أرامكو” لأهم مصدر لبيع الخردة في العالم.
الملفت للنظر ما صرح به ناطق ناطق الجيش عن إستخدام صاروخ جديد في عملية الردع الثالثة، وهذا يدل بأننا مازلنا نعمل على تطوير الأسلحة التي نمتلكها، وهذا بحد ذاته رسالة بليغة لدول العدوان بأنه كلما طال تعنتها فإن الأمور لن تكون في صالحها بالتأكيد. عندما بدأ العدوان علينا كنا لا نملك شيئا وفق الحسابات العسكرية، وكان الجيش مفكك والأسلحة تم تدميرها، وكانت أمريكا تناقش صراحة عملية سلب الجيش معظم اسلحته وتقليل عدده، وها نحن اليوم نمتلك جيشا قويا يدافع عن البلد فعلا، وأسلحة تم انتاجها في بلد كان يستورد كل شيء تقريبا من الخارج!
فليسعوا سعيهم أذن، فما قبل عملية (البنيان المرصوص) ليس كما بعدها، وما قبل عملية (فأحبط أعمالهم) ليس كما بعدها، وأخيرا ما قبل عملية (توازن الردع الثالثة) ليس كما بعدها. ثلاث عمليات كبرى في وقت قصير نسبيا تؤكد أننا ونحن على أعتاب ذكرى الصمود للعام السادس سنشهد المزيد من التطورات التي لن تكون في مصلحة دول العدوان ومرتزقتهم بالتأكيد.. وما النصر إلا من عند الله.