الرئيس الصماد يلتقي مشائخ ووجهاء محافظة البيضاء
جرى خلال اللقاء مناقشة الأوضاع في محافظة البيضاء ومديرياتها وسير الأداء المحلي والتنفيذي والصعوبات التي تواجه العمل وجهود المشائخ والوجهاء في تطبيع الأوضاع وخاصة في ظل استمرار تصعيد العدوان وما يفرضه من حصار جائر منذ نحو ثلاث سنوات.
وتطرق اللقاء إلى الجوانب المتصلة باحتياجات المحافظة من الخدمات العامة ومتطلبات سير العمل في مختلف المجالات وخاصة المشاريع الخدمية المرتبطة بحياة المواطنين، وتفعيل أداء المحليات في المديريات بما يسهم في توفير الخدمات العامة للمجتمع المحلي.
وفي اللقاء رحب الرئيس الصماد بالحاضرين من أبناء ومشائخ ووجهاء البيضاء .. وقال ” إنه من دواعي السرور والفخر أن نستقبل العام الجديد بلقاء أخوتنا وآبائنا مشائخ وأعيان وقيادة السلطة المحلية في البيضاء وقد سمعنا الذين تكلموا عن الوضع في المحافظة”.
واعتبر هذا لقاء أبناء محافظة البيضاء تدشينا للعام الجديد، هذه المحافظة الصافية النقية التي كانت وستظل على مدى الأزمان مثال للتعايش وللوفاء وللأخوة وللدفاع عن الكرامة وعن الشعب وعن استقلال هذا البلد.
وأضاف ” دائماً ما نتحدث عن البيضاء أنها تختلف عن بعض المحافظات في وفاء وتعايش أبنائها بمختلف الطوائف وباعتبارها أيضا تمثل نقطة وصل كما أسلف المتحدثون مع عدد من المحافظات سواء المحافظات الجنوبية أو الشرقية أو الشمالية وكذا مع المناطق الوسطى وما عانته من المشاكل في الماضي والذي يعبر عن مدى أهمية هذه المحافظة وقيمة أبنائها وشهامتهم هو التركيز الأمريكي على المحافظة”.
وأشار إلى أن التركيز الأمريكي على المحافظة ليس وليد اللحظة وإنما ممتد إلى ثمانينيات القرن الماضي .. وقال ” العمل على ترتيب وضع القاعدة و داعش في البيضاء هو عمل أمريكي لجعلها نموذج أو ذريعة للتدخل الأمريكي في هذه المحافظة واستباحة أجوائها وقتل أبنائها “.
وأكد ضرورة أن يفهم الجميع أنه أينما وجدت القاعدة وداعش وجدت أمريكا وأينما وجدت أمريكا وجدت القاعدة وداعش، معادلة متلازمة أينما وجدت أمريكا سترى القاعدة وداعش تتواجد، عندما احتلت أمريكا العراق تواجدت القاعدة وداعش بكثرة لأن العمل الإستخباراتي الأمريكي يهيئ الساحة للقاعدة وداعش لتجعل منها مبرر للبقاء واستمرار الاحتلال وكذا استمرار الفتك وقتل أبناء الشعوب ونهب مقدراتها وثرواتها.
وتابع ” ألم تنتشر القاعدة وداعش وقتلت مئات الآلاف من العراقيين، ألم تنتشر القاعدة في ليبيا وسوريا والعراق وكذلك المناطق الجنوبية والشرقية في اليمن، يعني أين ما وجدت أمريكا ستجد القاعدة وأينما وجدت القاعدة فستجد أمريكا، لأنها تجعل منها ذريعة وهذا معلوم عندنا في اليمن أنه منذ أحداث 11 سبتمبر عملت أمريكا على أن تأخذ وثيقة ووقع عليها جميع زعماء العرب والمسلمين أن أمريكا هي الراعي الوحيد لمكافحة أو مواجهة الإرهاب كما يسمونه أو مواجهة القاعدة “.
كما أكد الرئيس الصماد أن ذلك يعني أن الأمريكان كانوا على صلح مع عدد من رؤساء الدول العربية والزعماء في أينما تواجدت القاعدة لأمريكا حق التدخل في تلك الدول وهم أخذوا بذلك شرعية وأعادوا لنا 21 من القاعدة الذين كانوا في أفغانستان والذين أخذت أمريكا صك أن عليها ملاحقتهم وأخرجوهم من الأمن السياسي .
وأشار إلى أن من خرجوا من الأمن السياسي من خلال خندق تم حفره بملاعق بلاستيكية، تم توزيعهم على محافظات البيضاء ومأرب وشبوة وحضرموت والمناطق الغنية بالنفط والثروات المعدنية ليجعلوا منهم ذريعة للتدخل الأمريكي .
وقال ” ومن هنا بدأت أمريكا بالقصف بطائرات بدون طيار في هذه المحافظة وفي مأرب وفي غيرها ما يعني أن هذه المحافظة ليست استهدافها وليد اليوم هو استهداف أمريكي مبيت من سابق ومن قبل، هذه المحافظات لماذا؟ لأن فيها مخزون بشري من الرجال الأوفياء الذين سيتحركون للدفاع عن هذه البلد ومقدراته “.
وأردف ” عملوا على طمس هوية هذه المحافظة من خلال نشر الفكر الوهابي وتمكين الإصلاح، وهذا الفكر التكفيري من المحافظة والفتك بهوية أبنائها وبثقافتهم وبمعتقداتهم، ما يتطلب الفهم أننا في مرحلة حساسة وصعبة، العدو فيها يركز تركيزا كبيرا على استهداف الناس وما نسمعه من تضليل إعلامي في هذه الأيام ليس سوى حرباً نفسية “.
وجدد رئيس المجلس السياسي الأعلى التأكيد على أن محافظة البيضاء وغيرها من المحافظات هي أكبر وأرفع وأعظم وأقوى من أن تهتز أمام تلك الأبواق من الإعلاميين الذين يتحدثون عن عمليات ما يسمونها العقرب وتحت مسميات كثيرة برعاية أمريكية .
ومضى ” نحن نواجه أمريكا في محافظة البيضاء من قبل سنوات، وليس من اليوم ولو استطاعت القاعدة وداعش لتمكنت من كل حارة في محافظة البيضاء، لكنها بثبات ووعي أبناء هذه المحافظة فشلت وستفشل إنشاء الله في بقية المخططات نحن سمعنا بعض النقاط التي طرحها بعض الأخوة الحاضرين ومن المهم التبيين حولها “.
وقال ” ما حصل من أحداث مطلع الشهر الماضي في بداية ديسمبر داخل أمانة العاصمة وفي بعض المحافظات، كان لمحافظة البيضاء الدور الأبرز في الوعي بخطورة هذا المخطط وبفضل الله سبحانه وتعالى، بحيث كانت البيضاء من أعظم المحافظات التي وقفت بوعي أمام هذه الفتنة في حين أنهم كانوا يتوقعون أنها ستكون في صدارة المحافظات التي ستشهد اضطرابات كما حصل في حجة والمحويت وغيرها ولكن خابت آمالهم بفضل وعي مشائخ وأبناء ووجهاء هذه المحافظة ومرت الأمور على خير ولم يحصل ما كانوا يتوقعون في هذه المحافظة “.
وأضاف “في كثير من المحافظات حصلت هذه الفتنة والتي كانت بتخطيط عالمي لا يفهم الناس أنها كانت مرتبة وليست وليدة يومها، ولم يكن هناك زحف مجهز لاجتياح الحديدة وزحف مجهز لاجتياح شبوة وهناك تصعيد قوي مجهز لاجتياح صنعاء في نهم وكذلك لاجتياح صعدة في البقع وكان مخطط أن يتم هذا التصدي وهذه الزحوفات مع إثارة المشاكل داخل أمانة العاصمة وبالفعل من اليوم الثالث بدأ التحرك القوي والملموس في جميع الجبهات “.
وتابع” بفضل الله سبحانه وتعالى استطاع الناس وأد هذه الفتنة وإعادة الأمور إلى نصابها وما حصل من إشكالات أو من تقدم بسيط للعدوان في شبوة أو في البقع أو ما يسمونه في المخا أصبحت مقابر لهم ونحن نعتبرها لا شيء أمام ما كان يراد أن يحصل وعادت الأمور إلى مسارها الطبيعي ” .. مؤكدا أنه لا يوجد إطلاقا مواجهة مع المؤتمر الشعبي العام ولا يوجد معتقلين من المؤتمر الشعبي العام نهائياً .
واستطرد ” استطيع أن أقول هكذا لماذا أنا أقول وقلتها لقيادة المؤتمر هاتوا لنا قوائم المؤتمريين المعتقلين ونحن مستعدين للإفراج عنهم تماماً ومن غرر به سنفرج عنه أما أن يقولوا أفرجوا عن من عندكم هؤلاء بعضهم جاء من الإصلاح ومن الدواعش استغلوا الأحداث وركبوا الموجة يأتي ليدوسوا صور الشهداء ويرفعوا شعارات يا مجوس يا روافض اخرجوا من بلادنا هذه الشعارات لم نسمعها من المؤتمر ولم نسمعها من قيادات المؤتمر إطلاقا، صحيح أن هناك بعض من المغرر بهم، لكن ليس من المنطقي ولا من الإنصاف أن نسمع من يقول أن هناك معتقلين من المؤتمر “.
وقال ” لا يوجد مواجهة مع المؤتمر مجاميع لا تتجاوز المئات أفرجنا عن مائتين في إطار العفو العام وتم التجهيز للإفراج عن بقية المعتقلين من هؤلاء ولنا الحق أن نقول يا أخوتنا في البيضاء أعضاء المؤتمر أعطونا قائمة بالمعتقلين المؤتمرين نجعل لهم الأولوية أما أن تقولوا أفرج عن من عندك وعندي ناس بعضهم لا يزال يراني رافضي ويرى هذا مجوسي وبعضهم لا زال يحمل عقيدة باطلة”.
وأوضح الرئيس الصماد أن الجيش تعرض سابقا لمؤامرة الهيكلة بطريقة غير مباشرة و من ثم تعرض بعدها للعدوان المباشر واستهداف مقدراته وكان هناك من يعمل أيضاً لتفتيت هذه المؤسسة وتثبيطها عن المشاركة في المعركة .
وأضاف ” نحن مقدمون على إصلاحات كبيرة بإذن الله نعمل ما بوسعنا ونحن قد بدأنا فيما يتعلق بالقضاء في تجسيد سلطة النظام والقانون وقبل أسبوع تقريباً وربما بعضكم قد سمعها دشنا حملة توعوية لإيصال الضوابط والعقوبات القانونية إلى كل فرد أمني سواء في قسم أو نقطة أو قسم تحقيق أو أياً كان بأن هذه ضوابط قانونية يجب أن تراعى في احترام حقوق الناس وكرامتهم وأعراضهم، ممنوع مداهمة المنازل إلا بأمر قضائي ممنوع اعتقال أحد إلا بأمر قضائي ممنوع مصادرة أموال أحد إلا بأمر قضائي”.
وتابع ” لابد أن نرسخ هذه الأشياء لكن من باب إبلاغ الحجة نحن عملنا حملة لإيصالها إلى كل فرد لكي تكون العقوبة رادعة في حال لم يلتزم ولم ينضبط وهذه ستلمسونها خلال الأيام القادمة لأنه ليس من الصحيح أن نعاقب أو نحاسب أناس جدد بعضهم لا يفهم هذه الأشياء مع حجم العدوان وخطورته وكثرة الاستهداف والاختلالات الأمنية “.
وأردف ” نجدها فرصة لنؤكد لكم أننا سنعزز سلطة القانون ويجب أن يفهم المواطنون وألزمنا وسائل الإعلام المختلفة بنشر هذه الضوابط حتى يطلع عليها المواطن البسيط أن هذه ضوابط من خالفها يجب أن يحاسب “.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن الجميع اليوم في معركة الإصلاحات وأمام وضع متردي استمر عشرات السنين، كان يراد للفساد وللاختلالات أن تحصل .. وقال ” الإصلاحات في هذه المرحلة تحتاج إلى نقلة وتعاون وتضافر جهود الجميع خاصة ونحن أمام تصعيد للعدوان يجب أن لا تبقى كلمة رفد الجبهات عائمة، بل نريد من كل شخص رفد الجبهات “.
وخاطب قيادة المحافظة وقيادة المناطق العسكرية قائلا ” يجب أن يكون هناك اجتماع مع المشائخ سواء في المحافظة أو غيرها وأن يكون الناس مستعدين لحماية حدوهم وبلادهم وكلمتكم ستغنيكم عن الحرب عندما يقول المشائخ لأولئك المرتزقة بلادنا محرمة عليكم، فيها رجال سيحمونها فإن المرتزقة سيندحرون تماماً “.
وأعرب عن الأمل في أن يكون مشائخ ووجهاء وقيادة محافظة البيضاء عند مستوى المسؤولية والدور الوطني المناط بهم .. مؤكدا أن القيادة السياسية على استعداد لتقديم كامل التسهيلات وحل الكثير من المشاكل التي استمعنا إليها من قبل المتحدثين من خلال تكليف لجنة للنزول والتحقق من جميع القضايا التي حصلت .
وقال ” يجب علينا أن لا نضع كل المشاكل في سلة واحدة خلال هذه المرحلة الصعبة التي نحن بحاجة لتجاوز الكثير من الإشكالات والأخطاء التي حصلت ونتوجه لمواجهة العدوان وسنعالج ما مضى وسنتلافاه في المستقبل “.
من جانبه أشار محافظ البيضاء إلى وضع المحافظة من مختلف الجوانب الأمنية والخدمية ودور السلطة المحلية في المحافظة خلال الفترة الراهنة وجهودها في تعزيز الأداء وتوفير الخدمات العامة للمواطنين وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بصورة عامة والبيضاء بشكل خاص .
ولفت إلى دور أبناء محافظة البيضاء البناء في رفد الجبهات لمواجهة العدوان السعودي الأمريكي وصد زحوفات الغزاة على المحافظة باعتبارها تتوسط العديد من محافظات الجمهورية .
وقال ” نجدد تأكيدنا على الموقف الوطني الثابت الذي لا تغيره ظروف ولا إغراءات،من خلال استمرارنا دعم ورفد الجبهات بالرجال والمال والعتاد ومساندتنا للقيادة السياسية وجهودها للسير بالوطن إلى بر الأمان “.
فيما أكد عدد من مشائخ ووجهاء محافظة البيضاء وقوفهم صفا واحد في مواجهة العدوان ومخططاته التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا.
وأشاروا إلى أن قبائل المحافظة وأبنائها على استعداد تام رفد الجبهات بالعتاد والرجال والسلاح دفاعا عن الوطن وأمنه وإستقراره.
وتطرق الحاضرون من أبناء محافظة البيضاء إلى الموقف الوطني والمحوري لأبناء البيضاء منذ انطلاق الثورة وكذا منذ بدء العدوان الغاشم على اليمن .. مؤكدين أنهم لا يزالون على هذا الموقف مدافعين ومساندين للقيادة السياسية وصمود الجيش واللجان الشعبية ودعمهم بالرجال والمال والعتاد .
كما أكد المتحدثون أنهم لن يتوانوا أبدا في بذل أرواحهم رخيصة من أجل الوطن وعزته وكرامته في مختلف الجبهات.