الرئيس الصماد.. الإستثناء….بقلم/د/ياسر الحوري
الرئيس الشهيد صالح بن علي الصماد قائد فذ ورجل استثنائي خبر الحياة وخبرته، كان دوما ينتصر عليها وعلى بهرجها وزينتها لم يغره يوما موقعه في المجلس السياسي الاعلى او المكتب السياسي لأنصار الله، أرهقه التكليف حيث كان يدرك انه ليس تشريفا فصال وجال في أرجاء الجبهات وبنى القدرات وسخر فكره وعقله وحواسه لخدمة اليمن ومن أجل سيادة اليمن واستقلاله.
حمل على كاهله ما تنوء به الجبال فلم نسمع له أنينا أو تأوها، عبر باليمن الخطوات الأولى نحو البناء من خلال سلوكه وعطائه هو قبل أن يطلق مشروع بناء الدولة تحت شعار يد تحمي ويد تبني فقد كان التجسيد الحقيقي لمشروعه الذي لابد أن ينتصر ويتحقق وفاء له ولما قدمه من أجل اليمن وها نحن ندشن إطلاق الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة تجسيدا لهذا المشروع.
صالح علي الصماد هبة الله لليمن في أحلك الظروف كان كالغيث الذي يروي الأرض بعد جدب حيث كانت نفوس اليمنيين قد تملكتها الخيبة والإحباط في أن تتولى قيادة اليمن شخصية جسورة تنال الحب من كل القلوب وتمثل الأمل في غد أفضل، شخصية تجمع بين القيادة والزعامة، تجمع بين العزة والكرامة والتواضع ، القوة واللين، وبين الحنكة والفطنة، نعم الجماهير اليمنية سرعان ما وجدت ضالتها في هذا الرجل المجدد باني الدولة اليمنية والباعث لآمال وأحلام وطموحات اليمنيين بالرغم من الظرف الذي يمر به اليمن وصعوبة المرحلة.
لم يكن الرئيس الصماد من رجال الحياة الدنيا، فقد كان يعتبر المنصب حاجزا يحول بينه وبين الجهاد في الميدان وكثيرا ما كان يتبرم من العمل الإداري الروتيني وإن كان اكبر منصب في الدولة، كان يعتبر ذلك واجبا تجاه الأمة وتسليما لما كلفه به قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، كان في كلامه وهمسه ملاكا يحلق في الاعالي هيهات لمن حوله أن يكونوا في مستواه علما ودراية وسياسة وكياسة وفهما وتطبيقا، كان ممن إذا تحدث أسمع، وإذا خشع أدمع، وإذا حاجج أقنع، واذا حاضر أشبع ، كان خيرا وبركة لليمن واليمنيين أينما وقع نفع.
فهو المؤمن في حركاته وسكناته وتوجيهاته وقراراته وهو الحازم في خياراته وهو المربي في سلوكياته وهو الجامع في خطاباته وهو الملهم في ادائه والنموذج الذي لو قدر له قيادة اليمن بضع سنين لبلغ بها المكانة التي تستحق في إعجاز من الزمان.
نعم هذا هو الرئيس الصماد الذي تشرفنا بالعمل إلى جانبه وتعلمنا منه الكثير وترك فينا وفي كل من حوله أطيب الأثر وأبلغ العبر والدروس، نتذكره اليوم ونحن نرجو أن يحذو الجميع حذوه، وحسبه ان القيادة الجديدة تسير على منواله ومن نفس مدرسته وحسبنا أن كل الأجيال ستذكره خالدا في أعماقها وهي على ثقة أن اليمن ولادة وأن من أبنائها كراما بررة سيحققون لها المجد والسؤدد في القريب العاجل بإذن الله تعالى.