الرئيس الشهيد صالح الصماد… رجل المسؤولية
لقد كانت شخصية الرئيس الشهيد صالح الصماد، جامعة للثقافة القرآنية، والقيادة العسكرية والأمنية، والحنكة السياسة، والتخطيط الاستراتيجي، والإرادة الصادقة، والادارة الناجحة، والاداء الناجح والصادق، وما يمتلكه من مهارات في كل المجالات.
ويعد المشروع القرآني من النعم الكبيرة التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة، هذا المشروع العظيم الكفيل ببناء الأمة في مختلف المجالات، وعندما نتأمل في مبادئ وتوجيهات ذلك المشروع القرآني العظيم نجد أنه يضع الأمور في نصابها، ويجعل من المناصب والأعمال الكبيرة “مسؤولية” تتجسد فيما يشغلها، ويعطي مواصفات أولئك الجديرين بأداء تلك المسؤولية الكبيرة، وما الرئيس الشهيد الصماد إلاَّ نموذج من أوليائك المجاهدين الذين باعوا أنفسهم لله.
ومن الوهلة الأولى لتولى الرئيس الشهيد الصماد لمسؤولية رئاسة المجلس السياسي الأعلى بالبلاد، فقد كان الرئيس الشهيد لا يهدأ له بال وهو يشاهد أن اليمن وشعبه يتعرض لعدوان عالمي تكالب فيه المستكبرين والطغاة، فكان دائم الحركة يتفقد أحوال معسكرات التدريب ويشدهم إلى الله عز وجل، ويرفع من معنوياتهم، ويحضر باستمرار احتفالات التخرج للدفع العسكرية والقتالية بالرغم من التهديدات التي كانت تحيط به من قبل الأعداء.
لقد جسد الرئيس الشهيد صالح الصماد “رحمة الله تغشاه” حقيقة أن موقع الرئاسة هو مسؤولية كبيرة، وليس مجرد مغنم، وتحقيق أهداف ومقاصد شخصية، والكل يعلم أنه لم يخرج من الحياة الدنيا بعد إن فضله الله واصطفاه من الشهداء بأي مغنم يذكر، أو عقارات وشركات، بل أنه لم يستطيع أن يبني بيت لأولاده وعائلته، فأي حديث يمكن أن نقوله عن هكذا رئيس دولة!!.
ولأنه أسس مداميك الدولة اليمنية الحديثة التي يبدأ بنائها من اختيار القيادة التي تتولى رئاسة البلاد والحريصة على تحقيق مصالح الشعب وآمالهم وتطلعاتهم ومعالجة همومهم وتلمس احتياجاتهم، فقد احتوى جميع الأحزاب والتيارات السياسية المناهضة للعدوان وأثر في الكثير من أبناء الشعب اليمني بإيمانه وحكمته، وتواضعه، وإخلاصه ولا غرابة في ذلك، فقد كان المراد الضائع الذي لطالما كان يحلم به الشعب اليمني لمدة طويلة، كرئيس يعمل على تحقيق احتياجات الشعب اليمني، ويلامس همومه ومشاكله، وتطلعاته.
وفي الوقت الذي يشهد فيه اليمن لعدوان غاشم وحصار اقتصادي خانق، بداء الرئيس الشهيد بخطوة استراتيجية كبيرة على مستوى بناء اليمن بمشروعه الذي أعلنه “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” الكفيل ببناء اليمن في مختلف المجالات العسكرية والزراعية والصناعية والعلمية والتكنولوجية، لكي يتمكن اليمن – بعون من الله وفضله”- من الخروج من بوتقة التبعِّية للخارج والارتهان لهم، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات.
إن من الاسباب الرئيسة لقيام أمريكا باغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد “رضوان الله عليه” أنه قدم نموذجاً حقيقياً وفقاً لمبادئ المشروع القرآني لمن يتولى رئاسة البلاد، وأستطاع أن يجعل موقعه في رئاسة اليمن نموذج يحتذى به بين شعوب الدول العربية والإسلامية في الوقت الذي يحكمهم رؤساء وحكام طواغيت عملاء لأمريكا وإسرائيل ويعشقون المناصب ويسعون في الأرض فسادا.