الذكرى السنوية للشهيد.. عظمة العطاء وقداسة التضحية ومحطة غنية بالدروس والعبر
تأتي الذكرى السنوية للشهيد لهذا العام 1446هـ ــ والتي هي من أهم المناسبات بدلالتها وبـمضمونها وبلدنا يواجه عدواناً أمريكيا بريطانيا بـحق شعبنا العزيز الصامد الـمجاهد.
ومن المقرر ان تشهد المناسبة فعاليات مختلفة تؤكد اهتمام الدولة بأسر وأبناء الشهداء وما يتم تقديمه لهم من رعاية طوال العام.
و تأتي الذكرى هذا العام بعد مرور عام على حرب الإبادة والجرائم والمجازر البشعة التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفلسطين وكذلك بحق الاشقاء في لبنان بمباركة ودعم امريكي أوروبي وفي ظل صمت عربي مخزي بل ومشاركة من بعض الأنظمة العربية لهذه الجرائم.
ومع تعاظم وتصاعد موقف جبهة اليمن المساندة لغزة وفلسطين ولبنان وعمليات القوات المسلحة اليمنية المستمرة في عمق الكيان وفرض حصار كامل على الملاحة الى الكيان الصهيوني الغاصب
والموقف اليمني الرسمي والشعبي المستمر والمتواصل في الخروج الأسبوعي بمسيرات مليونيه تشهدها الساحات في صنعاء والمحافظات دعما واسنادا لغزة.
وهذه الـمناسبة محطة غنية بالدروس والعبر، ومـحطة نتزود منها قوة العزم والإرادة، ونستشعر فيها قداسة الـمسؤولية، ونستشعر فيها مسؤوليتنا ونـحن نسير في هذا الطريق، الذي قدمنا فيه هذه التضحيات، والذي قدم فيه أخيارنا وصفوتنا وأعزاؤنا وأحباؤنا أرواحهم وحياتهم، وأغلى ما يـمتلكونه في سبيل الله –سبحانه وتعالى- ودفاعاً عن الأرض، والعرض، والشعب، والحرية، والاستقلال، الكرامة، وللحيلولة دون أن يـتمكن الأعداء من قوى الشر والطاغوت والاستكبار من الوصول إلى أهدافهم بالسيطرة علينا
وفي كلمته بـمناسبة الذكرى السنوية للشهيد عام 1445هـ: اكد السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي .. ان ميزة الشهداء في كل مواقعهم، في مسؤولياتهم، والدور الذي يقومون به ويتحركون به، وكله دورٌ مهم، كل شهيدٍ في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في إطار الموقف الحق، والقضايا العادلة لأمتنا، كل شهيد له أهمية، ومنزلة عالية، وإسهامه مهم، وثمرة جهده، وتضحياته، وجهاده، وإسهامه، ثمرة مهمة وعظيمة وملموسة.
وان هناك ميزة كبيرة للشهداء، ميزة بدءاً من إسهامهم العملي المباشر ما قبل الشهادة، ثم توَّجوا عطاءهم، عملهم، جهدهم، توَّجوه بعطاء الشهادة، ببدل الروح والنفس والحياة في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، في إطار قضايا عادلة؛ لخلاص أمتهم، لإنقاذ شعوبهم، للتصدي للطغيان والظلم، وأيضاً مع إسهامهم المباشر ما قبل الشهادة، ثمرة ونتائج وآثار تضحيتهم وأعمالهم السابقة، وتضحياتهم وجهدهم في السابق، وذلك أن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” هو الذي يبارك تلك الجهود، يبارك تلك التضحية، في آثارها، وفي نتائجها، وفي ما يترتب عليها وينتج عنها، وهذا شيء واضح وملموس بشكل كبير.
وأيضاً من الميزة المهمة للشهداء: أنهم يبقون خالدين كنموذج ملهم، في موقع القدوة، والأسوة والحافز، والدافع، لغيرهم للتحرك، حينما
مكاسـب الشهادة في سبيل الله.
فالشهادة في سبيل الله أمنية المؤمنين الواعين شأنهم شأن رجل الجهاد الأول الرسول الأعظم محمـد (صلوات الله عليه وآله)، الذي قال: ((وَدَدتُ أَني قُتِلتُ فِي سَبيلِ اللهِ ثُـم عُدتُّ ثُم قُتِلتُ ثُـم عُدتُّ ألفَ مَرة))، كان يتمنى أن لو استشهد ألف مرة؛ لأن الشهادة أولاً:-
استثمار لـحياة حقيقية وسعادة أبدية عند الله كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران آية: (169)]، وكما قال سبحانه: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة آية: (154)]، وقال سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام آية: (162)].
ثانياً: الشهادة في سبيل الله إلى جانب أنها استثمار لحياة طيبة عند الله هي بالتالي بالنسبة للشهيد نفسه نصر شخصي عاجل وعطاء كما قال السيد (يحفظه الله) يقابله الله بعطاء، وعطاء الله لا حدود له أبداً إن على المستوى المعنوي من فرح وسرور وراحة نفسية وطمأنينة وسكنية وإن على مستوى النعم المادية قال الله تعالى ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)﴾ [الليل آية:7].
ثالثاً: الشهادة في سبيل الله ضمانة حقيقية من عذاب الله، فالشهيد قد أمن عذاب جهنم واطمأن من هذه الناحية وصار في أمان الله لا يخاف دركاً ولا هضماً ﴿فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة آية: (38)].
رابعاً: الشهادة في سبيل الله فوز بجنة الله التي عرضها السماوات والأرض، وموضع سوط فيها خير من الدنيا وما فيها، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وغيرها من الأوصاف التي امتلأت بها صفحات القرآن الكريم، وما وصفها بها الرسول الأعظم (صلوات الله عليه وآله)، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة آية: (111)].