الذكرى السنوية لشهيد القرآن… محطة مهمة للوعي والبصيرة واستنهاض القيم والمبادئ الإيمانية
Share
تأتي الذكرى السنوية لشهيد القرآن السيد حسين بد الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، في هذا التوقيت، والشعب اليمني ماضٍ في الطريق الذي رسمه الشهيد القائد قبل أكثر من 19 عاماً، وتجدد حضوره الدائم ووجوده المستمر بيننا بوعي مشروعه القرآني المتنامي كل يوم، والهوية الإيمانية والثقافة القرآنية والعزة والكرامة التي نعيشها، وحاضر فينا بالوعي والبصيرة والصبر والصمود والاستبسال في مواجهة الطغاة والمستكبرين ونصرة المستضعفين، حاضر في الساحات والميادين بشجاعة الكرار وثبات الحسين وإقدام زيد، وهو حاضر بين أوساط المجتمع يسلحهم بالصبر ويشجعهم على الصمود والتحمل ويزين لهم التكافل والإنفاق ويدعوهم إلى تزكية النفوس وتطهير القلوب ويجدد فيها المولاة لله ولرسوله وللمؤمنين، والمعاداة لأعدائه وأعداء رسوله والمؤمنين.
مشروع يحرر الأمة من الأطر الضيقة
وتشكل الذكرى السنوية للشهيد القائد محطة مهمة نستمد منها العزم والقوة ونستفيد منها الوعي ونكتسب البصيرة في ظل استمرار العدوان، وكما يشير السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد 1441هـ، إلى أن المشروع القرآني الذي تحرك به السيد حسين الحوثي انطلق من قراءة واعية عن العدو والأحداث والمجالات التي يتحرك فيها، ويركز على تحصين الساحة الداخلية من خلال فهم صحيح عن العدو وأساليبه ومساراته وفق الهداية القرآنية، كما أن المشروع القرآني يقوم على برامج عملية في كل المسارات الفكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية لمواجهة مؤامرات العدو وتكاملية وشمولية المشروع القرآني يحرر الأمة من الأطر الضيقة التي تكبلها ويركز على القضايا المركزية كفلسطين.
أولوية المشروع القرآني
ويؤكد قائد الثورة أن أولوية المشروع القرآني في التصدي لأعداء الأمة أمريكا، وإسرائيل من واقع المعركة الواسعة”.. مشيراً إلى أن أمريكا تخوض معركتها ضد الأمة بوسائل وبأدوات داخلية وتستغل مشاكل الداخل وتعمل على تنميتها، مبيناً أن المشروع القرآني يتجه إلى الأمة جمعاء ويقدم خطابا مفهوما للجميع وخطوات عملية ممكنة في كل الاتجاهات ويعبأ الساحة بالعداء للعدو ويحصنها من الاستغلال ويركز على مبدأ الاستقلال والتخلص من التبعية ويستنهض الشعوب ويشعرها بالمخاطر من حولها للارتقاء بمواجهة التحديات والمخاطر.
المشروع القرآني نتاج إيماني
فالمرحلة التي نعيشها حالياً، كما يشير قائد الثورة، في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد للعام 1442هـ، هي امتداد للمرحلة التي انطلق فيها المشروع القرآني للشهيد القائد، ولا زلنا نواجه التحديات ذاتها، موضحاً أن المشروع القرآني نتاج إيماني بمقتضى الواقع ومتطلباته، ومشروع إنقاذي في مرحلة من أخطر المراحل على الأمة.
المشروع القرآني ضرورة للوعي الشامل
كما أن المشروع القرآني للشهيد القائد ينسجم مع الهوية الإيمانية لشعبنا وأمتنا، فهو كلمة سواء، كما يؤكد السيد القائد (يحفظه الله) أنه “مشروع ينطلق من القرآن الكريم ويمثل صلة بالله تعالى، والتمسك به يجعلنا نحظى بنصره وتأييده، وله طاقة إيمانية هائلة لمواجهة الهجمة الأمريكية الشاملة”، ولذلك فالمشروع القرآني ضرورة للوعي الديني والوعي الشامل في مواجهة التضليل الأمريكي .. مشيراً إلى أن الخطوات العملية في إطار المشروع القرآني كانت حكيمة وميسرة، جمعت بين التحصين الداخلي والتعبئة المعنوية وفضح العدو في عناوينه الخادعة.
مشروع يستند إلى الحق
لذلك فالمشروع القرآني الذي تحرك فيها الشهيد القائد، مهم جدا، كما يؤكد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي (يحفظه الله) في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد 1443هـ، أهميته القصوى في تلك المرحلة الحرجة للخروج من الواقع المظلم التي سعت أمريكا لتطويع الأمة الإسلامية لخدمتها، فالمشروع القرآني مشروع مهم لأن الأمة مستهدفة على كل حال، و في نفس الوقت هناك مسؤولية علينا في واجبنا الانساني تجاه أنفسنا وأجيالنا، أن نتحرك للتحرر من ذلك الاستهداف والهيمنة ومن ذلك العدو الذي يسعى أن يحكم سيطرته علينا، وللتغلب على تلك المخاطر يأتي المشروع القرآني الذي له ميزة أنه يستند إلى الحق وفيه الالتزامات العملية ومسؤولياتنا في الحياة ورسم لنا فيه الخير في الحياة وشخص لنا الواقع فهو هدى ونور، ينير لنا الحياة فنقيم من خلاله كل فئات المجتمع البشري وهذا يساعدنا في مواجهة كل الحملات التضليلية التي يسبغها الأعداء بعناوين دينية.
المشروع القرآني.. رؤية متكاملة
والمشروع القرآني كما يبين السيد القائد، يقدم أيضا الشواهد من الواقع والشواهد العملية والوقائع والأحداث التي تفند مصاديق قائمة في واقعنا متطابقة مع الآيات القرآنية، ولذلك تحرك السيد حسين في المشروع القرآني لمواجهة الحملات التضليلية والتي تجعل من الاختراق لأمتنا وتحريك أدوات لها من الداخل أسلوبا أساسيا يعتمدون عليه ويسعون من خلالها إلى ترسيخ الولاء لأعدائنا بهدف سيطرتهم علينا مع تقبلنا لذلك، فالمشروع القرآني أتى لتحصين الأمة من الداخل، وهو رؤية متكاملة تقدم الوعي بالقرآن كأول عوامل للنهضة، وأول الوسائل الأساسية التي تحتاج إليه الأمة لفضح مؤامرات الأعداء، لأن نجاح مؤامرتهم يعتمد على اختراق أمتنا من الداخل.. ومن المواقف التي تعبر عن هذا التوجه رفع الشعار ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ولأن الشهيد القائد تحرك على هذا الأساس فقد حورب وحورب التوجه الذي يستند إلى القرآن.
ختاما
وفي هذه الذكرى المؤلمة، يجب على الشعب اليمني والأمة الإسلامية اغتنام الذكرى السنوية للشهيد القائد في استنهاض القيم والمبادئ الإيمانية والقرآنية والشجاعة التي ضحى من أجلها الشهيد القائد، والتعرف بوعي على مشروعه القرآني الذي أعاد للأمة حريتها وكرامتها وعزتها وقوتها وأخرجها من عباءة الوصاية والتبعية والارتهان للخارج، والتمسك بالمشروع القرآني العظيم والسير على درب الشهيد القائد في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة وتحالف الشر والإرهاب، “والله متم نوره ولو كره الكافرون”