الدورات الصيفية من منظور خطابات السيد القائد عبد الملك الحوثي
تكتسب الدورات الصيفية في اليمن أهمية استراتيجية تتجاوز الأنشطة التعليمية والترفيهية المعتادة خلال العطلة المدرسية.
فمن خلال تحليل معمق لخطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” خلال الفترة الممتدة من 2022 إلى 2026، يتبين بوضوح أن هذه الدورات تمثل حجر الزاوية في الحفاظ على الهوية الإيمانية والوطنية وتحصين الأجيال الصاعدة من المخططات العدائية التي تستهدف فكرهم وثقافتهم.
ويولي السيد القائد اهتماماً بالغاً للدور المحوري الذي تلعبه الدورات الصيفية في حماية الشباب والنشء من التأثيرات الثقافية الغربية والأفكار الهدامة التي تسعى “قوى الاستكبار” لبثها في المجتمع اليمني، وقد أكد في مناسبات عديدة أن هذه الدورات تشكل “سلاحاً فعالاً” في مواجهة “الغزو الفكري والثقافي الناعم” الذي يهدف إلى تفريغ المجتمع من قيمه ومبادئه الأصيلة.
ويشدد السيد القائد على أن الدورات الصيفية تعمل على تعميق الارتباط بالهوية الإيمانية اليمنية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية وقيم أهل البيت، “عليهم السلام” كما تهدف إلى غرس حب الوطن والاعتزاز بتاريخه وحضارته العريقة في نفوس الطلاب، وتعزيز شعورهم بالمسؤولية تجاه الدفاع عن الأرض والمقدسات وقضايا الأمة.
وتركز خطاباته حول الدورات الصيفية على أسس وأهداف ومقاصد تبرز أهميتها في تعزيز الروح الإيمانية والجهادية وحماية الأجيال من “الهجمة الفكرية والثقافية الغربية والحرب الناعمة” التي تسعى إلى تقويض القيم والمبادئ الإسلامية وتغيير القناعات وإغواء الأجيال وإضعاف أسس النهوض والتمكين وجر الأمة إلى التبعية والانحطاط عبر تعميم “الثقافة الغربية الشيطانية”.
وينظر السيد القائد إلى الدورات الصيفية باعتبارها خط الدفاع الأول في مواجهة المخططات التي تهدف إلى تشويه صورة الإسلام وتزييف الحقائق التاريخية ونشر الثقافات المنحرفة والعقائد الباطلة، مؤكداً أنها تعمل على تنمية التفكير النقدي لدى الطلاب وتحصينهم ضد الشبهات والأفكار الضالة التي تروج لها وسائل الإعلام الموجهة وأدوات الحرب النفسية.
ويحذر السيد القائد من خطورة استهداف الشباب اليمني عبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية المشبوهة، مؤكداً أن الدورات الصيفية تمثل “درعاً حصيناً” يحمي هذه الفئة الهامة من المجتمع من الوقوع في براثن مخططات الأعداء.
ويعكس التأكيد المستمر على أهمية الدورات الصيفية إدراكاً عميقاً لدورها الاستراتيجي في بناء مستقبل اليمن وحماية هويته، وحرصاً على تنشئة جيل قوي وواعٍ ومسلح بالعلم والمعرفة والقيم الأصيلة، وقادر على مواجهة التحديات والحفاظ على استقلال الوطن وكرامته وهويته وثقافته.
ويؤكد السيد القائد أن هذه الدورات تعد ركيزة أساسية لترسيخ الهوية الإيمانية والانتماء الإسلامي لدى النشء، حيث تركز على التربية الإيمانية الأصيلة التي تعزز قيم العزة والكرامة والاستشعار بالمسؤولية تجاه الأمة وقضاياها المصيرية، مشيراً إلى أن هذه البرامج تهدف إلى بناء جيل “مُستنير بنور الله” يحمل مفاهيم الإسلام الحقيقية وينطلق في حياته بناءً على المبادئ الربانية.
ويحذر من محاولات “الأعداء” في تجهيل الجيل وإفساده وإضلاله على مستوى الأخلاق والقيم والوعي والبصيرة، ومحاولة “قتل الإنسان في إنسانيته وقيمه ودينه”، مشيراً إلى أن “الخسارة الكبيرة للأمة هي إسقاط ملايين الأجيال في الحرب الناعمة وتفريغهم من مستواهم الإنساني والإسلامي”.
ويسلط السيد القائد الضوء على أن “أعداء الأمة” شنوا حرباً شاملة على التعليم ومناهجه الدراسية في اليمن ومختلف الشعوب العربية، مشيراً إلى دور “العدوان السعودي الأمريكي” في تدمير المدارس والجامعات والحصار الاقتصادي والحملات الإعلامية لتشويه صورة الدورات الصيفية.
ويؤكد أن استمرار هذه الأنشطة رغم “العدوان” يعد رسالة بثبات الشعب اليمني وإصراره على مواصلة مسيرته التعليمية كجزء من المقاومة الفكرية والثقافية وحفاظاً على هويته وقيمه ومبادئه الإسلامية.
ويربط السيد القائد بين الدورات الصيفية و”العلم النافع” الذي يعتبر من أعظم النعم، موضحاً أن هذه البرامج لا تقتصر على الجانب الأكاديمي بل تشمل بناء الشخصية المتكاملة القادرة على النهوض بمسؤولية “الاستحلاف في الأرض” وفق منهج الرسالة السماوية والثقافة القرآنية.
التصدي لمحاولات التجهيل والتضليل:
ويحذر قائد الثورة من محاولات “الأعداء” في تغييب الوعي عبر نشر “الظلمات الفكرية” والمفاهيم والثقافات المغلوطة و”حرب المصطلحات”، مؤكداً أن الدورات الصيفية تشكل حاجزاً منيعاً أمام هذه الحملات، لافتاً إلى أن انزعاج “الأعداء” من نجاح هذه الدورات يدل على أهميتها، خاصة مع تركيزها على تعزيز البصيرة ومواجهة “التزييف الإعلامي” الذي تقوده “أمريكا وإسرائيل وأدوات النفاق والعمالة”.
وتشدد خطابات السيد على أهمية تفعيل دور الأسرة والمجتمع في المشاركة الفاعلة في هذه الدورات، انطلاقاً من المسؤولية الدينية والاجتماعية في تربية الأبناء، منبهاً إلى أن العطلة الصيفية يجب ألا تكون فرصة للفراغ بل “فرصة ذهبية” لاستثمار الوقت في بناء الأجيال وتحصينهم فكرياً وروحياً على مكارم الأخلاق والشعور بالمسؤولية.
وتشير خطاباته إلى أن من أهم ما تحتاجه الأمة في هذه المرحلة هو تعزيز ثقة الأجيال بالله وبالقرآن الكريم كمصدر للهداية والبصيرة والنجاة، حتى تستعيد فاعليتها وقوتها وتنتقل إلى حالة المنعة والقوة والتمكين.
ويلفت إلى أن البناء القرآني للجيل في هذه المرحلة هو البناء الصحيح القائم على أسس إيمانية راسخة.
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية، تشير محاضرات السيد القائد إلى أن الدورات الصيفية تشهد تطوراً متزايداً في أعداد المشاركين وتنوع البرامج، ما يعكس إصرار الشعب اليمني على مواصلة مسيرته التعليمية كجزء من “المشروع التحرري” الشامل، وفي الوقت نفسه، يحذر من محاولات “الاختراق” الخارجي عبر إقامة دورات موازية تروج لأجندات معادية، داعياً إلى تعزيز الرقابة الرسمية عليها.
و تبرز الدورات الصيفية في اليمن، من منظور السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، كأكثر من مجرد نشاط موسمي، بل كمشروع وطني استراتيجي يهدف إلى بناء جيل المستقبل وحماية الهوية والمساهمة الفاعلة في إفشال كافة المخططات التي تستهدف اليمن والأمة وقيمها ومقدساتها.
المسيرة نت