الدورات الصيفية في أمانة العاصمة.. إقبال فاق التوقعات لتحصين الأجيال
في ظل تنامي الوعي الشعبي والمجتمعي، واهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى ببناء جيلٍ واعٍ متسلحٍ بالثقافة القرآنية والتربية الإيمانية، تشهد الدورات الصيفية في أمانة العاصمة تفاعلاً وإقبالا مكثفاً فاق التوقعات خلال الأسابيع الماضية.
ومع مضي الأسبوع الثالث من تدشين الدورات الصيفية في أمانة العاصمة للعام 1444هـ، يتزايد إقبال الطلاب والطالبات للالتحاق بالمدارس الصيفية بكافة المديريات، التي يتجاوز عدد الملتحقين فيها حتى الأسبوع الماضي، 87 ألف طالباً وطالبة.
بناء أجيال:
يأتي إقامة الدورات الصيفية من منطلق المسؤولية الدينية في بناء وإعداد الجيل الصاعد وتزويده بالعلم والمعرفة وحمايته من سموم الحرب الناعمة والثقافات المضللة والمنحرفة، في ظل استهداف أعداء الأمة ومخططاتهم التآمرية، وحربهم التضليلية الرامية إلى خداع وتضليل المجتمعات وإفسادها والسيطرة عليها والتحكم بها.
وفي إطار ترجمة موجهات قائد الثورة، دُشنت الدورات الصيفية في مديريات العاصمة، بزخم وتحرك رسمي ومجتمعي واسع يُجسد المسؤولية التي تقع على عاتق الجميع في دعم وإنجاح هذه الدورات وتحقيق أهدافها في بناء قدرات الأبناء والطلاب، وتزويدهم بالمعارف القيمة، وترسيخ الانتماء والهوية الإيمانية في نفوسهم.
785 دورة صيفية:
افتتحت أمانة العاصمة، ممثلة باللجنة الفرعية للدورات الصيفية، حتى 27 شوال، أكثر من 785 دورة صيفية مفتوحة ونموذجية ومغلقة؛ موزعة على المديريات العشر، يعمل فيها أكثر من سبعة آلاف عامل وعاملة.
تهدف الدورات الصيفية إلى استثمار أوقات العطلة الصيفية في تنوير الطلاب والطالبات، وتوسيع مداركهم وتنمية مهاراتهم في المجالات الدينية والعلمية والثقافية والرياضية والاجتماعية، واكتشاف مواهبهم وإبداعاتهم المختلفة، وبما يعود بالنفع عليهم وعلى أسرهم والمجتمع.
تهيئة وتحضير مبكر:
سبق تدشين أنشطة وبرامج الدورات الصيفية، في أمانة العاصمة، اجتماعات موسعة لقيادات السلطة المحلية واللجنة الفرعية للأنشطة والدورات الصيفية والمكاتب التنفيذية ذات العلاقة والمديريات، والتحضيرات والإعداد والتهيئة لها منذ وقت مبكر، وإقرار خطة شاملة لتحديد وتنظيم مسارات العمل والتنفيذ، وحشد الجهود والإمكانيات المتاحة لإقامتها، وتحفيز المجتمع على إلحاق الأبناء فيها.
تضمنت خطة التهيئة للدورات الصيفية تفعيل دور الجهات الرسمية والمجتمعية، والقيادات المحلية والوجهاء والمشايخ والشخصيات الاجتماعية، في مساندة وإقامة الدورات الصيفية وإنجاحها، وتحقيق غاياتها الإيمانية والمعرفية، وتنمية مهارات وصقل مواهبهم المختلفة.
وتركّز أولويات خطة العمل على تنفيذ موجهات قائد الثورة، والخطة الرئيسية والأدلة الإرشادية التنظيمية للبرامج والأنشطة الصيفية بإشراف اللجنة العليا للأنشطة والدورات الصيفية، التي شملت إقامة برامج ودورات تدريبية لمدرّبي ومسؤولي هذه الدورات واللجان التنفيذية في المديريات والقائمين عليها والكوادر التعليمية.
تحصين الأبناء:
تحظى الدورات الصيفية 1444هـ، في أمانة العاصمة، باهتمام رئيس المجلس السياسي الأعلى، انطلاقاً من توجيهات القيادة الثورية التي حثت على رعاية الدورات الصيفية، ومسؤولية الجهات الرسمية في الإشراف عليها.
عكس ذلك الاهتمام زيارة رئيس المجلس السياسي الأعلى، خلال الأيام الماضية للدورات الصيفية في مديرية السبعين في أمانة العاصمة، بهدف تحفيز الطلاب والطالبات وتشجيعهم على الاستفادة من برامج وأنشطة هذه الدورات.
وقال الرئيس المشاط، خلال الزيارة: ” زيارتنا للدورات الصيفية بعد ثمانية أعوام من العدوان الأمريكي – السعودي، الذي كان من أبرز أهدافه تدمير العملية التعليمية، واستهداف المدارس، وقطع مرتبات المعلمين، وتجهيل الشعب اليمني، وبفضل الله وجهودكم ووعي أبناء الشعب اليمني فشلت كل أهداف العدوان”.
وأكد أن زيادة الإقبال على الدورات الصيفية كل عام تعكس وعي الشعب اليمني وإدراكه أهمية هذه الدورات، وما يحصل عليه الطلاب من فوائد وعلوم وتربية على القيم الأصيلة والمبادئ الإيمانية.
وبيّن أن أهم مميزات الدورات الصيفية أن يتثقف النشء والشباب بثقافة القرآن الكريم واكتساب العلوم النافعة والوعي والنظرة الثاقبة والصحيحة، وأن ينشأ جيل لديه العلم والمعرفة والوعي والبصيرة الكافية، ولا يمكن أن يخدع، أو أن يأتي أي مضل ليستغفله.
تفاعل رسمي ومجتمعي:
تتوالى الزيارات الميدانية لقيادات الدولة والحكومة ورؤساء وأعضاء مجالس النواب والشورى والقضاء والوزارات والهيئات والمؤسسات العامة وقيادة ووكلاء الأمانة ومدراء المكاتب التنفيذية والمديريات وقيادات مجتمعية، لتقديم الدعم المعنوي لطلاب الدورات الصيفية والقائمين عليها ومتابعة مستوى تنفيذ الأنشطة والبرامج وتوفير احتياجاتها.
شملت الزيارات الرسمية والمجتمعية الماضية مبادرات وقوافل متنوّعة قدمتها عدد من المكاتب التنفيذية والمديريات والمجتمع، لدعم كوادر الدورات الصيفية، وتشجيع الطلاب على الالتحاق بها وتوزيع سلال ومواد غذائية وملابس ومستلزمات رياضية للملتحقين فيها.
وحسب تقرير اللجنة الفرعية للأنشطة والدورات الصيفية في الأمانة، بلغت عدد الزيارات من الجانب الرسمي والمجتمعي أكثر من 15 ألفاً و112 زيارة ميدانية خلال الأسابيع الماضية بكافة الدورات الصيفية بالمديريات.
ونوّه أمين العاصمة، حمود عُباد، بمستوى الاهتمام والتفاعل الرسمي والمجتمعي غير المسبوق التي تحظى به الدورات الصيفية لهذا العام، ترجمة لتوجيهات قائد الثورة بدعم هذه الدورات وإنجاحها؛ لتقديم رسالة لأعداء الشعب اليمني والأمة بصورة عامة، بإعداد وبناء جيل قوي متسلح بالمعرفة والثقافة القرآنية للنهوض بالأمة.
وثمن جهود كوادر ومعلمي الدورات الصيفية المفتوحة والنموذجية والمغلقة، ومستوى تفاعل المجتمع مع أنشطتها وبرامجها؛ لتعليم الطلاب الثقافة القرآنية والتربية الإيمانية، وبناء وتنمية شخصيات وسلوكيات النشء والشباب، وصقل مواهبهم في مختلف المجالات.
وأشاد عُباد، بمستوى الإقبال المتزايد للطلاب والطالبات على المدارس الصيفية بكافة المديريات، الذي يعكس وعي وحرص أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم للاستفادة من أنشطتها، واستغلال أوقات العطلة الصيفية بما يعود عليهم بالنفع.
وأكد أهمية الدورات الصيفية لما تُقدمه من برامج ومعارف إيمانية وثقافية وتربوية وأنشطة متعددة تعنى ببناء قدرات ومهارات الملتحقين بها، وتعزز روحية الانتماء الوطني والهوية الإيمانية، والتحصن بهدى الله والقرآن الكريم.
ودعا أمين العاصمة الجميع إلى التحرك بمسؤولية لدعم وإنجاح الدورات الصيفية، وتحقيق أهدافها لتربية وبناء الجيل الصاعد علمياً وثقافياً وبدنياً، وتحصينه من الانحراف والثقافة المغلوطة ومخاطر الحرب الناعمة.
حضور متميز:
تكتسب الدورات الصيفية أهمية بالغة في استثمار العطلة الدراسية لإكساب الطلاب مهارات، واكتشاف وصقل مواهبهم وإبداعاتهم، وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات.
وأشاد وكيل أول أمانة العاصمة – رئيس اللجنة الفرعية للدورات والأنشطة الصيفية، خالد المداني، بالإقبال الواسع الذي تشهده الدورات المفتوحة والنموذجية والمغلقة في المديريات، والحضور المتميز للطلاب والمعلمين.
واعتبر الدورات الصيفية مراكز بناء وعطاء وعلم تُنمي معارف وقدرات الأجيال في العلوم الدينية والمعرفية وترسيخ الثقافة القرآنية والهوية والانتماء الوطني، وتنمية الوعي ومشاعل الحرية والعزة والكرامة في نفوسهم.
ولفت المداني إلى مسؤولية المجتمع وأولياء الأمور في إلحاق الأبناء بهذه الدورات.. مثمناً جهود المعلمين في تنشئة الأجيال وغرس القيم الدينية والتربوية والاهتمام والرعاية بالطلاب، وتحصينهم من الانزلاق في الثقافات السلبية الدخيلة على المجتمع اليمني.
وأكد أهمية إنجاح أنشطة وبرامج الدورات الصيفية، وتحقيق أهدافها في تسليح الأجيال الناشئة بهدى الله والقرآن الكريم؛ باعتبار ذلك منطلقا لتنظيم شؤون الأمة في شتى مجالات الحياة، وتنمية المواهب والمعارف العلمية والتأهيلية.
وعدّ وكيل أول أمانة العاصمة هذه الدورات خياراً أمثل، وغاية نبيلة لحماية النشء والشباب من مخاطر الغزو الفكري والحرب الناعمة والثقافات المضللة التي يروج لها الأعداء.. حاثاً الطلاب على الاستفادة من الدورات وتحقيق الأهداف المرجوّة من إقامتها.
ونوّه بجهود القائمين على الدورات، وبما تتضمنه من برامج وأنشطة، خاصة في حفظ القرآن الكريم وعلومه، وتعزيز الثقافة القرآنية، ودروس التقوية في المواد العلمية.. حاثاً على تكاتف الجهود لدعم الدورات الصيفية، وتنوير الأبناء والطلاب، وتوسيع مداركهم، وتحصينهم من الأفكار الهدامة التي تشنها قوى الاستكبار لتثبيط أبناء الأمة.
إقبال متزايد:
يعكس الإقبال المتزايد على الدورات الصيفية في مديريات الأمانة مستوى الوعي المجتمعي واستشعار المسؤولية والمساهمة الرسمية والشعبية الواسعة في دعمها وإنجاحها؛ نظراً لأهميتها في بناء جيل متعلم ومثقف بالثقافة الإيمانية والقرآنية.
وأوضح مدير مكتب التربية والتعليم في أمانة العاصمة – نائب رئيس اللجنة الفرعية للدورات الصيفية، عبدالقادر المهدي، أن عدد الدورات الصيفية للطلاب 388 مدرسة، تستوعب أكثر من 44 ألف طالب في كافة المديريات، و397 مدرسة للطالبات تضم 43 ألف طالبة.
وأكد أهمية هذه الدورات في أحياء مديريات الأمانة؛ باعتبارها إحدى أهم جبهات الوعي الثقافي التي تغيظ الأعداء، وتسهم في مواجهة الغزو الفكري الذي يستهدف أجيال الأمة.. حاثاً على الاستفادة علوم القرآن والسنة النبوية والبرامج الثقافية والمهارية والمهنية والفنية.
أنشطة متنوعة:
تتعدّد أنشطة الدورات الصيفية للعام الجاري، ما حفز الطلاب على الإقبال عليها، والانخراط فيها، بما في ذلك الرياضية والترفيهية والثقافية وغيرها.
ووفقاً لنائب رئيس اللجنة الفرعية للدورات الصيفية المهدي، بلغ إجمالي الأنشطة الدينية الرياضية والفنية والثقافية والاجتماعية والحرفية والمهارية والزراعية وأخرى أكثر من 37 ألفاً و651 نشاطاً، وخمسة آلاف و506 إذاعات يومية خلال الثلاثة الأسابيع الماضية على مستوى الفصول الدراسية.
وأفاد بأنه تم تنفيذ 326 رحلة ترفيهية وثقافية للطلاب، وإقامة ألفاً و18 أمسية وفعالية، و271 معرضاً فنياً لمشاركات الطلاب والطالبات مما تعلموه من أنشطة وبرامج الدورات الصيفية الإبداعية والمهارية.
وأكد المهدي أن العام الجاري شهد زيادة في عدد الدورات الصيفية والطلاب المشاركين فيها بمديريات الأمانة، مقارنة بالعام الماضي، في ظل تضاعف الأعداد والتسابق لحجز مقاعدهم.. مثمناً جهود القائمين على الدورات، وما يبذلونه في تزويد الطلاب بالمعارف والعلوم الدينية والثقافية والرياضية، وتنمية المواهب.
وتطرق إلى دور المدارس الصيفية في تعليم النشء والطلاب القرآن الكريم وعلومه الشرعية، وتنمية مداركهم العلمية، وتطوير قدراتهم المعرفية والفكرية والبدنية، وتعزيز مهاراتهم الإبداعية، وحمايتهم من الثقافات الخاطئة والحرب الناعمة.
وأشار إلى أهمية العمل التربوي في تعزيز الثقافة القرآنية والتربية الإيمانية، والاهتمام بتنوع الأنشطة والبرامج الهادفة إلى حماية الأجيال من الثقافات الدخيلة التي يحاول أعداء الإسلام زرعها في أوساط النشء والشباب.
وفي ظل اهتمام الدولة والحكومة المكثف بالدورات الصيفية، ودعم الملتحقين فيها، ستكون الثمار إيجابية مستقبلاً في بناء جيلٍ واعٍ ومتعلمٍ وفاعلٍ يبني اليمن ويحافظ على ولائه وهويته الإيمانية والوطنية وثقافته الأصيلة النابعة من كتاب الله – عز وجل.