الدكتور يوسف الحاضري يكتب عن مقابلة الأستاذ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا على قناة المنار 8 اغسطس 2016م
لم يترفع الاستاذ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا عن الرؤية المجتمعية التي تسود المجتمع اليمني ككل في نظرتهم جميعا إلى المفاوضات ككل والى مفاوضات الكويت خاصة بأننا جميعا لم ولن نعول عليها في شيء رغم أننا دفعنا بكل طاقتنا لإنجاحها لذا كنا في الداخل في أعلى جهوزية ….
وأيضا مازال الاستاذ الحوثي ممتلكا للنفسية القرآنية التي ترعرع فيها وفي مسيرتها دون أن يؤثر عامين من التربع على كرسي السلطة في اليمن عليه في شيء … فكلامه القرآني قبيل التربع مازال هو حينما كان متربع ومازال هو بعد التربع … أمريكا هي التي تفشل كل المفاوضات ..امريكا هي العدوة الاولى لنا … امريكا امريكا … هكذا كان طرحه الدائم وهي بالفعل امريكا وليس غير أمريكا ويشاركه أبناء اليمن أجمع وايضا تشاركه روسيا التي وصف موقفها الاستاذ الحوثي وصفا دقيقا حينما قالت روسيا (ان هناك اطرافا معينة تعرقل الحوار ) … فأقتبس من أسلوب الطرح لممثل روسيا في الامم المتحدة ما لم يستطع ان يقتبسه الا من يمتلك رؤية نورانية قرآنية عظيمة حيث قال الاستاذ الحوثي ( لهجة روسيا توضح انها تتكلم الى ند لها وليس الى دولة عربية لأن الدول العربية لا تحترم ) … وبالفعل لو كانت روسيا تقصد دولة عربية كان سيذكرها بالاسم وبكل استهجان ولكن ذكر المعرقل بأسلوب الإشارة .. إشارة الند روسيا للند أمريكا .
: مصلحة أمريكا من الحرب ؟؟
إستطاع الاستاذ الحوثي بعبارة بسيطة جدا ان ينفي ما يتداوله الكثير ان هدفها هو صناعة ملفات ضد النظام السعودي تستطيع من خلاله تنفيذ ما تريده منها بقوله ( امريكا لا تبحث عن مبررات لاي تدخل لها عوضا عن ان امريكا تمتلك ملف 11 سبتمبر ضد النظام السعودي ) … ثم بدأ بوضع النقاط على الحروف عن أهداف ةمصلحة امريكا مبتدأ بكلمة شاملة ووافية بقوله (اسرائيل) … حيث وضع عدة رؤى مقنعة تماما معتمدا على أحداث حصلت قبل العدوان وخلال العدوان أهمها تنقلات رئيس الوزراء الصهيوني من دولة الى دولة ووصفه لانصار الله بالمتمردين وهذا الوصف بالفعل لا يصدر الا ضد من يعتبره عدو له … واسرائيل يعتبر اليمن عدوة له ، ومن هذا المنطلق شكلت تحالف بقيادة السعودية ضد اليمن …كونها تدرك ان سيطرة الحوثيين على باب المندب سيهدد الامن الاسرائيلي وان الخطر الذي مازال باق ويهدد اسرائيل يتمثل في اليمن بحركته الجديدة .
قصة التحالفات /
عكس طرح الاستاذ الحوثي عن التحالفات في العصر الحديث وفي السابق والتي تتشكل ضد الحق بأن وراءها دائما اليهود ، وبدأ بتحالف الاحزاب ضد النبي والذي كان بإيعاز وتخطيط يهودي .. ثم تحالفات امريكا ضد العراق وافغانستان وليبيا واليمن كلها يصب في مصلحة اليهود وبتخطيط يهودي بحت
(الذي لم يقبل بالحلول قبل عدوانهم على اليمن لن يرضى بحلول بعد ما ضحوا وانفقوا ما انفقوه )
بهذه الرؤية السليمة كان رد الاستاذ الحوثي على تساؤلات المذيع وكثير من الناس عن موضوع اجتماعات الوفد الوطني بالدول ال13 في الكويت وغيرها من إجتماعات أخرى مبينا للجميع ان هذه الاجتماعات معهم مثلها مثل وساطات المبعوث الاممي مثلها مثل رؤية وفد الرياض ومن خلفهم أن هؤلاء يريدون حل جزئي فقط وليس حلا شاملا لمشكلة اليمن ، مرسلا بذلك رسالة للجميع من ابناء اليمن ان العدوان وتخالفاته لا يريد الخير لليمن ارضا وانسانا وانما يسعى فقط لتنفيذ أجندته واهدافه فقط لا غير وهو تركيع الشعب اليمني …
ليستطرد الاستاذ الحوثي بقوله ( وهؤلاء لم يحاولوا ان يفهموا الانسان اليمني وطبيعته على الاطلاق ) … ومن لم يفهم الانسان اليمني فلا يحاول ان سعى لمساعدته في استقراره لانه لم يتعب نفسه في امور بسيطه فكيف سنقنتع عما يريده في امور عظيمة … ايضا أشار الاستاذ الحوثي ان جزئية عدم فهمهم للانسان اليمني هو شيء ايجابي وفي مصلحة صراعنا ضدهم لأن هذا يبقي عامل البطولة والصمود في صفنا وانتصارنا … لينهي الاستاذ الحوثي رده بقوله (مطلبنا هو حل شامل وليس جزئي) وهذه الرؤية هي التي يسعى لها الجميع في اليمن ولا يسعى اليها من اعداء اليمن ليبقى الصراع محتدما ولكن بشكل طبق الاصل للحاصل في سوريا …
(رزانة الاستاذ الحوثي في ابداء آراءه )
حاول المذيع ان يستفز الاستاذ الحوثي من خلال سؤاله (عن امكانية توقيع اي اتفاق سياسي في الاراضي السعودية كإشتراط سعودي بذلك ) … فلم يتأثر الاستاذ الحوثي بهذا الطرح ويخرج عن طوره ويتكلم بعاطفته … ولكنه أجاب بروحية الانسان السياسي الواعي فرد عليه بأسلوب أكثر سياسية ووعيا بقوله (قبل ان نتكلم عن مكان التوقيع دعونا الان نتكلم عن اتفاق يرضي الشعب اليمني ) وهذا بالفعل عكس قوة وصلابة ووعي الاستاذ الحوثي والذي لم يستبق الاحداث ويتكلم عن امر يحتاج للحديث عنها خطوات كثيرة هي أهم من هذه الخطوة تاركا الحديث عنها للهواة او للمتكبرين او للعوام الذين لم يضعوا فوق كاهلهم هموم وتطلعات المجتمع ، لأن من وضع على كاهلة تطلعات واهداف المجتمع يدرك تماما كيف يتكلم ويدرس خطوته التالية ثم التالية بالتدرج وليس بالقفز فوق الواجب الى اللاموجود.
( من لم يستطع أن يحكم أراضي تحت سيطرته فبطبيعة الحال لن يستطيع ان يحكم أراضي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية )
بهذه الرؤية شخص الوضع والهدف لدول العدوان من سعيهم لاسقاط المحافظات التي تحت سيطرة الجيش اليمني ولجانه الشعبية ، مرسلا رسالة للجميع ان هؤلاء لا يسعون الى النظام والاستقرار والخير لليمن بل يسعون لذبحها كما تذبح عدن وبقية المناطق المسيطرون عليها ، ويسعون لتدمير اليمن كما هي مدمرة المناطق وتدمر المناطق المسيطرون عليها ويدمرون كل اليمن بطائراتهم ، ويسعون أيضا لنشر المشاكل وسفك الدماء وتمكين الدواعش والارهاب من بقية المناطق