الدكتور مصباح الهمداني يكتب عن الجريمة المروعة التي أرتكبها مرتزقة العدوان بحق أحد أسرى الجيش واللجان الشعبية ! “صبرًا يا إب الخضراء”
الحقيقة/ كتب/د/مصباح الهمداني
منذ شاهدت مقطع الأسير الجريح، وعيني لم تنم، وقلبي يتألم، وكلما كتبتُ موضوعًا أقوم بمسحه، وأترددُ كثيرًا بعد كتابته..
لم أصدِّق بأن الفاعلين يمنيين..ولم أتخيل بأنهم مسلمين!
أيُعقَلُ أن يكون أولئك ورثة الإيمان والحكمة!
تفاجأت وانصدمت وأنا أسمعهم يتبادلون الحديث فيما بينهم، والأسير الجريح ممددٌ بين جراحه، ومستضعفٌ بين آلامه..وينادي أحد المجرمين على رفقائه بقوله:
(معانا أسير نخلص علوه.. والشباب يشتوا يغتلوه والا نقيبوه يا ابو عبيدة)
ثم يصيحُ آخر:
(غُل لابو عبيده الرجال ما شيفلتونوش لانو من القبايل)
ثم يكرر آخر ويقول:
(نخلص على الأسير هو جريح نخلص علوه..هو من القفر)
ويصيح آخر من بين المتزاحمين،ويقول للواقف بجوار الأسير:
(ادعس بلغفوه)
ويرفعُ المجرمُ الجبان نعاله المستوردة من الفاعل الحقيقي والآمر الفعلي ويضعُ الوغدُ حذاءه فوق رأس الأسير الجريح، ثم يركلُ وجهه وأسنانه بقوة…
ويأت الصوت من أحدهم بعدَ أخذِ الإذن من قادتهم ليقول:
(خلص علوه يا عبدوالمليك أنت لحالك)…
كان الأسير الجريح في تلك اللحظات الحرجة يقول لهم:
-أنا في وجيهكم..أنا في وجيهكم…
كان يرددها مرارًا علها تشفعُ له..
يجيبه الواقف الجبان:
-ووجهك في حذائي.
يصرخ الأسير فيهم وهو يرى الموت يقترب منه:
-نحن نرعى أسراكم ونداوي جرحاكم، فعاملونا بالمثل.
ويجيبه الواقف:
-ونحن نسحلكم، ونسلخكم، ونفقأ أعينكم، ونعلقكم…
يرد عليه الأسير الجريح:
-أهكذا يأمركم دينكم ؟
ويجيبه النذل الحقير:
-دينكم لكم ولنا ديننا..
وتتوالى الصيحات من الحاضرين (اغتلوه اغتلوه)…
ويبدأ الواقف برش الجريح بطلقاتٍ متتالية..
ويرفعُ الجريح يده ويطلق صوته:
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله..الموتُ لأمريكا..
ثم ينقطعُ صوته وتسقط يده..
ويبتعد المجرم عن الأسير قليلاً، لتبدأ جريمة ثانية يشارك فيها الجميع وكل واحدٍ يفتح رشاشه ويطلق زخات الرصاص على الجسد الطاهر المدمى…
ويقترب المجرمُ ثانيةً ليقوم بالجريمة الثالثة ويدفعَ الجريح بقدمه النجسة حتى أسقطه من ذلك الجبل الشاهق…
لقد سقط الجسد الطاهر، وسقطت معه كل أخلاقيات الغزاة ونعالهم القذرة…
لقد سقط الجسد الطاهر، فيما صعدت الروح المؤمنة النقية المخلصة إلى بارئها فائزةً منعمةً مكرمة…
لم يكُن أولئك المجرمون الأنذال الأراذل يمثلون أنفسهم فقط، بل هم يمثلون أمريكا والصهاينة، ونعالها الرخيصة في السعودية والإمارات، ونعال النعال من الدواعش والمقاولة وما يسمى بالشر/عية…
فيا قبائل اليمن، ويا حماة الوطن؛
الثأر الثأر، والعرض العرض، والشرف الشرف…
فوالله لم تبقَ جريمة ولا شائنة ولا معيبة يعرفها الشيطان إلا واقترفها الغزاة وعبيدهم…
فقد اغتصبوا، واختطفوا، واغتالوا، وسجنوا، وعذبوا، وأحرقوا، وسحلوا، ومازالوا يفعلون الأفاعيل كل يوم في المناطق التي تحت أيديهم…
ولأبناء تعز المتواجدين في صنعاء والذين أصبحوا بعد الحرب يشكلون نصف العاصمة؛
عليكم أن تتبرؤوا من هؤلاء القتلة المجرمين قولاً وعملاً..
فمن العيب الكبير أن تشغلوا جميع أبنائكم في التجارة وجمع المال، بينما الأراذل يقومون بهذه الجرائم..فالواجبُ عليكم أن تكونوا في المقدمة لغسل هذا العار، ودفن هذا الشنار الذي لا يمثلكم ولا يمثل محافظتكم وإنما هو وباءٌ دخيل، وشرٌ نزيل، جاء به كل حقير وعميل، فاحملوا بنادقكم وشاركوا بقوة وفاعلية، فقد حان الردعُ لأولئك المرتزقة…
وصبرًا يا إب الخضراء، فالشهيد ابن الوطن وثأره ثأر اليمن..