الدكتور مصباح الهمداني يكتب عن:ترليونات الحرب والغرف المظلمة
صحيفة الحقيقة/ كتب/د،مصباح الهمداني
ترليونات الحرب!
توقفتُ مندهشًا أمام إحصائية لثلاثة شهور(فقط) تتحدث عن (بعض) تكاليف الحرب التي تتحملها المملكة والإمارات، وشعرتُ بالألم وأنا أرى هذه المليارات تذهب للأمريكان والبريطانيين والفرنسيين والإسرائيليين كغنيمة باردة، مقابل السلاح والمشاركة والسكوت عن دماء أطفالنا ونسائنا وحصارنا وتجويعنا ونسف بنيتنا التحتية..
وتألمتُ كذلك وأنا أعيد النظر كرتين في تلك الشعوب المغلوبة على أمرها في مملكة بني سعود وإمارات عيال زايد وهم يسيرون في مسلسل التقشف ثم الابتزاز ثم الضرائب ثم التهديد ثم السجون؛ منذ بدأت الحرب وحتى الآن بوتيرةٍ تصاعدية مخيفة.
وإن استمرَّ صمتهم أكثر فسيصلونَ جميعًا إلى أن تُنتهكَ أعراضهم ويُجرون كالخِراف من بيوتهم، وتُسلب وتصادر حقوقهم وأملاكهم بأمر الوالي السفيه وبأيدٍ كولومبية أو سنغالية أو صهيونية..
وأكثر وجعًا من هذا وذاك أن هذه المليارات لو أُنفقَتْ في مساعدة الشعوب المسلمة لجلعت اليمن وخمس دولٍ عربيةٍ أخرى؛ في مصاف الدول المتقدمة.
وقد اختتم الدكتور الإعلامي:زوبع كلامه بحقيقةٍ مُؤلمة لكل عربي حُر، ستقرؤونها في الخاتمة…
وهذه هي إحصائية بعض التكاليف لثلاثة شهور فقط:
489 صاروخ باتريوت لإسقاط163 صاروخ باليستي=1.467 مليار$
تشغيل الطائرات المشاركة في الحرب=230مليون$ يوميا
90 ألف طلعة جوية نفذها الطيران=8.1مليار$
استئجار طائرات الاستطلاع المبكر(أواكس)=250ألف$/ساعة
استئجار قمرين صناعيين للأغراض العسكرية=2مليون$/ساعة
استئجار بارجتين حربيتين+6فرقاطات كاملة العتاد=27 مليار$/3شهور
منح أمريكا وأوروبا نفطا بأسعار منخفظة بفرق=150 مليون $ يوميا
صفقات سلاح من أمريكا=150مليار$
صفقات طائرات رافال من فرنسا=36 مليار$
التايمز البريطانية قدرت تكلفة الحرب=200مليون$ يوميا
بما يعني في ال5 أيام= مليار$
وفي الشهر =6 مليار$
وفي الثلاثة أشهر=18 مليار$
فورن بوليسي الأمريكية قدرت تكلفة الحرب=362 مليار$/ 3 شهور
بما يعني في السنة =1.5 ترليون $
في 3سنوات = 4.5 ترليون $
وكم كان دقيقًا الدكتور حمزة زوبع حين قرأ هذه الإحصائية وقال معلقًا:
(أنا العبد الغلبان زوبع أشتري بهذه المليارات اليمن والبحرين والعراق وسوريا وفلسطين، ولبنان وأعيد إعمار مصر..اديني تريليون دولار بس لإعمار مصر)
هل علمتم الآن لماذا يُدافع الصهيوني والأمريكي والبريطاني عن الأنظمة النفطية الأسرية المستبدة الكهنوتية..
ولماذا حركوا جُندهم وعملاءهم لحرب اليمن منذُ وجدوا فيها قائدًا حُرًا شجاعًا أبيًا؛عرف الداء منذ وقت مبكر، فأطلق صرخة الوعي والبناء والإعداد في وجه المستعمرين الحقيقيين..
هل علمتم الآن أين تذهب؛ ترليونات تكاليف الحرب!
هل علمتم الآن أين تذهب عائدات النفط والحج!
هل علمتم الآن لماذا جاء الكفر بنفسه ومعه الأذيال كلهم؛
لمحاربة قائد الأحرار والثوار والمستضعفين في هذا العالم…
الغرفة المظلمة!
للفيلسوف والشاعر المناضل الكوبي خوسيه مارتي-إن لم تخني الذاكرة-قولاً سديدًا يقول
إن مبدأ صحيحاً ينطلق من أعماق كهف، أقوى من جيش كامل..
ولو أدرك الفيلسوف ما أدركنا وشاهدَ المبدأ الصحيح يواجه اليوم جيوشَ 16 دولة ومثلها مرتزقة وأضعافها دول خلف الستار؛
لكان في طليعة الأحرار المقاتلين..
ولم تكن المواجهة مع كل هذه الجيوش عبثية أو مزاجية أو نزوة؛ لكنها كانت ومازالت ضرورة، وواجبا، وحتمية، خاصةً بعدَ أن وصلَتْ إلى العرض بعد الأرض، وقد قال الله في محكم كتابه
(كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)، وقال الإمام علي كرم الله وجهه” أفضل الأعمال ما أكرهتَ نفسكَ عليه”
وكم كان السيد القائد عبد الملك دقيقًا في توصيف المرحلة منذ بدايتها حتى اليوم في جملة واحدة حين قال:
“تقول له أنا أخوك في الإسلام و شريكك في الإنسانية تعال نتحاور ونتفاهم ، يجيبك بأعتى أنواع الأسلحة ليقتل الأطفال والنساء.. وهذا الإجرام لا يمكن أن يواجه سوى بلغة التصدي و المواجهة”
ومنذ بداية الحرب وحتى اليوم ونحن نرى آيات الله ترافق المدافعين عن الأرض والعرض، وكما للبحر مد وجزر كذلك للحرب موازين وخطط، وما إن رأى المرتزقة بعض الثغرات التي نفذ منها الغزاة حتى ظنوا بأن المعركة قد انتهت، وقد كانت فرحتهم كبيرة بدخول الغزاة إلى عدن، ولم يعلموا بأنَّ رجال الله لهم رؤية ومبدأ ومقاييس خاصة وكما قال الإعلامي يسري فودة “ليس عارًا أن يدخل عدو إلى دارك رغم أنفك، لكن العار أن يخرج سالمًا أمام عينيك”..ولم يعلموا بأن الأحرار لا يخضعون ولا يتوقفون عن قتال الغزاة وطردهم، وكما قال أحمد ياسين يومًا”أنا أحب الحياة جداً، لكني أرفض الذل والخضوع والعدوان على نفسي”
ومع أن الحرب كما وصفها أدولف هتلر؛ بأنها كفتح غرفة مظلمة لن تعرف أبدًا ما الذي سيحصل عند فتح هذا الباب..
وقد كانت مملكة بني سعود تتصدر نعال العملاء وتقود أذيال الارتزاق، وظنت أن فتح الغرفة المظلمة سيفتح لها أبواب نصرٍ سريع، وستكون رسالة للعالم كله بأنها الأقوى والأكبر والأقدر على إخضاع الشعوب الحُرة، والأصدق والأخلص للمستعمرين وربيبتهم إسرائيل..
لكنَّ مملكة قرن الشيطان ومعها الأذيال اصطدمت بعد فتح الغرفة المظلمة بخروج ملايين الأسود والنمور..
وحين نمسك الخيط من طرفه، ونضع أعيننا على آخر مشاهِدِ المعركة، نرى العجبَ العُجاب، ولا نتوقَّف عن التسبيح والشكر والتحميد، ونحن نشاهد أولئك الأسود وهم ينكلون بالعدو أشد تنكيل ويسطرون ملاحم لم يُكحل التاريخ صفحاته بمثلها..
وقد كانت وحدة القناصة تترقب المختبئين؛ وما إن يظهر الواحد منهم رأسه، حتى يسقط سقوطًا لا قيام بعده، وقد تم حصاد تسعة في صرواح بمارب، وثلاثة بالتحيتا، وأربعة بجيزان، وآخر في جبال عليب بنجران، ومرتزق بالدريهمي، وآخران في عصيفرة بتعز..
ويأتِي رجال الرجال بأسيرين سعوديين هما(عبد العزيز القرني، وأحمد السعن)،وتعترف المملكة بمقتل أربعة بينهم ضابط..
وفي تباب المطار والزغن بصرواح صفحةٌ فريدة، ومجزرة جديدة؛ لآليات ومدرعات الغزاة، ينحني أمام المشاهِد كل الحروف والكلمات، وخاصةً وقد اعتلى الأبطال مدرعات الغزاة وداسوها بنعالهم الشامخة، ثم أخذوا يقلبون في ما خلفه المرتزقة الهاربين من ريالاتٍ سعودية، وبطائق شخصية، وسجلات عسكرية، وسلاح كثير..
وكانت الجوف تسطر أنصع البطولات والتي تم فيها السيطرة وتطهير جبل اللقم الاستراتيجي في المهاشمة بخب والشعف خلال عملية هجومية واسعة على الجبل، وحاول المرتزقة استعادة الجبل والطيران يرافقهم لخمس ساعات إلا أنهم فشلوا وعادوا بالخزي والتنكيل..
وفي ميدي يترقب النمور لمدرعة بي إم بي ويصيدونها بعبوة ناسفة..ولكي لا يتوقف التنكيل فقد كان الأشبال على موعد في غرب مجازة بعسير وهجوم مباغت على مرتزقة سودانيين وتنكيلهم مع من معهم..
وفيما كانت المملكة السعودية تستغيث العالم بدعوى حماية الملاحة البحرية من صواريخ الجيش واللجان، كان التصنيع الحربي يخاطب القوة الصاروخية بأن الصواريخ المكدسة الجاهزة أصبحت كثيرة جدًا..فيقرر القادة إطلاق صاروخ باليستي قصير المدى على الجريبات في البيضاء ليجعل من عشرات السيارات المتجمعة والجيوب المنتفخة أثرًا بعد عين..
وفي حيس خاصة والساحل عامة؛ كادت مضادات الدروع تنافس القناصات في دقة التصويب، وقد تم تدمير آلية، وإعطاب أخرى، واغتنام أسلحة متوسطة..
وصاروخٌ موجه آخر يلاحق أحد الأطقم في صرواح، ويصيده في منتصف الجبل، ويلقى كل من عليه من عملاء مصرعهم..
وفي شبكة حوران بالبيضاء تم قتل وجرح العديد من الأراذل..
وأما في ناطع، فقد كان الحصاد أكبر، وحرارة الموت أكثر، والتنكيل أدهى وأمر، فقد زحف المستأجرون المرتزقة بأعدادٍ كبيرة، وبغطاءٍ جوي مكثف، لم يفارق السماء، لكنَّ الله أقوى، وعباده المتقين أشد، وحماية الأرض والعرض تغلي في القلوب، فانكسر الزحف، وتخبطوا تحت الشمس ما بين هارب ومختبىء في مشهدٍ يشفي صدور قوم مؤمنين، وتركوا خلفهم 40 قتيلاً و 60 جريحًا، ومدرعة محترقة، وثلاثة أطقم مدمرة…
كل ما سبق سرده، ما هو إلا جزء يسير من سير المعارك للساعات المنصرمة، والتي تشاهدونها أولاً بأول، من خلال عدسة الإعلام الحربي…
إن لم تدرك مملكة الشيطان أنها فتحت أبواب جهنم على مصراعيها، وأن اليمنيون مصممون على انتزاع الحرية والكرامة وصون العرض وتحرير الأرض بأي ثمن؛
فعليها أن تنظر في عيني القائد ورجال اليمن الأشداء؛
وليس لها بعد ذلك إلاَّ أن تنتظر!
مدارس ومصانع!
لا أدري ماهو شعور أشباه الرجال وهم يرون هذه الصور الطازجة؛
والتي لا شك أنها ترعبهم، وتهُز أنوثتهم، وتضطربُ لها هرموناتهم..
أولئك المتسكعون في كل شارع وحارة ببنطلوناتهم الضيقة وشعورهم المرخية…
وكذلك المتسكعون في وسائل التواصل الاجتماعي..
والمتسكعون في حجرات منازلهم..
والذين لم يعرفوا جبهة، ولم يغبروا أقدامهم في ميدانٍ أو ساحة، ويُسمون أنفسهم تارة بالمُحايدين، وهم في الحقيقة “ذكورٌ- مكالف”…
لهم أقول:لا تخافوا…
هؤلاء الحرائر لم يخرجن لتأديبكم، ولا لإخراجِكم من منازلكم، ولا لدفعكم إلى الجبهات..
إنما خرجنَ غيرةً وفطرة، ووعيا وإيمانا، وهنَّ يشاهدن ما فعله الغزاة المحتلون وعبيدهم المستأجرون ببنات التحيتا الثمان..
خرجنَ ليرفعنَ شعار #بدمائنا_نصون_أعراضنا ..
خرجنَ بعدَ أن قرأن قول الحق سبحانه:
“من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” وقوله سبحانه” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”
خرجن بعد رؤيتهن للئام الذين قال فيهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:
(إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم)
خرجنَ في مسيرة كبيرة بذرتها في قول القائد الشهيد سلام الله عليه:
(ما أعظم المرأة الصالحة التي تسهم في صناعة الأبطال، صنع الرجال، صنع المجاهدين)
خرجن وفي دماء كل واحدةٍ منهُن أبٌ أو أخٌ أو زوجٌ أو ابنٌ أو عمٌ أو خالٌ:
(شهيد أو جريح أو مجاهد)
فسلام الله عليكُن أيتها المؤمنات القانتات الصالحات:
فأنتُن مدارسٌ عريقة للأجيال المجاهدة،
ومصانعُ فولاذية للجبهات المسددة…
وفيكن أيتها الطاهرات يصدق قول المتنبي:
ولو أن النساء كمن (وجدنا)
لفُضلتِ النساء على الرجالِ
وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ
ولا التذكيرُ فخرٌ للهلالِ