الدكتور أحمد الشامي في حوار خاص مع صحيفة الحقيقة :ثقافة الولاية لها دور بارز في صمود وثبات اليمنيين في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي
الدكتور أحمد الشامي في حوار خاص مع صحيفة الحقيقة :ثقافة الولاية لها دور بارز في صمود وثبات اليمنيين في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي
إقامة مناسبة الغدير جزء أصيل من ثقافة وهوية المجتمع اليمني توارثها عبر القرون
صحيفة الحقيقة/ حوار/صادق البهكلي
المقدمة:
تمر علينا الذكرى السنوية لمناسبة تاريخية ومفصلية في تاريخ الأمة هي مناسبة يوم الولاية يوم أكمل الله به الدين وأتم به النعمة بولاية أمير المؤمنين وتكتسب المناسبة أهميتها من دلالاتها الدينية والسياسية والعقائدية ومن قول الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو يعلن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (سلام الله عليه) ليكون خليفته في أمته ” ألست أولى بكم من أنفسكم؟”… ” فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه”.
ومحاولة متواضعة لفهم معاني هذا اليوم العظيم والتطلع إلى ثقافة الغدير وما يترتب عليها من عزة وفلاح ونصر، وتقديمها إلى قراء (الحقيقة) نلتقي الدكتور الفاضل أحمد الشامي الملم بالثقافة القرآنية في حوار متواضع حول أهمية ثقافة الغدير خصوصا في مرحلة أصبحت سمتها البارزة الخضوع للهيمنة الامريكية كبديل عن ولاية الله ورسوله وأعلام دينه. فإلى نص الحور
تحل علينا الذكرى السنوية ليوم الولاية ماذا يعني لنا الاحتفال بهذا اليوم؟
يعني لنا الكثير
1- الاقتداء برسول الله صلوات الله عليه وآله في تبليغ هذا الأمر عبر الأجيال.
2- الاعتزاز بهويتنا الإيمانية القرآنية ورفض الأفكار المستوردة فيما يتعلق بنظام ولاية الأمر ، فالإسلام العظيم منهج متكامل ليس بحاجة تكميل وترقيع وتلفيق.
3 – رفض ولاية الأمر الأمريكية المسلطة على رقاب الأمة والاعتزاز والتمسك بولاية الأمر الإلهية.
4- تحويل هذه المناسبة إلى ثقافة عامة لتترسخ في نفوس أبناء الأمة.
نص حديث الغدير أشار إشارة واضحة إلى الإمام علي (عليه السلام) لماذا الإمام علي بالذات؟
لأنه المؤهل والأجدر والأكفأ بكل المعايير فمعيار العلم هو كما قال الرسول (أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ويكفي أن تطلع على ما خلفه الإمام علي من موروث ثقافي وفكري والذي اذهل الكثير من الفلاسفة المعاصرين ، وهو صاحب المكانة والمنزلة الأعظم مقارنة ببقية الصحابة ويكفي ما قاله الرسول فيه بإجماع الأمة ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) فهل كان أحد من صحابة موسى بمنزلة هارون منه وكذلك الأمر متعلق بالإمام علي مع رسول الله ، وفيما يتعلق بالمواقف والشجاعة فقد كان أشجع الصحابة وموقفه في الأحزاب وفي فتح خيبر وغيرها من المواقف محل إجماع الأمة وقد قيل أن شجاعته أنست الناس أبطال العرب السابقين ، وهو مع كل ذلك من ورثة الكتاب ومن دائرة الاصطفاء وقال عنه الرسول بوضوح أمام الملأ ( إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله )
ما هي مهام الولاية في الإسلام ؟ وهل برأيك تمثل الأنظمة العربية القائمة في تعاملها مع شعوبها ومصالح الأمة الولاية الإسلامية الصحيحة؟ ولماذا؟
الولاية في الإسلام واسعة جدا وليست مجرد سلطة تنفيذية وأوامر ونواهي جافة فولاية الأمر في الإسلام ولاية رحمة ورعاية وتربية وليست السلطة التنفيذية سوى 10%من مهامها ، وبالتأكيد أن الأنظمة العربية القائمة لا تمثل لا من قريب ولا من بعيد نظام ولاية الأمر في الإسلام فهي أنظمة استبدادية متخلفة وخاضعة للنظام الأمريكي والصهيونية سواء منها ماكان ملكيا أو كان تحت عنوان الديموقراطية أو غيره من الأشكال ، فالأمة بحاجة للعودة لقرآنها وبحاجة للانتصار على هزيمتها النفسية والفكرية من خلاله.
حادثة الولاية مشهورة عند جميع الطوائف الإسلامية فهي يوم أكمل الله فيه دينه وأتم نعمته على البشرية بولاية الإمام علي (عليه السلام) في اعتقادكم ماهي أهم الأسباب التي دفعت البعض إلى التحسس من موضوع الولاية بل ومحاربة الاحتفال بيوم الغدير؟
الجهل والتجهيل بحادثة الغدير التي كانت الأنظمة المستبدة تمارسها خلقت حالة من العداء لدى فئات من المجتمع فالناس كما قال الإمام علي (أعداء ما جهلوا )، وكذلك اليهود على مراحل التاريخ كان لهم دور كبير جدا في صرف أنظار الناس عن هذه المناسبة التي تمثل ضمانة لعزة الأمة ، فاليهود بخبرتهم الدينية الطويلة ودهائهم الكبير استطاعوا اختراق الأمة ثقافيا واستطاعوا تفريخ كيانات منحرفة كالوهابية وغيرها من الجماعات التي صنعت بعين الاستخبارات الأمريكية والبريطانية وكان الهم الأكبر لهذه الجماعات هو ضرب ثقافة الولاية وكل من ينتمي إليها.
عندما نتأمل المستوى والواقع الذي وصلت إليه أمتنا المسلمة فإننا نجد الوضع كارثي فالأمريكي هو من يقرر كل صغيرة وكبيرة حتى ما يخص ستار الكعبة؟ ما الأسباب برأيك التي أوصلت الأمة لهذا المستوى؟ وما المخرج؟
السبب هو البعد عن الضمانة التي أكد عليها الرسول والتي وردت في كل كتب المسلمين جميعا بلا استثناء (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) ترك المسلمون الولاية الإلهية وتمسكوا بالولاية الأمريكية ، فكانت النتيجة ما تشاهدونه من ذل وهوا وانبطاح لأعداء الأمة.
نجد حالة من الشتات والتبلد الثقافي والمعرفي بين أوساط الشعوب العربية وأصبح المواطن العربي منقسما بين دعاة الليبرالية والعلمانية والانسلاخ عن الدين الإسلامي وبين من يستغل عنوان الإسلام لاستقطاب المزيد من الشباب في محارق حروب بالوكالة تديرها أمريكا ضد الأمة؟ ماهي الأسباب برأيك؟
نفس الأسباب السابقة التي ذكرناها وأيضا غياب الثقافة القرآنية عن الوعي المجتمعي شكل حالة فراغ تمكن من خلالها أعداء الأمة من اختراق الوعي الجمعي للأمة ، فالانحراف الشديد لكثير من مثقفي الأمة كان له دور كبير في تسويق إسلام هش وضعيف في ساحة الأمة لم يصمد أمام دهاء اليهود والنصارى ، وكانت النتيجة هي الهزيمة النفسية والفكرية والشعور بالدونية والاتجاه نحو الاغتراب عن هوية الأمة وقيمها ، فما ذا جنى المهزومون من نتائج غير الخيبة والفشل ولم تكن العلمانية ب اتجاهاتها المتعددة غير (سراب بقيعة يحسبه الضمان ماء) فكل الدول العربية التي تعلمنت ازدادت تخلفا وضعفا وانحدارا حالها كحال بقية الحكومات إن لم تكن أسوأ.
تواجه ثقافة الولاية بحملة تشويه غير مسبوقة؟ وهي ليست جديدة إنما تزداد سخونتها؟ لماذا برأيك تتحرك الأبواق التضليلية لحرف وعي الناس عن التفهم لموضوع الولاية وأهميتها خاصة خلال مناسبة عيد الغدير الأغر؟
لأن الماكنات الإعلامية المتصهينة والصهيونية تدرك جيدا أن ثقافة الولاية هي الخطر الأكبر على وجودها وأن ثقافة الولاية ستمنح الأمة استقلالية وقوة وهوية وشخصية بعيدة عن المشاريع الاستعمارية العالمية.
شعبنا اليمني من أبرز الشعوب المسلمة التي تحتفي بذكرى ولاية الإمام علي (عليه السلام) ماذا تمثل لنا هذه المناسبة في رأيك وما هي أهمية ثقافة الولاية خاصة في ظل ما نلاحظه من المجاهرة بالتولي لليهود الذين هم الأعداء الحقيقيون للإسلام والمسلمين؟
هذه المناسبة جزء أصيل من ثقافة وهوية المجتمع اليمني توارثها عبر القرون ولذلك كان اليمن عصيا على الاحتلال وسمي في مراحل متعددة بمقبرة الغزاة وهذه المناسبة ضمانة أكيدة تحمينا من الولاء لليهود والنصارى.
دخلنا العام الرابع في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي.. وقدم اليمنيون الأحرار أروع آيات الصمود والثبات، هل برأيك تشكل ثقافة الولاية جزء من عوامل صمود الشعب اليمني؟ وكيف تقرأ مستقبل الصراع انطلاقا من الرؤية القرآنية لثقافة الولاية؟
بالتأكيد أن لثقافة الولاية الدور الأبرز في صناعة هذا الانتصار اليماني الإيماني (ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) ، ولك أن تستقرئ واقع الدول و الكيانات التي رفعت راية ثقافة الولاية لله ولرسوله وأهل بيته كحزب الله في لبنان وإيران والحشد الشعبي في العراق وكيف تحقق على أيديهم انتصار للأمة على المعسكر الأمريكي والصهيوني وأدواته في المنطقة ، وها هو شعبنا اليمني المعتز بولائه لله ولرسوله وأهل بيته يلقن الغزاة دروسا قاسية وصدق الله (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ).